يشهد لبنان سنوياً مهرجانات لأفلام سينمائية مختلفة، بينها ما تنظمها السفارات الأجنبية، وأخرى تقيمها جمعيات فعالة في نطاق توزيع وصناعة الأفلام.
وفي هذا المجال تستضيف بيروت ولأول مرة «أسبوع الفيلم اللبناني». وتتشارك في تنظيم هذه الفعالية الثقافية إلى جانب المركز الثقافي الفرنسي كل من شركة «أم سي» للتوزيع وجمعية متروبوليس سينما.
وسيعرض في هذا الحدث 8 أفلام موقعة من مخرجين لبنانيين سبق وعرضت في صالات السينما. أما الهدف من إقامته فيعود إلى تعزيز صناعة الشرائط اللبنانية وتسليط الضوء عليها. وتوضح إليسا سكاف إحدى المشاركات في تنظيم هذا الأسبوع السينمائي بأن أهميته تكمن في التركيز على الفيلم اللبناني. وتضيف لـ«الشرق الأوسط»: «في هذه العروض سنشاهد الأفلام المشاركة ويتبعها مباشرة لقاءات مع مخرجيها. كما أن العروض بأجمعها ستكون مجانية ومتاحة أمام الجميع وخصوصاً ممن فاته مشاهدتها».
يبدأ «أسبوع الفيلم اللبناني» في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، ويستمر لغاية الـ30 منه. أما صالات السينما المخصصة لعروضه فتتوزع بين «فوكس سينما» في منطقة الحازمية وسينما «مونتاين» في المركز الثقافي الفرنسي في بيروت.
فيلم الافتتاح سيكون لروي عريضة بعنوان «تحت السماوات والأرض»، ويحكي قصة شاب لبناني يصبح مهووساً برياضة الغطس في البحر هرباً من واقع يعيشه. فسلسلة من الهجمات بالسيارات المفخخة على بيروت دفعته إلى اللجوء للبحر كي لا يسمع انفجاراتها.
ومن الأفلام المشاركة «1982» لوليد مونس، و«أعنف حب» لاليان راهب، و«نحن من هناك» لوسام طانيوس. وتُعرض في 25 و26 و27 الحالي في السابعة مساء.
وفي فيلم «قلتلك خلص» لكاتبه ومخرجه ومنتجه وبطله إيلي خليفة، تتجلى الغرابة بكل ما في الكلمة من معنى. فهو يقلب مقاييس القصة السينمائية، وبدل أن يدور في فلك المعتاد، يأخذنا في مشوار يعتمد على الغرابة. وعن رأيه بهذه المبادرة يقول خليفة لـ«الشرق الأوسط»: «إنها خطوة جميلة لأن الفيلم اللبناني يحتاج إلى وقت كي يفكر اللبنانيون بغالبيتهم مشاهدته. وهم في المقابل يتوجهون إلى الصالات بسرعة أكبر لحضور فيلم أميركي. فهذا التأخير الواقع بين قرار اللبناني ومدة عرض الفيلم يخسرنا نسبة مشاهدة ملحوظة. ومن خلال هذه المبادرة سيما وأنها مجانية سيتاح لهم فرصة المشاهدة مرة جديدة». ويرى خليفة أنه آن الأوان أن يتعرف اللبنانيون إلى أفلام سينما من مستوى آخر تشارك في المهرجانات العالمية وتحمل موضوعات منوعة. ويتابع في سياق حديثه: «من الجيد ومن خلال هذه الفرصة أن يكتشفوا نوعية أفلام بعيدة كل البعد عن تلك التي نسميها (أفلام فاست فود)». لأنها لا تشبه ما تعودوا على مشاهدته، وتأخذهم إلى عالم السينما الحقيقي.
يحضر إيلي خليفة اليوم لفيلم ثانٍ من إخراجه وكتابته بعنوان «حالة الهاء» يكون بمثابة تكملة لفيلمه الأول «قلتلك خلص». وسيعرض هذا الأخير في 28 الحالي، في صالات سينما فوكس في مركز «سيتي سنتر» التجاري.
وفي 29 أكتوبر عرضان متتاليان لفيلمي «كشكش»، و«كل هذا النصر». الأول من توقيع ليا نجار والثاني من إخراج أحمد غصين.
وتتحدث ليا نجار عن فكرة فيلمها لـ«الشرق الأوسط»: «بيروت المتعبة والمنهكة في آن، اكتشفت فيها فسحة أمل غير متوقعة فوق أسطحها. وهي كناية عن لعبة حظ تعرف بـ(كش الحمام). كل لاعب يسيطر على سربه من هذه الطيور ويسمح له بالدوران فوق منزله على أمل أن يجذب طيور الحمام من أسراب جيرانه. فبذلك تكبر مجموعته وتوفر له الـ(كاش)». وتتابع: «ستكتشفون مدينة بيروت من فوق وتتعرفون إليها عن كثب». وعن سبب اختيارها هذا الموضوع لتناوله في فيلمها «كشكش» ترد: «هذه اللعبة موجودة في غالبية البلدان العربية وبينها سوريا والأردن، والجميل فيها أنها لا تمت لا للسياسة ولا للأديان. فهي تنفصل انفصالاً تاماً عن يوميات اللبناني العادية. ولذلك رغبت في التحدث عنها في فيلمي الذي سيشارك في (أسبوع الفيلم اللبناني)». وتبدو ليا نجار متحمسة جداً للحدث وتعرب عن سعادتها لمشاركة فيلمها فيه وتقول: «منذ نحو ثلاثة أسابيع عرض فيلم (كشكش) ضمن (أسبوع السينما الألمانية) في بيروت، الذي ينظمه معهد غوته الثقافي. ربما لم يستطع كثيرون مشاهدته حينها. ولكن اليوم الفرصة متوفرة من جديد كي يرى مشاهده بيروت من منظار آخر لم يسبق أن تعرف إليه من قبل».
ويختتم «أسبوع الفيلم اللبناني» فعالياته في 30 أكتوبر مع فيلم «ع أمل تجي». وهو فيلم للمخرج جورج بربري ولاقى نجاحاً ملحوظاً عند عرضه في الصالات اللبنانية.
«الفيلم اللبناني»... دعوة مجانية لمتابعة 8 شرائط سينمائية
يشكل فرصة لمن فاته مشاهدة عروضها
«الفيلم اللبناني»... دعوة مجانية لمتابعة 8 شرائط سينمائية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة