خبراء يحددون الفئات الأكثر تأثراً بتغير المناخ

لدعم مطلب التعويضات في «كوب 27»

لا يشعر الجميع بنفس القدر بآثار تغير المناخ  (Public Domain)
لا يشعر الجميع بنفس القدر بآثار تغير المناخ (Public Domain)
TT
20

خبراء يحددون الفئات الأكثر تأثراً بتغير المناخ

لا يشعر الجميع بنفس القدر بآثار تغير المناخ  (Public Domain)
لا يشعر الجميع بنفس القدر بآثار تغير المناخ (Public Domain)

من بين أكثر الملفات أهمية على مائدة قمة المناخ «كوب 27» التي تستضيفها مدينة شرم الشيخ المصرية، هو ملف «التعويضات عن الخسائر» التي سببتها تغيرات المناخ، التي لا تتحمل بعض الدول النامية والفقيرة أي مسؤولية عنها، لمحدودية مشاركتها في الانبعاثات الكربونية.
ويساعد تحديد الفئات الأكثر تأثرا بتغير المناخ داخل هذه الدول في دعم ملف التعويضات، كما يؤكد خبراء المناخ.
ورغم أن الجميع يتحدث عن تغير المناخ وأخطاره، بما في ذلك، الدول التي تتحمل جانبا كبيرا من المسؤولية عن حدوثه، إلا أنه في الواقع، لا يشعر الجميع بنفس القدر بآثار تغير المناخ.
وإذا كان تأثر بعض المجتمعات لا يتعدى الشعور بارتفاع في درجة الحرارة، فإن هناك مجتمعات أخرى كان انعكاس المشكلة عليها أشد تأثيرا وإيلاما.
وقالت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في تقرير صدر عام 2022، بأن قابلية التأثر بتغير المناخ تتفاقم بسبب عدم المساواة والتهميش المرتبطين بالجنس أو العرق أو الدخل المنخفض أو مزيج من ذلك.
ويقول بينشي ألبرت، المدير التنفيذي المشارك لتحالف العدالة المناخية في تقرير نشرته وكاله «أسوشييتد برس» في 18 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري: «من الواضح أن الفقراء والأقليات العرقية والنساء هم الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ التي نشهدها بالفعل اليوم، من موجات الحرارة والتشرد والدخان بسبب الحرائق، وصدمات الأسعار بسبب انقطاع سلسلة التوريد، وهؤلاء السكان هم الأكثر عرضة بسبب العنصرية والتمييز على أساس الجنس والسعي لتحقيق الأرباح على حساب حماية الناس».
وبدأ الجدل، حول الضرر المناخي الذي يلحق ببعض الفئات دون غيرها، منذ مؤتمر «كوب 23»، والحل هو ضرورة تقديم إسعافات عاجلة لهم ببرامج «التكيف المناخي»، كما يقول حسن أبو النجا، المدير التنفيذي للشبكة العربية للتنمية المستدامة لـ«الشرق الأوسط».
والتكيف المناخي، كما يعرفه موقع «الأمم المتحدة»، هو إكساب الاقتصادات والمجتمعات القدرة على الصمود في مواجهة التأثيرات المناخية، مثل بناء الطرق والجسور بحيث تكون مكيفة لتحمل درجات الحرارة المرتفعة والعواصف الأكثر قوة، وإنشاء أنظمة لمنع الفيضانات في الشوارع وفي منشآت النقل تحت الأرض في بعض المدن الواقعة على السواحل، وإيجاد سبل للحد من الانهيارات الأرضية والفيضانات الناجمة عن ذوبان الأنهار الجليدية في المناطق الجبلية.
وقد تحتاج بعض المجتمعات إلى الانتقال إلى مواقع جديدة لأنه سيكون من الصعب عليها التكيف مع هذه الظواهر، هذا ما يحدث بالفعل في الوقت الحاضر في بعض البلدان الجزرية التي تعاني من ارتفاع مستوى سطح البحر.
ويوضح أبو النجا، أن الدول المتضررة من تغيرات المناخ، مثل باكستان التي شهدت مؤخراً فيضانات مدمرة، يجب أن تكون جاهزة خلال قمة «كوب 27» بمشروعات للتكيف المناخي، وتكون هذه المشروعات محددة وقابلة للتنفيذ، وتعكس بصدق مدى معاناة المجتمعات من آثار التغيرات المناخية.



