نافذة على مؤسسة تعليمية: الجامعة اللبنانية.. ولدت من رحم الاستقلال الوطني

نافذة على مؤسسة تعليمية: الجامعة اللبنانية.. ولدت من رحم الاستقلال الوطني
TT

نافذة على مؤسسة تعليمية: الجامعة اللبنانية.. ولدت من رحم الاستقلال الوطني

نافذة على مؤسسة تعليمية: الجامعة اللبنانية.. ولدت من رحم الاستقلال الوطني

نشأت فكرة تأسيس الجامعة اللبنانية في عام 1948، على هامش مؤتمر اليونيسكو الثالث الذي عقد في مدينة بيروت العاصمة آنذاك. وكان تأسيسها وليد مطالبة شعبية وطلابية عارمة، حيث كانت الجذوة الأولى لانطلاقتها في 23 يناير (كانون الثاني) من عام 1951 إضرابًا عاما شارك فيه طلابٌ ثانويون وجامعيون، أكثرهم من جامعة القديس يوسف واستمر مدةً طويلة.
وتلبية لتلك المطالبات، وتحقيقا لمفاهيم الاستقلال الوطني، اجتمع مجلس الوزراء اللبناني، وشهد العام 1951 ولادة أول نواة للجامعة اللبنانية بإنشاء دار المعلمين العليا ومعهد للإحصاء. وفي نهاية العام، استقبلت الجامعة أول فوج من الطلبة وكان عددهم 68 طالبًا.
وفي عام 1953، صدر مرسوم استحدث مركزًا للدراسات المالية والإدارية وألحق بالجامعة، وسمّي فيما بعد معهد «الإدارة والمال»، كما نص على إبدال اسم «دار المعلمين العليا» باسم «معهد المعلمين العالي».
بقي الوضع في الجامعة اللبنانية مقتصرًا على تلك النواة حتى عام 1959، حيث صدر المرسوم التنظيمي للجامعة، ونصّ في مادته الأولى على أن «الجامعة اللبنانية مؤسسة تقوم بمهام التعليم العالي الرسمي في مختلف فروعه ودرجاته»، ولكن القانون الأساسي لتنظيم الجامعة الذي كرّس استقلالها الأكاديمي والإداري والمالي صدر في عام 1967. وبعد ذلك نُظّم عمل الهيئة التعليمية في الجامعة بموجب قانون في عام 1970، وكذلك وُضع النظام المالي للجامعة.
تولى رئاسة الجامعة تباعًا الدكاترة: فؤاد أفرام البستاني (1953 - 1970)، أدمون نعيم (1970 - 1976)، بطرس ديب (1977 - 1980)، جورج طعمة (1980 - 1988)، أسعد دياب (1993 - 2000)، إبراهيم قبيسي (2001 - 2006)، زهير شكر (2006 - 2011)، وترأس الجامعة منذ العام 2011 الدكتور عدنان السيد حسين.
وتضم الجامعة حاليا عددا كبيرا من الكليات والمعاهد، وهي «الجامعة الرسمية LU»، التي تشمل كليات التربية، والحقوق والعلوم السياسية والإدارية، والطب، والصيدلة، والسياحة والفنادق، ومعهد الفنون الجميلة، والمعهد الجامعي للتكنولوجيا، ومعهد العلوم التطبيقية والاقتصادية. كما تضم الجامعة اللبنانية كلية العلوم، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية، وكلية الهندسة، وكلية الإعلام والتوثيق، وكلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال، وكلية طب الأسنان، وكلية الزراعة، وكلّية السياحة وإدارة الفنادق.
كما تضم عددا من المعاهد العالية للدكتوراه، وهي: المعهد العالي للدكتوراه في الحقوق والعلوم السياسية والإدارية والاقتصادية، والمعهد العالي للدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا، والمعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية. كما يتبع للجامعة معهد العلوم التطبيقية والاقتصادية والمعهد الزراعي.



