رغم مرور ما يزيد على خمسة قرون على نهاية الوجود العربي في إسبانيا، فإن ملامح الثقافة واللغة والفن العربي ما زالت باقية هناك حتى الآن، تقاوم الاندثار، وفق ما أكده خوسيه مانويل ألبا باستور، مدير معهد ثربانتس الإسباني بالقاهرة، خلال مشاركته في الأسبوع الثقافي لدول الأيبيروأميركا، المنعقد في مكتبة الإسكندرية حالياً.
وقال ألبا باستور في تصريحات صحافية الأربعاء، إن التأثير الكبير للحضارة الإسلامية والعربية في إسبانيا، ما زال حاضراً، وإن اسم العاصمة الإسبانية «مدريد» مأخوذ من أصل عربي وهو كلمة «مجري» وهو ما يعكس، ويؤكد حجم الترابط والتأثير العربي والإسلامي في بلاده.
التأثير والترابط بين الحضارة العربية والإسلامية وإسبانيا له وجوه متعددة، تظهر واضحة في العمارة والفنون وفي الموسيقي والآداب، كقول ألبا باستور «عندما تتجول في المدن الإسبانية من الشمال إلى الجنوب والشرق والغرب تجد معالم كثيرة تعكس وتجسد مدى وقوة هذا الترابط والتأثر، وهناك العديد من المباني والعادات والملامح والتقاليد الموجودة في إسبانيا تأتي في الأساس من الحضارة العربية، هذا بالإضافة إلى أن هناك ما يزيد على 3 آلاف كلمة تجري على لسان الإسبان مأخوذة من اللغة العربية.
ولا يتوقف الترابط بين إسبانيا والعرب والمسلمين عند حدود العصور الوسطى، بل يمتد للعصور الحديثة، حيث يتشابه المصريون والإسبان في الكثير من الممارسات الحياتية التي تعبر عن محبتهم للحياة والسهر وتناول المأكولات والمسليات»، بحسب مانويل ألبا باستور، الذي تحدث أيضاً عن مكانة مدينة الإسكندرية وما تمتلكه من تراث وحضارة فريدة؛ فهي مركز فكري حضاري عالمي.
من جهته، قال طه زيادة، موظف بالمكتب الإعلامي بسفارة إسبانيا، وأستاذ الترجمة الصحافية بكلية الآداب جامعة القاهرة، لـ«الشرق الأوسط»: «كان هناك اعتقاد سائد في أوروبا أن أصل الشعر الغنائي هناك يعود لمنطقة بروفنسالي جنوب فرنسا، لكن المستشرق الإسباني إيميليو جارسيا جوميز والذي كان عضواً في مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وله إسهامات كبيرة في تاريخ الاستشراق، غيّر هذه الفكرة حين اكتشف (خرجات الموشحات الأندلسية)، وهي عبارة عن مجموعة من الأبيات الشعرية تكتب في نهاية الموشحة، وتختم بها كل مقطع من مقاطعها، وبعد دراسته لهذه الخرجات وجد جوميز أنها كانت تكتب باللغات العربية والإسبانية والعبرية؛ وهو ما يشير إلى أن تاريخ هذا النوع من الشعر الغنائي في أوروبا يعود في أصله إلى الأندلس.
أهمية اكتشاف جوميز تأتي من كونه كان تلميذاً لعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، ومساهمته في إنشاء مركز الدراسات الإسلامية في العاصمة مدريد خلال فترة الأربعينيات». وذكر زيادة، أن الصلة القديمة بين إسبانيا ومصر القديمة، حيث اشتركا في وحدة سياسية واحدة زمن الإمبراطورية الرومانية والدولة العباسية.
مسؤول إسباني: الحضارة الإسلامية لها تأثير قوي في بلادنا
قال إن هناك مئات الكلمات والعادات والطرز المعمارية مأخوذة من العرب
مسؤول إسباني: الحضارة الإسلامية لها تأثير قوي في بلادنا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة