لحقت أندية إنتر ميلان الإيطالي وليفربول الإنجليزي الوصيف وبورتو البرتغالي بركب المتأهلين إلى دور الستة عشر لمسابقة دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، فيما ودع برشلونة الإسباني العريق مبكراً، ولحق به مواطنه أتلتيكو مدريد. وحقق إنتر ميلان الأهم بفوزه على ضيفه فيكتوريا بلزن التشيكي برباعية نظيفة واضعاً برشلونة خارج المسابقة القارية العريقة قبل مواجهته للنادي البافاري وسقوطه أمامه بثلاثية نظيفة على ملعب «سبوتيفاي كامب نو»، فيما تابع ليفربول صحوته القارية بفوزه بالنتيجة ذاتها على مضيفه أياكس أمستردام الهولندي، علماً بأنه كان بحاجة إلى التعادل فقط لتخطي دور المجموعات.
لوكاكو يختتم رباعية إنتر في شباك بلزن التشيكي (أ.ب)
في المقابل، ثأر بورتو من مضيفه كلوب بروج البلجيكي عندما هزمه برباعية نظيفة، ولحق بالمتأهلين إلى دور الستة عشر مستفيداً من خدمة باير ليفركوزن الألماني بقيادة مدربه لاعب وسط ريال مدريد تشابي ألونسو الذي فرض التعادل على مضيفه أتلتيكو مدريد 2 - 2. وارتفع عدد الأندية المتأهلة إلى دور الستة عشر إلى 12 بعد نابولي (المجموعة الأولى) وكلوب بروج البلجيكي (الثانية) وبايرن ميونيخ (الثالثة) وتشيلسي الإنجليزي (الخامسة) وريال مدريد الإسباني حامل اللقب (السادسة) ومانشستر سيتي الإنجليزي وبوروسيا دورتموند الألماني (السابعة) وباريس سان جيرمان الفرنسي وبنفيكا البرتغالي (الثامنة).
في المباراة الأولى، سجل الأرميني هنريخ مخيتاريان في الدقيقة 35 والبوسني إدين ديزيكو في الدقيقتين 42 و66 والبديل البلجيكي روميلو لوكاكو في الدقيقة 87 الأهداف. وحقق إنتر الأهم لأنه كان بحاجة إلى الفوز لحسم البطاقة الثانية في المجموعة الثالثة ووصافتها بعد بايرن ميونيخ وإقصاء برشلونة الذي سيواصل مشواره القاري في مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» بضمان المركز الثالث كونه يملك أربع نقاط مقابل لا شيء للفريق التشيكي الأخير. وهو الفوز الثالث لإنتر ميلان فعزز موقعه في المركز الثاني برصيد 10 نقاط بفارق نقطتين خلف بايرن ميونيخ الذي أكد عقدته لبرشلونة عندما تغلب عليه 3 - صفر على ملعب «سبوتيفاي كامب نو».
وقال تشافي هرنانديز مدرب برشلونة إن فريقه بحاجة إلى ترك خيبة الأمل في دوري أبطال أوروبا خلفه في أقرب وقت ممكن والتركيز على تحسين أدائه للمنافسة على لقبي الدوري الإسباني والدوري الأوروبي. ولم يقدم المدرب أي أعذار بعد خسارة برشلونة المذلة - كما وصفها تشافي - على أرضه. وفاز برشلونة بمباراة واحدة من مبارياته الخمس في المجموعة. وأبلغ تشافي مؤتمراً صحافياً في كامب نو: «هذا هو واقعنا وعلينا مواجهته. ربما هذا ما كنا بحاجة إليه، أن نتلقى ضربة من أجل النمو. اليوم كان الأمر قد انتهى بالفعل، وكان الأوان قد فات لفعل أي شيء. السبب الرئيسي الذي جعلنا نصل إلى هذا الموقف هو أخطاؤنا في المباريات السابقة، فشلنا في أن نكون حاسمين في الهجوم».
وقال مدربه سيموني إينزاغي: «كنا نعلم هذه الليلة أننا يمكن أن نحقق الحلم إذا نظرنا إلى قرعة المجموعة. أنا سعيد للفريق والنادي والجماهير لأن يكون سان سيرو ممتلئاً بهذا الشكل الكامل في وقت مبكر فهو شيء خاص». وأشاد إينزاغي بلوكاكو قائلاً: «لقد عاد برغبة جنونية». وفي المجموعة ذاتها، جدد بايرن ميونيخ تفوقه على برشلونة وهزمه للمرة السادسة على التوالي عندما تغلب عليه 3 - صفر صنعها سيرج غنابري وسجلها الدوليون السنغالي ساديو مانيه والكاميروني أريك - مكسيم تشوبو - موتينغ والفرنسي بنجامان. وهو الفوز الخامس على التوالي لبايرن ميونيخ محققاً إنجاز نابولي الإيطالي في المجموعة الأولى فرفع رصيده إلى 15 نقطة ضامناً صدارة المجموعة.
هارفي إيليوت وهدف ليفربول الثالث (رويترز)
فوز خامس توالياً لنابولي
وبلغ ليفربول دور الستة عشر بفوزه على مضيفه أياكس أمستردام الهولندي 3 - صفر تناوب على تسجيلها المصري محمد صلاح، رافعاً غلته في المسابقة إلى 45 هدفاً، والأوروغوياني داروين نونيز وهارفي إيليوت الأهداف. وكان ليفربول بحاجة إلى التعادل فقط لحجز بطاقته إلى دور الستة عشر لكنه حقق الفوز الرابع على التوالي معززاً وصافته للمجموعة الأولى برصيد 12 نقطة قبل القمة المرتقبة الثلاثاء المقبل على ملعب «أنفيلد» على الصدارة مع نابولي الإيطالي الذي حقق فوزه الخامس على التوالي عندما تغلب على ضيفه رينجرز الاسكوتلندي 3 - صفر.
وقال مدربه الألماني يورغن كلوب: «مررنا في بعض اللحظات ببعض الصعوبات، قدمنا ما علينا ودافعنا بشغف كبير، وفي هذه المباريات لا بد أن تكون متمرساً وتترجم الفرص إلى أهداف وهذا ما فعلناه وحصلنا على مبتغانا في نهاية المطاف». وتابع نابولي نتائجه الرائعة في المسابقة مواصلاً العلامة الكاملة بالفوز الخامس على التوالي عندما تغلب على ضيفه غلاسكو رينجرز 3 - صفر. وحسم الفريق الجنوبي نتيجة المباراة في شوطها الأول بثنائية مهاجمه الأرجنتيني جيوفاني سيميوني، نجل دييغو مدرب أتلتيكو مدريد الإسباني، في الدقيقتين 11 و16، قبل أن يضيف المدافع النروجي ليو أوستيغارد الثالث.
تشابي يطيح أتلتيكو مدريد
وحسم بورتو بطاقة التأهل بفوزه على كلوب بروج البلجيكي 4 - صفر واستفادته من تعادل أتلتيكو مدريد مع ضيفه باير ليفركوزن 2 - 2 ضمن منافسات المجموعة الثانية. وتناوب على تسجيل الرباعية الإيراني مهدي طارمي في الدقيقتين 33 و70 والبرازيلي إيفانيلسون والكندي ستيفن أوستاكيو. وقال طارمي: «الفوز كان مهماً جداً وكنا مطالبين بتحقيقه، قدمنا مباراة مثالية ونجحنا في رد الدين لكلوب بروج بعدما هزمنا ذهاباً على أرضنا بالنتيجة ذاتها». وضمن بورتو وصافة المجموعة برصيد تسع نقاط بفارق أربع نقاط أمام أتلتيكو مدريد الذي كان بحاجة إلى الفوز للإبقاء على حظوظه، ولكنه سقط في فخ التعادل أمام ضيفه باير ليفركوزن الألماني بقيادة مدربه لاعب وسط ريال مدريد السابق تشابي ألونسو 2 – 2، مع إهدار مهاجمه الدولي البلجيكي يانيك كاراسكو لركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع صدها الحارس الفنلندي لوكاش هراديتسكي، تابعها البديل ساوول نيغيس اصطدمت بالعارضة وتهيأت أمام البرازيلي كونيا الذي سددها فارتطمت بكاراسكو وخرجت عن الملعب.
الحسم في الجولة الأخيرة
وقلب أتلتيكو تأخره مرتين عبر كاراسكو والأرجنتيني رودريغو دي بول بعدما تقدم ليفركوزن بواسطة الفرنسي موسى دييالبي والإنجليزي كالوم هودسون - أودوي. وقال حارس مرمى أتلتيكو مدريد الدولي السلوفيني يان أوبلاك: «إنها أمسية صعبة جداً ومعقدة لجميع للاعبين والجماهير. إنها خيبة أمل كبيرة. الإقصاء من دوري الأبطال ليس بالأمر الهين ونحن لم نحقق الهدف الأول وهو الفوز، ومن الصعب إيجاد تفسير لذلك». وأضاف: «هذه هي كرة القدم فهي في بعض الأحيان تمنحك السعادة ومرات أخرى لا تمنحها لك».
وحافظ توتنهام الإنجليزي على صدارة المجموعة الرابعة بتعادله مع سبورتينغ البرتغالي 1 – 1، وخسارة مرسيليا الفرنسي أمام مضيفه أينتراخت فرانكفورت الألماني 1 - 2 ليتأجل الحسم إلى الجولة السادسة الأخيرة. ورفع توتنهام الذي فشل في حسم التأهل برغم خسارة مطارده المباشر مرسيليا رصيده في الصدارة إلى 8 نقاط، متقدماً بفارق نقطة عن سبورتينغ الذي تساوى بدوره مع فرانفكورت، فيما تراجع النادي المتوسطي للمركز الأخير مع 6 نقاط.
واتهم المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي حكم تقنية الفيديو (فار) بالتسبب في أضرار كبيرة لتوتنهام عقب إلغاء الهدف الذي سجله هاري كين في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع. وأكد كونتي أن قرارات الحكام تصب في صالح الفرق الكبرى بشكل أكبر من توتنهام. وألغى الحكم الهدف الذي سجله كين في الوقت بدل الضائع بعد الرجوع لتقنية الفار ليتأجل تأهل توتنهام لدور الستة عشر من البطولة القارية. وأوضح كونتي: «أريد أن أرى ما إذا كان في استاد آخر أو مع فريق آخر كبير، هل يمكن إلغاء مثل هذا النوع من الأهداف، أريد أن أعرف ذلك». وختم كونتي بالقول: «أرى الكثير من الظلم، لا أحب هذه النوعية من المواقف، لا أرى أي شيء إيجابي».