«شمعة»... قاعدة بيانات مجانية للبحوث التربوية في 17 دولة عربية

لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»
لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»
TT

«شمعة»... قاعدة بيانات مجانية للبحوث التربوية في 17 دولة عربية

لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»
لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»

يقضي الباحثون في العالم العربي أوقاتاً من البحث المضني عن المراجع الإلكترونية التي تساعدهم في تحقيق أغراضهم البحثية. ويدرك هذه المشقة الباحثون الساعون للحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه، فإذا لم يكن لديه إمكانية الدخول إلى قواعد البيانات العلمية العالمية عبر إحدى المكتبات الكبرى، التي عادة لا تتاح كاملة أيضاً، فإن عملية البحث سوف تكلفه آلاف الدولارات لمتابعة والوصول لأحدث الأوراق العلمية المتصلة بمجال بحثه، أو أن مسح التراث العلمي سيتوقف لديه على المراجع الورقية.
بينما يحظى الباحثون في مجال البحوث التربوية بوجود «شمعة»، وهي شبكة المعلومات العربية التربوية (www.shamaa.org) التي توفر لهم أحدث البحوث والدوريات المحكمة من مختلف الجامعات العربية، وبثلاث لغات، هي: العربية، والفرنسية، والإنجليزية مجاناً.
تأسست «شمعة» عام 2007 في بيروت كقاعدة معلومات إلكترونية، لا تبغي الربح، توثق الدراسات التربوية الصادرة في البلدان العربية في مجمل ميادين التربية، من كتب ومقالات وتقارير ورسائل جامعية (الماجستير والدكتوراه) وتتيحها مجاناً للباحثين والمهتمين بالدراسات التربوية. تتميز «شمعة» بواجهة إلكترونية غاية في التنظيم والدقة، حيث يمكنك البحث عن مقال أو أطروحة أو كتاب أو فصل أو عدد أو تقرير. فضلاً عن تبويب وفهرسة رائعة، إذ تشتمل اليوم على أكثر من 36000 ألف دراسة، موزعة بنسبة 87 في المائة دراسات عربية، و11 في المائة دراسات بالإنجليزية و2 في المائة بالفرنسية، وهي دراسات عن العالم العربي من 135 جامعة حول العالم، فيما يخص الشأن التربوي والتعليم، إضافة لأقسام خاصة بتنفيذ مشاريع في التربية كورش تدريبية ومؤتمرات.
لا تتبع «شمعة» أي جهة حكومية، بل تخضع لإشراف مجلس أمناء عربي مؤلف من شخصيات عربية مرموقة من ميادين مختلفة، وبخاصة من الحقل التربوي. وهم: د. حسن علي الإبراهيم (رئيساً)، وسلوى السنيورة بعاصيري كرئيسة للجنة التنفيذية، وبسمة شباني (أمينة السر)، والدكتور عدنان الأمين (أمين الصندوق) مستشار التعليم العالي في مكتب اليونيسكو، وهو أول من أطلق فكرة إنشاء «شمعة» ورئيسها لمدة 9 سنوات.
تستمر «شمعة» بخدمة البحث التربوي بفضل كل من يدعمها من أفراد ومؤسّسات ومتطوعين، حيث تحتفل بالذكرى العاشرة لانطلاقتها (2007 - 2017)، وهي تعمل حاليا على إصدار كتيب يروي مسيرة العشر سنوات الأولى. وقد وصل عدد زائريها إلى نحو 35 ألف زائر شهرياً، بعد أن كانوا نحو ألفي زائر فقط في عام 2008.
