في وقت يستعد فيه المهاجم النرويجي إيرلينغ هالاند للعودة إلى ملعب «سيغنال إيدونا بارك» معقل فريقه السابق بوروسيا دورتموند الألماني، وضع الأخير ثقته بثلاثة مراهقين لمواجهة «العملاق» الفتّاك الجديد لنادي مانشستر سيتي الإنجليزي، في اللقاء المرتقب بينهما اليوم، ضمن الجولة الخامسة لدور المجموعات من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
وعانى دورتموند الذي دعّم صفوفه دفاعياً بتعاقده مع الثنائي الدولي نيكو شلوتيربيك ونيكلاس زوله، هجومياً بعد رحيل إيرلينغ، الذي سجل له 86 هدفاً في 89 مباراة بمختلف المسابقات. وانتقل الدولي النرويجي لسيتي ليدب الرعب في الدوري الإنجليزي بتسجيله 17 هدفاً في 11 مباراة منذ بداية الموسم الجديد، في رصيد إجمالي أقل بهدف من مجموع أهداف فريقه السابق في «بوندسليغا» (18 هدفاً).
وكان هالاند متفوقاً على مجموع أهداف دورتموند قبل أن يسجل الأخير خماسية في مرمى ضيفه شتوتغارت السبت، ضمن منافسات المرحلة 11.
وكانت مواجهة شتوتغارت فرصة لصاحب الأرض للاعتماد أكثر على لاعبيه الشبان ولإظهار مهاراتهم، مع الثلاثي الذي سجل 4 أهداف من الخماسية، الإنجليزي جود بيلينغهام والأميركي جيو رينا (19 عاماً لكل منهما) ويوسوفا موكوكو (17).
هالاند عملاق سيتي (أ.ف.ب)
ويلعب بيلينغهام دوراً حاسماً في انتصارات دورتموند هذا الموسم، حيث خاض جميع مباريات فريقه أساسياً، باستثناء دخوله من على مقاعد البدلاء ليسجل الهدف الثاني من ركلة جزاء تحصّل عليها بنفسه في الفوز على هانوفر من الدرجة الثانية في الكأس المحلية الأربعاء.
وارتقى بيلينغهام إلى القمة عقب حمله شارة القيادة في دورتموند منذ بداية الشهر الحالي، ليسجل 5 أهداف في المباريات الست الأخيرة، إضافة إلى هز شباك منافسيه في جميع مباريات دور المجموعات للمسابقة القارية الأم.
وأثنى المدير الرياضي للفريق سيباستيان كيهل على لاعبه الشاب بعدما قاده لأكبر فوز له هذا الموسم في الدوري السبت، قائلاً: «بالنسبة لنا، كان بيلينغهام مرة جديدة اللاعب الذي قاد المباراة في الاتجاه الصحيح».
ولم تشذ كلمات مدربه إدين ترزيتش عما قاله المدير الرياضي، إذ اعتبر أن بيلينغهام يقدّم أداء رائعاً، موضحاً: «من الرائع أن يتمكن من لعب كرة القدم بشكل مستقر في هذه السن».
ومع خضوع المهاجم العاجي سيباستيان هالر، القادم إلى دورتموند للحلول بدلاً من هالاند، للعلاج من سرطان الخصيتين، وانتظار شفاء القائد المعتاد ماركو رويس من الإصابات المتكررة في كاحله، فإن عودة جيو رينا من إصابات متكررة أدت إلى غيابه معظم فترات الموسم الماضي، كانت محورية لدورتموند.
وقدّم رينا منفذاً إبداعياً لفريقه افتقده داخل الملاعب منذ رحيل الإنجليزي جايدون سانشو (22 عاماً) إلى مانشستر يونايتد عام 2021، وهو واقع أقرّ به كيهل بعد أن شاهد ابن الـ19 عاماً يسجل هدفه الأول في الدوري منذ 14 شهراً، قائلاً: «يملك مستوى عالياً لا يصدق من ذكاء اللعبة... نريد أن يحافظ جيو على لياقته لفترة طويلة لأنه يمنحنا كثيراً من الفرص في المقدمة».
ثالث سلاح فتاك وأصغرهم هو موكوكو الذي يحمل الرقم القياسي لأصغر هداف في «بوندسليغا» منذ أكثر من عام. وفرض موكوكو نفسه في التشكيلة الأساسية على حساب الوافد الجديد المهاجم المخضرم الفرنسي أنطوني موديست (34 عاماً)، حيث باتت طاقته مصدر إلهام في دورتموند صاحب الأداء الباهت في كثير من الأحيان هذا الموسم.
يدرك دورتموند جيداً مدى خطورة مهاجمه السابق هالاند أكثر من أي نادٍ آخر، حيث إن هدف النرويجي الأكروباتي الذي قاد بفضله سيتي للفوز 2 - 1 في مواجهة الجولة الثانية على ملعب الاتحاد، هو أفضل تذكير بمدى فاعليته. وبعدما حجز سيتي مقعده إلى الدور ثمن النهائي في المسابقة الأعرق بتصدره مجموعته السابعة (10 نقاط)، يحتاج الوصيف دورتموند (7) للفوز على ضيفه اليوم أو في مباراته الأخيرة على مضيفه كوبنهاغن الدنماركي في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، للحاق بركب الأندية المتأهلة إلى دور خروج المغلوب. كما أن تعادله مع الفريق الإنجليزي سيكون كافياً في حال تعادل إشبيلية وكوبنهاغن في المباراة الثانية. قال هالاند الذي يشتهر بقلة الكلام، بعد تسجيله هدفين من ثلاثية الفوز على برايتون 3 - 1 السبت: «أتطلع لأمسية دورتموند. مباراة خاصة تنتظرنا».