باليرمو... إيطالية بنكهة عربية

لماذا حان وقت الذهاب إليها؟

باليرمو مدينة مسورة بالجبال الداكنة والبراكين (شاتر ستوك)
باليرمو مدينة مسورة بالجبال الداكنة والبراكين (شاتر ستوك)
TT

باليرمو... إيطالية بنكهة عربية

باليرمو مدينة مسورة بالجبال الداكنة والبراكين (شاتر ستوك)
باليرمو مدينة مسورة بالجبال الداكنة والبراكين (شاتر ستوك)

باليرمو عاصمة جزيرة صقلية في إيطاليا، ومفترق طرق الحضارات لآلاف السنين، تمزج ما بين التوابل الشرقية والفسيفساء البيزنطية والكنائس بمعمار إسلامي وأسماء طرق ومناطق عربية. مدينة تقع على حافة أوروبا وفي قلب العالم القديم، وفيها تعانق الأسواق الشعبية عطر الشرق، وتحرس أشجار النخيل القصور القوطية.


سوق «إل كابو» الشهير ببيع المأكولات المحلية والخضار والفاكهة (شاتر ستوك)

فيها لا يمكنك الهروب من التاريخ، فتتنفسه في كل زاوية وفي كل حارة. باليرمو أكبر مدينة في صقلية، ولكنها كانت لا تزال خجولة سياحياً بعض الشيء، ولكن اليوم اختلف الأمر، لأنها في طريقها للنجومية، والسبب هو امتلاكها مقومات الوجهة السياحة الجذابة، بما تزخر به من معالم ثقافية وتراثية، وفيها أكبر دار أوبرا في إيطاليا، وأكثر المطاعم والمقاهي النابضة بالحياة.
هذه باليرمو باختصار، هيا بنا لنتعرف عليها بالتفصيل، وسأضمن لكم أن زيارة واحدة إليها ستجعلكم تقعون في غرامها.


فطور إيطالي وأجمل إطلالة على البحر (شاتر ستوك)

يوم واحد في باليرمو
إذا كان وقتك ضيقاً، ويمكنك أن تمضي يوماً واحداً في باليرمو، ركِّز على الزيارات التالية:
1 - قم بزيارة قصر النورمان
2 - لالتقاط أجمل الصور أنصحك بالذهاب إلى كنيسة «سانت جون أوف ذا هيرميتس» القريبة من قصر النورمان
3 - اصعد على سطح كاتدرائية باليرمو، وتمتَّع بجمال معمارها الداخلي
4 - الغداء في أحد المطاعم الصغيرة ضروري
5 - تمشَّ في الشوارع المخصصة للمشاة في وسط المدنية التاريخي، وقم بجولة على الكنائس والقصور الكثيرة القريبة من بعضها
6 - توجه إلى «فورو إيطاليكو»
7 - خذ قسطاً من الراحة والتأمل في الحديقة النباتية في «فيلا جوليا»


منظر لبقايا أعمدة بيزنطية (شاتر ستوك)

يومان في باليرمو
إذا كان لديك الوقت لتمضية يومين في باليرمو، زد على قائمة الزيارات التي أوصينا بها ليوم واحد القائمة التالية:
1 - قم بزيارة سوق «بالارو» للتعرف على المنتجات المحلية في باليرمو.
2 – قم زيارة مسرح «ماسيمو» الأكبر في إيطاليا (من أجمل الزيارات)
3 - قم بتناول الغداء في سوق «إل كابو» التي تجد فيها كثيراً من المأكولات المحلية الشعبية اللذيذة
4 - لا بد من زيارة منطقة مونريالي القريبة، وأهم ما يمكن أن تقوم به هو زيارة كاتدرائيتها الشهيرة بمعمارها وهندستها، وبعدها التوجه إلى أعلى نقطة فيها لالتقاط أجمل الصور

ثلاثة أيام في باليرمو
تعرفت إلى ما يمكنك القيام به في يومين، الآن زد على تلك الزيارات الآتي:
1 - لمحبي الزيارات الغريبة والمرعبة بعض الشيء، يمكنهم زيارة مقابر باليرمو «كابوشين كاتاكومز أوف بالريرمو» حيث ترى مومياوات وتوابيت بشكل غير مألوف
2 - زيارة قصر «ميرتو» جميلة وشيقة تعود بك إلى عالم النبلاء في القرن الثامن عشر، وتجعلك تعيش حياتهم للحظات
3 - وقفة طعام في أحد المطاعم القريبة... ركّز على الأسماك والخضراوات المقلية
4 - استمتع بزرقة الماء على شاطئ «مونديللو»، وتذوق ألذ آيس كريم إيطالي

