صلاح «الاستثنائي» يرد على منتقديه... وكلوب يطالب ليفربول بانتفاضة أمام سيتي

جماهير برشلونة تخشى خروجاً مبكراً من دوري الأبطال وقلق قبل الكلاسيكو... وتأهل بايرن ونابولي وبروج لثمن النهائي منطقي

ليفاندوفسكي يسجل برأسه هدف تعادل برشلونة الثالث في مرمى الإنتر ليحفظ ماء وجه فريقه (أ.ف.ب)
ليفاندوفسكي يسجل برأسه هدف تعادل برشلونة الثالث في مرمى الإنتر ليحفظ ماء وجه فريقه (أ.ف.ب)
TT

صلاح «الاستثنائي» يرد على منتقديه... وكلوب يطالب ليفربول بانتفاضة أمام سيتي

ليفاندوفسكي يسجل برأسه هدف تعادل برشلونة الثالث في مرمى الإنتر ليحفظ ماء وجه فريقه (أ.ف.ب)
ليفاندوفسكي يسجل برأسه هدف تعادل برشلونة الثالث في مرمى الإنتر ليحفظ ماء وجه فريقه (أ.ف.ب)

خرج بايرن ميونيخ الألماني ونابولي الإيطالي وكلوب بروج البلجيكي من الجولة الرابعة لدوري أبطال أوروبا ببطاقة التأهل لثمن النهائي، بينما عاشت فيه جماهير ليفربول لحظة فرح استثنائية هذا الموسم، في وقت يواجه فيه برشلونة الإسباني المدجج بالنجوم خطر الخروج من دور المجموعات.
وكان تأهل بايرن ميونيخ (الفائز على فيكتوريا بلزن التشيكي 4 - )2 ونابولي (الفائز على ضيفه أياكس أمستردام 4 - 2) إلى ثمن النهائي متوقعاً، بينما أثبت بروج أنه مفاجأة البطولة هذا الموسم بتعادله مع مضيفه أتلتيكو مدريد سلبياً.
وحقق كل من البايرن ونابولي العلامة الكاملة بالفوز الرابع توالياً (12 نقطة) وتصدر بروج مجموعته بـ10 نقاط، لكن انتفاضة ليفربول في الشوط الثاني وتحويل تأخره بهدف أمام رينجرز الاسكوتلندي إلى انتصار 7 - 1 بفضل نجمه المصري محمد صلاح الذي دخل بديلاً في الشوط الثاني ليسجل أسرع ثلاثية في تاريخ دوري الأبطال، وكذلك الحيرة التي يعيشها جمهور برشلونة من تذبذب مستوى فريقه الذي بات على شفا الخروج هي التي كانت محور الاهتمام بالجولة الرابعة.


صلاح اثبت أنه ما زال يتمتع بخطورته التهديفية (رويترز)

في المجموعة الأولى التي حصد نابولي بطاقتها الأولى عن جدارة برصيد 12 نقطة بفارق ثلاث نقاط أمام ليفربول، كانت الأنظار على الأخير الذي يعاني في الدوري الإنجليزي ليتراجع للمركز العاشر بعد 8 جولات. وبعد 4 أيام فقط من خسارته أمام آرسنال 2 - 3 محلياً، ردّ ليفربول بأقوى طريقة ساحقاً منافسه الاسكوتلندي بسباعية، كان بطلها مهاجمه صلاح الذي واجه انتقادات كثيرة في الأسابيع الأخيرة لهبوط معدل تهديفه، رغم أن دوره بالملعب تغير وفقاً لخطة المدير الفني الألماني يورغن كلوب الجديدة منذ بداية الموسم.
ومع جلوس صلاح على مقاعد البدلاء لأول مرة هذا الموسم، دفع كلوب بتشكيلة أكثر شباباً على أمل أن تفلح في الارتقاء بمستوى ليفربول ونسيان صراعاته المحلية، لكن بدا أن المقامرة جاءت بنتائج عكسية، حيث تأخر الفريق في النتيجة للمرة الثامنة هذا الموسم في الشوط الأول قبل ثنائية من البرازيلي روبرتو فيرمينو قلبت المباراة رأساً على عقب. وحتى بعد تسجيل الوافد الأوروغواياني الجديد داروين نونيز الهدف الثالث ليجعل النتيجة 3 – 1، لم يبد ليفربول مقنعاً بشكل كبير حتى دخل صلاح في المعركة.
وسجل صلاح ثلاثية قياسية في أقل من 7 دقائق، وذكرت الطريقة التي وضع بها الكرة في الشباك، خاصة في هدفه الثالث الجميع بأفضل فترات الدولي المصري، ومنحت الجماهير لحظات سعادة استثنائية وأمل قبل المواجهة الشرسة أمام مانشستر سيتي في الدوري الممتاز الأحد. ومن المؤكد أن الانتصار العريض وتألق صلاح سيمنح ليفربول ثقة كبيرة في القمة الكبيرة أمام سيتي الذي لم يهزم حتى الآن هذا الموسم.
وعانى ليفربول من أسوأ بداية محلية له منذ عقد من الزمان، بعد حصد عشر نقاط فقط من أول ثماني مباريات له بالدوري، وربما كان غياب صلاح، المتحول لجناح بالجانب الأيمن، عن تسجيل الأهداف أحد أسباب تراجع الفريق.
وسجل صلاح هدفين فقط بالدوري هذا الموسم، وهو معدّل غير متوقع للاعب يبلغ متوسط أهدافه 0.61 هدف في الدوري الممتاز، لكن معاناة قائد المنتخب المصري تواكب مع مشاكل عدة بفريقه هجومياً ودفاعياً. وعلق كلوب على التألق اللافت لصلاح وثلاثيته القياسية قائلاً «مو لاعب استثنائي، نعلم جميعاً ماذا يحدث عندما تسير الأمر على ما يرام مع صلاح، فهو استثنائي تماماً. أتمنى أن تسير كافة الأمر على ما يرام بالنسبة له من الآن فصاعداً، كما أتمنى ذلك بالنسبة للفريق».
وأضاف «أجرينا محادثات بناءة حقا بين شوطي المباراة، أردنا المزيد في الشوط الثاني، الأمر نجح تماما، كان أمراً استثنائياً خاصة من جانب مو، كان من المهم للغاية كيفية تأقلمنا على المراكز، الكل لعب بشكل جيد حقا، إنه أفضل ما يمكننا طلبه، أشعر برضا حقيقي. الأهداف التي سجلناها كانت رائعة، إنها ليلة غيرت الحالة المزاجية للاعبين والجماهير بالتأكيد».
وختم بالقول «نحن جميعاً نعرف من سنواجه يوم الأحد (مانشستر سيتي) سيكون الأمر مختلفاً، لكن من الأفضل خوض المباراة بالشعور الناجم عن هذا الانتصار الكبير».
وفي المجموعة الثالثة وبعد أن خرج برشلونة بتعادل بمذاق الخسارة مع ضيفه إنتر الإيطالي 3 – 3، بات الفريق الكتالوني قريباً من توديع دور المجموعات للموسم الثاني توالياً.
ويحتل برشلونة المركز الثالث برصيد أربع نقاط في المجموعة الثالثة خلف بايرن ميونيخ المتصدر (12) الذي ضمن بطاقته إلى ثمن النهائي وإنتر الثاني (7)، كما أن مصيره لم يعد بيده؛ إذ حتى في حال فوزه في المباراتين الأخيرتين ضد ضيفه البافاري ومضيفه فيكتوريا بلزن التشيكي، فهو يحتاج إلى أن يهدر إنتر النقاط في كل من مباراتيه الأخيرتين نظراً لتفوق الفريق الإيطالي في المواجهتين المباشرتين بينهما بعد فوزه 1 - صفر في ميلانو الأسبوع الماضي.
وأقرّ تشافي هرنانديز مدرب برشلونة بأنه يتحمل المسؤولية، لكنه غير راضٍ عن الأخطاء الدفاعية الفادحة التي ترتكب، وقال «كان الهدف الأول لإنتر بمثابة ضربة لنا ولا يمكن للهدف الثاني أن يحصل ببطولة على هذا المستوى من المنافسات»... في إشارة إلى الأخطاء الدفاعية من جيرارد بيكيه وإريك غارسيا.
وتابع «أظهرنا الإيمان والشخصية حتى النهاية. كانت هذه المسابقة قاسية للغاية بالنسبة لنا، خسرنا في ميونيخ لافتقارنا للواقعية، وفي ميلانو وعلى ملعبنا ضد الإنتر بسبب أخطائنا».
وأضاف تشافي الذي وصل إلى رأس الجهاز الفني منتصف الموسم الماضي من السد القطري «حتى لو كان لا يزال لدينا فرصة حسابياً (للتأهل)، فلم يعد الأمر بأيدينا فقط. نحن نحتفظ بالأمل، لكن الأمر سيكون صعباً للغاية. وهذا بسبب أخطائنا، ولا شيء غير ذلك، إنه أمر قاسٍ وصعب. لكن إذا ارتكب الدفاع أخطاء؛ فهذا يعني أنني ارتكبتها، أنا من يتحمل المسؤولية بالنهائية. إنه خطأ تدريبي. أنا غاضب، محبط، حزين ومنزعج».
وتشعر جماهير برشلونة بالقلق ليس فقط من تراجع فرص الفريق في العبور لثمن نهائي دوري الأبطال، بل أيضاً من أي نتيجة سلبية في مباراة الكلاسيكو مع مضيفه وغريمه ريال مدريد لمحاولة فض شراكة صدارة الدوري الإسباني، إذ يتساوى كلاهما بـ22 نقطة.
وسيمثل الخروج من دور المجموعات ضربة هائلة لاقتصاد برشلونة، خاصة بعد أن دفعت الأزمة المالية النادي لبيع حصة من حقوق البث التلفزيوني والاتفاق على بيع قسم الصوتيات والمرئيات، ويواجه برشلونة انخفاضاً في إيرادات موسم 2022 - 2023 بقيمة 40 مليون يورو (39 مليون دولار) إذا خرج من دوري الأبطال. كما أن أي نتيجة سلبية ضد الريال الذي تأهل لثمن نهائي دوري الأبطال بالفعل قبل جولتين من نهاية دور المجموعات، والذي لم يخسر هذا الموسم أي مباراة، ستكون ضربة قاسية للفريق الكتالوني. ويريد برشلونة أثبات أن لقاء الكلاسيكو لا يخضع لمقاييس كما فعل في مارس (آذار) الماضي حين سحق منافسه التقليدي 4 - صفر في ملعب سانتياغو برنابيو بينما كان الريال على قمة الدوري.
على جانب آخر، عمّت الاحتفالات مدينة بروج البلجيكية بعدما نجح فريقها كلوب بروج في انتزاع بطاقة التأهل إلى الدور ثمن النهائي بعودته بنقطة التعادل مع مضيفه أتلتيكو مدريد الإسباني صفر - صفر.
وكان بروج فاز في مبارياته الثلاث الأولى في المسابقة من بينها مباراة الذهاب ضد أتلتيكو مدريد 2 - صفر الأسبوع الماضي، فرفع رصيده إلى 10 نقاط بفارق أربع نقاط عن بورتو البرتغالي الفائز على باير ليفركوزن الألماني بثلاثية نظيفة، وست نقاط أمام أتلتيكو مدريد بنما يتذيل ليفركوزن بثلاث نقاط.


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».