هل يواصل آرسنال المنافسة على اللقب أم سيتأثر بالإرهاق والإصابات؟

«المدفعجية» بقيادة أرتيتا حقق أفضل بداية له في الدوري الإنجليزي منذ 118 عاماً

مهاجم آرسنال البرازيلي جيسوس (وسط) يشكل خطورة هائلة على مرمى المنافسين (أ.ب)
مهاجم آرسنال البرازيلي جيسوس (وسط) يشكل خطورة هائلة على مرمى المنافسين (أ.ب)
TT

هل يواصل آرسنال المنافسة على اللقب أم سيتأثر بالإرهاق والإصابات؟

مهاجم آرسنال البرازيلي جيسوس (وسط) يشكل خطورة هائلة على مرمى المنافسين (أ.ب)
مهاجم آرسنال البرازيلي جيسوس (وسط) يشكل خطورة هائلة على مرمى المنافسين (أ.ب)

عندما تسير الأمور بشكل جيد ويحالفك الحظ في بعض المواقف، فإنك تشعر بالتفاؤل وبأن كل شيء سيكون على ما يرام في نهاية المطاف، وهو ما ظهر جلياً في ردة فعل حارس مرمى آرسنال آرون رامسدال عندما أهدر نجم ليدز يونايتد، باتريك بامفورد، ركلة جزاء في المباراة التي انتهت بفوز آرسنال بهدف دون رد على ملعب «إيلاند رود»؛ وينطبق نفس الأمر أيضاً على ردة فعل المدير الفني للمدفعجية، ميكيل أرتيتا، عندما أهدر لاعبو ليدز يونايتد فرصة محققة في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع.
وللمرة الثانية خلال 72 ساعة فقط، نجح آرسنال في تخطي عقبة صعبة للغاية والتشبث بصدارة جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز. وبالتالي، فبعد تجاوز كل عقبة من هذه العقبات يكون هناك شعور بأن الفريق في طريقه للانتقال إلى شيء أكثر تميزاً. وتعزز هذا الانطباع نتيجة تحقيق الفريق الفوز في تسع مباريات خلال الجولات الـ11 الأولى للدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم (له مباراة مؤجلة مع مانشستر سيتي)، وهي أفضل بداية لآرسنال في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، متقدماً بفارق نقطة عن مجموع النقاط التي حصل عليها فريق «آرسنال الذي لا يقهر» خلال نفس الجولات في عام 2003، كما تعد هذه هي البداية الأقوى للنادي خلال 118 موسماً. في الحقيقة، لم يكن أكثر المتفائلين من عشاق وأنصار آرسنال يتخيلون أن يحقق الفريق هذه البداية الاستثنائية. وبات يُطلب من أرتيتا كل أسبوع أن يواصل المغامرة وألا يتخلى عن الصدارة.
لذا، فإن السؤال المطروح الآن هو: هل يستطيع آرسنال مواصلة التألق وتصدر جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز والفوز باللقب في نهاية المطاف؟ من الممكن أن يختفي فارق النقاط الأربع في غضون أسبوع واحد، لكن ما يقدمه آرسنال هذا الموسم يجعل الكثيرين يرشحونه للاستمرار في المنافسة على اللقب حتى الرمق الأخير. لقد اشتكى أرتيتا أكثر من مرة من ضغط المباريات التي سيلعبها الفريق خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول)، وأشار إلى أنه من السخافة أن يلعب الفريق تسع مباريات خلال شهر واحد، وأكد أن الأمر يتطلب إدارة دقيقة لهذه المباريات، لكن آرسنال حقق الفوز في المباريات الخمس التي لعبها خلال هذا الشهر حتى الآن، كما فاز خلالها على فريقين قويين، هما توتنهام وليفربول بشكل مثير للغاية، وهو ما يعني أن الفريق في أفضل حالاته على الإطلاق.
ويبدو أن الفترة التي سيتوقف فيها الدوري الإنجليزي الممتاز بسبب انطلاق منافسات كأس العالم ستكون نقطة مناسبة تماماً لإجراء تقييم كامل لما قدمه الفريق. سيلعب آرسنال أربع مرات فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز قبل ذلك الوقت، وإذا استمر في تحقيق هذه النتائج الجيدة فسيعني هذا مواصلة الفريق لتصدر جدول الترتيب بعد مرور 14 جولة من الموسم. لا يُشكل ساوثهامبتون ونوتنغهام فورست تهديداً كبيراً خلال الأسبوعين المقبلين، وقد يُنظر إلى وولفرهامبتون، خصمه الأخير قبل يوم السادس والعشرين من ديسمبر (كانون الأول)، بنفس النظرة ما لم يأتِ مدير فني جديد ويعيد الفريق إلى المسار الصحيح.
وقد تكون مواجهة تشيلسي القوية على ملعب «ستامفورد بريدج» في السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) هي النقطة التي ستصبح فيها الأمور مثيرة للاهتمام للغاية: فإذا تمكن أرتيتا من التفوق على غراهام بوتر، الذي نجح في تطوير أداء تشيلسي بشكل كبير، فسيكون آرسنال قد تغلب على معظم التحديات الصعبة قبل فترة التوقف بسبب إقامة منافسات كأس العالم.
