فنانون مصريون وعرب يدعمون شيرين لتجاوز أزمتها

جدل بشأن قانونية إجبارها على العلاج من الإدمان

شيرين عبد الوهاب (أرشيفية)
شيرين عبد الوهاب (أرشيفية)
TT
20

فنانون مصريون وعرب يدعمون شيرين لتجاوز أزمتها

شيرين عبد الوهاب (أرشيفية)
شيرين عبد الوهاب (أرشيفية)

أثارت الأزمة التي تعاني منها حالياً الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب تعاطف فنانين مصريين وعرب معها، إذ توالى كثير من رسائل الدعم والمؤازرة لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والمداخلات على البرامج الفضائية، في الوقت الذي أصدرت فيه أسرة النجمة بياناً صحافياً أخيراً حذرت فيه وسائل الإعلام من تناول أي أخبار أو تصريحات عنها في الفترة الحالية.
وتخضع الفنانة شيرين عبد الوهاب للفحص الطبي والعلاج، في إحدى المصحات النفسية، حتى إكمال علاجها من الإدمان على المخدرات، وفقاً لتصريحات شقيقها محمد عبد الوهاب، بينما تستمر تحقيقات النيابة بشأن احتجازها عنوة بالمصحة بعد البلاغ المقدم من محاميها.
وحرص عدد كبير من نجوم السينما والغناء والدراما والإعلام على مساندة شيرين في محنتها، وتقديم العون المعنوي لها، وكتبوا منشورات مُحملة بمشاعر الحب والتقدير البالغ لها ولمشوارها الفني.
ومن أبرزهم الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي، التي كتبت منشوراً عبر صفحتها الرسمية على «فيسبوك»، تحت عنوان «رسالة مفتوحة إلى شيرين عبد الوهاب»، قائلة: «من منا لم تجلده الحياة يوماً، من منا لم يُدمِ قدميه على دروبها، من منا لم يَته ولو لمرات في أزقتها، يوم تصورنا الأزقة قناديل، ظنناها نايات تراقص الفراشات». وتابعت : «اسمعي، شيرين اسمعيني... اسمعي صوتي القادم إليكِ من بيروت التي نحارب على أبوابها كالأبطال بأنصاف أجنحتنا»، وتابعت: «قومي، نحن نؤمن بكِ وبإرادتك ونحبّك ونحن معكِ ولكِ، ونحن من عطايا ربّك لفنّك، فانزعي عنك ثوب الأسى وافرحي واكتفي بِنعَم ربنا عليك».
كما كتب الفنان محمد منير، عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك»: «عايزك تبقي كويسة وترجعي أقوى يا شيرين يا جميلة».
وقالت الفنانة سمية الخشاب: «حبيبتي يا شيرين، أشعر بك، ربنا يقومك بالسلامة لأن ما مررتِ به لا يوجد بني آدم يتحمله».
فيما وجهت لها الفنانة المغربية سميرة سعيد رسالة حب وتحفيز قائلة: «شيرين، زي ما بعرفك، إنتِ قوية وهتعدي الظروف دي بسرعة، ارجعي لينا وإحنا معاكي، في كل خطوات حياتك مهما كانت صعوبتها... بنحبك».
وكتب الإعلامي شريف مدكور: «يا رب ترجعي لبناتك وحبايبك وجمهورك بألف سلامة، أنتي قوية وشاطرة، وأنا واثق إنك حتكوني زي الفل قريباً جداً».
ولم يتوقف دعم الفنانين للمطربة المصرية على مواقع التواصل الاجتماعي، إنما استقبل بعض البرامج الفضائية مداخلات لمؤازرتها، فأبدى نصر محروس مساندته الكاملة لها في مداخلة هاتفية له مع برنامج «الحكاية» قائلاً: «شيرين ابنة كل بيت في مصر، وكل الناس تحبها وتسمعها».
ويعتبر الناقد الفني محمود مطر، التعاطف الواسع للفنانين والجمهور مع شيرين انعكاساً لمشوارها الفني الثري وموهبتها الحقيقية، التي يخشى الجميع على ضياعها بسبب أزماتها المتتالية والمتصاعدة بقوة.
وقال لـ«الشرق الأوسط»: «يأتي دعم الوسط الفني لشيرين بكل مجالاته من نجوم السينما والمسرح والغناء والدراما؛ نتيجة لتقدير بالغ للنجمة التي تتمتع بشخصية حساسة للغاية، وتعد نموذجاً لكيف يمكن للحياة الشخصية للفنان، على وجه الخصوص، أن تؤثر على نجاحه وعطائه لجمهوره»، لافتاً إلى أن هذه الرسائل تعد «بمثابة محاولة قوية وجادة للحفاظ على موهبة يخشون عليها من الزوال».
وأشار إلى أن «دفاع الفنانين عن شيرين يبدو وكأنه دفاع عن الفن نفسه، الذي قد يخسر للأسف صوتاً ذهبياً وأداءً مفعماً بالإحساس والصدق».
وأرجع مطر معاناة شيرين المستمرة خلال السنوات الماضية إلى «طيبتها المفرطة». ولفت إلى أنها «بجانب الجلسات النفسية والطبية، تحتاج بالفعل إلى رسائل، ودعم مباشر، من زملائها الفنانين والجمهور لأنها شخصية عاطفية وقعت في أزمة حقيقية، ونتمنى أن تكون الأخيرة».
وبشأن الجدل المثار حول قانونية علاج شيرين بالإجبار، قال عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان التابع لوزارة التضامن إن «تصرف أسرتها واقتيادهها إلى المستشفى للعلاج قانوني».
وأوضح في تصريحات تلفزيونية أن «القانون يمنح أسرة أي مريض حق إجباره على العلاج إذا كان يشكل خطراً على نفسه وعلى أسرته».
ويقول الدكتور عبد الرحمن حماد، الرئيس التنفيذي لمستشفى «إيوان للطب النفسي»، والمدير السابق لوحدة الإدمان بمستشفى العباسية، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن «القانون المصري لرعاية المريض النفسي لسنة ٢٠٠٩ في مادته ١٣ (الدخول الإلزامي) يحدد شروطاً واضحة لدخول المريض دون رغبته، وهو أن يتم فحصه بواسطة طبيب نفسي يقيّم حالته في البداية إن كانت تستدعي العلاج داخل المستشفى أم لا، وهل هي متدهورة أم لا، أو تمثل تهديداً وشيكاً على سلامته الشخصية أو سلامة الآخرين، وأن يكون المريض رافضاً للعلاج».
ويضيف أنه «خلال خلال 24 ساعة يجب إبلاغ الأهل ومدير المستشفى والمجلس القومي للصحة النفسية، بالحالة الصحية للمريض، قبل أن يتم فحصه مجدداً بعد 3 أيام بواسطة طبيبين نفسيين، أحدهما (مستقل لا يعمل بالمستشفى) لتحديد هل يحتاج المريض بالفعل للدخول الإلزامي أم لا، وبالتأكيد إذا كان المريض لا يحتاج للحجز الإلزامي يتم إخراجه من المستشفى مباشرة؛ منعاً لسوء استغلال القانون من أي جهة أو أشخاص، وضماناً لحقوق الإنسان في الحرية»، لافتاً إلى أن «الحجز الإلزامي يخضع لمعايير ورقابة جهات عدة محايدة».
وبشأن حالة شيرين يقول حماد، إنه «لا يحق لأحد التصريح بحجزها إلزامياً من عدمه سوى الأطباء المعالجين لها، بناء على تقييمهم لحالتها الصحية».



تغير المناخ يهدد باصطدام الأقمار الاصطناعية بالحطام الفضائي

يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)
يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)
TT
20

تغير المناخ يهدد باصطدام الأقمار الاصطناعية بالحطام الفضائي

يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)
يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)

كشفت دراسة أميركية أن تغير المناخ يؤثر على الفضاء القريب من الأرض، بطريقة قد تزيد من خطر اصطدام الأقمار الاصطناعية، مما يقلل من عدد الأقمار التي يمكن تشغيلها بأمان في المستقبل.

