بدّد العراق الشكوك حول قدرته على استضافة بطولة كأس الخليج العربي في نسختها الـ25، وحوّل الأحلام إلى واقع في مدينة البصرة التي باتت على بُعد أشهر قليلة من احتضان الحدث الأكثر سخونة في كرة القدم الخليجية بعدما شهدت البصرة أمس (الثلاثاء) مراسم قرعة كأس «خليجي 25».
وأقيمت القرعة في فندق «غراند ميلينيوم»، بحضور رئيس الاتحاد الخليجي، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وممثلي الاتحادات المشاركة في حدث سماه المسؤولون في العراق «البروفة الصغرى للحدث الكبير».
وأوقعت قرعة كأس الخليج العربي في نسختها الخامسة والعشرين، المنتخب السعودي في المجموعة الأولى، ليكون في مقابلة مباشرة مع صاحب الأرض منتخب العراق الذي حضر على رأس المجموعة الأولى بحسب نظام البطولة.
واعتمد الاتحاد الخليجي بحسب أنظمته التصنيف الأخير للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وذلك لترتيب المنتخبات في المستويات قبل مراسم قرعة البطولة، التي تم فيها وضع العراق على رأس المجموعة الأولى لكونه البلد المستضيف، في حين جاء منتخب البحرين، بطل النسخة الأخيرة، على رأس المجموعة الثانية.
وجاءت السعودية وقطر في المستوى الثاني، فيما حضر في المستوى الثالث كل من منتخبات الإمارات وعمان، ويضم المستوى الرابع الكويت واليمن.
وضمت المجموعة الأولى بحسب القرعة منتخب العراق، وإلى جواره منتخبات السعودية واليمن وعمان، في حين ضمت المجموعة الثانية كلاً من منتخبات البحرين والكويت وقطر والإمارات.
عدنان درجال (الاتحاد الخليجي)
وستقام البطولة خلال الفترة بين 6 و19 يناير (كانون الثاني)، على أن تعلن لجنة المسابقات في الاتحاد مواعيد مباريات دور المجموعات والأدوار المتقدمة من البطولة التي ستقام في المدينة الجنوبية من العراق.
وأقيمت البطولة بحضور جمال مبارك نجم كرة القدم الكويتية الأسبق، وحبيب جعفر نجم منتخب العراق السابق، بالإضافة إلى حميد الهاجري المختص في المسابقات الخليجية الذي قدم شرحاً عن آلية سير مراسم قرعة البطولة.
وتم الكشف عن تميمة البطولة «السندباد البصراوي»، في رمزية تاريخية للشخصية الأسطورية من شخصيات «ألف ليلة وليلة» التي ترمز للبحار من بغداد، وتم ربط زياراته السبع إلى البلدان المشاركة في البطولة.
من جانبه، استبعد عدنان درجال، رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، أمس (الثلاثاء)، مشاركة منتخبات الصف الثاني في بطولة كأس الخليج (خليجي 25) التي تقام في البصرة مطلع العام المقبل.
وقال درجال، الذي يشغل أيضاً وزير الشباب والرياضة، لوكالة الأنباء العراقية: «دول الخليج العربي حريصة على المشاركة في (خليجي 25)، التي تعد أهم البطولات الآسيوية لديهم». وأضاف: «أستبعد مشاركة المنتخبات بفرقها الرديفة في البطولة».
ورحّب في كلمته التي سبقت مراسم قرعة البطولة بالضيوف والمشاركين كافة، موضحاً: «أهلاً بكم في عراق المحبة والسلام، تحتضن البصرة الفيحاء ثغر العراق الباسم، قرعة البطولة، وهي الخطوة الأولى لأكبر وأهم تجمع رياضي خليجي منذ استضافة بغداد لكأس الخليج 1979».
وكشف درجال في حديثه أنه «كانت هناك تحديات كبيرة، ولكن ولله الحمد، تم تذليلها بالتعاون مع الإخوة الأعزاء في اتحاد كأس الخليج، وتحديداً اللجنة الفنية المشكّلة من الشيخ حمد، الذين كان لحرصهم ومتابعتهم الأثر الكبير لتجاوز هذه التحديات».
وواصل وزير الرياضة العراقي: «باسمي ونيابة عن أهل البصرة الأعزاء، أوجّه الدعوة لأشقائنا في دول الخليج كافة للوجود هنا ومساندة منتخباتهم لتجسيد وعكس اللحمة بين أبناء الخليج الواحد».
من جانبه، قال جاسم الرميحي، الأمين العام للاتحاد الخليجي لكرة القدم، إن قرعة البطولة كانت متكافئة بين المنتخبات في المجموعتين.
