كلوز أب

صالة «أوريون» اليوم
صالة «أوريون» اليوم
TT

كلوز أب

صالة «أوريون» اليوم
صالة «أوريون» اليوم

- مُخرج
خصصت مجلة «سايت أند ساوند» البريطانية جزءاً كبيراً من عددها الأخير، للمخرج الراحل جان - لوك غودار. هذا أمر متوقع شاركته فيها العديد من المجلات الورقية التي ما زالت ملتزمة بالأعداد المطبوعة، وبإحياء سينما الأمس وأفلامها وشخصياتها الذهبية.
بين ما خصصته، جزءاً يحتوي على بعض الأرقام المهمة في تاريخ حياة غودار وأعماله. هذا بعض منها:
- دقيقة واحدة هي مدّة أقصر فيلم حققه.
- صفر هو عدد الجوائز التي خرج بها من مسابقات مهرجانات «كان» و«لوكارنو».
- صفر هو عدد المرات التي فاز بها بالـ«أوسكار» أو بـ«سيزار» أو بـ«جائزة الاتحاد الأوروبي».
- 6 هو عدد المرّات التي كوفئ بها كتقدير خاص في «كان» و«لوكارنو».
- 19 فيلماً حققها في الستينات من القرن الماضي، الذي كان العقد الأكثر إنتاجاً له.
- 266 عدد دقائق أطول أفلامه: «Histoire‪(‬s‪)‬ du Cinéma». ‬‬
- 400 ألف فرنك فرنسي كانت ميزانية فيلمه الأول «نفس لاهث» سنة 1960.

- صالات
إحدى أقدم صالات القرن الـ20، اسمها «أوريون»، في مدينة هلسنكي، فنلندا. أُسست في مطلع العشرينات من ذلك القرن وما زالت قائمة. لكن دورها لم يكن مجرد عرض الأفلام التي توزعها الشركات في جميع صالات السينما، بل انتقاء أعمال وأسابيع وتظاهرات مميّزة.
تتذكر المخرجة هانا برغهولم، أنها تتلمذت فعلياً في هذه الصالة: «عندما كنت صغيرة كانت أول صالة أدخلها».
في سن الثانية عشرة شاهدت فيلم أكيرا كوروساوا «الساموراي السبعة» (1964) لأول مرّة، وكوّنت أول أفكارها حول كيف يروي التصوير والتوليف الفيلم «لم أكن أدركت تماماً أهميتهما في سرد القصة. الطريقة الهادئة للتوليف في المشاهد الأولى ذات اللقطات العريضة والبعيدة تقود إلى لقطات أكثر إحكاماً عندما تصل الحكاية إلى ذروتها».
عرفت الصالة جمهوراً غفيراً أحبها على هذا النحو ولهذا السبب. كانت مقراً للمؤسسة الوطنية الفنلندية للسمع البصري لسنوات عديدة. وفي عام 2019 أصبحت مركزاً للسينمائيين من مخرجين وممثلين أسسوا جمعية باسم «ELKE” واتخذوها مقراً لهم.
يمنحنا هذا التلخيص لحياة هذه الصالة التي لم تكتف بهذا الدور الرائع منذ 100 سنة أو نحوها، بل انفردت بإقامة عروض سينمائية للأطفال لا لتعرض عليهم كوميديات ومسلسلات، بل أفلاماً تعني فقط بتاريخ السينما.
أين نحن من كل هذا؟

- استعادة
لا يُذكر كل المخرجين الكبار في مقالات النقاد هذه الأيام. أغلب النقاد العرب هم أكثر من غيرهم جهلاً أو تجاهلاً. يصطادون الأفلام بطريقة انتقائية. لا ريب أن معظمهم يكتب ليرضي نزعته أولاً.
هال آشبي (1956 - 1988) واحد من أهم مخرجي الستينات والسبعينات وأفلامه (من ثاني أعماله مخرجاً وهو The Landlord سنة 1970)، هي شهادات فنية واجتماعية بديعة التأليف كتابة وإخراجاً.
كمثال فقط هناك «The Last Detail» مع جاك نيكولسون في أول صعوده سلم الشهرة: مجند طُلب منه إحضار مجند آخر سرق 40 دولاراً من صندوق خيري تشرف عليه زوجة سيناتور (راندي كوايد). سيقضي المتهم 8 سنوات في السجن لهذه الغاية. خلال رحلة العودة به، يكتشف المجند بيلي (نيكولسون) براءة ذلك المجند الشاب وعفويته. يتعاطف معه. يرى أنه سيقضي 8 سنوات لا يستحقها ولن يرى امرأة قط، فيسهل له قضاء ليلة حب.
هذا لن يكون الفيلم الجيد الوحيد لآشبي. بعده أنجز «شامبو»، و«جدير بالمجد»، وصولاً إلى فيلميه الرائعين، «العودة للوطن» مع جين فوندا وجون فويت، و«الوجود هناك» مع بيتر سلرز. ربما هذا الأخير هو الوحيد الذي أثار انتباه بعض النقاد كونه كان طرحاً سياسياً حول رئيس جمهورية يتعلم مبادئ بسيطة من حدائقي.


مقالات ذات صلة

عصام عمر: «السيد رامبو» يراهن على المتعة والمستوى الفني

يوميات الشرق عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)

عصام عمر: «السيد رامبو» يراهن على المتعة والمستوى الفني

قال الفنان المصري عصام عمر إن فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» يجمع بين المتعة والفن ويعبر عن الناس.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الممثل الجزائري الفرنسي طاهر رحيم في شخصية المغنّي العالمي شارل أزنافور (باتيه فيلم)

«السيّد أزنافور»... تحيّة موفّقة إلى عملاق الأغنية الفرنسية بأيادٍ عربية

ينطلق عرض فيلم «السيّد أزنافور» خلال هذا الشهر في الصالات العربية. ويسرد العمل سيرة الفنان الأرمني الفرنسي شارل أزنافور، من عثرات البدايات إلى الأمجاد التي تلت.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق محمد سعد في العرض الخاص لفيلم «الدشاش» (الشركة المنتجة للفيلم)

هل استعاد محمد سعد «توازنه» بفضل «الدشاش»؟

حقق فيلم «الدشاش» للفنان المصري محمد سعد الإيرادات اليومية لشباك التذاكر المصري منذ طرحه بدور العرض.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق تماثيل وقوالب من الفخار مصنوعة قبل الميلاد (مكتبة الإسكندرية)

«صناعة الفخار»... وثائقي مصري يستدعي حرفة من زمن الفراعنة

يستدعي الفيلم الوثائقي «حرفة الفخار» تاريخ هذه الصناعة التي تحمل طابعاً فنياً في بعض جوانبها، على مدى التاريخ المصري القديم، منذ أيام الفراعنة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من الفيلم تجمع «شاهيناز» وأولادها (الشركة المنتجة)

«المستريحة»... فيلم مصري يتناول النصّابين يمزج الكوميديا بالإثارة

تصدَّرت مجسّمات دعائية للأبطال دار العرض عبر لقطات من الفيلم تُعبّر عنهم، فظهرت ليلى علوي في مجسّم خشبيّ جالسةً على حافة حوض استحمام مليء بالدولارات.

انتصار دردير (القاهرة )

شاشة الناقد: قضية المرأة في أفعانستان

«لقتل حصان مونغولي» (بلوتو فيلم)
«لقتل حصان مونغولي» (بلوتو فيلم)
TT

شاشة الناقد: قضية المرأة في أفعانستان

«لقتل حصان مونغولي» (بلوتو فيلم)
«لقتل حصان مونغولي» (بلوتو فيلم)

TO KILL A MONGOLIAN HORSE ‫★★★⭐︎‬

* إخراج: جيانغ شياو شوان | Jiang Xiaoxuan

‫* هونغ كونغ / ماليزيا

من بين كثير من المشاهد اللافتة يوجد في هذا الفيلم مشهدان متباعدان، في الأول يربت ساينا على رأس فرسه الذي يستجيب لحنان صاحبه ويميل برأسه فوق كتفه بحنان ظاهر. في المشهد الثاني قبيل النهاية يتقدم ساينا صوب الحصان نفسه يربت على وجهه، لكن الحصان ينظر إليه سريعاً ومن ثَمّ يشيح بوجهه بعيداً عنه. تمر بين المشهدين أحداث تنعكس على تلك العلاقة، فساينا مُخيّر بين أن يبيع حصانه ويعتزل المهنة التي توارثها بصفته مدربَ خيول وفارساً، أو البقاء في ذلك العمل. الحصان لا بد بات يشعر بأن صاحبه لم يعد ذلك الرجل الواثق من نفسه وقد يضحي بالفرس متى شاء.

«لقتل حصان منغولي» يطرح طوال الوقت (85 دقيقة) مسألة بين الأمس واليوم. إنها صحاري منغوليا الجافة التي لم تعُد تشهد مطراً كافياً لإنبات الأرض. السبب في الأزمة التحوّلات البيئية، وهذه واحدة من المسائل المطروحة بوضوح. تشكل عصباً مهماً كون صلب الموضوع يتعلق بحياة تتغير لا يستطيع ساينا فعل شيء حيالها. إنه مرتبط عاطفياً بتقاليد فروسية ومعيشية متوارثة في حين أن المتغيرات طرقت باب تلك التقاليد ولا مجال للحفاظ على الوضعين معاً. على ساينا ترك الماضي أو الانضمام إلى الحاضر. قدمٌ هنا وقدمُ هناك، والفيلم ينتهي بقرار يرتاح المُشاهد إليه.

كانت المخرجة الصينية الشابة جيانغ شياو شوان صوّرت فيلماً قصيراً في تلك الأنحاء وتعرّفت على مدرّب الخيول ساينا وراقبته في عمله. هذا ما أوحى إليها بإخراج هذا الفيلم عنه وعن البيئة وأزمة الوجود بين عالمين على المرء أن يختار بينهما. ساينا ممثلاً لديه القدرة على استخدام عدم حرفيّته في تناسب مع الشخصية التي يؤديها. رجل لديه من المتاعب مع والده السّكير والمديون ومطلّقته. في مشهد آخر يذكّره والده بأنه هو من وضعه فوق الفرس لأول مرّة عندما كان طفلاً صغيراً. يحاول ساينا فعل ذلك مع طفله، لكن طفله يخاف. هي فعلاً حياة أخرى تندثر سريعاً.

الفيلم معزّز بالألوان والإضاءات المناسبة داخلياً وخارجياً. الإيقاع متمهّل، لكنه ليس مُملاً وفيه ملامح من بعض أفلام الوسترن الأميركية التي تحدّثت بدورها عن غروب حياةٍ وبدء أخرى.

* عروض مهرجان البحر الأحمر.

★★★⭐︎‬SIMA‪’‬S SONG

* رويا سادات | ‪Roya Sadat‬

‫* هولندا، فرنسا، أسبانيا ‬

لعلها صدفة لم تستطع المخرجة رويا سادات تحاشيها، وهي أن بداية فيلمها هذا شبيهة ببداية فيلم أفغاني القضية أيضاً، حققته ساهرا ماني في فيلمها التسجيلي «Bread ‪&‬ Roses» الذي شوهد في 2023. كلاهما يبدأ بمظاهرة نسائية في كابل تنادي بحقوقها. بعد 3 دقائق ينفصل الفيلمان بالضرورة ويعود «أغنية سيما» من زمن «طالبان» الحالي إلى عام 1973 عندما كانت أفغانستان على وعد مع التقدم المجتمعي. سورايا (مزهدة جمالزاده) هي إحدى المتظاهرات ومع عودة الفيلم إلى فترة سابقة نجدها حين كانت لا تزال شابة تؤمن بمبادئ التحرر عموماً وتحرر المرأة خصوصاً. في الواقع الحكاية التي نشاهدها هي حكايتها وليس حكاية سيما (نيلوفار كوقحاني) صاحبة الصوت الجميل التي حين تغني، في أحد المشاهد، تثير إعجاب الحضور.

«أغنية سيما» (بلوتو فيلم)

حينها، يقول الفيلم، كان بالإمكان للفتاة الظهور بتنانير والرجال بربطات عنق. صداقة سورايا وسيما قوية لدرجة رفضها الإفصاح عن مكان صديقتها سيما وزوجها عندما انضما إلى حركة «طالبان» وبدأت الحكومة الأفغانية سلسلة الاعتقالات والتحقيقات. مع اعتقال سورايا والإفراج عنها واحتلال الفيلا حيث كانت تعيش مع أهلها يدخل الفيلم جوّاً داكناً في أجوائه كما في تأطير مشاهده. يزداد التوتر وتبدأ رسالته بالتبلور صوب مراميها على نحو أفضل. إنه فيلم عن آخر فترة من حياة ثقافية ومجتمعية واعدة قبل دخول الاتحاد السوفياتي للدفاع عن الحكومة والولايات المتحدة لتأييد «طالبان».

يذكر الفيلم أن الأحداث مأخوذة عن قصّة واقعية، لكن هذا ليس ضرورياً، خصوصاً أن الشخصيات معروفة. ما يمكن التنويه إليه حقيقة أن التصوير وظّف أطراف مدينة أثينا بنجاح لافت.

* عروض مهرجان البحر الأحمر

في الصالات

* Juror‪#‬2 ‫★★★★‬

- دراما محاكِم نوعها غير معهود، للمخرج كلينت إيستوود، عن عضو لجنة محلّفين يحاول إخفاء جريمته.

* Nosferatu ‫★★★⭐︎‬

- يُعيد المخرج روبرت إيغرز سرد حكاية «نوسفيراتو» (1922) بزخم وطاقة جديدتين. يتضمن لحظات مرعبة.

* Carry‪-‬on ‫★★★‬

- تشويق جيد من جومى كوليت سيرا، حول رجل أمن في مطار مهدد باغتيال حبيبته إذا لم يهرّب متفجرة إلى طائرة.

* The Substance ‫★★⭐︎‬

- المخرجة الفرنسية كورالي فارجيت، تضع ديمي مور في بطولة فيلم عن امرأة تنشد شباباً وأنثوية دائمين.