كاتدرائية مونريالي
عندما تزور باليرمو ستُفاجأ بالكم الهائل من الكنائس والقصور، واللافت هو أن هندسة ومعمار الكنائس قام بهما العرب، ولهذا السبب تجد وجه تشابه كبيراً ما بين هندسة الكنائس والجوامع. إليك أهم الكنائس والكاتدرائيات:
- كاتدرائية مونريالي Monreale Cathedral، تبعد نحو 40 دقيقة بالسيارة عن وسط باليرمو، وهي مُدرَجة على لائحة «اليونيسكو»، هندستها رائعة، لأنها مستمدة من عدة أنماط وطُرُز، عندما تدخل إليها سوف تقف عاجزاً عن وصف روعة الرسومات وكمية الذهب المستخدمة على الجدران والأسقف، كانت تتمتع الكاتدرائية النورمانية البيزنطية ببرجين، ولكنها تعرضت لصاعقة قوية أدت إلى هدم نصف واحد منهما. استخدم فيها أكثر من 6 آلاف وخمسمائة متر مربع من قطع الفسيفساء التي ترسم صوراً تحكي قصصاً من العهدين القديم والجديد.
الكاتدرائية استثنائية بجمالها وهندستها، ولكن المنطقة التي تقع فيها لا تقل جمالاً؛ فالمشي في أزقتها الضيقة سيعطيك فكرة عن نمطها وعن طريقة عيش أهلها. ودَعْ رحلة المشي تأخذك إلى نقاط جميلة مطلة على باليرمو من أعلى تقدم لك فرصة التقاط الصور ورؤية الشمس وهي تختفي وراء الجبال التي تسور المدينة.


باليرمو أكبر مدينة في صقلية (شاتر ستوك)

يوم في سوق الطعام
تعتبر سوق «إل كابو» من أجمل وأقدم أسواق الطعام والتوابل في باليرمو؛ فهي تقع في القسم القديم من المدينة التي كانت مسورة بجدران عالية في الماضي. أما اليوم، فتم نزع تلك الأسوار، ولكن لا تزال عند المداخل آثار للأبواب التي كانت تقبع هناك. فندق «فيلا إيجيا» يقوم بتنظيم رحلات إلى السوق يتخللها المشي في المنطقة المخصصة للمشاة فقط، وعلى طول الطريق تصطف عربات بيع الأكل المحلي، مثل الباستا والمقالي، لا سيما الباذنجان الذي يدخل في معظم وصفات المطبخ الصقلي، وبعدها تذوق العصائر الطازجة وشمّ رائحة التوابل والبهارات المحلية والمستوردة مثل الزعفران (يشرح لنا مرشدنا السياحي جورجيو أن الجائحة أجبرت أصحاب الأكشاك على وضع التوابل في أكياس من البلاستيك، مما غيَّر المشهد العام للسوق التي كانت تشتهر بطريقة عرض البهارات التي تنبعث منها روائح نفاذة).
الجميل في هذه المنطقة أنك تأكل وتتمشى وتتعرف على السكان وتشاهد النساء اللاتي يجلسن على شرفات بيوتهن، ويقمن بإلقاء التحية عليك فتتسامر معهن، فثقافة الشعب الصقلي شبيهة جداً بالثقافة العربية؛ فهذا الشعب ودود جداً، ويحب الزوار، ولا يفرق بين جنس أو جنسية أو دين. وفخور جداً؛ كون باليرمو حصلت على لقب «أكثر مدينة في العالم من حيث زحمة السير». وإلى جانب روعة زحمة السوق والطعام اللذيذ والأرانشيني الصقلية التي يسيل لها اللعاب، تشاهد أجمل القصور والكنائس التي تبدو من الخارج وكأنها مساجد. من ألذ ما يمكن أن تتذوقه في سوق «إل كابو»، الأرانشيني المقرمشة والكروكيتي والكاساتا والكانولي، ويجب أن تعرف شيئاً عن الصقليين، وهو أنهم يعشقون المقالي، ويقومون بقلي كل شيء تقريباً.
يقوم الفندق أيضاً بتقديم حصص الطهي على يد الطاهي ديفيدي؛ فبعد شراء الخضراوات الطازجة من السوق تعود إلى الفندق، وتبدأ بتطبيق الوصفة التي يقدمها لك الطاهي، وهي وصفة أشهر باستا في باليرمو اسمها «باستا إلا نورما» وهي عبارة عن معكرونة مع باذنجان وأكثر من صنف من الطماطم وبعض الأعشاب مثل الزعتر وجبن الريكوتا، أما بالنسبة للسلطة المحلية؛ فهي سلطة «الشمر» أو Fennel، وبحسب الطاهي، فإن سرَّ الحصول على الشمر المقرمش هو نقعه في ماء بارد مع مكعبات من الثلج، أما بالنسبة للصلصة فهي تعتمد على البرتقال وكثير من زيت الزيتون.


«فيلا إيجيا» مبنى تاريخي يحمل كثيراً من القصص والأحداث (شاتر ستوك)

أجمل وأفخم عنوان للإقامة في باليرمو
يعتبر فندق «فيلا إيجيا» Villa Igiea من أقدم وأشهر الفنادق في باليرمو، ويعتبر أيضاً من المعالم المهمة في المدينة؛ ففي عام 1899 قامت عائلة فلوريو ذات النفوذ العالي في صقلية بشراء المبنى من الأدميرال الإنجليزي السير ويليام دومفيل، وكان من المفترض تحويل المبنى إلى مصحة لمداواة مرضى السل، خصوصاً أن ابنة فلوريو وفرانكا أُصيبت بهذا المرض، وبحكم موقع المبنى المطل على البحر. وكان ينظر إلى ماء البحر مقابل الفندق على أنه ماء شافٍ ويُعرف باسم «أكواسانتا».
ولكن تغيرت فكرة المشروع، فقررت العائلة المالكة الجديدة أن تحول المبنى إلى فندق ضخم يستقطب الزوار من حول العالم؛ فتم تكليف إرنستو باسيلي مهمة الهندسة المعمارية، وافتتح الفندق في أوائل القرن العشرين.
استقبل الفندق منذ افتتاحه أرفع الشخصيات السياسية والفنية والرياضيين، وفي عام 1907 نزل فيه ملك إنجلترا إدوارد السابع وزوجته الملكة ألكسندرا والأميرة فيكتوريا. ولكن سرعان ما جاءت الحروب وقلبت الموازين، وطوال الحربين العالميتين عانت «فيلا إيجيا» من الضربات المستمرة، واستخدمت كمستشفى.
وبعد استتباب الأمن وحلول السلام عادت الفيلا إلى عهدها الماضي لتستقبل النجوم والأثرياء. وفي الفترة ذاتها، اكتشفت السينما باليرمو عندما تم تصوير فيلم «إيفري فلاغ» للممثل إيرول فلين في المرفأ القابع تحت أسوار الفيلا، لتصبح باليرمو بعدها مرتعاً لمشاهير هوليوود وأهم مخرجيها، بالإضافة إلى أهم الممثلين، مثل كلوديا كاردينالي وألين دولون وصوفيا لورين الذين اختاروا الفندق مكاناً للإقامة أثناء قيامهم بتصوير أفلامهم السينمائية. وعلى مر الزمن استمرت «فيلا إيجيا» في الترحيب بالضيوف غير العاديين مثل الملوك والأثرياء.
وفي عام 2019، استحوذت فنادق «روكو فورتي» العالمية على «فيلا إيجيا» واستطاعت العلامة وضع لمستها العصرية على الفندق من خلال تطويره وترميمه مع الحفاظ على معالمه التراثية الاستثنائية، وقامت أولغا بوليزي مديرة التصميم في «روكو فورتي»، بوضع لمساتها على الفندق الذي يُعتبر معلماً تاريخياً محمياً من الدرجة الأولى، وبطريقة ذكية جداً تم بناء برج جديد للفندق متناسقاً مع المبنى القديم، مع العِلم بأنه من الصعب جداً القيام بتغييرات جذرية على المبنى، لأنه تاريخي ولا يُسمَح بتغيير ملامحه التراثية الأصلية.
ميزة الفندق أنه مطلّ على البحر والمرفأ مباشرة، ويضم مطعمين جميلين جداً مع جلسات في الهواء الطلق، وتم وضع لمسات عصرية على مبنى أثري، فتم افتتاح مركز صحي يقدم أهم العلاجات، وميزته الديكورات الخاص بصقلية مثل استخدام السيراميك بنقشات الأرابيسك التي يطغي عليها اللونان الأزرق والأبيض مع تطعيمات باللون الأصفر. اللافت في الفندق هو العناية للتفاصيل التي تجعل الفندق عصرياً مع معاناة تاريخه الحافل بالذكريات، فزينت الممشى الرئيس فيه والبهو لوحات زيتية أصلية أحضرت من منزل عائلة فلوريو وفرانكا المالكين الأصليين للمبنى، كما توجد في بعض الأماكن خزنات وأثاث استخدمت فترة الحرب، ولم يتم تغيير مكانها، لتكون شاهدة على تاريخ عامر بالذكريات الخاصة في فترة الزمن الجميل وأيام العز التي شهدتها السينما أهم ممثليها.
فعلى سبيل المثال، تلتمس في مطعم الفندق الرئيسي الذوق الكلاسيكي الذي يسيطر عليه اللون الأزرق الملكي، مع إطلالة على البحر وآثار لأعمدة تعود للعهد البيزنطي تنتصب عند خلفية بركة السباحة وتضفي على المكان سحراً إضافياً، وتجعل الحدائق المحيطة بالفندق، التي تغازل البحر، رونقاً جميلاً لا تجده إلا هناك.


مقالات ذات صلة

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

سفر وسياحة أسواق العيد في ميونخ (الشرق الاوسط)

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

الأسواق المفتوحة تجسد روح موسم الأعياد في ألمانيا؛ حيث تشكل الساحات التي تعود إلى العصور الوسطى والشوارع المرصوفة بالحصى

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من المنتدى التاسع لمنظمة الأمم المتحدة لسياحة فن الطهي المقام في البحرين (الشرق الأوسط) play-circle 03:01

لجنة تنسيقية لترويج المعارض السياحية البحرينية السعودية

كشفت الرئيسة التنفيذية لهيئة البحرين للسياحة والمعارض سارة أحمد بوحجي عن وجود لجنة معنية بالتنسيق فيما يخص المعارض والمؤتمرات السياحية بين المنامة والرياض.

بندر مسلم (المنامة)
يوميات الشرق طائرة تُقلع ضمن رحلة تجريبية في سياتل بواشنطن (رويترز)

الشرطة تُخرج مسنة من طائرة بريطانية بعد خلاف حول شطيرة تونة

أخرجت الشرطة امرأة تبلغ من العمر 79 عاماً من طائرة تابعة لشركة Jet2 البريطانية بعد شجار حول لفافة تونة مجمدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أشخاص يسيرون أمام بوابة توري في ضريح ميجي بطوكيو (أ.ف.ب)

اليابان: اعتقال سائح أميركي بتهمة تشويه أحد أشهر الأضرحة في طوكيو

أعلنت الشرطة اليابانية، أمس (الخميس)، أنها اعتقلت سائحاً أميركياً بتهمة تشويه بوابة خشبية تقليدية في ضريح شهير بطوكيو من خلال نقش حروف عليها.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق سياح يصطفون للدخول إلى معرض أوفيزي في فلورنسا (أ.ب)

على غرار مدن أخرى... فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

تتخذ مدينة فلورنسا الإيطالية التاريخية خطوات للحد من السياحة المفرطة، حيث قدمت تدابير بما في ذلك حظر استخدام صناديق المفاتيح الخاصة بالمستأجرين لفترات قصيرة.

«الشرق الأوسط» (روما)

«نيرفي»... تحفة فنية إيطالية وادعة على المتوسط

نيرفي منطقة سياحية جميلة في إقليم ليغوريا (أدوبيستوك)
نيرفي منطقة سياحية جميلة في إقليم ليغوريا (أدوبيستوك)
TT

«نيرفي»... تحفة فنية إيطالية وادعة على المتوسط

نيرفي منطقة سياحية جميلة في إقليم ليغوريا (أدوبيستوك)
نيرفي منطقة سياحية جميلة في إقليم ليغوريا (أدوبيستوك)

الصفات المشتركة التي تربط ما بين مدن إيطاليا وأرجائها كافة هي الجمال وروعة الطبيعة ولذة الطعام، لكن إذا أردنا التعرف على الفوارق فهي كثيرة؛ وذلك لأن لكل مدينة وقطاع في إيطاليا نكهتها الخاصة. لروما ألقها، فيها تشتم رائحة التاريخ قبل رائحة البيتزا، وفي مناطق الشمال تختلف المناظر ويختلف المطبخ، وفي صقلية تشعر وكأنك في بلد عربي وتتذوق نكهة الشرق في أطباقها... ولائحة الفوارق تطول.

