حجزت أندية: باريس سان جيرمان الفرنسي، وبنفيكا البرتغالي، وتشيلسي الإنجليزي، وبوروسيا دورتموند الألماني، بطاقاتها إلى دور الستة عشر لمسابقة دوري أبطال أوروبا، قبل جولة على نهاية دور المجموعات في سيناريو متوقع إلى حد بعيد، بينما كان يوفنتوس الإيطالي أبرز الضحايا بعد خسارته الثلاثاء في لشبونة.
وحُسِمَت بطاقتا المجموعة الثامنة لسان جيرمان وبنفيكا، بعد فوز كاسح للأول على ضيفه مكابي حيفا الإسرائيلي 7-2، ومثير للثاني على يوفنتوس 4-3 بعدما كان متقدماً 4-1.
وشاهد كريستوف غالتييه مدرب سان جيرمان الثلاثي (ليونيل ميسي، وكيليان مبابي، ونيمار) وهو يتألق في مواجهة مكابي حيفا. واعترف بأنه محظوظ بوجود الثلاثي تحت قيادته. وأحرز كل من ميسي ومبابي هدفين، كما هز نيمار الشباك. ورفع ميسي قائد الأرجنتين رصيده إلى 129 هدفاً في دوري الأبطال. وعلى الرغم من بلوغه 35 عاماً فهو يواصل التسجيل، ويستفيد من وجود مبابي ونيمار بجواره في خطة اللعب 4-3-3. وقال غالتييه: «شاهدت استمتاع اللاعبين، وهذا مهم للغاية. كان يجب عليَّ التفكير في كيفية أن يعبِّر الثلاثي عن نفسه بأفضل طريقة ممكنة، وأسلوب للعب يمكن أن يكون مهماً في ذلك... تدريب ورؤية هذا الثلاثي أمر رائع بالنسبة لأي مدرب، فهذه هي الجنة».
وصنع كل من ميسي ومبابي هدفين، بينما تسبب نيمار في أن يهز شون جولدبيرغ شباك فريقه مكابي حيفا بالخطأ. وقال فيتينيا لاعب وسط باريس سان جيرمان: «أتيحت لي فرصة مشاهدتهم من أرض الملعب. نشعر بإعجاب شديد لأن الثلاثي يقوم بأمور لا يمكن للآخرين فعلها. إنه شرف حقاً».
جورجينيو... أفضل لاعب في مباراة تشيلسي وسالزبورغ (أ.ب)
وفي لشبونة، جدد بنفيكا تفوقه على يوفنتوس الذي خسر ذهاباً في معقله 1-2، ثم سقط مجدداً في البرتغال 3-4، في لقاء أنهى شوطه الأول متخلفاً بثلاثة أهداف. وقال ماسيميليانو أليغري مدرب يوفنتوس، إن فريقه «آسف وغاضب» بعد خسارته أمام بنفيكا، وفقدان فرصة بلوغ أدوار خروج المغلوب للمرة الأولى منذ 2013- 2014. ويحتل يوفنتوس المركز الثالث في المجموعة الثامنة، وسيسعى للتأهل إلى الدوري الأوروبي. وأبلغ أليغري الصحافيين: «الأمر يتخطى اللعب بنهج خاطئ، كنا سيئين في الدفاع في الشوط الأول. نشعر بخيبة أمل وغضب لأننا خرجنا من دوري الأبطال. الآن علينا التركيز على الدوري (الإيطالي) ومواصلة التركيز أيضاً ضد باريس سان جيرمان (الأربعاء المقبل)؛ لأن لدينا فرصة التأهل إلى الدوري الأوروبي».
وأضاف: «لقد ارتكبنا كثيراً من الأخطاء الليلة؛ لكن ليس من المفيد الحديث عن ذلك الآن. لا أعتبر هذا فشلاً، ففي كرة القدم يجب عليك تقبل الهزائم أيضاً. نحن آسفون وغاضبون. الفريق أنهى المباراة بشكل جيد، لذا فالأمر ليس مشكلة بدنية. يجب أن نواصل العمل».