تواصلت «الشرق الأوسط» مع المديرة التنفيذية لبوابة «شمعة» ببيروت د. ريتا معلوف، للوقوف على حجم مشاركات الباحثين العرب، وهل يقومون بمدّ البوابة بعدد جيّد من الأبحاث والدراسات، أم لا تزال المعدلات أقل من التوقعات؟ فأجابت: «تغطّي (شمعة) الدراسات التربوية الصّادرة في 17 دولة عربيّة بنسب متفاوتة. ولا شك أن حجم مشاركات الباحثين العرب بمد (شمعة) بالدراسات قد ارتفع مع الوقت، خصوصاً مع توّفر وسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي سهّلت لهم عملية المشاركة».
وحول طرق تزويد «شمعة» بالأبحاث والدراسات، أوضحت معلوف أن ذلك يتم من خلال عدّة طرق، وهي: «توقيع اتفاقات شراكة مع كليات التربية في الجامعات العربية والمجلات التربوية المحكمة ومراكز الأبحاث التي تعنى بالتربية والتعليم، كما تتيح اتفاقية تعاون مع مركز المعلومات للموارد التربوية (إريك) (ERIC) تزويد (شمعة) بالدراسات الصادرة باللغة الإنجليزية من الدول العربية أو من باحثين عرب. ونعتبر أن الشراكة مع (إريك) هي خطوة كبيرة ومن أهم الإنجازات كمؤسسة عربية، وأيضاً من خلال اشتراكات بالمجلات الورقية التربوية المحكمة العربية، أو عبر الدراسات المتاحة إلكترونياً على شبكة الإنترنت بالمجان أي عبر مصادر الوصول الحر للمعلومات (Open Access)».
وتضيف: «الجدير بالذكر أيضاً أن (شمعة) وقعت اتفاقية من مستوى عالمي مع شركة (EBSCO Discovery Service EDS) التي تعتبر من أهم موزعي قواعد المعلومات في العالم العربي والغربي».
وتوضح معلوف أنه «يمكن تزويد (شمعة) بالدراسات مباشرة من الباحث عبر استمارة متوافرة على موقع (شمعة)، حيث يقوم الفريق التقني من التأكد من توافقها مع معايير القبول في (شمعة) قبل إدراجها في قاعدة المعلومات».
وحول ما إذا كان الباحثون العرب لديهم ثقافة التعاون الأكاديمي، أم أن الخوف من السرقات العلمية يشكل حاجزاً أمام نمو المجتمع البحثي العلمي العربي، قالت د. ريتا معلوف: «رغم أن مشاركة نتائج الأبحاث مع الآخرين ما زالت تخيف بعض الباحثين العرب، إلا أنه نلمس تقدماً ملحوظاً في هذا الموضوع، خصوصاً أن عدد الدراسات المتوافرة إلكترونياً على شبكة الإنترنت في السنين الأخيرة ارتفع كثيراً مقارنة مع بدايات (شمعة) في 2007، إذ تبلغ حالياً نسبة الدراسات المتوافرة مع نصوصها الكاملة 61 في المائة في (شمعة). فكلما تدنّى مستوى الخوف لدى الباحثين، كلما ارتفعت نسبة الدراسات والأبحاث الإلكترونيّة. وكلما ارتفعت نسبة الدراسات الإلكترونية على شبكة الإنترنت، كلما انخفضت نسبة السرقة الأدبية. تحرص (شمعة) على نشر هذا الوعي من خلال البرامج التدريبية التي تطورّها وورش العمل التي تنظمها لطلاب الماستر والدكتوراه في كليات التربية، والتي تبيّن فيها أهمية مشاركة الأبحاث والدراسات العلمية مع الآخرين».
وحول أهداف «شمعة» في العشر سنوات المقبلة، تؤكد د. ريتا معلوف: «(شمعة) هي القاعدة المعلومات العربية التربوية الأولى المجانية التي توّثق الإنتاج الفكري التربوي في أو عن البلدان العربية. ومؤخراً بدأت (شمعة) تلعب دوراً مهماً في تحسين نوعية الأبحاث التربوية في العالم العربي من خلال النشاطات والمشاريع البحثية التي تنفذها. وبالتالي، لم تعدّ تكتفي بأن تكون فقط مرجعيّة يعتمدها الباحثون التربويون وكلّ من يهتمّ في المجال التربوي عبر تجميع الدراسات وإتاحتها لهم إلكترونيّاً؛ بل تتطلّع لتطوير الأبحاث التربوية العلمية، وذلك لبناء مجتمع تربوي عربي لا يقلّ أهمية عن المجتمعات الأجنبية».