ساحة جنوا وتمثال يجسّد أزمة المهاجرين في أوروبا (الشرق الأوسط)

رحلتنا الأخيرة إلى إيطاليا هذه المرة بدأت من جنوا (Genova) التي تعدّ واحدة من أهم المدن الإيطالية تاريخياً وثقافياً، وتقع إلى شمال غربي إيطاليا على الساحل الليغوري؛ فهي مهد كريستوفر كولومبوس وموطنه بحيث يعتقد بأن المستكشف الشهير وُلد فيها أو بالقرب منها، وهذا الأمر يعطي هذه المدينة مكانة بارزة في تاريخ الاستكشاف.

كامولي من مدينة لصيادي الأسماك إلى وجهة سياحية رائعة (الشرق الأوسط)

ومن جنوا وعلى بعد نحو عشرين دقيقة بالسيارة وصلنا إلى منطقة نيرفي Nervi، حيث حططنا رحالنا لتكون هذه المنطقة نقطة اكتشاف أهم الوجهات السياحية القريبة وعلى رأسها منطقتا «سانتا مارغاريتا» ومرفأ «بورتو فينو» و«جنوا» و«كامولي».

يتميز كابيتولو ريفييرا بأثاثه الإيطالي الجميل (الشرق الأوسط)

أما عنوان الإقامة، فكان في أجدد فندق من فئة بوتيك وتكلله 5 نجوم، يستمد من الريفييرا الإيطالية اسمه ومن الذوق الإيطالي تصميمه، اخترنا «كابيتولو ريفييرا» Capitolo Riviera؛ لأنه عنوان إيطالي بامتياز ويتمتع بموقع مميز مباشرة على البحر وعلى بعد دقيقة مشي فقط من محطة القطار التي تساعدك على التنقل في جميع أرجاء ليغوريا براحة وسرعة تامة.

جنوا مدينة كريستوفر كولومبوس (الشرق الأوسط)

كابيتولو ريفييرا هو ثمرة جهد دام لأكثر من أربع سنوات لترميم وتغيير ملامح المبنى الذي كان في الماضي فندقاً أيضاً، لكن المالكين الجدد للمشروع من بينهم الرئيس التنفيذي باولو دوراغروسا وزوجته اللبنانية سابين غنطوس غيَّروا معالمه بشكل تام ليكون عنواناً راقياً ومميزاً في قطاع ليغوريا، لدرجة أن كل من زاره علق بأنه عنوان لا يوجد له منافس في تلك المنطقة نسبة للمفردات الإيطالية الراقية فيه المتمثلة بالديكور الإيطالي التي تعبق منه رائحة الجلد الطبيعي والأثاث المصمم خصيصاً للفندق من ماركة (تاكيني) و«ترو ديزاين» و«كاسينا» والبهو المفتوح والعصري والحديقة الخارجية وبركة السباحة التي تطل على المركز الصحي الذي تم حفره تحت الأرض بشكل يتناغم مع باقي أرجاء الفندق المؤلف من 37 غرفة.

الحدائق المحيطة بكابيتولو ريفييرا على الساحل الليغوري (الشرق الأوسط)

عندما تصل إلى المدخل يستقبلك فريق العمل بزي موحد وبتصميم جميل يتناغم مع ألوان اللوبي المميز بجدرانه وأسقفه الخرسانية والتي تركها مصمم الديكور مكشوفة ومن دون طلاء لتعطي نوعاً من الحداثة وتبث روحاً يانعة في المكان. الموظفون يتقنون لغات عدة بما فيها العربية ليكون التواصل أسهل بالنسبة للزوار من منطقة الشرق الأوسط.

اختيار هذا الفندق يناسب السياح الذين ينوون السفر من منطقة إلى أخرى في إيطاليا لأنه يقع في وسط مناطق سياحية عدّة قريبة يسهل الوصول إليها عن طريق السيارة أو القطار.

جنوا مدينة تاريخية عريقة (الشرق الأوسط)

وتقول سابين غنطوس إن الصعوبة كانت في بذل جهد كبير لخلق مشروع أنيق وبالوقت نفسه صديق للبيئة؛ ولهذا لا يوجد أي أثر للبلاستيك في الفندق وتم التركيز على خلق واحة خضراء تبدأ من بهو الفندق الرئيسي لتكون مرآة للمساحة الخارجية المليئة بالخضرة والأشجار، وأضافت غنطوس بأن المصاعب التي واجهتها مع زوجها باولو منذ بداية المشروع إلى جانب مستثمرين هو الحفاظ على هوية وكيان المبنى مع القيام بتوسيعه وحفر طابق إضافي تحت الأرض تم تحويله مركزاً صحياً وسبا وغرفاً للعلاجات مع مخرج مباشر إلى الحدائق وبركة السباحة.

البهو الرئيسي في كابيتولو ريفييرا (الشرق الأوسط)

ويضم الفندق أيضاً مطعماً مميزاً يطلق عليه اسم «بوتانيكو» Botanico يشرف عليه الشيف الإيطالي جيوفاني أستولفوني ويقدم فيه الغداء والعشاء، وأطباقه إيطالية تقليدية مع لمسة عصرية جداً، الأمر واضح من طريقة التقديم والوصفات التي يشدد فيها الشيف على الألوان، فلا تفوت على معدتك فرصة تذوق الريزتو مع البيستو الأشهر في جنوا المزين بالزهور القابلة للأكل التي تزرع في حديقة الفندق.

كامولي الشهيرة بأبنيتها الملونة (الشرق الأوسط)

الغرف تختلف فيما بينها من حيث الديكور والحجم، لكنها كلها تحمل نفس توقيع شركة تصميم الأثاث الإيطالية وتتمتع بشرفات تطل على الحديقة وبركة السباحة التي تصدح في أرجائها أنغام الموسيقى الإيطالية الكلاسيكية لتعطي المكان رونقاً جميلاً يلفّ بظلال شجرة وارفة تتمركز في الوسط وتدور حولها حركة الضيوف والأثاث الخارجي.

أجمل ما يمكن أن تقوم به هو المشي بين ثنايا ممرات الشاطئ «باسيجياتا دي نيرفي» الممتدة على طول الساحل، حيث تستطيع الاستمتاع بإطلالات رائعة على البحر المتوسط، وفي نهاية هذا الممشى تصل إلى مرفأ نيرفي الصغير، القريب من المحال الصغيرة التي تبيع الأجبان محلية الصنع والبوتيكات المتخصصة ببيع الألبسة الإكسسوارات الإيطالية.

مرفأ كامولي في ليغوريا (الشرق الأوسط)

ماذا تزور في نيرفي؟. حدائق نيرفي (Parchi di Nervi) تحتوي على مجموعة من الحدائق الجميلة التي تطل على البحر، مثل حديقة نيرفي (Giardino di Nervi) وحديقة سونيرمو.

. فيلا دوريا بوندام (Villa Doria Pamphili) قصر تاريخي يعود إلى القرن السابع عشر، تحيط به حدائق واسعة. يمكن للزوار استكشاف المعمار الرائع والاستمتاع بالمشاهد الجميلة.

. كنيسة سانتا مارغريتا (Chiesa di Santa Margherita) كنيسة تاريخية جميلة تقع في قلب نيرفي. تتميز بتصميمها المعماري الفريد وتفاصيلها الجميلة.

. حديقة ميوسي (Parco della Musica) تقدم حفلات موسيقية ومناسبات ثقافية، وهي مكان رائع للاسترخاء والاستمتاع بالطبيعة.

جنوا مدينة مليئة بالممرات الضيقة والمحال التجارية الصغيرة (الشرق الأوسط)

ماذا تزور في جنوا؟

. تقع جنوا القديمة (Genova Vecchia) على بعد مسافة قصيرة بالسيارة أو القطار، يمكنك زيارة المعالم التاريخية مثل الكاتدرائية (Cattedrale di San Lorenzo) وقصر دوكال (Palazzo Ducale).تلقب بـ«لا سوبيربا» La Superba، والذي يعني «المتكبرة» أو «المهيبة»؛ وذلك بسبب تاريخها العظيم وقوتها الاقتصادية والسياسية خلال العصور الوسطى، عندما كانت جمهورية بحرية قوية تنافس مرافق بحرية أخرى مثل البندقية وبيزا.

