«زينبيات» الحوثي يقتحمن ثاني مقر لاتحاد نساء اليمن في إب

الميليشيات منحت متحف المحافظة لأحد قادتها... ونهبت مبنى اتحاد الأدباء

جانب من مقر اتحاد نساء اليمن في محافظة إب اليمنية في أثناء تنظيم إحدى الفعاليات (الموقع الرسمي للاتحاد)
جانب من مقر اتحاد نساء اليمن في محافظة إب اليمنية في أثناء تنظيم إحدى الفعاليات (الموقع الرسمي للاتحاد)
TT

«زينبيات» الحوثي يقتحمن ثاني مقر لاتحاد نساء اليمن في إب

جانب من مقر اتحاد نساء اليمن في محافظة إب اليمنية في أثناء تنظيم إحدى الفعاليات (الموقع الرسمي للاتحاد)
جانب من مقر اتحاد نساء اليمن في محافظة إب اليمنية في أثناء تنظيم إحدى الفعاليات (الموقع الرسمي للاتحاد)

اقتحم الجناح النسائي في استخبارات الميليشيات الحوثية، المعروف باسم «الزينبيات»، ثاني مقر لاتحاد نساء اليمن في محافظة إب، وتم تحويله إلى سكن خاص بهذه العناصر بعد طرد العشرات من النساء اللواتي كن يشاركن في برنامج تدريبي عن المهارات الحرفية للأسر الأشد فقراً، وذلك بعد نحو عام على اقتحام مقر آخر للاتحاد، وإبعاد قيادته وتعيين مواليات للميليشيات.
يأتي الاقتحام فيما يبقى مبنى متحف المحافظة بعهدة أحد قادة الميليشيات؛ إذ مُنح له مقراً للإقامة، ونُقلت القطع الأثرية إلى مخزن وزارة الثقافة منذ سبع سنوات، كما سمح لعناصر «بلطجية» باقتحام مبنى فرع اتحاد الأدباء والكتّاب في المحافظة، وتدمير محتوياته، وما زال على هذه الحالة منذ ست سنوات، وفق ما أكدته ثلاثة مصادر محلية ومسؤولون في المدينة الخاضعة لسيطرة الجماعة الانقلابية.
وذكرت مصادر محلية في المحافظة لـ«الشرق الأوسط»، أن عناصر نسائية مسلحة من كتائب «الزينبيات» بقيادة سعاد الشامي، اقتحمت ثاني مقر لاتحاد نساء اليمن في إب، وحولته إلى مسكن خاص بالقيادية الحوثية بعد طرد 63 متدربة من داخله، حيث كُن يشاركن في برنامج تدريبي عن الصناعات والمهارات الحرفية الهادفة لمساعدة الأسر الأشد فقراً على مواجهة متطلبات الحياة اليومية، في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة وانتشار الفقر بين ملايين اليمنيين نتيجة الحرب التي أشعلتها الميليشيات الحوثية.
وبينما التزمت السلطة المحلية في المحافظة، المحسوبة على جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في الداخل، الصمت تجاه هذه الواقعة؛ وجّهت رئيسة فرع اتحاد نساء اليمن بالمحافظة، حياة الكينعي، شكوى إلى المحافظ الخاضع للحوثيين عبد الواحد صلاح، عن واقعة اقتحام القيادية في الميليشيات سعاد الشامي مقر الاتحاد في مديرية المشنة، برفقة عدد من «الزينبيات».
وذكرت الكينعي في شكواها، أن هذه العناصر قامت بكسر قفل الباب وتغييره بقفل آخر بعد طرد 63 امرأة يشاركن في دورات المهارات الحرفية، دون اكتراث لأي تبعات وعواقب، مطالبة من المحافظ الحوثي صلاح التدخل والإنصاف.
وتظهر الوثيقة التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط»، تزجية من صلاح، إلى وكيله محمد القاسمي، وهو أحد عناصر الحوثيين، باتخاذ ما يراه مناسباً حسب القانون، لكنه وكما كان متوقعاً لم يتخذ أي إجراء بحق المقتحمات، بحسب ما أكده مصدر في السلطة المحلية في المحافظة، الذي أشار إلى أن هذه هي ثاني حادثة تستهدف مقر اتحاد نساء اليمن في المحافظة؛ إذ سبق لمسؤولة «الزينبيات» في المحافظة سعاد الشامي، أن اقتحمت في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) 2021 مقر الاتحاد في مديرية الظهار، ونصّبت هيئة إدارية جديدة مكونة من 9 شخصيات تتبع الميليشيات لتسيير عمل الفرع تحت قيادتها هي.
وكانت الميليشيات الحوثية استهدفت منذ إتمام سيطرتها على العاصمة اليمنية، المنظمات النسائية تحديداً، وهددت بإغلاق المقر المركزي لاتحاد نساء اليمن هناك بسبب تنظيمه فعاليات تعنى بقضايا وحقوق النساء، حيث قام القيادي الحوثي، فيصل مدهش، وهو أحد المسؤولين فيما يسمى «المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية»، بإنذار قيادة الاتحاد بإغلاقه، بحجة تنظيمه لفعاليات نسوية، من بينها الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة.
ووفق ما ذكرته ناشطات نسويات، فإن القيادي الحوثي مدهش أبلغ قيادة اتحاد نساء اليمن، بأن الاتحاد لم تعد له أي فائدة، وأن مهمته أصبحت مقتصرة على الترويج للاختلاط والثقافات الغربية، وأنه من الواجب إغلاقه بصورة نهائية؛ لأن وجوده يتعارض مع التوجه الطائفي للميليشيات، وأن هذا الاعتراض حال دون قيام اتحاد نساء اليمن بتنظيم أي فعالية في أي فندق أو قاعة خارجية، بسبب عدم حصوله على الموافقة المسبقة، وهو ما اضطره إلى تنظيم أي فعالية على محدوديتها في مقره الخاص.
وسبق لمخابرات الميليشيات الحوثية، أن اقتحمت نادي سيدات الأعمال في صنعاء، الواقع في شارع «حدة»، وأوقفت ورشة عمل كانت تناقش دور سيدات الأعمال في التنمية، وقامت بطرد المشاركين في الورشة بحجة الاختلاط، قبل أن تقدم بعد ذلك على إغلاق النادي الذي تأسس منذ عقدين من الزمن، وكان له حضور بارز في القضايا الاقتصادية والاجتماعية، وضمان حضور ومشاركة المرأة في النشاط التجاري.
وكان مجلس إدارة الشؤون الإنسانية الذي تشكّل من جهاز مخابرات الحوثي لمراقبة عمل المنظمات الإغاثية الدولية، أغلق عشرات من منظمات المجتمع المدني المستقلة؛ لأنها رفضت العمل وفق رغباته، واستحدث بديلاً عنها منظمات يديرها قيادات ومشرفون في الميليشيات، وأرغم المنظمات الإغاثية على العمل معها، لضمان مراقبة جميع أنشطة تلك المنظمات والتحكم في توزيع المساعدات الإغاثية على أتباع الميليشيات وأُسر قتلاها وجرحاها.


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

السيطرة على حريق في خط بترول شمال القاهرة

حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)
حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)
TT

السيطرة على حريق في خط بترول شمال القاهرة

حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)
حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)

سيطرت قوات الحماية المدنية المصرية على حريق في خط «ناقل لمنتجات البترول»، بمحافظة القليوبية (شمال القاهرة)، الثلاثاء، فيما أعلنت وزارة البترول اتخاذ إجراءات احترازية، من بينها أعمال التبريد في موقع الحريق، لمنع نشوبه مرة أخرى.

وأسفر الحريق عن وفاة شخص وإصابة 8 آخرين نُقلوا إلى مستشفى «السلام» لتلقي العلاج، حسب إفادة من محافظة القليوبية.

واندلع الحريق في خط نقل «بوتاجاز» في منطقة (مسطرد - الهايكستب) بمحافظة القليوبية، فجر الثلاثاء، إثر تعرض الخط للكسر، نتيجة اصطدام من «لودر» تابع للأهالي، كان يعمل ليلاً دون تصريح مسبق، مما تسبب في اشتعال الخط، حسب إفادة لوزارة البترول المصرية.

جهود السيطرة على الحريق (محافظة القليوبية)

وأوضحت وزارة البترول المصرية أن الخط الذي تعرض للكسر والحريق، «ناقل لمُنتَج البوتاجاز وليس الغاز الطبيعي».

وأعلنت محافظة القليوبية السيطرة على حريق خط البترول، بعد جهود من قوات الحماية المدنية وخبراء شركة أنابيب البترول، وأشارت في إفادة لها، الثلاثاء، إلى أن إجراءات التعامل مع الحريق تضمنت «إغلاق المحابس العمومية لخط البترول، وتبريد المنطقة المحيطة بالحريق، بواسطة 5 سيارات إطفاء».

وحسب بيان محافظة القليوبية، أدى الحريق إلى احتراق 4 سيارات نقل ثقيل ولودرين.

وأشارت وزارة البترول في بيانها إلى «اتخاذ إجراءات الطوارئ، للتعامل مع الحريق»، والتي شملت «عزل الخط عن صمامات التغذية، مع تصفية منتج البوتاجاز من الخط الذي تعرض للكسر، بعد استقدام وسائل مخصصة لذلك متمثِّلة في سيارة النيتروجين»، إلى جانب «الدفع بفرق ومعدات إصلاح الخط مرة أخرى».

ووفَّرت وزارة البترول المصرية مصدراً بديلاً لإمدادات البوتاجاز إلى محافظة القاهرة من خلال خط «السويس - القطامية»، وأكدت «استقرار تدفق منتجات البوتاجاز إلى مناطق التوزيع والاستهلاك في القاهرة دون ورود أي شكاوى».

وتفقد وزير البترول المصري كريم بدوي، موقع حريق خط نقل «البوتاجاز»، صباح الثلاثاء، لمتابعة إجراءات الطوارئ الخاصة بـ«عزل الخط»، وأعمال الإصلاح واحتواء آثار الحريق، إلى جانب «إجراءات توفير إمدادات منتج البوتاجاز عبر خطوط الشبكة القومية»، حسب إفادة لوزارة البترول.

تأتي الحادثة بعد ساعات من إعلان وزارة الداخلية المصرية القبض على تشكيل عصابي من 4 أفراد قاموا بسرقة مواد بترولية من خطوط أنابيب البترول، بالظهير الصحراوي شرق القاهرة. وقالت في إفادة لها مساء الاثنين، إن «إجمالي المضبوطات بلغ 3 أطنان من المواد البترولية، و25 ألف لتر سولار».