مجلس الجامعة العربية: مواجهة التطرف معركة العرب والمسلمين بالدرجة الأولى

العربي يطالب بوضع خريطة لتنفيذ قرارات مكافحة الإرهاب

اجتماع الجامعة العربية لبحث العمليتين الإرهابيتين في الكويت وتونس الجمعة الماضي في القاهرة أمس (أ.ف.ب)
اجتماع الجامعة العربية لبحث العمليتين الإرهابيتين في الكويت وتونس الجمعة الماضي في القاهرة أمس (أ.ف.ب)
TT

مجلس الجامعة العربية: مواجهة التطرف معركة العرب والمسلمين بالدرجة الأولى

اجتماع الجامعة العربية لبحث العمليتين الإرهابيتين في الكويت وتونس الجمعة الماضي في القاهرة أمس (أ.ف.ب)
اجتماع الجامعة العربية لبحث العمليتين الإرهابيتين في الكويت وتونس الجمعة الماضي في القاهرة أمس (أ.ف.ب)

طالب أمين عام جامعة الدول العربية، الدكتور نبيل العربي، بوضع خريطة لتنفيذ قرارات مكافحة الإرهاب بعد استهدافه للعواصم العربية، مشددا على أهمية تدارس تداعيات التفجيرات والأعمال الإرهابية الإجرامية التي وقعت خلال الأيام القليلة الماضية في عدة دول عربية. في وقت أكد فيه مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين، أمس، أن «المواجهة مع الإرهاب والتطرف هي معركة العرب والمسلمين بالدرجة الأولى دفاعا عن الدين الإسلامي الحنيف»، مطالبين المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته نحو دعم الجهود العربية لمكافحة الإرهاب الذي استفحل في عدد من الدول العربية، مما يشكل تهديدا للأمن القومي العربي ويمثل خطرًا داهمًا على السلم والأمن الإقليميين والدوليين.
وخلال أعمال الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة، وذلك على مستوى المندوبين الدائمين، أمس، أدان العربي العمل الإرهابي الذي استهدف موكب المستشار هشام بركات النائب العام المصري وأودى بحياته. واستنكر العربي وقوع هذه الجريمة الإرهابية، وفي هذا التوقيت بالذات، خلال شهر رمضان المبارك، مُعربا عن ثقته في قدرة الأجهزة الأمنية المصرية على سرعة ضبط الجناة وتقديمهم للعدالة، ومتمنيا الشفاء العاجل للجرحى والمصابين. كما أكد الأمين العام على وقوف جامعة الدول العربية إلى جانب مصر رئيسا وحكومةً وشعبا في مواجهة أنشطة الجماعات الإرهابية، والتي تحاول النيل من جهود الحكومة المصرية ومسيرتها نحو تحقيق البناء والأمن والاستقرار.
ومن جانبه، عبر الشيخ خليفة بن علي الحارثي، سفير سلطنة عمان لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، عن إدانة الحكومة العمانية الشديدة لعملية اغتيال النائب العام في جمهورية مصر العربية الشقيقة. وعبر عن إدانته الشديدة للعمليات الإرهابية التي وقعت في كل من دولة الكويت وجمهورية تونس، والهجوم على قافلة الإغاثة الإماراتية في الصومال. وأعرب خلال كلمته أمام اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية عن التضامن والوقوف مع حكومات وشعوب هذه الدول الشقيقة، منوها بأن السلطنة سبق أن أصدرت بيانات إدانة حول العمليات الإرهابية في الكويت وتونس والصومال.
وأكد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين أمس «على أن المواجهة مع الإرهاب والتطرف هي معركة العرب والمسلمين بالدرجة الأولى دفاعا عن الدين الإسلامي الحنيف»، مشددا على «التزام كل الدول العربية بالعمل على التعاون المشترك لتجفيف منابع التمويل عن التنظيمات الإرهابية».
وطالب المندوبون الدائمون في ختام اجتماعهم الطارئ المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته نحو دعم الجهود العربية لمكافحة الإرهاب الذي استفحل في عدد من الدول العربية مما يشكل تهديدا للأمن القومي العربي ويمثل خطرًا داهمًا على السلم والأمن الإقليميين والدوليين.
