اتفاق أميركي-تركي لتحديد موعد الانتخابات الليبية

المبعوث الأممي يواصل مشاوراته «الاستكشافية»

رئيس المفوضية العليا للانتخابات خلال اجتماعه مع المبعوث الأممى بطرابلس (مفوضية الانتخابات الليبية)
رئيس المفوضية العليا للانتخابات خلال اجتماعه مع المبعوث الأممى بطرابلس (مفوضية الانتخابات الليبية)
TT

اتفاق أميركي-تركي لتحديد موعد الانتخابات الليبية

رئيس المفوضية العليا للانتخابات خلال اجتماعه مع المبعوث الأممى بطرابلس (مفوضية الانتخابات الليبية)
رئيس المفوضية العليا للانتخابات خلال اجتماعه مع المبعوث الأممى بطرابلس (مفوضية الانتخابات الليبية)

واصل عبد الله باتيلي، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، رئيس بعثتها إلى ليبيا، أمس (الثلاثاء)، «مشاوراته (الاستكشافية) مع مختلف الفرقاء»، بينما أعلن السفير الأميركي عن محادثات مع تركيا للاتفاق على موعد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة.
وهنأ أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، باتيلي في اتصال هاتفي مساء أول من أمس بمباشرة مهام منصبه من طرابلس. كما أعرب بحسب بيان أمس للمتحدث الرسمي باسمه عن «ثقته في التعاون مع باتيلي لمواصلة الجهود الدولية والإقليمية لإخراج ليبيا من حالة الانسداد السياسي التي تمر بها من خلال الاتفاق على قاعدة دستورية وقانونية تُجرى على أساسها الانتخابات الوطنية».
وأوضح أنهما ناقشا التطورات الأخيرة للوضع في ليبيا. واتفقا على استمرار التواصل والتشاور بين الجامعة العربية والأمم المتحدة لدعم الجهود الرامية لتحقيق إعادة الاستقرار إلى ليبيا وعلى أهمية قيام الأطراف الليبية الفاعلة بإعلاء المصلحة الوطنية واتباع سبل الحوار للتوصل إلى تسوية للأزمة القائمة.
https://twitter.com/arableague_gs/status/1582660780075282432?s=20&t=RwW7YZTbnWhOPdT8MQZZUg
وقال عماد السايح، رئيس المفوضية العليا للانتخابات، إنه بحث أمس مع باتيلي بالعاصمة طرابلس ما وصفه بـ«التحديات والعراقيل» التي مرت بها انتخابات 24 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، و«إمكانية إيجاد حلول قانونية وفنية للمضي قدماً في العملية الانتخابية بما يحقق نجاحها وتلقى قبولاً من كل الأطراف السياسية». وأوضح أنهما بحثا «سبل الدعم الدولي الفني المقدم للمفوضية عبر مؤسسات وهيئات الأمم المتحدة العاملة في مجال دعم الانتخابات، وعلى رأسها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي». كما ناقشا «التحديات التي تعترض التقدم في هذا المجال، ومدى جاهزية المفوضية لتنفيذ العمليات الانتخابية، والمدد الزمنية التي تتطلبها كل عملية انتخابية».
ونقل عن باتيلي قوله: «نحن هنا لتشجيع المفوضية الوطنية العليا للانتخابات على الاستمرار في العمل الجيد وتحقيق طموحات الليبيين في إجراء انتخابات (حرة نزيهة) تخرج بمؤسسات شرعية للبلاد، والبعثة تدعم المفوضية في ذلك»، مؤكداً على «استمرار دعم البعثة والمجتمع الدولي عامة، للانتخابات الليبية».
https://twitter.com/LYHnec/status/1582672065441587200?s=20&t=nDDte41REBQHJko0jTIyEw
بدوره، قال باتيلي إن الاجتماع ناقش، العملية الانتخابية بما في ذلك سبل تعزيز الجهود لإجراء الانتخابات. وأكد مجدداً «التزام الأمم المتحدة المستمر بتقديم كل الدعم الفني اللازم للمفوضية».
وكان محمد الحداد، رئيس أركان القوات الموالية لحكومة الوحدة المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة قد نقل عن باتيلي، الذي التقاه مساء أول من أمس، إشادته بجهوده في حل الخلافات، ونزع فتيل التوتر والتهدئة من أجل تحقيق الاستقرار والسلام، كما رحّب بـ«الخطوات الرامية نحو توحيد المؤسسة العسكرية».
وطبقاً لبيان أصدرته البعثة الأممية، فقد ناقش الاجتماع الوضع الأمني العام والتقدم في المسار العسكري والأمني. ونقل عن باتيلي تأكيده على ضرورة توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية الليبية. ودعا إلى استئناف الحوار بين رئيسي هيئة الأركان العامة.
https://twitter.com/UNSMILibya/status/1582468157813714944?s=20&t=cJRIfVh9U0yLfvdZrutGAA
كما بحث باتيلي، مع فرحات بن قدارة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، سبل ووسائل تعزيز استقلالية المؤسسة للنفط كمؤسسة سيادية. وأكد بن قدارة في بيان عقب الاجتماع على «حيادية المؤسسة وبعدها عن أي تجاذبات سياسية وعدم تدخل أي جهة في عملها وأنها تتعامل وأنها تتعامل مع الشركات والدول كافة وفق ما تفتضيه اللوائح والقوانين»، مشدداً على أن «تحقيق الاستقرار السياسي والأمني سينعكس بصورة واضحة على جذب الاستثمارات لقطاع النفط».
كما أكد بن قدارة «دعم المؤسسة للبعثة الأممية في سبيل تحقيق الاستقرار في ليبيا». ونقل عن باتيلي إشادته بجهود المؤسسة في عودة الإنتاج، لافتا إلى أهمية دورها كون النفط هو مصدر الدخل الأهم للدولة الليبية.
https://twitter.com/UNSMILibya/status/1582374329395818496?s=20&t=oZ2eqCDdSkPbfiZUVAp96A
وقال المتحدث الرسمي للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن «أصحاب المصلحة الليبيين المختلفين رحبوا بباتيلي، الذي وصل إلى طرابلس نهاية الأسبوع الماضي». وأعربوا عن «استعدادهم للعمل معه لإيجاد حل سياسي للصراع». وأوضح أن باتيلي نقل إلى محاوريه الليبيين أن الأولوية القصوى لبعثة الأمم المتحدة تتركز في تحديد مسار توافقي يفضي إلى تنظيم انتخابات وطنية شاملة وذات مصداقية في أقرب فرصة ممكنة، بالاستناد إلى إطار دستوري». واعتبر أن «استعادة العملية الانتخابية كفيلة بتعزيز الوحدة الوطنية والاستقرار وتجديد شرعية المؤسسات في البلاد». وتابع: «خلال الأسابيع القليلة المقبلة، يعتزم باتيلي التشاور مع مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة بما في ذلك المجتمع المدني والنساء والشباب في عموم ليبيا».
بدوره، قال السفير والمبعوث الأميركي الخاص لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، أنه أجرى ما وصفه بمشاورات مفيدة مع مدير عام دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية التركية دزدار في أنقرة بشأن الجهود المبذولة لتحديد موعد مقبول للانتخابات في أقرب وقت ممكن.
https://twitter.com/USEmbassyLibya/status/1582424990422487041?s=20&t=lHY7sAHKZA0_4dcG0AstCg
وفى سياق آخر، نقل بيان للسفارة الأميركية عن القائم بأعمالها أوردمان عقب اجتماعه في تونس مع الجنرال مايكل لانجلي لانغلي قائد القوات الأميركية العاملة في أفريقيا (أفريكوم)، أن بلاده تظل ملتزمة بدعم جهود ليبيا لتشكيل جيش موحد بقيادة مدنية وقادر على حماية سيادتها واستقرارها على المدى الطويل.
https://twitter.com/USEmbassyLibya/status/1582377648356892672?s=20&t=OrLkZwZbNKZxBug8QsXTCA
وتعهد الدبيبة لأصحاب الشركات المتعاقدة مع رئاسة أركان قواته بحلحلة مشاكلها وسداد ديونها، وذلك خلال اتصال هاتفي أجراه مساء أول من أمس، باعتباره وزير الدفاع خلال اجتماع عقده مساء أول من أمس مع مفوضي الشركات التموينية المتعاقدة مع هيئة الإمداد والتموين نظير تقديم خدمات تموينية لوحدات ومواقع عسكرية.
وأكد الدبيبة وفقاً لبيان أصدره الحداد، سعي وزارة الدفاع ورئاسة الأركان للوصول إلى إنهاء كافة العقبات التي تواجه هذه الشركات. كما بحث الدبيبة، خلال الاجتماع الأول للمجلس الأعلى لشؤون الطاقة القضايا المتعلقة بقطاعي النفط والكهرباء ومقترح الميزانية الاستثنائية لشركة الكهرباء الذي تقرّر تأجيل النظر فيه إلى الاجتماعات المقبلة.
إلى ذلك، قرر أمس مجلس النواب في اجتماعه بمقره في مدينة بنغازي بشرق البلاد، بعد تصويت بأغلبية الحاضرين إحالة مشروع قانون المحكمة الدستورية إلى المجلس الأعلى للقضاء والمحكمة العليا وإدارة القانون بوزارة العدل، لإبداء الرأي في صياغته الحالية ومدى ملائمة نصوصه مع أصول تشكيل المحاكم ذات الطبيعة الدستورية. وأظهرت المداولات اعتراض بعض الأعضاء على إصدار القانون حالياً، بينما اعترض آخرون على اختيار بنغازي مقراً للمحكمة.
في السياق، ذكرت وسائل إعلام محلية معلومات اعتزام عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، القيام بزيارة إلى بريطانيا، بالتزامن مع الاجتماع الدولي الذي ستستضيفه حول ليبيا.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.