بعد أن فشل الحوثيون في دفع أهدافهم السياسية خلال المشاورات برعاية الأمم المتحدة في جنيف، يسعون لطرح مقترحات جديدة تخرجهم من عزلتهم السياسية. وقال الحوثيون في اليمن، أمس، إنهم يسعون إلى تشكيل حكومة شراكة وطنية، وذلك عقب عودة وفدهم الذي شارك في مشاورات جنيف، الأسبوع الماضي، التي لم تسفر عن التوصل لأي نتائج، سواء فيما يتعلق بوقف إطلاق النار أو بإبرام هدنة إنسانية.
ولدى عودة الوفد إلى صنعاء، قادما من مسقط، حيث توجه الوفد من جنيف، قال حمزة الحوثي، عضو المجلس (المكتب) السياسي للحوثيين وأحد أبرز أعضاء الوفد إلى جنيف إن «المكونات السياسية تدرس حاليًا تشكيل حكومة قائمة على الشراكة الوطنية بين كل المكونات السياسية التي شاركت في مشاورات جنيف». وأضاف الحوثي، في تصريح نقلته عنه وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التي يسيطر عليها الحوثيون، أن «هناك تواصلا مع معظم المكونات والتيارات السياسية داخل اليمن، وخصوصا في جنوب الوطن، بصورة مستمرة، وهناك تفاهمات جارية معها».
إلا أن الطرح الحوثي لا يلاقي رواجا داخل اليمن. وعلق الدكتور عبد الرحمن السقاف أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني لـ«الشرق الأوسط»، بالتأكيد على أن حزبهم ليس مع توجه تشكيل حكومة. وأوضح أنهم في الحزب الاشتراكي اليمني، وهو من الأحزاب الكبيرة في الساحة اليمنية «ملتزمون بقرار مجلس الأمن الدولي الذي ينص على عدم اتخاذ إجراءات أو خطوات من طرف واحد، وهذه الخطوة مخالفة للقرار الأممي وسوف تزيد المشكلات، أكثر مما ستؤدي إلى استقرار»، في إشارة إلى قرار مجلس الأمن 2166.
ولفت السقاف إلى أن «مسألة الالتزام ليست مسألة انتقائية، وإنما بكامل القرار، بكامل بنوده وبتفاصيله»، مؤكدا أن اليمن «تحت الفصل السابع للأمم المتحدة والمجتمع الدولي يسعى إلى حل المشكلات، ولا يمكن العمل خارج إطار هذا القرار الأممي طالما يريد المرء حلولا سلمية».
والى جانب ما طرحه الدكتور السقاف، قال مصدر سياسي يمني في صنعاء إن «المكونات السياسية التي يتحدثون عنها لن تشمل الحزب الاشتراكي اليمني، وقد تتكون حكومتهم المزمعة من الحوثيين وحزب المؤتمر بزعامة صالح، إضافة إلى الأحزاب الصغيرة التي لا يكاد يكون لديها ثقل سياسي، ولن تشارك فيها أحزاب تحترم نفسها وتاريخها». وأشار المصدر، الذي طلب من «الشرق الأوسط» عدم ذكر اسمه، إلى أن «الكثير من الناس يهتمون، حاليا، بإيقاف الحرب والتدمير الذي يلحق بتعز وعدن وغيرهما، وبإيصال المساعدات، ولا يفكرون بعقلية الحوثيين في تشكيل حكومة، يعرفون سلفا أنه لن يعترف بها أحد».
وفي الوقت ذاته، قال مصدر سياسي يمني جنوبي إن «تصريحات الحوثي حملت تلميحات إلى أن بعض فصائل الحراك الجنوبي ستشارك معه في حكومته المزعومة، وهو يعرف أن الفصائل الأساسية التي تتزعمها شخصيات لها تاريخ نضالي طويل، لن تكون في صف الميليشيات التي تقتل الجنوبيين كل يوم».
ويسيطر الحوثيون منذ العام الماضي، على معظم المحافظات اليمنية بالتحالف مع الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح الذي ساهم معهم في الانقلاب على شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. ويسعى تحالف الحوثي - صالح، إلى إخضاع بقية المحافظات اليمنية لسيطرتهم العسكرية، وخلال الأشهر الماضية لم يتمكن الحوثيون من تشكيل حكومة جديدة، وظلت إدارتهم تعمل بطاقم صغير مكون من بعض الوزراء المقالين رسميا وفق قرارات رئاسية. وتدير الأوضاع في اليمن ما تسمى بـ«اللجنة الثورية العليا»، التي شُكلت عقب الانقلاب على الشرعية، في الوقت الذي تحظى فيه حكومة خالد بحاح باعتراف كامل من قبل المجتمع الدولي.
وجاء حديث الانقلابيين الحوثيين عن تشكيل «حكومة الشراكة»، قبيل أيام من زيارة المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ لمناقشة التسوية السياسية ووقف الحرب وإيصال المساعدات الإغاثية إلى المتضررين، في ضوء مسودة النقاط الست التي عرضها على مجلس الأمن الدولي، قبل أيام، وتتعلق بالقضايا العالقة في اليمن.
الحوثيون يقترحون «حكومة شراكة» سعيًا لجذب الجنوبيين
الحزب الاشتراكي اليمني يرفض المقترح
الحوثيون يقترحون «حكومة شراكة» سعيًا لجذب الجنوبيين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة