سيكون باريس سان جيرمان الفرنسي أمام فرصة مثالية لحسم تأهله إلى الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، حين يستضيف اليوم مكابي حيفا الإسرائيلي في الجولة الخامسة ما قبل الأخيرة من منافسات المجموعة الثامنة، فيما سيكون يوفنتوس الإيطالي أمام فرصة أخيرة لتجنب الخروج لكن المهمة ستكون شاقة جداً في ضيافة بنفيكا البرتغالي، كما يخوض تشيلسي الإنجليزي لقاءً حاسماً لضمان العبور للدور الثاني في ضيافة ريد بول سالزبورغ النمساوي.
على ملعب «بارك دي برانس» وبعد تعادلين على التوالي مع بنفيكا البرتغالي بنتيجة واحدة 1 - 1، سيكون سان جيرمان مرشحاً لحسم تأهله من خلال الفوز على ضيفه مكابي حيفا الذي خسر أمام النادي الباريسي 1 - 3 ذهاباً على أرضه.
ويتصدر سان جيرمان ترتيب المجموعة بـ8 نقاط وبفارق الأهداف المسجلة أمام بنفيكا نتيجة تعادلهما في المواجهتين المباشرتين بينهما، وبالتالي سيضمن بطاقته إلى ثمن النهائي قبل حلوله ضيفاً في تورينو خلال الجولة الختامية في حال فوزه على الفريق الإسرائيلي، أو حتى في حال تعادله شرط عدم فوز يوفنتوس في البرتغال.
ومنذ تعادله على أرضه مع بنفيكا بغياب النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، حقق سان جيرمان نتيجتين جيدتين محلياً بتغلبه على غريمه مرسيليا 1 - صفر بواسطة البرازيلي نيمار، ثم على أجاكسيو 3 - صفر بفضل ثنائية لكيليان مبابي وهدف لميسي (العائد) الذي حظي بإشادة خاصة من مدربه كريستوف غالتييه، عادّاً أن «الناس يأتون إلى الملعب لرؤية ليو يلعب. إنه أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم».
لاعبو تشيلسي يتدربون قبل مواجهة سالزبورغ لحسم بطاقة لثمن النهائي (د.ب.أ)
وتابع: «يحب اللعب مع الآخرين، لديه هذه الرغبة باللعب من أجل الآخرين (زملائه). إنه غير أناني وكان رائعاً في تسجيله الهدف الثاني».
وقبل اللقاء الأوروبي عاد الحديث عن عقد مبابي مع سان جيرمان ليتصدر العناوين في فرنسا بعدما زعمت صحيفة «لو باريزيان» أن المهاجم الشاب المتوج مع بلاده بمونديال 2018 وافق على البقاء مع باريس بدلاً من الانتقال إلى ريال مدريد الإسباني بعد صفقة «غير مسبوقة» في تاريخ كرة القدم بالحصول على 630 مليون يورو خلال 3 أعوام.
ووقّع مبابي في مايو (أيار) الماضي عقداً جديداً مع سان جيرمان لمدة عامين حتى يونيو 2024، مع خيار تمديده لعام إضافي مرتبط برغبة اللاعب البالغ 23 عاماً، وتم تحديد الراتب بـ72 مليون يورو قبل الضرائب عن كل عام من العقد، أو 6 ملايين يورو شهرياً (2.7 مليون بعد اقتطاع الضرائب). يضاف إلى ذلك مكافأة توقيع يبلغ مجموعها 180 مليون يورو وموزعة دفعاتها على 3 أقساط؛ وفق الصحيفة. كما تحدثت الصحيفة عن مكافأة «ولاء» ترتفع قيمتها الإجمالية قبل الضرائب من 70 مليون يورو لأول عام من العقد إلى 80 مليون يورو للعام الثاني، وإلى 90 مليوناً في حال قرر مبابي تفعيل خيار البقاء مع نادي العاصمة لعام ثالث. أي إنه سيحصل بالمجمل، في حال قرر البقاء مع سان جيرمان حتى عام 2025 على مبلغ 630 مليون يورو قبل الضرائب، أو 282 مليوناً بعد اقتطاع الضرائب، وهو مبلغ أكبر بكثير من العقد القياسي الذي وقعه زميله الحالي في نادي العاصمة الأرجنتيني ليونيل ميسي مع فريقه السابق برشلونة الإسباني ليبقيه مع الأخير من 2017 حتى 2021 مقابل 555 مليون يورو على مدى 4 أعوام . وهذا ليس كل شيء؛ إذ يضاف إلى هذا العقد الخيالي الدخل المرتبط بعقود الرعاية التي وقعها مبابي مع شركات عدة تبلغ قيمتها نحو 18 مليون دولار سنوياً (18.44 مليون يورو).
وعلى ملعب «دا لوش» في لشبونة، سيكون يوفنتوس أمام مهمة شاقة جداً ضد بنفيكا الذي أسقط الفريق الإيطالي في معقله ذهاباً بالفوز عليه 2 - 1.
ولا بديل ليوفنتوس عن الفوز في معقل بنفيكا إذا ما أراد الحفاظ على آماله في التأهل إلى ثمن النهائي؛ لأنه يحتل المركز الثالث بـ3 نقاط وبفارق 5 عن ثنائي الصدارة بعد سقوطه في الجولة السابقة على أرض مكابي صفر - 2، ما منح الأخير فوزه الأول في دور المجموعات منذ 29 أكتوبر (تشرين الأول) 2002 حين تغلب على مانشستر يونايتد الإنجليزي 3 - صفر، وعَقَّدَ كثيراً مهمة عملاق تورينو.
ورغم الهزيمة أمام مكابي، فإن رئيس النادي أندريا أنيللي جدد ثقته بالمدرب ماسيميليانو أليغري، قائلاً: «أشعر بالخزي نتيجة ما يحصل حالياً. في هذا النوع من المواقف، ليس هناك شخص بمفرده يتحمل المسؤولية، وأتحدث هنا عن أليغري. إنه وضع مرتبط بالمجموعة بأكملها، لكن يجب المضي قدماً. المشكلة ليست مرتبطة بالمدرب إذا أخفقنا في اعتراض كرة أو تمرير كرة... أليغري باقٍ مدرباً ليوفنتوس». وتنفس يوفنتوس الصعداء بعض الشيء عقب الهزيمة في إسرائيل، وذلك بفوزه في الدوري على جاره تورينو 1 - صفر ثم على إمبولي 4 - صفر، مما يمنحه الدفع المعنوي اللازم لزيارته إلى معقل بنفيكا الذي يكفيه التعادل للتأهل، شرط عدم فوز مكابي في باريس.
وقال أليغري بعد فوز فريقه محلياً الجمعة: «يجب أن نكون جيدين في بنفيكا، لا بد من أن نؤمن بحظوظنا وأنه لم يتم إقصائنا (حتى الآن) من دوري الأبطال، ومن جهة أخرى لأننا لسنا حاسمين لتأهلنا إلى يوروبا ليغ (أي المركز الثالث)».
وفي المجموعة الخامسة يمني تشيلسي الإنجليزي النفس بحسم بطاقته، لكن المهمة لن تكون سهلة بتاتاً في ضيافة ريد بول سالزبورغ النمساوي الذي يتخلف عن فريق المدرب غراهام بوتر بفارق نقطة فقط، ومن خلفهما ميلان الإيطالي ودينامو زغرب الكرواتي اللذان يتواجهان على ملعب الأخير ولكل منهما 4 نقاط.
ويحتاج تشيلسي إلى الفوز على الفريق النمساوي الذي أجبر النادي اللندني على التعادل ذهاباً في «ستامفورد بريدج»، من أجل حسم تأهله بغض النظر عن نتيجة المباراة الثانية، كما سيتأهل أيضاً في حال التعادل شرط فوز ميلان في كرواتيا، في حين سيضمن الصدارة إذ فاز وانتهت المباراة الثانية بالتعادل.
ويدخل الفريق اللندني اللقاء بمعنويات مهزوزة بعض الشيء بعد فشله في تحقيق الفوز خلال المرحلتين الأخيرتين من الدوري، آخرتهما السبت حين تقدم على غريمه مانشستر يونايتد في الدقيقة الـ87 بركلة جزاء، قبل أن يتلقى هدف التعادل 1 - 1 في الوقت بدل الضائع، لكنه لم يخسر حتى الآن أياً من مبارياته الثماني منذ حلول بوتر بدلاً من الألماني توماس توخيل.
وفي المجموعة السادسة وبعدما حسم ريال مدريد الإسباني حامل اللقب البطاقة الأولى، يحل فريق المدرب كارلو أنشيلوتي ضيفاً على لايبزيغ الألماني الذي ينافس شاختار دونيتسك على البطاقة الثانية، فيما بات سلتيك الاسكوتلندي خارج دائرة المنافسة بنقطته الوحيدة حتى الآن.
وسيضمن ريال صدارة المجموعة في حال التعادل، فيما سينال لايبزيغ البطاقة الثانية في حال فوزه على النادي الملكي وخسارة شاختار في اسكوتلندا.وكشف ماركو روزه مدرب لايبزيغ عن عودة مهاجمه تيمو فيرنر للتشكيلة اليوم بعد تعافيه من فيروس «كورونا»، كما أشار إلى أن كريستوفر نكونكو مستعد للمشاركة مجدداً بعد تعافيه من عملية جراحية خضع لها مؤخراً.
في المقابل؛ سيفتقد ريال مدريد جهود مهاجمه الفرنسي كريم بنزيمة وصانع ألعابه لوكا مودريتش وركيزته في خط الوسط فيدي فالفيردي، لكن روزه حذر بأن النادي الملكي الإسباني؛ الأكثر تتويجاً بدوري الأبطال، «لا تزال لديه قائمة هائلة من اللاعبين الرائعين القادرين على حسم الأمور». وأضاف: «سنكون بحاجة إلى كثير من الشجاعة، ليس فقط أمام الكرة، ولكن حين التحرك. علينا أن نتحلى بالتماسك».
وفي المجموعة السابعة وعلى غرار ريال، ضمن مانشستر سيتي الإنجليزي تأهله بتعادله في الجولة السابقة مع كوبنهاغن الدنماركي، ما يجعله يخوض مباراة اليوم أمام بوروسيا دورتموند الألماني من دون ضغوط في لقاء سيشكل الظهور الأول لنجمه الجديد النرويجي إرلينغ هالاند على ملعب فريقه السابق.
وسيكون التعادل كافياً لفريق المدرب الإٍسباني جوسيب غوارديولا من أجل ضمان صدارة المجموعة قبل جولة على النهاية، فيما يحتاج دورتموند إلى الفوز لضمان تأهله بغض النظر عن نتيجة المباراة الثانية بين إشبيلية الإسباني وكوبنهاغن اللذين يملكان نقطتين، مقابل 10 لسيتي و7 لدورتموند.