وأوضح باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن نتائج الدراسة التي نُشرت، الاثنين، بدورية «Nature Sustainability»، تسلط الضوء على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات فورية لضمان استمرار استخدام المدار الأرضي المنخفض.

وأظهرت الدراسة أن انبعاثات الغازات الدفيئة، مثل ثاني أكسيد الكربون، تؤدي إلى انكماش الغلاف الجوي العلوي، مما يقلل من كثافته، خصوصاً في طبقة الثرموسفير، حيث تدور محطة الفضاء الدولية ومجموعة من الأقمار الاصطناعية.

وفي الظروف الطبيعية، يساعد الغلاف الجوي العلوي في التخلص من الحطام الفضائي من خلال قوة مقاومة تُعرف بالسحب الجوي، التي تسحب الأجسام القديمة نحو الأرض لتتفكك وتحترق عند دخولها الغلاف الجوي. لكن مع انخفاض الكثافة الجوية، تضعف هذه القوة؛ مما يؤدي إلى بقاء الحطام الفضائي في المدار لفترات أطول، وهو الأمر الذي يزيد خطر الاصطدامات، ويؤدي إلى ازدحام المدارات الفضائية.

وباستخدام نماذج محاكاة لسيناريوهات مختلفة لانبعاثات الكربون وتأثيرها على الغلاف الجوي العلوي والديناميكيات المدارية، وجد الباحثون أن «القدرة الاستيعابية للأقمار الاصطناعية» - أي الحد الأقصى لعدد الأقمار الاصطناعية التي يمكن تشغيلها بأمان - قد تنخفض بنسبة تتراوح بين 50 و66 في المائة بحلول عام 2100، إذا استمرت انبعاثات الغازات الدفيئة في الارتفاع.

كما وجدت الدراسة أن الغلاف الجوي العلوي يمر بدورات انكماش وتوسع كل 11 عاماً بسبب النشاط الشمسي، لكن البيانات الحديثة تظهر أن تأثير الغازات الدفيئة يتجاوز هذه التغيرات الطبيعية، مما يؤدي إلى تقلص دائم في الثرموسفير.

وحالياً، يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض، الذي يمتد حتى ارتفاع ألفي كيلومتر عن سطح الأرض. وقد شهدت السنوات الأخيرة زيادة كبيرة في عدد الأقمار الاصطناعية، خصوصاً مع إطلاق كوكبات ضخمة مثل مشروع «ستارلينك» لشركة «سبيس إكس»، الذي يضم آلاف الأقمار لتوفير الإنترنت الفضائي.

وحذر الباحثون من أن انخفاض قدرة الغلاف الجوي على إزالة الحطام الفضائي سيؤدي إلى زيادة كثافة الأجسام في المدار؛ مما يعزز احتمالات الاصطدامات. وقد يفضي ذلك لسلسلة من التصادمات المتتالية، تُعرف بظاهرة «متلازمة كيسلر»، التي قد تجعل المدار غير صالح للاستخدام.

وأشار الفريق إلى أنه إذا استمرت انبعاثات الكربون في الارتفاع، فقد تصبح بعض المدارات غير آمنة، وسيؤثر ذلك سلباً على تشغيل الأقمار الاصطناعية الجديدة المستخدمة في الاتصالات، والملاحة، والاستشعار عن بُعد.

وفي الختام، أكد الباحثون أن الحد من هذه المخاطر يتطلب إجراءات عاجلة، تشمل تقليل الانبعاثات العالمية للغازات الدفيئة، إلى جانب تبني استراتيجيات أكثر فاعلية لإدارة النفايات الفضائية، مثل إزالة الحطام الفضائي، وإعادة تصميم الأقمار بحيث يكون تفكيكها أكثر سهولة عند انتهاء عمرها التشغيلي.