يرفع مساعدو وزراء خارجية المجموعة الدولية وإيران لوزرائهم، اليوم، نتائج ما توصلت إليه فرقهم طيلة الأيام الماضية وما تحقق كمسودة لصياغة اتفاق نووي نهائي، بالإضافة لملحقات خمسة تختص بأكثر من قضية أساسية لا تزال عالقة ولم يتم الاتفاق بشأنها.
هذا ومن المتوقع أن يجتمع الوزراء اليوم وغدًا في لقاءات واجتماعات ثنائية وثلاثية تنسيقية وتشاورية بحثًا عن حلول، حتى يتثنى لهم توقيع اتفاق الإطار الذي توصل إليه طرفا التفاوض في الثاني من أبريل (نيسان) الماضي.
وفيما أعلن أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونظيره الفرنسي لوران فابيوس، سيصلان إلى فيينا صباح اليوم، من المتوقع أن يكون نظيرهما الأميركي جون كيري قد وصل في ساعة متأخرة مساء أمس (الجمعة).
وأفاد مصدر دبلوماسي غربي، أمس، أن تسوية النقاط العالقة في الملف النووي الإيراني «لا تزال معقدة جدًا»، في ظل اقتراب موعد انتهاء المفاوضات. وقال المصدر نفسه إن «الشفافية، وعمليات التفتيش، ورفع العقوبات، واحتمال وجود بعد عسكري (للبرنامج النووي الإيراني) هي الأكثر صعوبة ولا تزال بحاجة إلى تسوية خلال الأيام القليلة المقبلة». وكانت إيران قد أعلنت الجمعة أن «هناك مسائل خلافية مهمة وأساسية لا تزال عالقة في المفاوضات التي يجب حلّها قبل التوصل إلى اتفاق نووي تاريخي».
وكانت تصريحات لنائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، رئيس وفد بلاده، قبل وصوله فيينا، أول من أمس، قد أشارت إلى أن «نص الاتفاق النهائي أصبح جاهزًا بنسبة 90 في المائة»، موضحًا أن «هذا التقييم يأخذ في الاعتبار ليس حجم النص المتفق عليه، بل أهمية المواضيع التي تم التنسيق بشأنها».
من جانبها تشير تقارير لوسائل الإعلام الإيرانية الرسمية، أن مواد الخلاف المتبقية تتعلق بقضايا مهمة وأساسية. كما نقل عن عباس عراقجي، كبير المفاوضين الإيرانيين، وصفه للمفاوضات بالصعبة وتمضي ببطء بسبب مواقف متباينة تفتقر للتنسيق. وكان وزير الخارجية الأميركي قد استبق جولة التفاوض هذه بقوله: «من المحتمل ألا يلبي الإيرانيون كل الإجراءات التي تم الاتفاق عليها في لوزان، وفي هذه الحالة لن يكون هناك اتفاق».
ويعكس هذا التضارب ما تواجهه المفاوضات التي تقترب من موعدها الختامي من لبس واختلافات رغم أن هذه الجولة خصصت أساسًا لصياغة الاتفاق النهائي وفق ما توصل إليه الطرفان ضمن اتفاق الإطار.
ولم يستبعد دبلوماسي غربي في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إمكانية التوصل لاتفاق بعد تمديد قد لا يتجاوز بضعة أيام كما حصل من قبل، مؤكدًا أن «الضروري ليس التوصل لمجرد اتفاق يتضمن بنود تحدَّ من قدرات إيران على التخصيب وتقلص نشاطها النووي، وإنما الخروج بنص صريح عن كيفية حل قضية الأبعاد العسكرية المحتملة».
وكان مصدر «الشرق الأوسط» قد أشار لما ورد عن اتفاق على تكوين لجنة تتألف من إيران والاتحاد الأوروبي، بالإضافة لمجموعة (1+5) تعمل مع الوكالة لتسهيل حل القضايا التي تشكل قلقًا، مؤكدًا أن هذا «لن يكون كافيًا»، ولافتًا النظر لما ورد عن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي من تصريحات ترفض الالتزام بعمليات تفتيش غير معهودة وفجائية.
وفي هذا السياق، تقول مصادر إن التصريح الذي صدر عن وزير الخارجية الأميركي الذي قال فيه، قبل يومين، إن بلاده يهمها المستقبل لكونها تعلم ما سبق أن فعلته إيران في الماضي، قد يتسبب في بلبلة شديدة ولبس أن واشنطن غيرت من موقفها الحاسم تجاه قضية الأبعاد العسكرية وتخلت عن الإصرار على فتح المنشآت العسكرية للتفتيش.
كما تعتقد مصادر أن تصريح كيري، ورغم المسارعة بنفيه والتأكيد على الموقف الأميركي المتشدد، هو السبب الرئيسي وراء الوصول المبكر لوزير الخارجية الفرنسي المعروف بتشدده تجاه الماضي السري للنشاط النووي الإيراني وضرورة كشفه في شفافية تامة وتحت رقابة متشددة.
من جانبهم، كثف مسؤولون إيرانيون من حدة الخطاب السياسي الذي عاد لكيل الاتهامات للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالمواقف التي تصب في سياق المصالح الأميركية، وبأنها أداة بيد الغرب والاستكبار، كما وصفها محمد حسن أصغري، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية.
بدوره، قال مستشار رئيس مجلس الشورى للشؤون الدولية في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية، إن «المفاوضات ليست دبلوماسية بل حرب سياسية تهدف للمساس بشموخ إيران وعزتها»، مؤكدًا على أهمية القانون الجديد الذي أجازه البرلمان ويلزم الحكومة بحفظ المنجزات النووية، ويأخذ في الاعتبار كل ما تعتبره إيران خطوطًا حمراء لا يجب تجاوزها حتى لا يلحق ضرر بإيران ومجدها.
وتقول بيزال يونال، خبيرة الأسلحة النووية في المعهد الملكي البريطاني للشؤون الدولية، لـ«الشرق الأوسط»: «رغم كل العراقيل، أعتقد أن المفاوضات تجري بشكل إيجابي إلى حد الآن، وأن تصريحات السياسيين المتضاربة، خصوصًا منها موقف خامنئي المتشدد، تدخل في إطار استراتيجيات التفاوض». وتوضح: «لا نستطيع توقع نتائج المفاوضات قبل يوم الثلاثاء المقبل (موعد انتهاء مهلة التوصل إلى اتفاق) أو بعده بأيام إن تم تمديد المهلة لأن كل شيء وارد. لكن الواضح هو أن كيري مستمر في نفس نهج التفاوض الذي بدأ به، وأن جميع الأطراف المعنية تدرك ضرورة التوصل إلى اتفاق جيد يرضي الحد الأدنى لشروطها».
قبل مهلة الثلاثاء.. غموض وتضارب في المفاوضات النووية الإيرانية
كبير المفاوضين الإيرانيين يصفها بالصعبة والبطيئة
قبل مهلة الثلاثاء.. غموض وتضارب في المفاوضات النووية الإيرانية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة