ضغط مانشستر سيتي بشدة للتعاقد مع هاري كين العام الماضي. وبعد رحيل سيرجيو أغويرو إلى برشلونة، كان مانشستر سيتي يريد التعاقد مع مهاجم جديد لملء الفراغ الذي تركه النجم الأرجنتيني في خط الهجوم. لكن توتنهام لم يتراجع عن مطلبه بأن يدفع مانشستر سيتي 150 مليون جنيه إسترليني مقابل التعاقد مع قائد المنتخب الإنجليزي. كان كين يريد أن ينتقل إلى ملعب الاتحاد، لكن مانشستر سيتي لم يرفع عرضه المالي، وبالتالي بقي اللاعب في توتنهام في نهاية المطاف. لكن عدم وجود مهاجم صريح لم يمنع مانشستر سيتي من الاحتفاظ بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، مسجلاً 99 هدفاً، أي أكثر من أي فريق آخر في الدوريات الخمس الكبرى بأوروبا.
وخلال الصيف الحالي، تعاقد مانشستر سيتي مع المهاجم النرويجي الشاب إيرلينغ هالاند من بوروسيا دورتموند الذي يمكن وصفه بأنه آلة لا تتوقف عن هز الشباك. ولم يضع هالاند أي وقت في التكيف مع أجواء وصعوبات الدوري الإنجليزي الممتاز. وفي تسع مباريات، سجل هالاند 15 هدفاً في الدوري - نفس عدد الأهداف التي سجلها مانشستر يونايتد وتشيلسي وأكثر من 11 فريقاً آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز. ومنذ بداية الموسم الماضي، كان اللاعب الوحيد في صفوف مانشستر سيتي الذي سجل أهدافاً في الدوري أكثر من هالاند هو كيفن دي بروين بـ16 هدفاً.
في الحقيقة، كان فشل مانشستر سيتي في التعاقد مع كين بمثابة لحظة فارقة بالنسبة لكلا المهاجمين. فبعد مرور أكثر من عام على فشل انتقاله إلى مانشستر سيتي، عاد كين لتقديم أفضل مستوياته وهو الآن ينافس هالاند على جائزة هداف الدوري الإنجليزي الممتاز. هناك كثير من التركيز على اللاعب النرويجي البالغ من العمر 22 عاماً، وهو تركيز مستحق تماماً نظراً لبدايته المذهلة هذا الموسم، لكن هذا الأمر جعل البعض لا ينتبه إلى المستويات الرائعة التي يقدمها كين أيضاً هذا الموسم.
وكان الهدف الذي أحرزه كين في الشوط الثاني من المباراة التي فاز فيها توتنهام على إيفرتون بهدف دون رد في المرحلة 11 هو الهدف التاسع له في الدوري هذا الموسم. ونجح كين في هز الشباك في مبارياته الأربع الأخيرة بالدوري - وهي أطول سلسلة من المباريات ينجح فيها بشكل متتالٍ خلال مسيرته في الدوري الإنجليزي الممتاز. وكان هدفه في مرمى إيفرتون هو الهدف رقم 192 له في الدوري الإنجليزي، ليتفوق على أغويرو (184 هدفاً) وأندي كول (187 هدفاً) هذا الموسم في قائمة أفضل الهدافين في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، والآن لا يتبقى أمامه سوى الوصول إلى عدد أهداف واين روني (208 أهداف) وآلان شيرر (260 هدفاً)، ليصبح الهداف التاريخي للدوري الإنجليزي الممتاز عبر كل العصور.
ولعل الأمر الجدير بالثناء هو أن كين سجل 9 أهداف هذا الموسم على الرغم من عدم وصوله حتى الآن إلى المستويات الرائعة التي كان يقدمها في المواسم السابقة. وخلال السنوات الأخيرة، كان توتنهام يميل إلى البدء ببطء قبل أن يصل إلى حالة من الزخم في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) تقريباً. إن حقيقة احتلال توتنهام للمركز الثالث في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز على الرغم من أنه لم يلعب بشكل جيد حتى الآن - باستثناء فترات معينة من المباراتين اللتين حقق فيهما الفوز على ساوثهامبتون وليستر سيتي - تعكس الكثير والكثير عن عقلية الفوز التي غرسها المدير الفني الإيطالي أنطونيو كونتي في نفوس لاعبيه. وعلاوة على ذلك، فإن ابتعاد الفريق عن الصدارة بأربع نقاط فقط رغم عدم تقديمه أداء قوياً حتى الآن يُظهر أن الفريق بات مختلفاً تماماً عما كان عليه في الماضي، وأنه يسعى دائماً لتحقيق الفوز حتى لو لم يكن في حالته الجيدة.
ربما يتجسد هذا بشكل أفضل في السجل التهديفي لهاري كين في هذه المرحلة من الموسم. لم يكن معدل إحراز كين للأهداف منخفضاً مثل معدل زميله في الفريق سون هيونغ مين، لكن حتى كين نفسه لم يكن في أفضل حالاته في الأسابيع الأولى من الموسم - ومع ذلك فهو أقرب منافس لهالاند على جائزة الحذاء الذهبي. يلعب مانشستر سيتي كرة قدم مثيرة وممتعة، ويسجل هالاند كثيراً من الأهداف - إذا استمر المهاجم النرويجي بمعدله الحالي، فإنه سيحطم الرقم القياسي المسجل باسم ديكسي دين الذي سجل 60 هدفاً في موسم واحد بالدوري الإنجليزي - لكن أرقام كين لا تزال مثيرة للإعجاب. إنه يسجل هدفاً كل 100 دقيقة هذا الموسم رغم أنه يلعب في فريق توتنهام الذي لا يخلق فرصاً تهديفية مثل تلك التي يصنعها مانشستر سيتي.
وكان هدف الفوز الذي أحرزه في شباك برايتون مثالاً على ذلك. وكان يتعين على توتنهام أن يحقق الفوز على برايتون ويحصل على نقاط المباراة الثلاث ليصبح أول فريق يفوز على برايتون على ملعب «أميكس» منذ أن فاز عليه توتنهام نفسه في مارس (آذار) الماضي. إن قدرة كين الخارقة على هز الشباك من أنصاف الفرص تعني أنه حتى عندما يلعب توتنهام بشكل سيئ، فإنه لا يزال قادراً على صناعة الفارق وقيادة فريقه للحصول على نقاط المباراة الثلاث.
وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أنه قد أتيح لكين تسع فرص محققة هذا الموسم أحرز منها سبعة أهداف. وبالنظر إلى بداياته السابقة البطيئة والتوقيت الذي يقام فيه كأس العالم هذا العام، فيتعين على المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، غاريث ساوثغيت، أن يكون سعيداً للغاية. لقد أصبح هاري كين يسجل الأهداف بشكل متواصل، لدرجة أن الأمر أصبح يبدو طبيعياً ومعتاداً. لقد سجل المهاجم الإنجليزي ما لا يقل عن 15 هدفاً في كل موسم من المواسم الثمانية الأخيرة بالدوري الإنجليزي الممتاز، ووصل بالفعل إلى أكثر من منتصف هذا العدد.
مرة أخرى هذا الموسم. ومع تسليط كل الأضواء الآن على هالاند، يتسلل كين بهدوء إلى قوائم التهديف. وسواء لعب بمفرده في الخط الأمامي أو لعب إلى جانب مهاجم آخر - كما فعل أمام برايتون وإيفرتون في ظل اعتماد توتنهام على طريقة 3 - 5 - 2، لا يتوقف كين عن إحراز الأهداف. وفي ظل ابتعاد الضغوط عنه في الوقت الحالي، فمن المتوقع أن يظل أقرب منافس لهالاند على جائزة الحذاء الذهبي.
وكان سون هيونغ مين، أكد أن التفاهم بينه وبين كين هو نتيجة العمل الجاد. وصنع كين 24 هدفاً لسون، الذي صنع 26 هدفاً لقائد المنتخب الإنجليزي. وأشاد قائد منتخب كوريا الجنوبية بشراكته المخيفة مع كين، وقال في تصريحات إعلامية: «نحن نفهم بعضنا بشكل جيد. أعلم ما يحب فعله، وهو أيضاً». وأضاف: «العلاقة، دائماً ما تكون عملاً شاقاً، ومجهوداً جيداً. كانت دائماً مكافأة للعمل الجيد. أتمنى أن يكون هناك المزيد».
هالاند مستمر في تحطيم الأرقام القياسية... وكين يواصل هز الشباك
بدايات مهاجم توتنهام البطيئة أصبحت شيئاً من الماضي وسجله التهديفي خبر رائع لمنتخب إنجلترا
هالاند مستمر في تحطيم الأرقام القياسية... وكين يواصل هز الشباك
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة