يخوض برشلونة الإسباني مباراة ثأرية حاسمة أمام إنتر الإيطالي اليوم، للحفاظ على آماله في مواصلة المنافسة بدوري أبطال أوروبا، في حين يسعى بايرن ميونيخ الألماني ونابولي الإيطالي وبروج البلجيكي لحجز بطاقة التأهل إلى ثمن النهائي.
في المجموعة الثالثة يأمل تشافي هرنانديز مدرب برشلونة أن يكون هدافه البولندي روبرت ليفاندوفسكي في قمة مستواه، للثأر من خسارته أمام الإنتر ذهاباً، وذلك عندما يستضيفه اليوم في ملعب «كامب نو» ضمن الجولة الرابعة التي تشهد لقاء آخر بالمجموعة بين فيكتوريا بلزن التشيكي وبايرن ميونيخ.
ويبحث تشافي عن أفضل الحلول للمشكلات التي تقض مضجع النادي الكاتالوني، في أسبوع حاسم يستضيف فيه الإنتر في المسابقة القارية الأم، قبل أن يزور ملعب «سانتياغو برنابيو» لخوض «الكلاسيكو» أمام الغريم التقليدي ريال مدريد.
لاعبو نابولي الملحقون محلياً وقارياً يتطلعون لحسم بطاقة ثمن النهائي اليوم (إ.ب.أ)
وتعتبر المواجهة مع إنتر بمثابة حياة أو موت لبرشلونة الذي لا يريد تكرار سيناريو الموسم الماضي، حين خرج من دور المجموعات، ليخوض غمار مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ». يدرك تشافي جيداً معاناة فريقه في الفترة الأخيرة، إذ خسر قارياً أمام إنتر صفر-1 في الجولة السابقة، قبل أن يفوز محلياً بشق الأنفس على سلتا فيغو بهدف يتيم، في مباراة أثارت قلق جماهيره. واعترف تشافي قائلاً: «لسنا في أفضل مستوى في هذه الفترة، نعاني منذ فترة التوقف الدولية». وأضاف: «منذ 3 أسابيع كنا نحلّق وحالياً لم نعد نفعل ذلك. علينا أن نتطور ونستعيد قوتنا كمجموعة». وساهمت أهداف ليفاندوفسكي، متصدر ترتيب الهدافين في «لا ليغا» (9 أهداف) في اعتلاء فريقه صدارة الدوري، للمرة الأولى منذ يونيو (حزيران) 2020.
وعلى الرغم من أن برشلونة لم يذق طعم الخسارة في الدوري، فإنّ القصة تختلف على الصعيد القاري؛ إذ سقط توالياً أمام بايرن ميونيخ وإنتر، ليتراجع للمركز الثالث في «مجموعة الموت»، مع 3 نقاط فقط، ما يضعه أمام حتمية الفوز في مباراة اليوم، وإلا مواجهة شبح الخروج المبكر من المسابقة.
كلوب مطالب بالارتقاء بمستوى ليفربول سريعاً (إ.ب.أ)
وقاد ليفاندوفسكي هداف النادي البافاري السابق فريقه الحالي برشلونة للفوز على ريال مايوركا، بتسجيله هدف اللقاء الوحيد من مجهود فردي، ليصوم عن التهديف في المباراتين التاليتين؛ لكن تشافي دافع عن مهاجمه البولندي قائلاً: «لم يكن مرتاحاً في الشوط الثاني (أمام سلتا)، ولكن لم يكن هو وحده الذي يعاني. كانت حال الفريق بأكمله. علينا أن نمنحه الفرص ونمرر له أكثر». وعانى لاعبو الأجنحة في عقر دار فريقهم برشلونة، فأهدر فيران توريس والبرازيلي رافينيا كثيراً من الفرص، وفشلا في التواصل مع ليفاندوفسكي، ولم تكن الحال أفضل مع دخول أنسو فاتي والفرنسي عثمان ديمبيلي في الشوط الثاني.
وأردف تشافي: «القلق نابع من الخوف على النتيجة. المهاجمون يحتاجون لتسجيل الأهداف من أجل توليد مزيد من الثقة».