لكن هناك شك واحد سيتواصل حتى العام المقبل. لقد كان من المقرر أن يستضيف آرسنال مانشستر سيتي يوم الأربعاء الماضي، لكن تغير موعد اللقاء بسبب إقامة مباراة الدوري الأوروبي بين آرسنال وأيندهوفن في نفس الأسبوع، التي فاز فيها الفريق الإنجليزي على نظيره الهولندي بهدف دون رد.
لكن من المؤكد أن مباراة مانشستر سيتي ستكون اختباراً حقيقياً لقوة آرسنال هذا الموسم، خصوصاً أن الأرقام والإحصائيات تشير إلى أن آرسنال لم يفز على مانشستر سيتي في الدوري منذ سبع سنوات كاملة، وبالتالي يبدو الفوز في هذه المباراة وكأنه العقبة الأكبر أمام «المدفعجية» للاستمرار في القمة وحصد اللقب في نهاية المطاف.
من المؤكد أن أرتيتا لم يمانع في تأجيل هذه المباراة، على الرغم من أن لاعبيه يقدمون أفضل مستويات لهم على الإطلاق في الوقت الحالي. ويعرف المدير الفني الإسباني جيداً كيف يستغل قدرات لاعبيه؛ حيث يمرر مارتين أوديغارد تمريرات قاتلة إلى الخط الأمامي من خلال غابرييل مارتينيلي وبوكايو ساكا على كلا الجانبين، بينما يشكل المهاجم البرازيلي غابرييل جيسوس خطورة هائلة على مرمى المنافسين، في الوقت الذي استعاد فيه غرانيت تشاكا أفضل مستوياته على الإطلاق ويقود خط الوسط بكل براعة.
لقد اشتكى أرتيتا من أنه لا يوجد سوى 16 لاعباً فقط متاحين لمواجهة بودو غليمت النرويجي في الدوري الأوروبي يوم الخميس قبل الماضي، لكنه لم يشر إلى القائمة الطويلة للاعبين الذين يغيبون بسبب الإصابة.
لقد استبعد المدير الفني الإسباني جيسوس من تلك الرحلة، لكن من الناحية المثالية ربما كان يتعين عليه أن يترك لاعبين آخرين في إنجلترا أيضاً من أجل منحهم قدراً أكبر من الراحة، نظراً لأن اللاعبين الأساسيين يلعبون الكثير من المباريات والدقائق وقد يتعرضون للإرهاق، وهو الأمر الذي يزيد من احتمالية ارتكاب الأخطاء، مثل لمسة اليد التي احتسبت ركلة جزاء على ويليام صليبا التي أهدرها بامفورد.
وعلاوة على ذلك، من المؤكد أن مانشستر سيتي لديه اللاعبون القادرون على استغلال الثغرات التي لم يتمكن لاعبو ليدز يونايتد من استغلالها في دفاعات آرسنال.
ويجب الإشارة إلى أن عدداً قليلاً فقط من الفرق هي التي يمكنها أن تلعب بنفس القوة والشراسة عندما يُطلب منها خوض مباراتين في الأسبوع، لكن القلق ينبع من أنه إذا كانت علامات الإرهاق بدأت تظهر على آرسنال من الآن، فكيف سيكون الحال بعد شهر آخر؟ ومن المؤكد أن فوز آرسنال بهدف دون رد على إيندهوفن الهولندي في الدوري الأوروبي وضمان التأهل للأدوار الإقصائية سيجعل آرسنال يلعب المباراة الأخيرة له في دور المجموعات أمام إف سي زيوريخ بالبدلاء والصف الثاني من أجل إراحة اللاعبين الأساسيين. وأخيراً أصبح لدى آرسنال خط دفاع قوي يُحسد عليه، لكن الفريق يعتمد بشكل كبير للغاية على ستة لاعبين فقط في الخط الأمامي، ولا يملك بدائل لهم، وبالتالي فإن غياب لاعب أو اثنين من هؤلاء اللاعبين سيؤثر كثيراً على طريقة اللعب وعلى التجانس بين اللاعبين.
يمكن معالجة هذا الأمر من خلال التعاقد مع لاعبين جدد في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة؛ حيث سيتم توفير الأموال لتدعيم صفوف الفريق بشكل كبير إذا استمر الفريق في تحقيق نتائج قوية تشير إلى أنه قادر على المنافسة على حصد اللقب. ربما يجد أرتيتا وطاقمه الفني والطبي أنفسهم – من خلال العمل الجاد ووقوف الحظ إلى جانبهم – يستكملون الموسم من دون أي غيابات من اللاعبين البارزين باستثناء إميل سميث رو، وإذا حدث ذلك، فإن فرص منافسة الفريق على اللقب ستكون أقوى بكل تأكيد.
لقد فاز العديد من الأندية بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز بفضل تضافر عنصري الأموال والتألق، ويستطيع آرسنال أن يعول على التألق، لكنه في نفس الوقت يتعين عليه أن يفتح خزائنه ويدعم صفوفه في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة إذا كان يريد مواصلة المنافسة على اللقب لأن الطريق لا يزال طويلاً!