وكان العربي قد أعرب خلال مداخلته في الاجتماع الطارئ للمجلس على مستوى المندوبين عن حزنه الشديد لما يحدث من عمليات إرهابية في أكثر من عاصمة عربية، ودعا إلى أهمية تدارس تداعيات التفجيرات والأعمال الإرهابية الإجرامية التي وقعت خلال الأيام القليلة الماضية في عدة دول عربية؛ في مسجد الإمام الصادق بمنطقة الصوابر بمدينة الكويت، وفي أحد الفنادق السياحية بمدينة سوسة بالجمهورية التونسية.
وأضاف أن الهجمات والأعمال الإرهابية أصبحت من الأحداث المتكررة التي تقع يوميا، وعلى امتداد خارطة العالم العربي. وقبل ذلك بأسابيع، شهدنا مثل هذه الأحداث في المملكة العربية السعودية، إضافةً إلى ما يُرتكب من أعمال إرهابية في العديد من الدول العربية، والتي تُرتكب زورا باسم الدين الإسلامي الحنيف والإسلام منها براء.
واتهم العربي تنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى بالوقوف خلف هذه العمليات التي تستهدف أساسا تدمير بنية المجتمعات العربية ونسيجها الاجتماعي، محاولةً بث الفُرقة والانقسامات والأفكار الهدّامة بين أبناء الوطن الواحد على أساس المذهب والدين والعِرق، وكذلك محاولة زعزعة أمن واستقرار الدول العربية، والنيل من السلم الأهلي في مجتمعاتها.
وأكد العربي تضامن جامعة الدول العربية ودعمها التام لحكومات دولة الكويت والجمهورية التونسية والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية وجمهورية الصومال الفيدرالية، وما اتخذته هذه الدول من إجراءات وتدابير لمكافحة أنشطة الجماعات الإرهابية.
كما أشاد بوقفة الشعب الكويتي الشقيق وأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وكذلك بوقفة الشعب التونسي ورئيسه الباجي قائد السبسي، وما صدر عنهما من مواقف شجاعة تؤكد على الوحدة الوطنية ونبذ الفُرقة والانقسام والأفكار الهدّامة للجماعات المتطرفة. كما أشاد بالدور الذي تضطلع به دولة الإمارات العربية المتحدة لمساعدة حكومة الصومال على إعادة بناء مؤسسات الدولة وما تقدمه من أعمال إغاثة إنسانية لفائدة الشعب الصومالي. وتوجه كذلك بالعزاء في كل من سقط ضحيةً للأعمال الإرهابية في جميع الدول العربية.
ولفت العربي الانتباه إلى ما اتخذ من قرارات عربية بشأن مواجهة الإرهاب، مذكرا بقرار القمة العربية الذي صدر في مدينة شرم الشيخ رقم 628 بتاريخ 29 مارس (آذار) الماضي حول إنشاء قوة عربية مشتركة لصيانة الأمن القومي العربي، وكذلك قرار مجلس الجامعة الوزاري رقم 7804 بتاريخ 7 سبتمبر (أيلول) الماضي حول صيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الجماعات الإرهابية.
وطالب العربي بأهمية النظر جديا في تفعيل هذه القرارات واتخاذ ما يلزم من تدابير جدية وإجراءات عملية جماعية لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه واجتثاث جذوره من مجتمعاتنا العربية. وأضاف «لعل إنجاز مشروع بروتوكول إنشاء القوة العربية المشتركة لمواجهة التحديات الإرهابية وصيانة الأمن القومي العربي، والذي تم رفعه قبل يومين إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الدورة الحالية للقمة العربية، يُعطي إشارة البدء بتفعيل تنفيذ قرارات القمة والمجلس الوزاري في هذا الشأن، ويضع اللبنات الأساسية لانطلاق عمل تعاوني عربي مشترك في مجال التدخل السريع لمكافحة الإرهاب وصيانة الأمن القومي العربي».
وأكد مجددا على ضرورة إعادة النظر ورسم خريطة طريق مُحدّدة تضع هذه القرارات جميعها موضع التنفيذ.



سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.