وأضاف الرميحي في حديثه بالمؤتمر الصحافي الذي أعقب مراسم القرعة: «إقامة (خليجي 25) في البصرة بعد (المونديال) ستسلط الضوء عليها إعلامياً؛ لأن البطولة هي أقدم بطولة في المنطقة».
وكشف الرميحي أنه يجب على المنتخبات المشاركة في «خليجي 25» إرسال منتخباتها الأساسية وليست الرديفة، مضيفاً: «هذا بحسب ما ينص عليه النظام الأساسي للبطولة، ولكن لا نعلم عن الأمور الطارئة، إلا أننا نتمنى جميعاً وجود النجوم كافة لفائدة البطولة فنياً وإعلامياً».
وشدد الرميحي في حديثه على أن البصرة جاهزة لاحتضان الحدث الخليجي المرتقب مطلع العام الجديد، مضيفاً: «بالتأكيد أن البطولة ستقام هُنا (في إشارة للبصرة)، وأتمنى من الجمهور العراقي والشعب أن يساهم في إقامة البطولة».
وأضاف الرميحي، أنه حدث تنسيق مع الجهات المعنية للسماح للجماهير الخليجية بالسفر للعراق دون تأشيرة دخول، لمتابعة مباريات منافسات البطولة، مختتماً حديثه بالإشارة إلى أن المصادقة على استضافة البصرة للحدث جاءت بقرار من اللجنة التنفيذية التي تضم رؤساء الاتحادات الخليجية.
من ناحيته، قال ياسر سالم، مدير منتخب الإمارات، إن بلاده تستعد بشكل مبكر لمنافسات «خليجي 25»، موضحاً أن القرعة جاءت متوازنة.
وقال ياسر سالم لقنوات «أبوظبي الرياضية»: «المجموعة متوازنة، هناك منتخبات عريقة، ويجب أن نستعد لها بشكل جيد».
وأضاف: «بدأنا الاستعداد منذ الفترة السابقة، ولعبنا مباراتين في التوقف الدولي الأخير ضد أوروغواي وفنزويلا، وبعد أسبوعين سنلعب ضد الأرجنتين وكازاخستان، والتجمع الأخير في شهر ديسمبر (كانون الأول) قبل البطولة».
من جهته، اعتبر القطري خالد الكواري، نائب رئيس اللجنة الإعلامية في «خليجي 25»، أن القرعة متوازنة، متمنياً أن تكون المباريات على مستوى البطولة.
وعقدت لجنة الحكام باتحاد كأس الخليج العربي لكرة القدم، اجتماعاً برئاسة هاني طالب بلان، على هامش حفل قرعة «خليجي 25»، وفي بداية الاجتماع رحّب طالب بالأعضاء الجدد، وبعدها استعرض الاجتماع الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال، وتم مناقشة اللائحة الخاصة بالتحكيم، مع دراسة عددٍ من المقترحات التي ستُرفع للأمانة العامة لاعتمادها.
وشهد الاجتماع التأكيد على الإجراءات التنظيمية المتعلقة بالبطولة تحكيمياً من خلال الدورات المكثفة للحكام، مع مناقشة السبل المتاحة للخروج بالبطولة في أفضل صورة تحكيمية.
واستعرض الاجتماع الترشيحات الخاصة بالأسماء المبدئية بصدد تأكيد مشاركتهم في البطولة بالبصرة، بجانب دعوة الاتحادين الآسيوي والدولي للمشاركة في لجنة الحكام الخليجية، والعمل على تطوير المستوى الفني والارتقاء به، وصولاً لأداء متميز مع انطلاق البطولة.
وتعليقاً على الاجتماع، أعرب هاني طالب بلان، رئيس لجنة الحكام باتحاد كأس الخليج العربي لكرة القدم، عن سعادته الكبيرة بالنقاش الهادف والبنّاء الذي يصب في مصلحة حكام الخليج، وما يقدمه الأعضاء من جهد لتطوير العملية التحكيمية في البطولة الخليجية.
وأوضح: «أصبح استخدام تقنية الفيديو في بطولات الخليج أمراً إلزامياً، وسيكون هناك معسكر إعدادي قبل انطلاق البطولة بـ5 أيام بالبصرة، وسيتم دعوة خبراء ومحاضرين دوليين من الاتحادين الدولي والآسيوي للمساهمة في تجهيز الحكام».
واختتم بلان تصريحاته، مشيراً إلى أنه سيتم دعوة نخبة من الحكام ذوي الخبرة للمساهمة في الوصول بحكام البطولة إلى أرقى المستويات الفنية، وإثراء لجنة الحكام بخبرات متنوعة ومختلفة.