صبا مبارك: أفضل متابعة المسلسلات اللبنانية خارج سباق رمضان

أعربت عن إعجابها بالمخرجين هاني أبو أسعد وإيليا سليمان ونادين لبكي

صبا مبارك: أفضل متابعة المسلسلات اللبنانية خارج سباق رمضان
TT

صبا مبارك: أفضل متابعة المسلسلات اللبنانية خارج سباق رمضان

صبا مبارك: أفضل متابعة المسلسلات اللبنانية خارج سباق رمضان

قالت الممثلة الأردنية صبا مبارك بأنها تحبّ في شهر رمضان متابعة المسلسلات التلفزيونية، بحيث تضع لائحة طويلة بأسمائها كي لا يفوتها أي منها.
وأشارت في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن الموسم الحالي يزدحم بأعمال رائعة وبسلّة درامية منوّعة، مما يجعل المشاهد يحتار في أي منها يتابع. وقالت: بالنسبة لي أنا اخترت عددا لا يستهان به منها لأتابعها عندما أكون غير مرتبطة بمواعيد التصوير. وبينها «تحت السيطرة» و«حارة اليهود» و«العهد» طبعا كوني أشارك في تمثيل هذا الأخير». وعما إذا هي تتابع المسلسلات اللبنانية أو تلك التي يلعب بطولتها نجوم من لبنان قالت: في الحقيقة هناك أعمال لبنانية جميلة جدا كـ«تشيللو» و«24 قيراط» وغيرها ولكن لا أدري لماذا أفضل متابعتها بعيدا عن سباق رمضان. وأضافت: «أجد أعمال الدراما المدموغة بأسماء نجوم من لبنان يجب أن تشاهد بهدوء، لنتمكن من الاستمتاع بها. فهي بغالبيتها تدور في فلك قصص رومانسية وهذا النوع من المسلسلات أحب أن أتابعه على رواق وأنا متفرّغة لها تماما». وعن العملين اللذين تشارك من خلالهما بموسم رمضان الحالي وهما «العهد» و«حقّ ميت» قالت: «هما عملان غير متشابهين أبدا. ففي الأول أجسد دورا جديدا فيه الكثير من الحلم والحبكة الخيالية، بينما الثاني يدور حول مقدمة برنامج تلفزيوني تدعى نهال، تبحث عن الحقيقة في قضية المحامي نادر (حسن الرداد)، والمتّهم بخطف وقتل أربع نساء». وعن الإضافات التي لمستها في هذين الدورين أجابت: «يمكن القول: إن الأول ليس مجرّد إضافة إلى مشواري المهني، بل فرصة وافقت عليها لما تحمل من أهمية في بنيتها عامة. فيكفي أن مخرج العمل هو خالد مرعي وكاتبه محمد أمين راضي، حتى يجعلني الأمر متحمسة لدخول التجربة دون أي تردد». وتتابع: «حتى الآن يحقق المسلسل نسبة متابعة عالية جدا، وهو يشغل مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير».
وعن العمل الثاني قالت: «في (حقّ ميت) استنبطت عناصر شخصية نهال من بعض الإعلاميات المعروفات في مجال المرئي، أمثال وفاء الكيلاني ومنى الشاذلي ولميس الحديدي وحاولت جمعها مع مكونات الشخصية التي أجسدها لتكون حقيقية وقريبة من الواقع الذي نعيشه».
وعما إذا يساورها في بعض الأحيان الشعور بالملل من ممارسة عملها ردّت: «أحيانا أمر في حالات مشابهة وأقول في نفسي بأنني مللت إذ لم أعد أجد أدوارا تستفزني لأجسدها، خصوصا أن هذه الصناعة تركّز بشكل أكبر على الممثل الرجل باستثناء البعض منها كمسلسل العهد. فلطالما حرصت على عدم تكرار نفسي وعلى اختيار الأعمال الدرامية ذات المستوى المطلوب، إلا أن صناعة الدراما وما يدور في كواليسها والأداء التمثيلي عامة والعلاقات الإنسانية فيها، إضافة إلى الدور الذي لعبته مواقع التواصل الاجتماعي ترهق الممثل وتتعبه. هذا الأمر يصيبني بالملل فأفكر لحظتها في الابتعاد، إلا أن جينة التمثيل التي تسكنني تغلب طبعي وتعيدني إلى الساحة. فأنطلق بزخم جديد مما يعيد بناء هذه الثقة ما بيني وبين مهنتي بسرعة».
ولكن ألا تعتقدين أن الابتعاد عن الأضواء من شأنه أن يوقع الممثل في مطبّ نسيانه من قبل المشاهد؟ فتقول: هذا الغياب يمكن بالتأكيد أن يؤثّر سلبا على الممثل، ولكن ما أن يطلّ من جديد حتى يعود ويلمس حبّ الناس له. وأنا أتبع حاليا في مصر سياسة العمل المرتكزة على إطلالة واحدة كل سنتين، كونه لدي انشغالاتي الخاصة، فلقد أسست شركة إنتاج فنية وأعمل كمنتج منفّذ فيها لأعمال سجّلت نجاحات ملحوظة كـ«زين» و«طوق الأسفلت».
وعن الفرق ما بين عملها في السينما والدراما التلفزيونية قالت: «الأعمال السينمائية تختلف تماما عن تلك الدرامية التلفزيونية، فهي خالدة وتبقى حيّة في ذهن المشاهد لسنوات وسنوات، وهو أمر يمكننا أن نلمسه عن كثب عندما نتذكّر أفلاما سينمائية تعود إلى أيام الأبيض والأسود. أما المسلسلات التلفزيونية فلها ميزتها كونها مشاهدة من قبل الملايين بفضل الفضائيات المنتشرة في بلادنا العربية».
وعينك على من مِن المخرجين العرب لتتعاوني معهم؟ سألتها، فردّت: «تشهد الساحة الفنية العربية حاليا وجود مواهب عدة في مجال الإخراج، لا أعني بذلك أن هناك زحمة إنتاج سينمائي إلا أن تلك المواهب برهنت عن قدرتها ومستواها الكبيرين في هذا المجال. وأذكر من بين هؤلاء الفلسطينيين هاني أبو أسعد وإيليا سليمان، كما أن اللبنانية نادين لبكي كانت ممتازة في الأعمال التي قدّمتها، فهي تعلم جيدا ما هي الرسالة التي تريد إيصالها من الأفلام التي توقعها. فلقد برهنت أن المرأة يمكن أن تتمتع بالجمال والذكاء معا، إضافة إلى أنها صاحبة موهبة فذّة لا يمكننا التغاضي عنها».
وعن مشاريعها المستقبلية قالت: حاليا ما زلت أتابع تصوير مسلسلي «العهد» و«حقّ ميت»، ولدي عروض تلفزيونية وسينمائية سأدرسها فور أخذي قسطا من الراحة بعد موسم رمضان مباشرة.
وعن ردّ فعلها عادة حول الإشاعات التي تتناولها قالت: «ليس لدي أحداث مثيرة في حياتي من شأنها أن تكون مادة دسمة لفبركة الشائعات. ولكن عندما أسمع لغطا ما أو شائعة أو كلاما عاريا عن الصحة فلا أعيرها اهتماما، لا سيما أن كمية المصداقية التي أتمتع بها تجاه متابعي أعمالي تساهم في عدم تصديق أخبار مشابهة، وهو أمر يستشفّه الناس مع الوقت من مشوار الفنان عامة».
وعندما حاولت استيضاحها عن المشكلة التي أثارتها مؤخرا مع الشركة المنتجة لعملها الدرامي الرمضاني «حقّ ميت»، إثر غياب اسمها عن تتر المسلسل رغم أنها تلعب فيه دور بطولة فردّت: «لا أريد التحدث في هذا الموضوع بتاتا».



وليد توفيق لـ«الشرق الأوسط»: عندما أعتلي المسرح تكون أفكاري ابنة اللحظة

في حفل الـ{موركس دور} مع الشاعر نزار فرنسيس (وليد توفيق)
في حفل الـ{موركس دور} مع الشاعر نزار فرنسيس (وليد توفيق)
TT

وليد توفيق لـ«الشرق الأوسط»: عندما أعتلي المسرح تكون أفكاري ابنة اللحظة

في حفل الـ{موركس دور} مع الشاعر نزار فرنسيس (وليد توفيق)
في حفل الـ{موركس دور} مع الشاعر نزار فرنسيس (وليد توفيق)

في حفل الـ«موركس» بنسخته الـ24 الأخيرة حصد الفنان وليد توفيق جائزة «اليوبيل الذهبي» على مشواره الفني. فهو أمضى حتى اليوم كل هذه السنوات يحقق النجاح تلو الآخر. بالنسبة له فإن التكريمات التي حصدها كانت كثيرة، ولكنه يستطرد قائلاً: «يبقى التكريم الذي ألاقيه في بلدي لبنان له مذاق آخر. كما أن هذا النوع من الحفلات يتيح لي فرصة الالتقاء بفنانين، وخصوصاً بممثلين لا أصادفهم كثيراً. فلمّة الفن عزيزة على قلبي. والتكريم جميل، خصوصاً إذا ما جاء من جهة راقية مثل الـ(موركس دور). فنحن نفتخر بهذه الجائزة اللبنانية الصنع. ونقدّر ما يقوم به الطبيبان زاهي وفادي حلو سنوياً لتنظيمها».

يقول لـ«الشرق الأوسط» إن مشواره كان طويلاً وتخللته صعوبات ومطبّات عدة، ولكن النجاح والفرح كللاه باستمرار. ويتابع: «لقد تعلمّت دروساً كثيرة من كل خطوة قمت بها. ولعلّ الدرس الأهم يتعلّق بعدم التنازل عن مبادئ معينة. فهناك أشخاص يحاولون إغراقك بالخطأ عندما يلمسون نجاحاتك. أصررت على مكانتي الفنية وعرفت كيف أواكب كل جديد. فالمطلوب من الفنان ألا يعيش الركود أبداً. فيبحث دائماً عما يحرّك ويعزز مشواره».

50 سنة من النجاحات لا بد أن يلمسها محاور وليد توفيق في شخصيته الرصينة والقريبة إلى القلب في آن. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» عما يستوقفه في مشواره هذا، فيردّ: «عندما أستعيد شريط ذكرياتي أشعر بالغبطة. وأندم في المقابل على عدم إعطاء أولادي الوقت الكافي لأكون بقربهم. راضٍ أنا من دون شك عن مسيرتي، وأهنئ نفسي بحب الناس لي».

مشواره الفني الخمسيني تكلل بالنجاحات المتتالية (وليد توفيق)

يعترف وليد توفيق بأمر يراوده دائماً: «أشعر بأن كل ما مررت به كان مكتوباً لي، ولطالما أحسست بأن قوة ربانية تمسك بيدي وتسيّرني كما تشاء. لا شك أني اجتهدت وتعبت، ولكنّ هناك أمراً أقوى مني ساعدني. أمشي بطريقي على ما يقدّر الله. وعندما أعتلي المسرح لا أحضّر للأمر مسبقاً. فهناك إحساس معين يولد عندي في اللحظة نفسها، فتأتيني الفكرة من دون أي تخطيط لها. وهو ما حصل معي في حفل الـ(موركس دور) الأخير. وكلمتي كانت ارتجالية تترجم مشاعري. وعندما أهديت جائزتي للجيش اللبناني ولشهداء الحرب، كان ذلك وليد اللحظة».

أثناء تكريمه في حفل «موركس دور» واعتلائه المسرح ليتسلمها من الشاعر نزار فرنسيس، قدما معاً ثنائياً شعرياً، وتناولا موضوع الوفاء. فهل يرى الساحة اليوم تفتقد لهذه القيمة الإنسانية؟ «قلّة الوفاء ليست بالأمر المستجد على الساحة الفنية. وحتى في أيام عمالقة الفن مثل الراحلين عبد الحليم حافظ وعبد الوهاب، كانا يشتكيان من الأمر ذاته. فالتاريخ يعيد نفسه، ولكن من الضروري التذكير بالوفاء. فهو من أجمل وألذ الأعمال الإنسانية».

لا ينفي وليد توفيق صراعات كانت تشهدها الساحة كي يحافظ الفنان على مكانته، فتقفل الأبواب بوجه موهبة جديدة قد تشكّل عليه الخطر. ويضيف في سياق حديثه: «الفنان الناجح يخاف من دون شك، ولكنه عندما يلجأ إلى هذا النوع من الحروب يكون فاقداً للثقة بنفسه. كما أن عصرنا الحالي قضى على هذه الآفة. وما ساهم في ذلك (السوشيال ميديا). فما عادت الموهبة الجديدة تنتظر من يدعمها كي تبرز تفوقها. وهناك أمثلة كثيرة على هذا الموضوع ومواهب تحوّلت إلى (تريند) بين ليلة وضحاها».

«لا أحد يسقط إلا من فعل يده»، هكذا يختصر الفنان وليد توفيق اختفاء نجم وصعود آخر. «أشبّه المشهد بمباراة في الملاكمة. فكلما كان الملاكم حذراً ومتنبهاً استطاع التحكم بنتيجة المباراة».

يشير إلى أن بعض هذه الحروب قد يشنها متعهدو الحفلات على فنان، فيضعون النجم في موقف محرج عندما يفرضون عليه مشاركة موهبة جديدة في حفل معين. «بالنسبة لي لقد تعلمت من خبرتي أن لكل فنان طريقه بحيث لا يمكن أن يؤثر عليه طرف آخر. في إحدى المرات طلب مني الغناء في حفل للراحل وديع الصافي. وبدل أن أشعر بالحرج لأنه قد يجتاح الأجواء ويؤثر على إطلالتي طالبت بتقديمه شخصياً على المسرح. كما أن الفنان القدير لا يمكن تغييبه، ولعل أصدق دليل على ذلك هو حفل الـ(تريو الغنائي) الذي نظمه المستشار تركي آل الشيخ. فوضع أهم النجوم في مشهدية واحدة. وأتمنى أن تتكرر مرة أخرى فنجتمع على قلب واحد وإرادة واحدة».

يستعدّ لإصدار أغنية "كبرت البنّوت" لجورج خباز (وليد توفيق)

عرف وليد توفيق كيف يواكب الأجيال بانتقائه اللحن والكلمة المناسبين في أعماله. ويعلّق: «الكلمة تلعب الدور الأكبر في عملية أي تجديد نعبرها. فزياد الرحباني حوّل فيروز إلى موسيقى الجاز. خرجت يومها بعض الأصوات تندد بهذا التغيير. ولكنه عرف كيف يواكب هذا التحول بالكلمة. وعندما تحضر هذه الأخيرة بالشكل المطلوب يسهل علينا الأمر كثيراً».

عاش وليد توفيق فترة الحرب مثل غيره من اللبنانيين بقلق وترقب. وخرج منها بإصرار أكبر على وطنيته. «كانت فترة قاسية جداً، ولكنني تأكدت من خلالها أن السيادة هي التي تبني الأوطان. أتمسك اليوم بلبنان أكثر من أي وقت مضى».

أخيراً شهدت الساحة الفنية مواقف حرجة لفنانين أدرجت على لائحة الذكاء الاصطناعي. فما رأي وليد توفيق بهذا التطور الإلكتروني الجديد؟ يردّ: «إنه سيف ذو حدّين كأي اكتشاف إلكتروني آخر عايشناه. لا شك أنه بدّل في مشهدية الحياة عامة. وأحياناً نتوقع له التمدد والانتشار إلى حدّ يدفعنا للخوف من نتائجه المقبلة. ولكنه في الوقت نفسه وجد حلولاً كثيرة لمشاكل يومية. ومؤخراً أبهرني هذا الاختراع عندما سمعت ديو بصوتينا جورج وسوف وأنا. فقد قدمها لي مفاجأة استوديو التسجيل عندما علم أن الوسوف يحب أغنيتي (لا تسأليني). غناها معي بواسطة الذكاء الاصطناعي فأحببت التجربة».

يتمنى وليد توفيق في فترة الأعياد أن يتوحد اللبنانيون تحت راية واحدة. «علينا أن نكون كمشط الشعر متحدين لا أحد يفرّقنا. وفي العام الجديد أتوق إلى رؤية أرزة لبنان شامخة دائماً على علم بلدي. وأن يتم انتخاب رئيس للجمهورية أولاً».

وبالنسبة لأعماله الجديدة يقدم وليد توفيق على خطوة سبّاقة. «قريباً سأصدر أغنية جديدة بعنوان (كبرت البنّوت) لجورج خباز. فهو سبق وغناها وتركت أثرها الكبير عندي. ولدي تعاون آخر معه من خلال أغانٍ مختلفة له أنوي تقديمها بصوتي. كما أني أحضّر لـ(ميدلي) يتألف من ثلاث أغنيات قديمة لي أعدت توزيعها، ويتضمن (راح حبيبي) و(غجرية) و(ما أحلاها السمرة)».