هل يواصل آرسنال المنافسة على اللقب أم سيتأثر بالإرهاق والإصابات؟

«المدفعجية» بقيادة أرتيتا حقق أفضل بداية له في الدوري الإنجليزي منذ 118 عاماً

مهاجم آرسنال البرازيلي جيسوس (وسط) يشكل خطورة هائلة على مرمى المنافسين (أ.ب)
مهاجم آرسنال البرازيلي جيسوس (وسط) يشكل خطورة هائلة على مرمى المنافسين (أ.ب)
TT

هل يواصل آرسنال المنافسة على اللقب أم سيتأثر بالإرهاق والإصابات؟

مهاجم آرسنال البرازيلي جيسوس (وسط) يشكل خطورة هائلة على مرمى المنافسين (أ.ب)
مهاجم آرسنال البرازيلي جيسوس (وسط) يشكل خطورة هائلة على مرمى المنافسين (أ.ب)

عندما تسير الأمور بشكل جيد ويحالفك الحظ في بعض المواقف، فإنك تشعر بالتفاؤل وبأن كل شيء سيكون على ما يرام في نهاية المطاف، وهو ما ظهر جلياً في ردة فعل حارس مرمى آرسنال آرون رامسدال عندما أهدر نجم ليدز يونايتد، باتريك بامفورد، ركلة جزاء في المباراة التي انتهت بفوز آرسنال بهدف دون رد على ملعب «إيلاند رود»؛ وينطبق نفس الأمر أيضاً على ردة فعل المدير الفني للمدفعجية، ميكيل أرتيتا، عندما أهدر لاعبو ليدز يونايتد فرصة محققة في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع.
وللمرة الثانية خلال 72 ساعة فقط، نجح آرسنال في تخطي عقبة صعبة للغاية والتشبث بصدارة جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز. وبالتالي، فبعد تجاوز كل عقبة من هذه العقبات يكون هناك شعور بأن الفريق في طريقه للانتقال إلى شيء أكثر تميزاً. وتعزز هذا الانطباع نتيجة تحقيق الفريق الفوز في تسع مباريات خلال الجولات الـ11 الأولى للدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم (له مباراة مؤجلة مع مانشستر سيتي)، وهي أفضل بداية لآرسنال في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، متقدماً بفارق نقطة عن مجموع النقاط التي حصل عليها فريق «آرسنال الذي لا يقهر» خلال نفس الجولات في عام 2003، كما تعد هذه هي البداية الأقوى للنادي خلال 118 موسماً. في الحقيقة، لم يكن أكثر المتفائلين من عشاق وأنصار آرسنال يتخيلون أن يحقق الفريق هذه البداية الاستثنائية. وبات يُطلب من أرتيتا كل أسبوع أن يواصل المغامرة وألا يتخلى عن الصدارة.
لذا، فإن السؤال المطروح الآن هو: هل يستطيع آرسنال مواصلة التألق وتصدر جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز والفوز باللقب في نهاية المطاف؟ من الممكن أن يختفي فارق النقاط الأربع في غضون أسبوع واحد، لكن ما يقدمه آرسنال هذا الموسم يجعل الكثيرين يرشحونه للاستمرار في المنافسة على اللقب حتى الرمق الأخير. لقد اشتكى أرتيتا أكثر من مرة من ضغط المباريات التي سيلعبها الفريق خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول)، وأشار إلى أنه من السخافة أن يلعب الفريق تسع مباريات خلال شهر واحد، وأكد أن الأمر يتطلب إدارة دقيقة لهذه المباريات، لكن آرسنال حقق الفوز في المباريات الخمس التي لعبها خلال هذا الشهر حتى الآن، كما فاز خلالها على فريقين قويين، هما توتنهام وليفربول بشكل مثير للغاية، وهو ما يعني أن الفريق في أفضل حالاته على الإطلاق.
ويبدو أن الفترة التي سيتوقف فيها الدوري الإنجليزي الممتاز بسبب انطلاق منافسات كأس العالم ستكون نقطة مناسبة تماماً لإجراء تقييم كامل لما قدمه الفريق. سيلعب آرسنال أربع مرات فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز قبل ذلك الوقت، وإذا استمر في تحقيق هذه النتائج الجيدة فسيعني هذا مواصلة الفريق لتصدر جدول الترتيب بعد مرور 14 جولة من الموسم. لا يُشكل ساوثهامبتون ونوتنغهام فورست تهديداً كبيراً خلال الأسبوعين المقبلين، وقد يُنظر إلى وولفرهامبتون، خصمه الأخير قبل يوم السادس والعشرين من ديسمبر (كانون الأول)، بنفس النظرة ما لم يأتِ مدير فني جديد ويعيد الفريق إلى المسار الصحيح.
وقد تكون مواجهة تشيلسي القوية على ملعب «ستامفورد بريدج» في السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) هي النقطة التي ستصبح فيها الأمور مثيرة للاهتمام للغاية: فإذا تمكن أرتيتا من التفوق على غراهام بوتر، الذي نجح في تطوير أداء تشيلسي بشكل كبير، فسيكون آرسنال قد تغلب على معظم التحديات الصعبة قبل فترة التوقف بسبب إقامة منافسات كأس العالم.
لكن هناك شك واحد سيتواصل حتى العام المقبل. لقد كان من المقرر أن يستضيف آرسنال مانشستر سيتي يوم الأربعاء الماضي، لكن تغير موعد اللقاء بسبب إقامة مباراة الدوري الأوروبي بين آرسنال وأيندهوفن في نفس الأسبوع، التي فاز فيها الفريق الإنجليزي على نظيره الهولندي بهدف دون رد.
لكن من المؤكد أن مباراة مانشستر سيتي ستكون اختباراً حقيقياً لقوة آرسنال هذا الموسم، خصوصاً أن الأرقام والإحصائيات تشير إلى أن آرسنال لم يفز على مانشستر سيتي في الدوري منذ سبع سنوات كاملة، وبالتالي يبدو الفوز في هذه المباراة وكأنه العقبة الأكبر أمام «المدفعجية» للاستمرار في القمة وحصد اللقب في نهاية المطاف.
من المؤكد أن أرتيتا لم يمانع في تأجيل هذه المباراة، على الرغم من أن لاعبيه يقدمون أفضل مستويات لهم على الإطلاق في الوقت الحالي. ويعرف المدير الفني الإسباني جيداً كيف يستغل قدرات لاعبيه؛ حيث يمرر مارتين أوديغارد تمريرات قاتلة إلى الخط الأمامي من خلال غابرييل مارتينيلي وبوكايو ساكا على كلا الجانبين، بينما يشكل المهاجم البرازيلي غابرييل جيسوس خطورة هائلة على مرمى المنافسين، في الوقت الذي استعاد فيه غرانيت تشاكا أفضل مستوياته على الإطلاق ويقود خط الوسط بكل براعة.
لقد اشتكى أرتيتا من أنه لا يوجد سوى 16 لاعباً فقط متاحين لمواجهة بودو غليمت النرويجي في الدوري الأوروبي يوم الخميس قبل الماضي، لكنه لم يشر إلى القائمة الطويلة للاعبين الذين يغيبون بسبب الإصابة.
لقد استبعد المدير الفني الإسباني جيسوس من تلك الرحلة، لكن من الناحية المثالية ربما كان يتعين عليه أن يترك لاعبين آخرين في إنجلترا أيضاً من أجل منحهم قدراً أكبر من الراحة، نظراً لأن اللاعبين الأساسيين يلعبون الكثير من المباريات والدقائق وقد يتعرضون للإرهاق، وهو الأمر الذي يزيد من احتمالية ارتكاب الأخطاء، مثل لمسة اليد التي احتسبت ركلة جزاء على ويليام صليبا التي أهدرها بامفورد.
وعلاوة على ذلك، من المؤكد أن مانشستر سيتي لديه اللاعبون القادرون على استغلال الثغرات التي لم يتمكن لاعبو ليدز يونايتد من استغلالها في دفاعات آرسنال.
ويجب الإشارة إلى أن عدداً قليلاً فقط من الفرق هي التي يمكنها أن تلعب بنفس القوة والشراسة عندما يُطلب منها خوض مباراتين في الأسبوع، لكن القلق ينبع من أنه إذا كانت علامات الإرهاق بدأت تظهر على آرسنال من الآن، فكيف سيكون الحال بعد شهر آخر؟ ومن المؤكد أن فوز آرسنال بهدف دون رد على إيندهوفن الهولندي في الدوري الأوروبي وضمان التأهل للأدوار الإقصائية سيجعل آرسنال يلعب المباراة الأخيرة له في دور المجموعات أمام إف سي زيوريخ بالبدلاء والصف الثاني من أجل إراحة اللاعبين الأساسيين. وأخيراً أصبح لدى آرسنال خط دفاع قوي يُحسد عليه، لكن الفريق يعتمد بشكل كبير للغاية على ستة لاعبين فقط في الخط الأمامي، ولا يملك بدائل لهم، وبالتالي فإن غياب لاعب أو اثنين من هؤلاء اللاعبين سيؤثر كثيراً على طريقة اللعب وعلى التجانس بين اللاعبين.
يمكن معالجة هذا الأمر من خلال التعاقد مع لاعبين جدد في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة؛ حيث سيتم توفير الأموال لتدعيم صفوف الفريق بشكل كبير إذا استمر الفريق في تحقيق نتائج قوية تشير إلى أنه قادر على المنافسة على حصد اللقب. ربما يجد أرتيتا وطاقمه الفني والطبي أنفسهم – من خلال العمل الجاد ووقوف الحظ إلى جانبهم – يستكملون الموسم من دون أي غيابات من اللاعبين البارزين باستثناء إميل سميث رو، وإذا حدث ذلك، فإن فرص منافسة الفريق على اللقب ستكون أقوى بكل تأكيد.
لقد فاز العديد من الأندية بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز بفضل تضافر عنصري الأموال والتألق، ويستطيع آرسنال أن يعول على التألق، لكنه في نفس الوقت يتعين عليه أن يفتح خزائنه ويدعم صفوفه في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة إذا كان يريد مواصلة المنافسة على اللقب لأن الطريق لا يزال طويلاً!


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».