صلاح «الاستثنائي» يرد على منتقديه... وكلوب يطالب ليفربول بانتفاضة أمام سيتي

جماهير برشلونة تخشى خروجاً مبكراً من دوري الأبطال وقلق قبل الكلاسيكو... وتأهل بايرن ونابولي وبروج لثمن النهائي منطقي

ليفاندوفسكي يسجل برأسه هدف تعادل برشلونة الثالث في مرمى الإنتر ليحفظ ماء وجه فريقه (أ.ف.ب)
ليفاندوفسكي يسجل برأسه هدف تعادل برشلونة الثالث في مرمى الإنتر ليحفظ ماء وجه فريقه (أ.ف.ب)
TT
20

صلاح «الاستثنائي» يرد على منتقديه... وكلوب يطالب ليفربول بانتفاضة أمام سيتي

ليفاندوفسكي يسجل برأسه هدف تعادل برشلونة الثالث في مرمى الإنتر ليحفظ ماء وجه فريقه (أ.ف.ب)
ليفاندوفسكي يسجل برأسه هدف تعادل برشلونة الثالث في مرمى الإنتر ليحفظ ماء وجه فريقه (أ.ف.ب)

خرج بايرن ميونيخ الألماني ونابولي الإيطالي وكلوب بروج البلجيكي من الجولة الرابعة لدوري أبطال أوروبا ببطاقة التأهل لثمن النهائي، بينما عاشت فيه جماهير ليفربول لحظة فرح استثنائية هذا الموسم، في وقت يواجه فيه برشلونة الإسباني المدجج بالنجوم خطر الخروج من دور المجموعات.
وكان تأهل بايرن ميونيخ (الفائز على فيكتوريا بلزن التشيكي 4 - )2 ونابولي (الفائز على ضيفه أياكس أمستردام 4 - 2) إلى ثمن النهائي متوقعاً، بينما أثبت بروج أنه مفاجأة البطولة هذا الموسم بتعادله مع مضيفه أتلتيكو مدريد سلبياً.
وحقق كل من البايرن ونابولي العلامة الكاملة بالفوز الرابع توالياً (12 نقطة) وتصدر بروج مجموعته بـ10 نقاط، لكن انتفاضة ليفربول في الشوط الثاني وتحويل تأخره بهدف أمام رينجرز الاسكوتلندي إلى انتصار 7 - 1 بفضل نجمه المصري محمد صلاح الذي دخل بديلاً في الشوط الثاني ليسجل أسرع ثلاثية في تاريخ دوري الأبطال، وكذلك الحيرة التي يعيشها جمهور برشلونة من تذبذب مستوى فريقه الذي بات على شفا الخروج هي التي كانت محور الاهتمام بالجولة الرابعة.


صلاح اثبت أنه ما زال يتمتع بخطورته التهديفية (رويترز)

في المجموعة الأولى التي حصد نابولي بطاقتها الأولى عن جدارة برصيد 12 نقطة بفارق ثلاث نقاط أمام ليفربول، كانت الأنظار على الأخير الذي يعاني في الدوري الإنجليزي ليتراجع للمركز العاشر بعد 8 جولات. وبعد 4 أيام فقط من خسارته أمام آرسنال 2 - 3 محلياً، ردّ ليفربول بأقوى طريقة ساحقاً منافسه الاسكوتلندي بسباعية، كان بطلها مهاجمه صلاح الذي واجه انتقادات كثيرة في الأسابيع الأخيرة لهبوط معدل تهديفه، رغم أن دوره بالملعب تغير وفقاً لخطة المدير الفني الألماني يورغن كلوب الجديدة منذ بداية الموسم.
ومع جلوس صلاح على مقاعد البدلاء لأول مرة هذا الموسم، دفع كلوب بتشكيلة أكثر شباباً على أمل أن تفلح في الارتقاء بمستوى ليفربول ونسيان صراعاته المحلية، لكن بدا أن المقامرة جاءت بنتائج عكسية، حيث تأخر الفريق في النتيجة للمرة الثامنة هذا الموسم في الشوط الأول قبل ثنائية من البرازيلي روبرتو فيرمينو قلبت المباراة رأساً على عقب. وحتى بعد تسجيل الوافد الأوروغواياني الجديد داروين نونيز الهدف الثالث ليجعل النتيجة 3 – 1، لم يبد ليفربول مقنعاً بشكل كبير حتى دخل صلاح في المعركة.
وسجل صلاح ثلاثية قياسية في أقل من 7 دقائق، وذكرت الطريقة التي وضع بها الكرة في الشباك، خاصة في هدفه الثالث الجميع بأفضل فترات الدولي المصري، ومنحت الجماهير لحظات سعادة استثنائية وأمل قبل المواجهة الشرسة أمام مانشستر سيتي في الدوري الممتاز الأحد. ومن المؤكد أن الانتصار العريض وتألق صلاح سيمنح ليفربول ثقة كبيرة في القمة الكبيرة أمام سيتي الذي لم يهزم حتى الآن هذا الموسم.
وعانى ليفربول من أسوأ بداية محلية له منذ عقد من الزمان، بعد حصد عشر نقاط فقط من أول ثماني مباريات له بالدوري، وربما كان غياب صلاح، المتحول لجناح بالجانب الأيمن، عن تسجيل الأهداف أحد أسباب تراجع الفريق.
وسجل صلاح هدفين فقط بالدوري هذا الموسم، وهو معدّل غير متوقع للاعب يبلغ متوسط أهدافه 0.61 هدف في الدوري الممتاز، لكن معاناة قائد المنتخب المصري تواكب مع مشاكل عدة بفريقه هجومياً ودفاعياً. وعلق كلوب على التألق اللافت لصلاح وثلاثيته القياسية قائلاً «مو لاعب استثنائي، نعلم جميعاً ماذا يحدث عندما تسير الأمر على ما يرام مع صلاح، فهو استثنائي تماماً. أتمنى أن تسير كافة الأمر على ما يرام بالنسبة له من الآن فصاعداً، كما أتمنى ذلك بالنسبة للفريق».
وأضاف «أجرينا محادثات بناءة حقا بين شوطي المباراة، أردنا المزيد في الشوط الثاني، الأمر نجح تماما، كان أمراً استثنائياً خاصة من جانب مو، كان من المهم للغاية كيفية تأقلمنا على المراكز، الكل لعب بشكل جيد حقا، إنه أفضل ما يمكننا طلبه، أشعر برضا حقيقي. الأهداف التي سجلناها كانت رائعة، إنها ليلة غيرت الحالة المزاجية للاعبين والجماهير بالتأكيد».
وختم بالقول «نحن جميعاً نعرف من سنواجه يوم الأحد (مانشستر سيتي) سيكون الأمر مختلفاً، لكن من الأفضل خوض المباراة بالشعور الناجم عن هذا الانتصار الكبير».
وفي المجموعة الثالثة وبعد أن خرج برشلونة بتعادل بمذاق الخسارة مع ضيفه إنتر الإيطالي 3 – 3، بات الفريق الكتالوني قريباً من توديع دور المجموعات للموسم الثاني توالياً.