البلاستيك الدقيق يعوق التمثيل الضوئي للنباتات ويعرض 400 مليون شخص لخطر المجاعة

جزيئات بلاستيكية دقيقة (أ.ف.ب)
جزيئات بلاستيكية دقيقة (أ.ف.ب)
TT
20

البلاستيك الدقيق يعوق التمثيل الضوئي للنباتات ويعرض 400 مليون شخص لخطر المجاعة

جزيئات بلاستيكية دقيقة (أ.ف.ب)
جزيئات بلاستيكية دقيقة (أ.ف.ب)

أكدت دراسة جديدة أن تلوث الكوكب بالبلاستيك الدقيق يقلل بشكل كبير من إمدادات الغذاء ويهدد الملايين بالمجاعة، من خلال إعاقة عملية التمثيل الضوئي للنباتات.

وحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد قام فريق الدراسة بفحص وتحليل 157 دراسة سابقة حول تأثير البلاستيك الدقيق على النباتات.

ووجدوا أن البلاستيك الدقيق يمكن أن يُلحق الضرر بالنباتات بطرق متعددة. حيث يمكن للجسيمات البلاستيكية الدقيقة أن تمنع أشعة الشمس من الوصول إلى الأوراق وتضر بالتربة التي تعتمد عليها النباتات. وعندما تمتصها النباتات، يمكن لهذه الجسيمات أن تسد قنوات المغذيات والمياه، وتحفز جزيئات غير مستقرة تضر بالخلايا وتطلق مواد كيميائية سامة، يمكن أن تقلل من مستوى صبغة الكلوروفيل الضوئية.

ولفتت الدراسة إلى أن ما بين 4 في المائة و14 في المائة من المحاصيل الأساسية في العالم من القمح والأرز والذرة تُفقد بسبب الجزيئات البلاستيكية المنتشرة.

وقال الباحثون إن الأمر قد يزداد سوءاً، مع تدفق مزيد من البلاستيك الدقيق إلى البيئة.

وتأثر نحو 700 مليون شخص بالجوع في عام 2022. وقدَّر الباحثون أن تلوث البلاستيك الدقيق يمكن أن يزيد من عدد المعرَّضين لخطر المجاعة بمقدار 400 مليون شخص آخر في العقدين المقبلين، واصفين ذلك بأنه «سيناريو مثير للقلق» للأمن الغذائي العالمي.

وقال الباحثون إن الخسائر السنوية للمحاصيل، والناجمة عن المواد البلاستيكية الدقيقة، قد تكون مماثلة لتلك التي تسببت فيها أزمة المناخ في العقود الأخيرة.

حقائق

700 مليون شخص

تأثروا بالجوع في عام 2022

ويواجه العالم بالفعل تحدياً لإنتاج ما يكفي من الغذاء بشكل مستدام، حيث من المتوقع أن يرتفع عدد سكان العالم إلى 10 مليارات بحلول عام 2058.

وقال فريق الدراسة الجديدة التابع لجامعة نانجينغ في الصين: «لقد سعت البشرية إلى زيادة إنتاج الغذاء لإطعام عدد متزايد من السكان، لكنّ هذه الجهود الجارية أصبحت الآن معرَّضة للخطر بسبب التلوث البلاستيكي».

وأضاف: «تؤكد النتائج الحاجة الملحّة إلى خفض التلوث لحماية الإمدادات الغذائية العالمية في مواجهة أزمة الجزيئات البلاستيكية الدقيقة المتنامية».

ووصف عدد من الخبراء الدراسة الجديدة بأنها «مفيدة» و«جاءت في الوقت المناسب»، لكنهم حذَّروا من أن هذه المحاولة الأولى لقياس تأثير البلاستيك الدقيق على إنتاج الغذاء ستحتاج إلى تأكيد من خلال جمع مزيد من البيانات.