سيرين عبد النور: «سيرين بلا حدود» دفعني إلى إعادة النظر في حياتي

الفنانة اللبنانية تلامس فيه قضايا الناس وآلامهم على طريقة تلفزيون الواقع

سيرين عبد النور
سيرين عبد النور
TT

سيرين عبد النور: «سيرين بلا حدود» دفعني إلى إعادة النظر في حياتي

سيرين عبد النور
سيرين عبد النور

قالت الممثلة والمغنية اللبنانية سيرين عبد النور بأن عملها التمثيلي الجديد دفعها إلى إعادة النظر بحياتها وعلّمها أمورا عدّة. ووصفت المسلسل وهو بعنوان «سيرين بلا حدود» في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إنه عمل يلامس قلب المشاهد لأي شريحة اجتماعية انتمى، وهو من دون شك سيجعله يقدّر نعم الحياة التي يعيش فيها والتي لم يأبه يوما لأهميتها في أسلوب عيشه». ورأت سيرين أن هناك مصائب ومعاناة يعيشها بعض الناس ونحن لا ندري بها لأننا منغمسون بمغريات الحياة المادية. وأضافت: «لا النفوذ ولا المال يمكنهما أن يشعرانا بالفرح الحقيقي الذي نستشّفه من العطاء، فكل شيء آخر هو مجد باطل وبرأي أنه بمثابة سعادة مصطنعة».
وعن دورها في المسلسل الذي يتألّف من 26 حلقة وسيعرض على عدد من الشاشات الفضائية بينها (الآن) والمحليّة (إم تي في) تقول: «هو دور إنساني بامتياز أؤدي فيه دور مذيعة تلفزيونية تدخل مباشرة على قلوب هؤلاء الموجوعين وتحاول مساعدتهم وتقف إلى جانبهم إنسانيا وقانونيا، ويمكن القول: إنها تجربة صعبة لأنني حملت معي هموم هؤلاء الناس حتى بعد انتهاء تصوير كل حلقة».
وتؤكد سيرين عبد النور أن المسلسل الذي يتبع أسلوب تلفزيون الواقع قلبا وقالبا، له تأثيره الكبير على المشاهد لنقله الواقع بحذافيره. أما النص فهو مغاير تماما عن نصوص الدراما التي نعرفها وتقول في هذا الخصوص: «لا نصوص مسبقة أو تحضيرات لأن المواقف الإنسانية هي التي تتحكّم بأدائي وتدفعني إلى التصرّف أو التحدّث وفقا لها».
صوّر البرنامج بين عدد من الدول العربية والغربية مثل لبنان والأردن ومصر وفرنسا وإيطاليا، فزارت مخيّم النازحين السوريين في البقاع (لبنان) ومخيم الزعتري (الأردن). كما يتناول مواضيع حيوية في الوطن العربي كما في العالم أجمع، كالفقر والنزوح والبطالة وتعاطي المخدرات وغيرها من المواضيع التي استطاعت الممثلة اللبنانية التعاطي معها بموضوعية فخاطبت الناس بلغتهم ونقلت معاناتهم بأمانة. وترى سيرين أن المشاكل التي يتطرّق إليها أشعرتها أحيانا بالحزن وقالت: «يمكن القول: إن هذا المسلسل (ربّاني) أي هذّبني من جديد وصرت أجد أن الأشياء التي تشغل بالنا أو تقنطنا لا تستأهل منّا كلّ هذا وكما يقول المثل اللبناني المعروف (عندما ترى مصيبة غيرك بتهون عليك مصيبتك) وهو ما سيلمسه المشاهد عن قرب».
وعدت أن بعض المشاكل التي تعرّفت إليها قد يمكن حلّها ماديا وهي الأسهل، أما الأصعب فهي تلك التي تتطلّب متابعة قانونية أو مساندة إنسانية مستمرة وقالت: «هل يعقل اليوم ونحن في القرن الواحد والعشرين أن يكون هناك أشخاص مولودون دون حيازتهم على أوراق ثبوتية؟ أو أطفال لقطاء يعانون من الحرمان ومن الذلّ؟ أو غيرهم من الشباب الذين واجهوا معاناة ما دفعتهم إلى ارتكاب أخطاء معيّنة كإدمانهم على المخدرات مثلا فيحصلون على نقطة سوداء ترافقهم طيلة حياتهم على سجلّاتهم الشخصية؟» وتضيف: «أنا لا أقصد هنا تجّار المخدرات بل من يتعاطى بها وأطالب بالرحمة من أجله فمن منا لا يخطئ ومن منا هو شخص كامل أو مثالي؟ إلا أن ذلك يقضي على حياة العشرات من الشباب الذين قد يرغبون في إعادة بناء حياتهم على الصراط المستقيم، فيصطدمون بمجتمع ظالم لا يرحم والقوانين تزيد من الأمر سوءا».
ولكن ألم تشعر سيرين بأن همومها تكفيها وأن المسلسل حمّلها هموما إضافية؟ تردّ بحماس: «ليس هناك أجمل من العطاء وعندما نتمكن من مساعدة أحد ما أو تقديم العون له في مشكلة معينة، فنحلّها أو نضعها على طريق الحلّ يغمرنا شعور بالسعادة لا مثيل له ينسينا حتى همومنا الشخصية».
وعمّا إذا هي تنوي دخول العمل الاجتماعي من بابه العريض، فتؤسس لجمعية إنسانية أو تترأس إحداها قالت: «لست بهذا الصدد بتاتا فنحن لسنا بحاجة إلى جمعيات خيرية بالجملة بل إلى نوعية معيّنة تملك توجها إنسانيا فقط لا غير، وليست قائمة من أجل عمليات النصب والاحتيال تحت غطاء اجتماعي ما».
وعمّا إذا سيرين الرقيقة كان يلزمها بعض القساوة لمواجهة مشاكل من هذا النوع أجابت: «طبعا أن صاحب الطبع القاسي قد يستطيع السيطرة على مشاعره وعلى مواقف معينة أكثر مني، ولكني تأقلمت مع الموضوع وبنفس الوقت لم أتخل عن ردود فعلي، فكنت أحيانا أبكي وأحيانا أخرى أضحك كما في حياتي الطبيعية تماما». وختمت بالقول: «أنا مستعدة دائما لتقديم العون للآخرين كما أنني معروفة بين أصدقائي بطاقتي الإيجابية ولا أدري ماذا يخبئ لي الغد ولكني لن أتخلى عن الحسّ الإنساني الذي في داخلي مهما حصل».
وعن نشاطاتها المقبلة قالت: «هناك مسلسل جديد سيجمعني بماكسيم خليل مرة جديدة بعنوان (سيرة حبّ) ويتألف من 90 حلقة سيعرض أول قسم منه في موسم رمضان المقبل وهو من إنتاج (بيلنكس) وإخراج محمد جمال العدل». أما أحداث المسلسل الذي يشاركها فيه خالد سليم فتدور في إطار رومانسي كما سيصور بغالبيته في مصر.
من ناحية أخرى تستعد سيرين عبد النور أيضا لتمثيل فيلم سينمائي من إنتاج صادق الصباح في قصة من تأليف مروان حداد.
وسيرين المعروفة أيضا كمغنية تحضّر حاليا مع الملحنين اللبنانيين مروان خوري وسليم عساف لتقديم أغنيتين جديدتين من المتوقع أن تريا النور نهاية الربيع المقبل.



إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
TT

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})

لا يمكنك أن تتفرّج على كليب أغنية «حبّك متل بيروت» للفنانة إليسا من دون أن تؤثر بك تفاصيله. فمخرج العمل إيلي فهد وضع روحه فيه كما يذكر لـ«الشرق الأوسط»، ترجم كل عشقه للعاصمة بمشهديات تلامس القلوب. أشعل نار الحنين عند المغتربين عن وطنهم. كما عرّف من يجهلها على القيمة الإنسانية التي تحملها بيروت، فصنع عملاً يتألّف من خلطة حب جياشة لمدينة صغيرة بمساحتها وكبيرة بخصوصيتها.

ويقول في سياق حديثه: «أعتقد أن المدن هي من تصنع أهلها، فتعكس جماليتهم أو العكس. الأمر لا يتعلّق بمشهدية جغرافية أو بحفنة من العمارات والأبنية. المدينة هي مرآة ناسها. وحاولت في الكليب إبراز هذه المعاني الحقيقية».

تلعب إليسا في نهاية الكليب دور الأم لابنتها {بيروت} (حساب فهد إيلي على {إنستغرام})

من اللحظات الأولى للكليب عندما تنزل إليسا من سلالم عمارة قديمة في بيروت يبدأ مشوار المشاهد مع العاصمة. لعلّ تركيز فهد على تفاصيل دقيقة تزيح الرماد من فوق الجمر، فيبدأ الشوق يتحرّك في أعماقك، وما يكمل هذه المشهدية هو أداء إليسا العفوي، تعاملت مع موضوع العمل بتلقائية لافتة، وبدت بالفعل ابنة وفيّة لمدينتها، تسير في أزقتها وتسلّم على سكانها، وتتوقف لبرهة عند كل محطة فيها لتستمتع بمذاق اللحظة.

نقل فهد جملة مشاهد تؤلّف ذكرياته مع بيروت. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» كيف استطاع سرد كل هذه التفاصيل في مدة لا تزيد على 5 دقائق، يرد: «حبي لبيروت تفوّق على الوقت القليل الذي كان متاحاً لي لتنفيذ الكليب. وما أن استمعت للأغنية حتى كانت الفكرة قد ولدت عندي. شعرت وكأنه فرصة لا يجب أن تمر مرور الكرام. أفرغت فيه كل ما يخالجني من مشاعر تجاه مدينتي».

من كواليس التصوير وتبدو إليسا ومخرج العمل أثناء مشاهدتهما إحدى اللقطات من الكليب (فهد إيلي)

يروي إيلي فهد قصة عشقه لبيروت منذ انتقاله من القرية إلى المدينة. «كنت في الثامنة من عمري عندما راودني حلم الإخراج. وكانت بيروت هي مصدر إلهامي. أول مرة حطّت قدمي على أرض المدينة أدركت أني ولدت مغرماً بها. عملت نادلاً في أحد المطاعم وأنا في الـ18 من عمري. كنت أراقب تفاصيل المدينة وسكانها من نوافذ المحل. ذكرياتي كثيرة في مدينة كنت أقطع عدداً من شوارعها كي أصل إلى مكان عملي. عرفت كيف يستيقظ أهاليها وكيف يبتسمون ويحزنون ويتعاونون. وهذا الكليب أعتبره تحية مني إلى بيروت انتظرتها طويلاً».

لفت ايلي فهد شخصية إليسا العفوية (حسابه على {إنستغرام})

يصف إيلي فهد إليسا بالمرأة الذكية وصاحبة الإحساس المرهف. وهو ما أدّى إلى نجاح العمل ورواجه بسرعة. «هذا الحب الذي نكنّه سوياً لبيروت كان واضحاً. صحيح أنه التعاون الأول بيني وبينها، ولكن أفكارنا كانت منسجمة. وارتأيت أن أترجم هذا الحبّ بصرياً، ولكن بأسلوب جديد كي أحرز الفرق. موضوع المدينة جرى تناوله بكثرة، فحاولت تجديده على طريقتي».

تبدو إليسا في الكليب لطيفة وقريبة إلى القلب وسعيدة بمدينتها وناسها. ويعلّق فهد: «كان يهمني إبراز صفاتها هذه لأنها حقيقية عندها. فالناس لا تحبها عن عبث، بل لأنها تشعر بصدق أحاسيسها». ويضعنا فهد لاشعورياً في مصاف المدن الصغيرة الدافئة بعيداً عن تلك الكبيرة الباردة. ويوضح: «كلما كبرت المدن خفت وهجها وازدادت برودتها. ومن خلال تفاصيل أدرجتها في الكليب، برزت أهمية مدينتي العابقة بالحب».

لقطة من كليب أغنية "حبّك متل بيروت" الذي وقعه إيلي فهد (حسابه على {إنستغرام})

كتب الأغنية الإعلامي جان نخول ولحّنها مع محمد بشار. وحمّلها بدوره قصة حب لا تشبه غيرها. ويقول فهد: «لقد استمتعت في عملي مع هذا الفريق ولفتتني إليسا بتصرفاتها. فكانت حتى بعد انتهائها من تصوير لقطة ما تكمل حديثها مع صاحب المخبز. وتتسامر مع بائع الأسطوانات الغنائية القديمة المصنوعة من الأسفلت». ويتابع: «كان بإمكاني إضافة تفاصيل أكثر على هذا العمل. فقصص بيروت لا يمكن اختزالها بكليب. لقد خزّنت الكثير منها في عقلي الباطني لاشعورياً. وأدركت ذلك بعد قراءتي لتعليقات الناس حول العمل».

في نهاية الكليب نشاهد إليسا تمثّل دور الأم. فتنادي ابنتها الحاملة اسم بيروت. ويوضح فهد: «الفكرة هذه تعود لإليسا، فلطالما تمنت بأن ترزق بفتاة وتطلق عليها هذا الاسم». ويختم إيلي فهد متحدثاً عن أهمية هذه المحطة الفنية في مشواره: «لا شك أنها فرصة حلوة لوّنت مشواري. وقد جرت في الوقت المناسب مع أنها كانت تراودني من قبل كثيراً».