واشنطن تجري تجربة ثانية لصاروخ فرط صوتي وتسرّع نشر نسخة مطورة من سلاح نووي في أوروبا

بيرنز يؤكد لزيلينسكي استمرار دعم أوكرانيا بما في ذلك استخبارياً لصد «العدوان» الروسي

أمين عام الناتو (يسار) مع وزير الدفاع الأميركي (أ.ب)
أمين عام الناتو (يسار) مع وزير الدفاع الأميركي (أ.ب)
TT

واشنطن تجري تجربة ثانية لصاروخ فرط صوتي وتسرّع نشر نسخة مطورة من سلاح نووي في أوروبا

أمين عام الناتو (يسار) مع وزير الدفاع الأميركي (أ.ب)
أمين عام الناتو (يسار) مع وزير الدفاع الأميركي (أ.ب)

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها أجرت اختباراً ثانياً ناجحاً لصاروخ فرط صوتي في 26 من الشهر الجاري. وأضافت الوزارة في بيان أنها تخطط لتجربة ثانية هذا الأسبوع، حيث سيتم استخدام هذه الاختبارات للإبلاغ عن تطوير «الرد السريع التقليدي للقوات البحرية، وقدرة الضربة الهجومية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت للجيش طويلة المدى».
وأكد البيان أن تسليم أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت، والقادرة على الطيران بسرعات تزيد عن خمسة أضعاف سرعة الصوت (ماخ5)، يعد إحدى أهم أولويات وزارة الدفاع في هذه المرحلة. وأضاف بيان البنتاغون أن البرنامج يسير على المسار الصحيح لدعم الإرسال الميداني الأول لقدرة تفوق سرعة الصوت للجيش في السنة المالية 2023.
ويأتي الإعلان عن هذه التجربة في ظل تصاعد التوترات بين روسيا والولايات المتحدة وحلفائها في حلف «الناتو»، على خلفية تهديدات موسكو باستخدام الأسلحة النووية في حربها في أوكرانيا. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الروسية إن الأقمار الصناعية التجارية التابعة للولايات المتحدة وحلفائها قد تصبح أهدافاً مشروعة لروسيا إذا شاركت في الحرب في أوكرانيا. وتمتلك روسيا قدرة فضائية هجومية كبيرة، شأنها شأن الولايات المتحدة والصين. وأطلقت روسيا في 2021 صاروخاً مضاداً للأقمار الصناعية لتدمير أحد أقمارها. وأبلغ قسطنطين فورونتسوف نائب رئيس دائرة حظر الانتشار النووي والرقابة على التسلح بوزارة الخارجية، الأممَ المتحدة بأن واشنطن وحلفاءها يحاولون استغلال الفضاء لفرض الهيمنة الغربية. وأضاف فورونتسوف أن استخدام الأقمار الصناعية الغربية لمساعدة المجهود الحربي الأوكراني «توجّه شديد الخطورة». وقال أمام (اللجنة الأولى) بالأمم المتحدة إن «البنية التحتية شبه المدنية ربما تصبح هدفاً مشروعاً لضربة انتقامية»، ووصف استخدام الغرب لمثل هذه الأقمار الصناعية لدعم أوكرانيا بأنه «استفزازي». وأوضح: «نتحدث عن استخدام مكونات من البنية التحتية الفضائية المدنية، بما في ذلك التجارية، من جانب الولايات المتحدة وحلفائها في صراعات مسلحة».ولم يذكر فورونتسوف أي شركات أقمار صناعية على وجه التحديد، إلا أن إيلون ماسك قال هذا الشهر إن شركة «سبيس إكس» لتصنيع الصواريخ التي يمتلكها ستواصل تمويل خدمة الإنترنت ستارلينك في أوكرانيا.ورد البيت الأبيض قائلا إن أي هجوم على البنية التحتية الأمريكية سيُقابل برد من واشنطن. وأضاف المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي في تصريحات للصحفيين أن المعلومات المتاحة بشكل عام تظهر أن الروس يسعون للحصول على تقنيات مضادة للأقمار الصناعية.في هذا الوقت ذكرت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية، نقلاً عن مصدرين لم تكشف هويتهما، أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه»، ويليام بيرنز، زار أوكرانيا في وقت سابق من الشهر الجاري للقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وغيره من المسؤولين الأوكرانيين. وفيما لم يكشف المصدران عن مزيد من التفاصيل، فإن مسؤولاً أميركياً قال إن بيرنز أكد «التزام الولايات المتحدة بتوفير الدعم لأوكرانيا في صدها للعدوان الروسي بما في ذلك استمرار تبادل المعلومات الاستخباراتية». وأشارت «سي إن إن» إلى أن زيارة بيرنز جاءت في الوقت الذي تتزايد فيه مخاوف الولايات المتحدة من أن روسيا قد تتجه إلى استخدام سلاح نووي في حربها «المتعثرة».
وفي السياق، كشف موقع «بوليتيكو» الأميركي عن أن الولايات المتحدة سارعت لنشر نسخة أكثر دقة من قنبلتها النووية الأساسية في قواعد حلف الناتو في أوروبا. وأضاف الموقع أن مسؤولين أميركيين أبلغوا حلفاء الناتو خلال اجتماع مغلق في بروكسل هذا الشهر، تقديم موعد وصول قنبلة الجاذبية «بي61-12» المطورة جواً إلى ديسمبر (كانون الأول) المقبل، بعد أن كان من المقرر نشرها في الربيع المقبل.
وأضاف تقرير الموقع أن القرار اتخذ خلال المناقشات التي أجراها وزراء دفاع الحلف في وقت سابق، والتي بينت بوضوح أن الحلفاء «متوترون» من احتمال إقدام روسيا على تنفيذ تهديداتها، خصوصاً بعد تصاعد الادعاءات الروسية عن «القنبلة القذرة». وأضاف «بوليتيكو» أنه «خلال الاجتماعات، أثار 15 من حلفاء الناتو مخاوف من أن الحلف يجب ألا يستسلم لابتزاز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين النووي». كذلك بين أنه «نظراً لارتفاع حجم الخطاب النووي الروسي ونطاقه، طلبت مجموعة فرعية من الحلفاء إجراء مشاورات مستمرة في الحلف لضمان الاستعداد المستمر والرسائل المتسقة».
وقال المتحدث باسم البنتاغون باتريك رايدر في رسالة بالبريد الإلكتروني للموقع، إنه «بينما لن نناقش تفاصيل ترسانتنا النووية، فإن تحديث الأسلحة النووية الأميركية من طراز «بي61»، مستمر منذ سنوات، والخطط للتبديل الآمن والمسؤول لهذا النوع من الأسلحة التي تمت ترقيتها، هي جزء من جهود التحديث المخطط لها والمجدولة منذ فترة طويلة». وشدد رايدر على أن هذا الأمر «لا يرتبط بأي حال من الأحوال بالأحداث الجارية في أوكرانيا، ولم يتم تسريعه بأي شكل من الأشكال».
وبحسب «بوليتيكو»، قد تكون الرسالة وراء تسريع إرسال هذه القنابل، موجهة أكثر إلى الحلفاء الأوروبيين الذين يشعرون بأنهم معرضون للخطر بشكل خاص من قبل موسكو. كذلك جاء تقديم موعد وصول القنبلة بمثابة مفاجأة لبعض المراقبين القدامى، الذين يخشون أن يؤدي ذلك لزيادة تأجيج وضع خطير بالفعل في أوروبا. كما جاء الإعلان بالاجتماع في بروكسل قبل أيام من بدء الناتو تدريباته النووية السنوية المعروفة باسم «ستيد فاست نون»، التي تستمر أسبوعين، وتنتهي الأحد، وتتضمن استخدام نحو 70 طائرة، فيما بدأت روسيا تدريباتها النووية التي أشرف عليها عن بعد الرئيس الروسي بوتين.
وقنبلة «بي61» هي من القنابل النووية التي تم تطويرها للمرة الأولى في أوائل الستينات، وتم عرضها في البداية في التجارب النووية تحت الأرض في ولاية نيفادا الأميركية. وتم تطوير عشرات الإصدارات على مدار عقود، فيما خرج معظمها من الخدمة منذ ذلك الحين. وبرنامج تطويرها الذي تبلغ كلفته 10 مليارات دولار، وتديره وزارة الطاقة، يهدف إلى استبدال العديد من الإصدارات السابقة من القنبلة، بما في ذلك نحو 100 مخزنة في القواعد الجوية في ألمانيا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا وتركيا. كما تم تصميم الإصدار الجديد، بحيث تتمكن الطائرات القاذفة والطائرات المقاتلة الأميركية والحلفاء، بما في ذلك القاذفات «بي-2» و«بي-21» والطائرات المقاتلة «إف-15» و«إف-16» و«إف-35» و«تورنادو»، من حمل السلاح، على عكس العديد من الإصدارات القديمة من القنبلة المخزنة منذ سنوات. ويعتبر الرأس الحربي نفسه، واحداً من أكثر الرؤوس تنوعاً في ترسانة الولايات المتحدة، نظراً لإمكانية زيادة قوته التفجيرية أو خفضها اعتماداً على الهدف، ما يجعله إما سلاحاً منخفض القوة وإما متوسط القوة.


مقالات ذات صلة

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أوروبا جندي أوكراني على خط المواجهة مع القوات الروسية في منطقة دونيتسك (رويترز)

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أعلنت روسيا، الأحد، أن قواتها سيطرت على بلدات في منطقتين رئيسيتين تقعان على خط الجبهة في شرق أوكرانيا، بينما يتقدم جيشها باتجاه مدينتين استراتيجيتين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا أرشيفية لأحد مباني مدينة بيلغورود الروسية عقب استهدافها بمسيرة أوكرانية (إ.ب.أ)

 روسيا تعلن تدمير 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل

قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الأحد)، إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية قوات روسية بمنطقة كورسك على الحدود مع أوكرانيا (أ.ب)

زيلينسكي: هناك مزيد من الجنود الكوريين الشماليين يقاتلون في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الجيش الروسي بدأ في نشر المزيد من الجنود الكوريين الشماليين خلال الهجمات على كورسك بالقرب من الحدود الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

زيلينسكي يصدر تعليمات لإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه أصدر تعليمات لحكومته بإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا بالتعاون مع المنظمات الدولية في أعقاب سقوط نظام الأسد.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عربة عسكرية أوكرانية تحمل أسرى يرتدون الزي العسكري الروسي بالقرب من الحدود مع روسيا (أ.ف.ب) play-circle 00:45

زيلينسكي: روسيا تنشر مزيداً من القوات الكورية الشمالية في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن موسكو بدأت إشراك «عدد ملحوظ» من القوات الكورية الشمالية.

«الشرق الأوسط» (كييف)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.