ويقدم يوفنتوس موسماً سيئاً حتى الآن؛ إذ يحتل المركز الثامن في الدوري متأخراً بعشر نقاط عن نابولي المتصدر. لكن أليغري يأمل في أن ينقل اللاعبون الروح القتالية التي أظهروها في لشبونة إلى المسابقة المحلية.
وتابع: «الآن دعونا نفكر في الدوري الإيطالي، فلنبدأ من آخر 20 دقيقة (من هذه المباراة) ونحاول الفوز على ملعب ليتشي (يوم السبت). يجب أن نبذل قصارى جهدنا ونواصل العمل للبقاء في (سباق) المنافسة على اللقب... لدينا 4 مباريات في الدوري قبل التوقف (بسبب كأس العالم). يجب أن نستعيد طاقتنا، ومع اللاعبين المتاحين لدينا يجب أن نقدم أداء جيداً».
وأشرك أليغري 3 لاعبين من الشباب في الشوط الثاني أمام بنفيكا، ولفت الثلاثي الأنظار، وهو ما جعله يقول إن الأمر مبشر للمستقبل. وأضاف: «أنا سعيد بهذا الثلاثي، لديه كفاءة كبيرة. فابيو ميريتي شارك في عديد من المباريات، كما تأقلم ماتياس سيولي وصمويل إلينج بشكل جيد». وتابع: «كان بإمكاننا الاستفادة بشكل أفضل من بعض الفرص في النهاية؛ لكن الثلاثي أعطى الفريق الطاقة الذهنية التي يحتاجها».
تأهل تشيلسي وأفضلية لميلان
وفي المجموعة الخامسة، عاد تشيلسي من النمسا ببطاقة تأهله بفوزه على سالزبورغ 2-1، بينما بات مصير ميلان الإيطالي بين يديه، بعد فوزه على مضيفه دينامو زغرب الكرواتي 4-صفر. وضمن النادي اللندني أيضاً صدارته للمجموعة نتيجة خسارة دينامو زغرب برباعية نظيفة، ما جعل بطل «سيري أ» ثانياً بفارق نقطة أمام سالزبورغ قبل استضافته الأخير في الجولة الختامية.
وخلافاً لمباراة الذهاب التي اكتفى فيها بطل المسابقة مرتين بالتعادل 1-1، قدم تشيلسي أداءً جيداً، واستحق الفوز تماماً بفضل هدفين رائعين للكرواتي ماتيو كوفاشيتش والألماني كاي هافيرتس. وكان هدف كوفاشيتش الخامس فقط له في 197 مباراة خاضها بقميص النادي اللندني. وكان الكرواتي المولود في النمسا سعيداً جداً بالمساهمة في فوز فريقه، قائلاً لشبكة «بي تي» التشيلسيانية: «من الجميل أن أسجل في المكان الذي وُلدت فيه. عائلتي كانت هنا وكذلك أصدقائي... من المهم جداً أن نحسم تأهلنا، وسنركز الآن على مباراتنا التالية (في الدوري الممتاز)». وتابع: «أنا لا أسجل أهدافاً كثيرة؛ لكن هذا الهدف كان جميلاً. أنا أردد دائماً أن فوز الفريق هو الأهم بغض النظر عن هوية المسجل».
دورتموند يلحق بسيتي
وفي المجموعة السابعة، لحق بوروسيا دورتموند بضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي، بعد تعادلهما سلباً في نتيجة سمحت للأخير بحسم الصدارة، بينما انتقل إشبيلية الإسباني لإكمال مشواره القاري في «يوروبا ليغ» بعد فوزه الكبير على ضيفه كوبنهاغن الدنماركي 3-صفر.