أهم ما تشتهر به جنوا الميناء البحري، وهو واحد من أكبر وأهم المواني البحرية في إيطاليا وأوروبا. تاريخياً، لعب دوراً رئيسياً في التجارة البحرية بين البحر الأبيض المتوسط وأوروبا، وما زال حتى اليوم مركزاً بحرياً مهماً.

ساحل ليغوريا في إيطاليا يزخر بالمناطق الجميلة (الشرق الأوسط)

تتميز المدينة بشوارعها الضيقة والمعروفة باسم «كاروجي» والمباني القديمة التي تعود إلى العصور الوسطى وعصر النهضة. تضم المدينة الكثير من الكنائس والقصور التاريخية الفخمة، مثل قصر دوكالي وكاتدرائية سان لورينزو، وكلها مفتوحة أمام الزوار ويمكن الدخول إليها بسعر لا يتخطى العشرة يوروهات تخولك زيارة ثلاثة قصور.

أما بالنسبة للمطبخ فتشتهر جنوا بصلصة البيستو المصنوعة من الريحان الطازج والثوم والصنوبر وزيت الزيتون والجبن. وتشتهر أيضاً بخبز الفوكاشيا الرقيق المحشو بالجبل (تجدر الإشارة إلى أن طريقة أهل جنوا في تصنيع هذا الخبز تختلف عن باقي مناطق البلاد).

غرف نوم وديكورات صديقة للبيئة (الشرق الأوسط)

وتضم جنوا أيضاً الكثير من المعالم التاريخية والسياحية مثل المدينة القديمة والأكواريوم الذي يعدّ من الأكبر في أوروبا. بالإضافة إلى أسواقها الجميلة المخصصة للمشاة.

ماذا تزور في بورتو فينو؟. بورتو فينو (Portofino) تعدّ من بين أجمل الأماكن على الساحل الإيطالي، وتشتهر بالمرفأ الأشبه بخليج صغير يقصده أثرياء العالم بيخوتهم لتناول الغداء في أحد المطاعم المحاذية للماء والمطلة على المباني الملونة، ويعد مكاناً مثالياً للتنزه وتناول الطعام.

كامولي السياحية (الشرق الأوسط)

. سانتا مارغريتا ليغوريا (Santa Margherita Ligure) تقع بالقرب من بورتو فينو، وهي مكان رائع للتسوق وتناول الطعام والتمتع بالشواطئ.

«كامولي»:

بلدة صغيرة تقع في إقليم ليغوريا على الساحل الشمالي الغربي لإيطاليا، وتبعد نحو عشرين دقيقة من محطة القطار في نيرفي، تعدّ واحدة من الوجهات الساحلية الرائعة التي تجذب الزوار بسبب جمالها الطبيعي ومعمارها الساحر، بالإضافة إلى ثقافتها البحرية العريقة. إليك أبرز مميزاتها:

تضم البلدة ميناءً تقليدياً صغيراً مخصصاً لقوارب الصيد واليخوت، وهو مكان مثالي للتنزه والاستمتاع بمشهد البحر والقوارب الملونة.

تشتهر كامولي بأبنيتها الملونة (الشرق الأوسط)

تشتهر كامولي بتاريخها العريق كقرية صيد، ولا يزال للصيد دور كبير في حياة السكان المحليين. يُقام في البلدة سنوياً مهرجان السمك (Sagra del Pesce)، حيث يتم قلي السمك في مقلاة ضخمة وسط الساحة.

المنازل في كامولي مطلية بألوان زاهية ومميزة، وهذه المنازل القديمة بنيت بشكل متلاصق ومتدرج على طول الساحل، وهو أسلوب يعكس الطابع التقليدي للمنطقة.

على الرغم من أن الشواطئ في كامولي صغيرة وصخرية مقارنة بالشواطئ الرملية، فإنها تظل مثالية لمحبي الغوص والسباحة بفضل مياهها الصافية.

البلدة مجهزة بعدد من الفنادق والمطاعم التي تقدم أطباقاً بحرية تقليدية، حيث يمكنك تذوق المأكولات المحلية الشهيرة مثل الباستا مع البيستو وفواكه البحر.