هجمات روسية على كييف... وبوتين يتهم الغرب بلعبة «خطيرة»

وعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بتزويد شعبه بأخبار سارة قريبا من الجبهة، دون أن يخوض في التفاصيل، واصفا في خطابه المسائي المصور القصف الروسي لعدة مناطق خلال الـ24 ساعة الماضية بأنه «حالة من الجنون»، فيما اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس أن الغرب أعماه الاستعمار ويحاول ابتلاع بقية العالم، وأن ما تقوم به روسيا في أوكرانيا ليس سوى دفاع عن «حقها في الوجود». وقال بوتين في خطاب ألقاه في موسكو أمام منتدى فالداي إن «روسيا لا تتحدى الغرب، روسيا تدافع فقط عن حقها في الوجود»، متهما الأميركيين والغربيين بأنهم يريدون «تدمير (روسيا) ومحوها من الخريطة»، مضيفا أن الغرب يلعب لعبة «خطيرة ودموية وقذرة»، لكنّ الولايات المتحدة وحلفاءها سيتعين عليهم عاجلا أم آجلا إجراء محادثات مع روسيا.
وقال زيلينسكي إن القوات الأوكرانية صامدة أمام الهجمات الروسية المتكررة بالقرب من بلدتين رئيسيتين في منطقة دونباس بشرق البلاد. وذكر أن أشد المعارك تدور رحاها بالقرب من أفدييفكا خارج دونيتسك وباخموت إلى الشمال الشرقي. ومضى قائلا: «هذا هو المكان الذي يتجلى فيه جنون القيادة الروسية. يوما تلو الآخر، ومنذ أشهر، يرسلون الناس إلى حتفهم هناك عبر تركيز أعنف موجات القصف المدفعي (على المدينتين)».
وذكرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أن روسيا شنت 18 غارة جوية على أوكرانيا خلال الساعات الـ24 الماضية، واستهدفت فيها العاصمة الأوكرانية كييف ليل الأربعاء - الخميس، بعد أن قصفت مدينة زابوريجيا في جنوب البلاد. وأفاد حاكم كييف، أوليكسي كوليبا، بأن القوات الروسية استهدفت أحد المجتمعات المحلية في كييف، بحسب صحيفة «كييف إندبندنت». وقال سلاح الجو الأوكراني أمس الخميس، إن الجيش الروسي في جنوب أوكرانيا أطلق أكثر من 20 طائرة إيرانية مسيرة مقاتلة من طراز «شاهد 136» قبل منتصف الليل بساعتين. وأضاف أنه قد تم اعتراض 19 منها وإسقاط بعضها فوق منطقة أوديسا.
وأعلنت السلطات في شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها موسكو عام 2014 الخميس أن محطة لتوليد الكهرباء في القرم استهدفت بهجوم بطائرة مسيرة ليلاً، مشيرة إلى أن المحطة لم تتضرر كثيراً.
وقال الحاكم الذي عينته موسكو ميخائيل رازفوزهاييف عبر تليغرام: «اليوم خلال الليل حصل هجوم بطائرة من دون طيار على محطة بالاكلافا لتوليد الطاقة الحرارية». ولفت إلى أن المحطة تكبدت «أضراراً طفيفة. لم يسجل وقوع إصابات». وأوضح المسؤول أنه ليس هناك «تهديد لإمدادات الطاقة»، وأن «الحادث لم يؤثر على إمدادات الطاقة في سيفاستوبول وشبه الجزيرة». وأشار إلى أن المحول الذي اشتعلت فيه النيران عقب الهجوم «قيد الصيانة ولا يعمل» حالياً. وتابع أن «الموظفين في المنشأة تعاملوا بسرعة مع الحريق». ويأتي إعلانه فيما تضغط أوكرانيا عبر شنها هجوماً مضاداً في الجنوب.
واستهدفت القوات الروسية في الأسابيع الأخيرة بنى تحتية لتوليد الكهرباء في أوكرانيا.
اتهم الكرملين الخميس كييف بأنها انسحبت من مفاوضات السلام مع موسكو في مارس (آذار) بناء على «أوامر» من واشنطن، في وقت «كان قد تم التوصل إلى توازن صعب جداً». وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن «النص كان في الواقع جاهزاً (...) ثم فجأة، اختفى الجانب الأوكراني عن الرادارات، وقال إنه لم يعد يريد متابعة المفاوضات». وأشار بيسكوف إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين اعتبر أن «رفضاً من هذا القبيل للاتفاقيات التي سبق أن تم التفاهم عليها، حدث بشكل واضح بناء على أوامر من واشنطن».
وسارع زيلينسكي الأربعاء إلى نفي أي إمكان للتفاوض مع موسكو ما دام الجيش الروسي «يضرب البنى التحتية» الأوكرانية. وقال: «فلنبدأ برفع الحصار على الأقل عن البحر الأسود»، مع اتهام كييف لموسكو بأنها تتعمد تأخير إبحار 170 سفينة محملة بالحبوب من أوكرانيا في اتجاه دول عدة في أفريقيا وآسيا. وأضاف أن «رغبة الرئيس الروسي في الحديث ليست في رأيي أكثر من خطاب أعد سلفا».
والمحادثات بين كييف وموسكو متعثرة منذ مارس، ويتبادل الطرفان الاتهامات بالتسبب بهذا الجمود.
ويعتزم عسكريون أستراليون تدريب قوات أوكرانية لأول مرة كجزء من حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 87 مليون دولار لمساعدة البلاد في حربها ضد روسيا. وذكرت صحيفة «ذا إيدج» المحلية أن أستراليا سوف تزيد من مساعداتها لأوكرانيا من خلال إرسال 30 ناقلة جند إضافية من طراز بوشماستر إلى البلاد، والتي تمت الإشادة بها على نطاق واسع لمساهمتها في المجهود الحربي، بالإضافة إلى 60 ناقلة جند تم الوعد بها بالفعل. وستنشر وحدة يصل قوامها إلى 70 فردا من أفراد قوة الدفاع الأسترالية في المملكة المتحدة في يناير (كانون الثاني) للانضمام إلى عملية إنترفلكس، وهي متعددة الجنسيات لتدريب الجنود الأوكرانيين.
ولن يدخل أي عسكري أسترالي أوكرانيا نفسها، وفقا للصحيفة. وقال رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز: «أستراليا كانت صريحة في دعمها الحربي لأوكرانيا وإدانتها للرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين».
وأَضاف «سنواصل الدفاع عن الحرية والديمقراطية». وتابع: «لا يتعلق هذا فقط بسيادة أوكرانيا. الشعب الأوكراني الشجاع يدافع عن القانون الدولي والقواعد والأعراف». ورحب سفير أوكرانيا لدى أستراليا فاسيل ميروشنيتشينكو بالشريحة الجديدة من المساعدات التي سترفع إجمالي مساهمة أستراليا العسكرية في أوكرانيا إلى 475 مليون دولار.