في المقابل، وبعدما خاض مباراة الذهاب بخمسة مدافعين، يراهن إنتر على لعب الورقة الدفاعية أمام النادي الكاتالوني، لإدراكه أن التعادل يصب في مصلحته. ونجح سابع الدوري الإيطالي على ملعبه «جوزيبي مياتسا» في تعطيل فعالية ثنائي خط الوسط بيدري وغافي الذي عانى لفرض موهبته، بينما تعامل بسهولة مع الكرات العرضية داخل المنطقة. ويعتمد إنتر على مهاجمه الدولي البوسني إدين دزيكو، مسجل ثنائية الفوز (2-1) على مضيفه ساسوولو ليعيد فريقه إلى سكة الانتصارات في الدوري المحلي، بعد هزيمتين توالياً ضد أودينيزي (1-3) وروما (1-2).
في الجانب الآخر، يسير بايرن الجريح محلياً بخطى ثابتة، لحجز بطاقة التأهل إلى ثمن النهائي، عندما يحل ضيفاً ثقيلاً على فيكتوريا بلزن التشيكي الذي كان قد اكتسحه ذهاباً بخماسية نظيفة في ميونيخ. ويتصدر العملاق البافاري المجموعة بالعلامة الكاملة وشباك نظيفة، في حين دكّ شباك منافسيه بتسعة أهداف.
ويبقى السؤال الأهم: هل بإمكان المدرب يوليان ناغلسمان إدارة الأزمة التي يمر بها بايرن محلياً؛ حيث عاد إلى دوامة التعادلات بعد فوزين كبيرين على باير ليفركوزن 4- صفر وبلزن، إذ فرّط في تقدمه بهدفين في الـ«كلاسيكو» أمام بوروسيا دورتموند ليخرج متعادلاً 2-2، ويجد نفسه في المركز الثالث متأخراً بفارق 4 نقاط عن أونيون برلين المتصدر.
وكان رئيس نادي البايرن هربرت هاينر قد أعرب عن سخطه من مستوى الفريق، بعد مباراة القمة ضد دورتموند، على الرغم من تقديم عروض جيدة في دوري الأبطال. وقال هاينر: «أدينا بشكل جيد في دوري أبطال أوروبا، وحققنا الفوز في جميع المباريات الثلاث؛ لكننا لسنا راضين بالتأكيد إزاء ما قدمناه في (البوندسليغا). علينا تصحيح المسار على الفور».
وانتقد هاينر على وجه الخصوص طريقة إهدار الفريق للفرص التهديفية. وأوضح: «يجب أن يكون الفريق أكثر اتساقاً. لسنا جيدين بالشكل الكافي، لهذا أهدرنا عديداً من النقاط التي لم يكن من المفترض أن نهدرها. هذا أمر مزعج وعلينا العمل لإصلاح ذلك». وربما شكّل رحيل ليفاندوفسكي الذي انضم إلى برشلونة بداية الموسم، مبرراً لضياع هذه الفرص العديدة على بايرن ميونيخ. واعترف هاينر بأنه لا يوجد عديد من اللاعبين مثل الهداف البولندي الذي يمكنه تسجيل 30 هدفاً خلال موسم واحد. وفي المجموعة الأولى، يلتقي نابولي المتصدر بالعلامة الكاملة مع أقوى خط هجوم (13 هدفاً) مع أياكس في مباراة قد تحسم تأهله لثمن النهائي. واستهل نابولي مغامرته في المجموعة بفوزه على ليفربول 4-1، ثم على رينجرز الاسكوتلندي 3-صفر، قبل أن يسحق أياكس على أرضه 6-1.
ويدين النادي الجنوبي بنجاعته الهجومية للثنائي الخطير جاكومو راسبادوري، والبولندي بيوتر جيلينسكي (3 أهداف لكل منهما)، إضافة إلى الجناح الوافد الجديد المتألق الجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا.
ويأمل نابولي في أن يستعيد جهود نجمه المهاجم النيجيري فيكتور أوسيمهن الذي لم يخض سوى 40 دقيقة في دور المجموعات هذا الموسم، بعد خروجه مصاباً من الشوط الأول لمباراة فريقه أمام ليفربول.
ويتمتع نابولي بهجوم ناري متنوع من 8 هدافين مختلفين، أثبتوا بنجاعتهم تنزّه نابولي في المباريات الثلاث بالبطولة، وبسجل رائع تفوق فيه على مانشستر سيتي الإنجليزي (11 هدفاً) وبايرن ميونيخ الألماني (9). كما أن نابولي هو الفريق الأكثر تسديداً نحو المرمى (69 مرّة) أمام سيتي (66) وليفربول (63).
وانتصار نابولي الذي يملك أيضاً أفضل هجوم في الدوري الإيطالي (22 هدفاً)، اليوم على أياكس، سيضمن له التأهل إلى ثمن النهائي، كذلك التعادل سيحفظ له قمة المجموعة قبل الجولة الأخيرة. وبالإضافة إلى الأهداف الغزيرة التي سجلها نابولي، فإن مدربه لوسيانو سباليتي سعيد أيضاً؛ لأنها توزعت على 8 لاعبين مختلفين. هذا الأمر يجسّد التنوع في لعب نابولي، على الرغم من خسارته مهاجمين مميزين بعد رحيل البلجيكي دريس مرتنز ولورينزو إنسينيي اللذين سجلا 270 هدفاً، من صفوف الفريق الصيف الماضي. وسجّل الجناح الجورجي كفاراتسخيليا (21 عاماً)، أحد اكتشافات الموسم، وصاحب 5 أهداف في الدوري المحلي، باكورة أهدافه في دوري الأبطال في مرمى أياكس بالجولة السابقة. هو أيضاً اللاعب الأكثر تسديداً نحو المرمى، متفوقاً على هدافين من الطراز الرفيع، أمثال النرويجي إرلينغ هالاند مهاجم مانشستر سيتي، وليفاندوفسكي في صفوف برشلونة، حسب إحصائيات الاتحاد القاري.
أما أفضل هداف في صفوف نابولي على الصعيد القاري، فهو جاكومو راسبادوري، الشاب القادم هذا الصيف من صفوف ساسوولو، بالتساوي مع البولندي بيوتر جيلينسكي برصيد 3 أهداف. كما يتألق المهاجم الأرجنتيني جيوفاني سيميوني نجل مدرب أتلتيكو دييغو، في صفوف الفريق منذ قدومه إليه هذا الصيف، وقد سجل هدفين على الرغم من دخوله بديلاً.
من ناحيته، يسعى ليفربول ثاني المجموعة (6 نقاط) لمداواة جراحه المحلية حيث يحتل المركز العاشر، بفوز قاري، وذلك عندما يحلّ ضيفاً على غلاسجو رينجرز الاسكوتلندي.
ويعاني ليفربول من الإصابات في صفوفه؛ إذ سيُحرَم من خدمات مهاجمه الكولومبي لويس دياز لما بعد مونديال قطر، وذلك بعد تعرضه لإصابة في أربطة الركبة خلال خسارة الأحد أمام آرسنال (2-3). وشارك دياز في 12 مباراة في كافة المسابقات حتى الآن هذا الموسم، وسجل 4 أهداف، وصنع 3 تمريرات حاسمة. ولا تتوقف معاناة ليفربول على خسارة جهود دياز؛ حيث ما زال الفريق ينتظر نتائج فحوص ظهيره ترنت ألكسندر-أرنولد الذي تعرض للإصابة في الكاحل خلال لقاء آرسنال أيضاً.
وفي المجموعة الثانية، خلط كلوب بروج الأوراق بتصدره بالعلامة الكاملة؛ حيث بإمكانه أن يتأهل إلى ثمن النهائي، حال كرر فوزه على أتلتيكو مدريد الإسباني متذيل الترتيب (3 نقاط) اليوم.
ويستضيف باير ليفركوزن الألماني ضيفه بورتو البرتغالي في مباراة مصيرية لحسم المركز الثاني؛ حيث ما زال باب الاحتمالات مشرعاً على مصراعيه لتساويهما بالنقاط مع أتلتيكو.
وفي المجموعة الرابعة، يسعى توتنهام الإنجليزي الثاني (4 نقاط) للعودة إلى سكة الانتصارات، بعدما خسر أمام سبورتينغ البرتغالي صفر-2، قبل أن يسقط في فخ التعادل السلبي أمام أنتراخت فرانكفورت الألماني الذي يستضيفه على ملعبه في هذه الجولة.
من ناحيته، يأمل سبورتينغ في تعزيز صدارته (6 نقاط) عندما يستقبل في مباراة ثأرية صاحب القاع مرسيليا الفرنسي الذي حقق فوزه القاري الأوّل هذا الموسم على ضيفه الحالي بالذات في الجولة الماضية 4-1، بعد هزيمتين توالياً أمام توتنهام صفر-2، وأنتراخت فرانكفورت صفر-1.