ويحتل برشلونة المركز الثالث برصيد أربع نقاط في المجموعة الثالثة خلف بايرن ميونيخ المتصدر (12) الذي ضمن بطاقته إلى ثمن النهائي وإنتر الثاني (7)، كما أن مصيره لم يعد بيده؛ إذ حتى في حال فوزه في المباراتين الأخيرتين ضد ضيفه البافاري ومضيفه فيكتوريا بلزن التشيكي، فهو يحتاج إلى أن يهدر إنتر النقاط في كل من مباراتيه الأخيرتين نظراً لتفوق الفريق الإيطالي في المواجهتين المباشرتين بينهما بعد فوزه 1 - صفر في ميلانو الأسبوع الماضي.
وأقرّ تشافي هرنانديز مدرب برشلونة بأنه يتحمل المسؤولية، لكنه غير راضٍ عن الأخطاء الدفاعية الفادحة التي ترتكب، وقال «كان الهدف الأول لإنتر بمثابة ضربة لنا ولا يمكن للهدف الثاني أن يحصل ببطولة على هذا المستوى من المنافسات»... في إشارة إلى الأخطاء الدفاعية من جيرارد بيكيه وإريك غارسيا.
وتابع «أظهرنا الإيمان والشخصية حتى النهاية. كانت هذه المسابقة قاسية للغاية بالنسبة لنا، خسرنا في ميونيخ لافتقارنا للواقعية، وفي ميلانو وعلى ملعبنا ضد الإنتر بسبب أخطائنا».
وأضاف تشافي الذي وصل إلى رأس الجهاز الفني منتصف الموسم الماضي من السد القطري «حتى لو كان لا يزال لدينا فرصة حسابياً (للتأهل)، فلم يعد الأمر بأيدينا فقط. نحن نحتفظ بالأمل، لكن الأمر سيكون صعباً للغاية. وهذا بسبب أخطائنا، ولا شيء غير ذلك، إنه أمر قاسٍ وصعب. لكن إذا ارتكب الدفاع أخطاء؛ فهذا يعني أنني ارتكبتها، أنا من يتحمل المسؤولية بالنهائية. إنه خطأ تدريبي. أنا غاضب، محبط، حزين ومنزعج».
وتشعر جماهير برشلونة بالقلق ليس فقط من تراجع فرص الفريق في العبور لثمن نهائي دوري الأبطال، بل أيضاً من أي نتيجة سلبية في مباراة الكلاسيكو مع مضيفه وغريمه ريال مدريد لمحاولة فض شراكة صدارة الدوري الإسباني، إذ يتساوى كلاهما بـ22 نقطة.
وسيمثل الخروج من دور المجموعات ضربة هائلة لاقتصاد برشلونة، خاصة بعد أن دفعت الأزمة المالية النادي لبيع حصة من حقوق البث التلفزيوني والاتفاق على بيع قسم الصوتيات والمرئيات، ويواجه برشلونة انخفاضاً في إيرادات موسم 2022 - 2023 بقيمة 40 مليون يورو (39 مليون دولار) إذا خرج من دوري الأبطال. كما أن أي نتيجة سلبية ضد الريال الذي تأهل لثمن نهائي دوري الأبطال بالفعل قبل جولتين من نهاية دور المجموعات، والذي لم يخسر هذا الموسم أي مباراة، ستكون ضربة قاسية للفريق الكتالوني. ويريد برشلونة أثبات أن لقاء الكلاسيكو لا يخضع لمقاييس كما فعل في مارس (آذار) الماضي حين سحق منافسه التقليدي 4 - صفر في ملعب سانتياغو برنابيو بينما كان الريال على قمة الدوري.
على جانب آخر، عمّت الاحتفالات مدينة بروج البلجيكية بعدما نجح فريقها كلوب بروج في انتزاع بطاقة التأهل إلى الدور ثمن النهائي بعودته بنقطة التعادل مع مضيفه أتلتيكو مدريد الإسباني صفر - صفر.
وكان بروج فاز في مبارياته الثلاث الأولى في المسابقة من بينها مباراة الذهاب ضد أتلتيكو مدريد 2 - صفر الأسبوع الماضي، فرفع رصيده إلى 10 نقاط بفارق أربع نقاط عن بورتو البرتغالي الفائز على باير ليفركوزن الألماني بثلاثية نظيفة، وست نقاط أمام أتلتيكو مدريد بنما يتذيل ليفركوزن بثلاث نقاط.


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.