كرة القدم تهوي إلى الحضيض لأننا نسينا أنها رياضة أولاً وقبل أي شيء

المال والجشع والتوسع أصبحوا يأتون في المقام الأول ثم تجيء اللعبة نفسها في مرحلة لاحقة

من المسؤول عن الفوضى التي شهدها نهائي دوري  ابطال اوروبا بين ليفربول وريال مدريد (أ.ب)
من المسؤول عن الفوضى التي شهدها نهائي دوري ابطال اوروبا بين ليفربول وريال مدريد (أ.ب)
TT

كرة القدم تهوي إلى الحضيض لأننا نسينا أنها رياضة أولاً وقبل أي شيء

من المسؤول عن الفوضى التي شهدها نهائي دوري  ابطال اوروبا بين ليفربول وريال مدريد (أ.ب)
من المسؤول عن الفوضى التي شهدها نهائي دوري ابطال اوروبا بين ليفربول وريال مدريد (أ.ب)

شهد الأسبوع الماضي قيام ثلاثة أندية كبرى - من بينها ناديان تم إقصاؤهما من دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا رغم المزايا الهائلة التي يتمتعان بها على الصعيد المالي - بالتحريض من أجل إقامة بطولة دوري السوبر الأوروبي التي من شأنها أن تساعد هذه الأندية على أن تجني المزيد من الأموال. وخلال المباراة التي جمعت مانشستر سيتي وليفربول على ملعب «أنفيلد» خلال الجولة الحادية عشرة، رددت جماهير مانشستر سيتي هتافات ضد كارثتي هيلزبره وهيسل، لكن الغريب أن مانشستر سيتي لم يُدِن تلك الهتافات، لكنه بدلاً من ذلك وجه اللوم إلى المدير الفني لليفربول، يورغن كلوب، بسبب إدلائه بتصريحات منطقية تماماً حول المزايا المالية التي تتمتع بها الأندية المملوكة لبعض الأثرياء!
وفي الوقت نفسه، تعرض كلوب - في نهاية الأسبوع نفسه الذي دخل فيه الحكام المحليون إضراباً لتسليط الضوء على الانتهاكات والتجاوزات التي يتعرضون لها - للطرد بسبب اعتراضه غير اللائق على الحكم المساعد! وعلاوة على ذلك، تتعرض حافلات الفرق للهجوم، وتحولت وسائل التواصل الاجتماعي إلى ساحات حرب ومنصة للإهانات، وأصبح المديرون الفنيون، الذين يمكن وصفهم بأنهم عملاء فعليون لمالكي أنديتهم، يلقون المحاضرات ويوجهون النصائح بشأن السلوك الذي يجب التحلي به بجوار خط التماس!
ولا يزال جدول المباريات سخيفاً للغاية، فرغم أنه لا يتبقى على انطلاق المونديال سوى أربعة أسابيع، لا تزال هناك ثلاث جولات أخرى في الدوري الإنجليزي الممتاز، فضلاً عن جولتين في دوري أبطال أوروبا، وجولة في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة. وتتزايد الإصابات التي يتعرض لها اللاعبون بشكل ملحوظ، كما أن أي إصابة أخرى خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة قد تمنع اللاعبين من المشاركة في المونديال. ومن شبه المؤكد أن الإرهاق الذي يعاني منه اللاعبون وقلة وقت الاستعداد للبطولة سيكون لهما تأثير سلبي كبير على مستوى المباريات في نهائيات كأس العالم بقطر.
وفي الوقت نفسه، رفض النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو المشاركة كبديل وترك الملعب قبل نهاية مباراة فريقه مانشستر يونايتد أمام توتنهام، بينما نفى النجم الفرنسي الشاب كيليان مبابي أنه يرغب في الرحيل عن باريس سان جيرمان لأن الفريق لا يلعب بطريقة تناسبه! وتكشف المزيد من التفاصيل التي تتعلق بالفوضى التي حدثت خلال المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا. ويبدو أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (الويفا) تحول إلى هيئة فوضوية غير منظمة تعاني من سوء الإدارة، ومدينة بالفضل للأندية الأكثر ثراء، وغير قادرة على تحدي القوة المالية لأندية النخبة، وغيرة قادرة حتى على إقامة مباريات كرة القدم بأمان.

أزبليكويتا لاعب تشيلسي وصف جدول المباريات قبل كأس العالم بـ«المجنون» (إ.ب.أ)