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

نجحت المنتخبات العربية في اجتياز اختبار البداية خلال مباريات الجولة الأولى من دور المجموعات في بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حالياً في المغرب، مؤكدة منذ الظهور الأول أنها تدخل المنافسة بعقلية واضحة وطموح يتجاوز حسابات العبور إلى أدوار متقدمة.

وجاءت هذه الانطلاقة مدعومة بأداء منضبط، وحسم في اللحظات المفصلية، وهما عنصران غالباً ما يصنعان الفارق في البطولات القارية.

أسود الأطلس

في المباراة الافتتاحية للبطولة وأولى مباريات المجموعة، تجاوز المنتخب المغربي نظيره منتخب جزر القمر بنتيجة هدفين دون مقابل، في لقاء اتسم بالصبر التكتيكي، قبل أن يحسمه أصحاب الأرض في الشوط الثاني.

وبعد شوط أول طغى عليه الحذر والتنظيم الدفاعي للمنافس، انتظر «أسود الأطلس» حتى الدقيقة 55 لافتتاح التسجيل عبر إبراهيم دياز، الذي أنهى هجمة منظمة بلمسة فنية عكست الفارق في الجودة.

المنتخب المغربي (أسوشيتد برس)

ومع تقدُّم الدقائق وازدياد المساحات، عزَّز المغرب تفوقه بهدف ثانٍ حمل توقيع أيوب الكعبي في الدقيقة 74، بعدما ترجم سيطرة المنتخب إلى هدف من مقصّية أكَّد به أفضلية الأرض والجمهور.

الفوز جاء هادئاً ومدروساً، ومنح المنتخب المغربي انطلاقة تعكس نضجاً في التعامل مع ضغط الافتتاح ومتطلبات البطولة الطويلة.

الفراعنة

وفي أول ظهور لها ضمن المجموعة، حققت مصر فوزاً ثميناً على منتخب زيمبابوي بنتيجة 2 – 1، في مباراة عكست طبيعة اللقاءات الافتتاحية من حيث الندية والتعقيد. وبعد شوط أول متوازن، نجح المنتخب المصري في كسر التعادل عند الدقيقة 64 عبر عمر مرموش، الذي استثمر إحدى الفرص ليمنح «الفراعنة» التقدُّم.

المنتخب المصري (أسوشيتد برس)

ورغم محاولات زيمبابوي العودة في اللقاء، فإن المنتخب المصري حافظ على توازنه حتى جاءت الدقيقة 91، حيث حسم محمد صلاح المواجهة بهدف ثانٍ وضع به بصمته المعتادة في اللحظات الحاسمة، مؤكداً أن الخبرة والهدوء يبقيان سلاح مصر الأبرز في البطولات القارية.

نسور قرطاج

أما تونس، فقد قدّمت واحدة من أقوى البدايات العربية، بعدما تفوقت على منتخب أوغندا بنتيجة 3 – 1 في أولى مباريات المجموعة. وافتتح «نسور قرطاج» التسجيل مبكراً عند الدقيقة 10، عبر إلياس السخيري، في هدف منح المنتخب أفضلية نفسية وسهّل مهمته في السيطرة على مجريات اللقاء.

المنتخب التونسي (رويترز)

وتواصل التفوق التونسي مع تألق لافت لإلياس العاشوري، الذي سجل هدفين متتاليين في الدقيقتين 40 و64، مؤكداً الفاعلية الهجومية والقدرة على تنويع الحلول. ورغم تلقي هدف، فإن الصورة العامة عكست منتخباً يعرف كيف يبدأ البطولات بقوة، ويملك شخصية واضحة داخل الملعب.