وكان الحدث المرتقب في المباراة عودة النرويجي إرلينغ هالاند إلى ملعب «سيغنال إيدونا بارك» الذي أطلقه إلى العالمية، وانتقل هذا الصيف إلى مانشستر سيتي الذي يقدم معه مستويات خارقة مع 22 هدفاً في 16 مباراة في جميع المسابقات (مع مواجهة الثلاثاء). وكانت المباراة الأولى بين الفريقين انتهت بفوز سيتي 2-1، في مباراة سجل خلالها هالاند هدف الفوز في الدقيقة 84. وكاد أن يكون الفوز مجدداً من حليف سيتي، لو لم يهدر الجزائري رياض محرز ركلة جزاء في الشوط الثاني من اللقاء الذي أراح فيه مدربه الإسباني جوسيب غوارديولا بعض لاعبيه، أبرزهم صانع الألعاب البلجيكي كيفن دي بروين، والبرتغالي برناردو سيلفا.
وبعد الاستراحة، سحب غوارديولا هالاند والبرتغالي جواو كانسيلو، ودفع بسيلفا والمدافع السويسري مانويل أكانجي. وتحصل محرز على ركلة الجزاء بنفسه إثر عرقلة من إيمري تشان، إلا أن الحارس السويسري غريغور كوبيل تصدى لمحاولته. ورداً على استبدال هالاند، قال غوارديولا: «عانى هالاند قليلاً من الحمى قبل المباراة، وجواو أيضاً تعرض لضربة صغيرة في قدمه. كانا متعبين، لذا قمنا بالتغييرات».
نيمار وميسي تألقا في فوز سان جيرمان الكاسح (أ.ف.ب)
هزيمة أولى لريال مدريد
وفي المجموعة السادسة، أسقط لايبزيغ الألماني ضيفه ريال مدريد الإسباني حامل اللقب 3-2، معززاً آماله ببلوغ دور الستة عشر. ورفع لايبزيغ رصيده إلى 9 نقاط بفارق نقطة عن النادي الملكي الذي ضمن تأهله في الجولة السابقة، ومتقدماً بثلاث نقاط عن شاختار دانييتسك الأوكراني المتعادل 1-1 مع مضيفه سلتيك الاسكوتلندي (نقطتان). وسيكفي لايبزيغ التعادل في الجولة الأخيرة ضد شاختار للتأهل، علماً بأنه في حال خسارته وتساويهما في النقاط، فستكون البطاقة من نصيب الفريق الأوكراني بفضل المواجهتين المباشرتين، بعد أن فاز شاختار 4-1 في ألمانيا في الجولة الأولى.
وهذه هي الخسارة الأولى لريال مدريد هذا الموسم في جميع المسابقات، متأثراً بغياب هدافه الفرنسي كريم بنزيمة، والأوروغوياني فيديريكو فالفيردي، والكرواتي المخضرم لوكا مودريتش.
وقال كارلو أنشيلوتي، مدرب ريال مدريد، إنه يتعين على فريقه التحسن دفاعياً في الكرات الثابتة، بعدما تلقى هدفين من ركلتين ركنيتين. وبعد ضمان ريال مدريد التأهل إلى أدوار خروج المغلوب في الجولة الماضية، أراح أنشيلوتي مدرب الفريق عديداً من لاعبيه، ليفرض صاحب الأرض سيطرته على المباراة. وقال أنشيلوتي للصحافيين: «لم ننتبه للكرة واستقبلنا هدفين، وهو أمر غريب بعض الشيء على الفريق. لم أشهد تراجعاً في المستوى أو نقصاً في الشراسة من الفريق. قلت ذلك من قبل: عاجلاً أم آجلاً، ستأتي الهزيمة؛ لكنها خسارة مؤلمة. كل الهزائم مؤلمة؛ لكن بعضها أقل من غيرها؛ لأنه لا تزال أمامنا فرصة لإنهاء دور المجموعات في المركز الأول». وقال أنشيلوتي إن الخسارة أمام لايبزيغ ستسمح لريال مدريد بتحديد نقاط ضعفه. وأضاف: «مع الهزيمة تتعلم أكثر من 10 انتصارات متتالية؛ لأننا سنركز أكثر على الأمور التي لم تسر على ما يرام؛ خصوصاً الجوانب الدفاعية في الكرات الثابتة بعدما استقبلنا هدفين».