وأصبح عدم المساواة الكارثي بين الأندية يعني أن معظم الدوريات الأوروبية أصبحت حكراً على بعض الأندية بعينها. من المفترض أن فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد، لديه دليل على أن الشباب يبتعدون عن اللعبة الآن، لكن الحل الذي اقترحه لهذه المشكلة هو زيادة عدم المساواة! صحيح أن كرة القدم لم تصل للمرحلة التي وصلت إليها لعبة الكريكيت الإنجليزية، من حيث ازدراء الجمهور التقليدي من أجل الرغبة في النمو وجني الأموال، لكن لا يبدو هذا شيئاً مستبعداً في ظل امتلاك جهات خارجية لثلاثة أرباع أندية الدوري الإنجليزي الممتاز!
لقد ارتفعت الاعتقالات في مباريات الدوري الإنجليزي بنسبة 68.5 في المائة، بالمقارنة لما كان عليه الوضع قبل تفشي فيروس كورونا. وأصبحت تكاليف الذهاب لمشاهدة المباريات باهظة، كما أن انهيار الخط الرئيسي للساحل الغربي يعني أنه، في إنجلترا على الأقل، يكاد يكون من المستحيل الوصول إلى بعض المباريات.
إذن، ما الذي يمكن القيام به إذا كان الوضع الراهن غير جذاب والمستقبل يبدو قاتماً وأكثر سوءاً؟ من الواضح أن بيرند ريتشارت، الرئيس التنفيذي الجديد للشركة التي تدعم دوري السوبر الأوروبي، في مهمة للترويج للبطولة من جديد بعد المحاولة الكارثية لإطلاق البطولة في أبريل (نيسان) 2021. وقال ريتشارت: «نريد الوصول إلى أصحاب المصلحة في مجتمع كرة القدم الأوروبي وتوسيع هذه الرؤية. وحتى المشجعين سيرحبون كثيراً بهذه الفكرة. الأمر لا يزال عبارة عن لوحة بيضاء، وشكل البطولة لن يكون عقبة أبداً». لكن الحقيقة أن استخدام ريتشارت لكلمة «حتى» قبل «المشجعين» يثير المخاوف على الفور! فهل ريتشارت يستشير الأشخاص الذين سيشاهدون منتجه في نهاية المطاف؟ وإذا كانت هناك بداية جديدة، فكيف سنبني كرة القدم؟ من السهل أن نشكو ونعبر عن اعتراضنا، لكن الشيء الأصعب حقاً هو وضع خطة واضحة وشاملة لتطوير اللعبة. إذن، ما هي المبادئ التي يعتمد عليها في هذا الطرح؟
من المفترض ألا تكون الإجابة على هذا السؤال الأخير صعبة، نظراً لأن المنافسة، من الناحية المثالية وكما توحي الكلمة نفسها، يجب أن تشجع على التنافس بين الجميع، وليس منح المزايا للبعض وحرمان البعض الآخر منها. فهل هناك من يشك في ذلك؟ وهل يشعر أي شخص بالرضا حقاً وهو يشاهد الأندية الكبرى تسحق منافسيها الضعفاء كل أسبوع؟ يجب أن تُكافأ الفرق على النجاح الذي تحققه، لكن ليس إلى الحد الذي يجعلها تهيمن على الساحة بشكل دائم. ويجب أن تمثل كل مباراة تحدياً صعباً أمام منافس قوي، ويجب أن يكون كل فريق قادراً على أن يحلم أنه في يوم من الأيام سيكون قادراً على الوصول إلى القمة إذا ما عمل بشكل صحيح.
ربما يتطلب هذا إعادة توزيع الأموال بشكل مختلف - كما كان موجوداً حتى عام 1981 - لكن هذا سيتطلب من أندية النخبة أن تعيد النظر في اللعبة ككل، وقد مر وقت طويل منذ أن فكر أي شخص في كرة القدم في أي شيء يتجاوز اهتماماته ومصالحه الخاصة! لقد أثبتت تدابير تقييد الإنفاق - الحدود القصوى للرواتب وقواعد اللعب المالي النظيف - أنها غير قابلة للتطبيق على أرض الواقع، لأسباب ليس أقلها أنها غير قابلة للتنفيذ بشكل فعال عندما تمتلك الأندية مثل هذه الثروة التي تمكنها من عرقلة التحقيقات بخطوات قانونية لا نهاية لها.
من شبه المؤكد أن الجمهور يريد أن يكون ممثلاً في مجالس إدارات الأندية، وأن يملك القدرة على منع الاستحواذ على الأندية من قبل أولئك الذين لا يهتمون بشكل أساسي بمستوى اللعبة، لكن هذا الجمهور نفسه هو أول من يذعن ويستسلم بشكل غريب أمام أي ملياردير عابر على أمل أن يتمكن هذا الملياردير من إبرام تعاقدات قوية وتدعيم النادي بشكل كبير يمكنه من المنافسة مع الآخرين.
وتكمن المشكلة الأساسية في أننا جميعاً لم نعد ننظر إلى كرة القدم باعتبارها رياضة في المقام الأول، بل أصبحنا ننظر إليها على أنها عمل تجاري ومنتج ترفيهي، لدرجة أن بعض الأندية باتت تنتج أعمالاً درامية حول شؤونها اليومية، بينما تفكر بعض الأندية الأخرى في التفاعلات على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر مما تفكر في المباريات والمنافسة على البطولات والألقاب. لقد أصبح كل شيء يتعلق بالمال والجشع والنمو في المقام الأول، ثم تأتي اللعبة نفسها، أو مكانة النادي في بيئته ومجتمعه، في مرحلة لاحقة. لكن كرة القدم، في جوهرها، ليست عملاً تجارياً أو ترفيهاً، ولا يجب أن تكون أداة يستخدمها البعض لتحسين صورته. إنها رياضة، وحتى نتذكر ذلك ونعطيه الأولوية، من الصعب أن يكون هناك أي أمل في المستقبل، أو حتى في الحاضر!


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».