ثعالب الصحراء

أكد منتخب الجزائر تفوقه في أولى مبارياته ضمن دور المجموعات، بعدما تغلّب على منتخب السودان بنتيجة 3 – 0، في لقاء جمع بين الحسم والواقعية، وبرز فيه القائد رياض محرز كأحد أبرز مفاتيح اللعب.

وجاءت بداية المباراة سريعة؛ إذ لم ينتظر المنتخب الجزائري سوى الدقيقة الثانية لافتتاح التسجيل عبر محرز، مستثمراً تركيزاً عالياً مع صافرة البداية.

ورغم الهدف المبكر، أظهر السودان تنظيماً جيداً وقدرة على استيعاب الضغط، ونجح في مجاراة الإيقاع خلال فترات من اللقاء، قبل أن تتأثر مجريات المباراة بحالة طرد اللاعب السوداني صلاح عادل، التي فرضت واقعاً جديداً على المواجهة.

منتخب الجزائر (أسوشيتد برس)

ومع بداية الشوط الثاني، واصل المنتخب الجزائري ضغطه، ليعود محرز ويُعزّز التقدم بهدف ثانٍ في الدقيقة 61، مؤكّداً حضوره القيادي وتأثيره في المواعيد الكبرى. ورغم النقص العددي، واصل المنتخب السوداني اللعب بروح تنافسية عالية، محافظاً على انضباطه ومحاولاً الحد من المساحات.

وفي الدقيقة 85، تُوّج التفوق الجزائري بهدف ثالث حمل توقيع إبراهيم مازة، الذي استثمر إحدى الهجمات ليضع بصمته ويختتم ثلاثية ثعالب الصحراء، في هدف عكس عمق الخيارات وتنوع الحلول داخل المنتخب الجزائري.

صقور الجديان

في المقابل، ورغم النقص العددي، أظهر المنتخب السوداني روحاً تنافسية عالية، وأكد أن الفارق في النتيجة لا يعكس بالضرورة الفارق في الأداء أو الالتزام داخل الملعب.

منتخب السودان (أسوشيتد برس)

ورغم أفضلية النتيجة للجزائر، فإن الأداء السوداني ترك انطباعاً إيجابياً، وأكد أن المباراة الافتتاحية للمجموعة لم تكن من طرف واحد، بل حملت مؤشرات على منتخب قادر على إزعاج منافسيه إذا واصل اللعب بالروح نفسها في الجولات المقبلة.

ومع هذه الانطلاقة الإيجابية، يفرض الحضور العربي نفسه كأحد أبرز ملامح النسخة المغربية من كأس الأمم الأفريقية، في ظل نتائج مشجعة وأداء يعكس ارتفاع سقف الطموحات، ما يمنح البطولة زخماً إضافياً ويؤكد أن المنافسة هذا العام ستكون أكثر تقارباً وثراءً.


بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
TT

بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)

قال إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، إن كول بالمر وويسلي فوفانا سيكونان متاحين للمشاركة مع الفريق عندما يستضيف إيفرتون، السبت، في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، لكن ليام ديلاب سيغيب لفترة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع بسبب إصابة في الكتف.

ويسعى تشيلسي، الذي يبحث عن فوزه الأول في الدوري منذ مباراته خارج ملعبه أمام بيرنلي، للتعافي من خسارته، منتصف الأسبوع، في دوري أبطال أوروبا أمام أتلانتا، إذ اضطر قلب الدفاع فوفانا إلى الخروج بسبب إصابة في العين.

واستُبعد لاعب خط الوسط الهجومي بالمر، الذي عاد مؤخراً من غياب دام لستة أسابيع بسبب مشكلات في الفخذ وكسر في إصبع القدم، من رحلة أتلانتا كجزء من عملية التعافي.

وقال ماريسكا الجمعة: «(بالمر) بخير. حالته أفضل. وهو متاح حالياً... أنهى أمس الجلسة التدريبية بشعور متباين، لكن بشكل عام هو على ما يرام. ويسلي بخير. أنهى الحصة التدريبية أمس».

وقال ماريسكا إن المهاجم ديلاب، الذي أصيب في كتفه خلال التعادل السلبي أمام بورنموث، يوم السبت الماضي، يحتاج إلى مزيد من الوقت للتعافي.

وأضاف: «قد يستغرق الأمر أسبوعين أو ثلاثة أو أربعة أسابيع. لا نعرف بالضبط عدد الأيام التي يحتاجها».

ويكافح تشيلسي، الذي لم يحقق أي فوز في آخر أربع مباريات، لاستعادة مستواه السابق هذا الموسم، حين فاز في تسع من أصل 11 مباراة في جميع المسابقات بين أواخر سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، بما في ذلك الفوز 3-صفر على برشلونة.


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.