تصريحات لمحمد عبده تواجه انتقادات حادة من الجمهور

قال إن عبد المجيد ورابح وراشد ليسوا مطربين

محمد عبده، طلال سلامة
محمد عبده، طلال سلامة
TT

تصريحات لمحمد عبده تواجه انتقادات حادة من الجمهور

محمد عبده، طلال سلامة
محمد عبده، طلال سلامة

أكد طلال سلامة لـ«الشرق الأوسط» أنه سعيد بإشادة الفنان الكبير محمد عبده، واصفا إياه بأنه «مطرب»، بعكس عبد المجيد عبد الله ورابح صقر وراشد الماجد، معتبرا أنهم مغنون فقط. وعلى الرغم من أن تصريحات محمد عبده في برنامج «يا هلا رمضان» لم تعجب جمهور رابح وعبد المجيد وراشد من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أن محمد عبده يقلل من شأن نجوم الأغنية السعودية وما يحملونه من تاريخ فني طويل خدموا من خلال الأغنية السعودية، ونقلوها خارج الحدود الخليجية. ولكن جاءت وجهة نظر محمد عبده مخالفة لانطباعات الجمهور، والكثير من المشتغلين في الفن، فهم يرون فنانيهم مطربين ويقدمون الأغنية الطربية، وانقسم الجمهور كل يدافع عن فنانه فراح جمهور عبد المجيد عبد الله يقول في تغريدات عبر «تويتر»: «إذا كان محمد عبده يرى أن عبد المجيد عبد الله اتجه إلى الأغنية الشبابية؛ فهو أيضا اتجه إليها، وأصبح من أكثر الفنانين تصويرا للفيديو كليب، وتعرض لانتقادات كثيرة خاصة من جمهوره ومحبيه».
في حين جاءت تلك التصريحات مناسبة ومفرحة للفنان السعودي طلال سلامة، الذي قال إن «ما ذكره محمد عبده وسام على صدري، لأنه جاء من رمز كبير، وأحد أهم فناني العالم العربي، ومحمد عبده هو بالنسبة لي ليس فنانًا فحسب، بل أخ كبير وأستاذ أتعلم منه شيء الكثير، وحديثه عني حافز كبير بالنسبة لي، وأنا أشكره جزيل الشكر».
وجاءت تصريحات محمد عبده خلال اللقاء الذي أجراه الإعلامي علي العلياني في قناة «روتانا خليجية»، حيث جاء حديثه عن طفولته ومرحلة البدايات الفنية، فيما تحدث عن جوانب فنية مختلفة، منها نجاح أغنية «الأماكن» وما تشكله من عقدة لعبده لم يخرج منها، حيث قال إن الأغنية فرضت وجودها على الساحة في فترتها وانتشارها في العالم العربي كان مواتيًا لحاجة الناس إلى معانيها وأبعادها في فترة صدورها، وأشار إلى أغنية «أبعاد» التي لاقت انتشارًا كبيرًا أيضًا.
وعن اتهامه بخطف الأغاني قال إن الأمر هو مجرد إشاعات، وليس من عاداته، خصوصًا أنه حاصل على أهم النصوص.
ورفض محمد عبده ترتيب الفنانين عبد المجيد عبد الله ورابح صقر وراشد الماجد بحسب الأهمية، واعتبر نفسه خارج المنافسة باعتباره من الرعيل الأكبر، وتحدث عن محبته لرابح قائلاً إنه يعجبه أسلوبه الغنائي ودمجه بين الأنواع الموسيقية الغربية والعربية، وإنهما على تواصل دائم وقريب. وأضاف عبده أن الفرق بين طلال سلامة وغيره من الفنانين أنه مطرب على الرغم من أنه توجه إلى الأغاني الشبابية والسريعة أكثر من الطربية. وعن راشد الماجد قال إن له مزمارًا خاصًا به في حلقه، وإن صوته له بصمة خاصة.
أما في الجيل الجديد، فاعتبر ضيف «روتانا خليجية» أن فهد الكبيسي يتمتع بصوت نقي وتوقع له أن يكون من الأصوات الطربية التي ستلمع، واعتبر راشد الفارس من الأصوات الجميلة أيضًا.
كما أعلن عن برنامج تلفزيوني قريب له بعنوان «فنان العرب» سيختار من خلاله أفضل الأصوات العربية والخليجية.



سعاد بشناق: لا وصفة جاهزة في التأليف الموسيقي

بشناق مع منى زكي في عرض فيلم «رحلة 404» (حسابها على فيسبوك)
بشناق مع منى زكي في عرض فيلم «رحلة 404» (حسابها على فيسبوك)
TT

سعاد بشناق: لا وصفة جاهزة في التأليف الموسيقي

بشناق مع منى زكي في عرض فيلم «رحلة 404» (حسابها على فيسبوك)
بشناق مع منى زكي في عرض فيلم «رحلة 404» (حسابها على فيسبوك)

عبرّت المؤلفة الموسيقية الأردنية - الكندية سعاد بشناق عن سعادتها بالحصول على ترشيحين في «جوائز هوليوود للموسيقى في الإعلام»، الأمر الذي عدّته محطة مميزة في مسيرتها الفنية، مشيرة إلى أنّ لحظة إعلان الترشيحات كانت بالنسبة لها مؤثرة ومفعمة بالاعتزاز؛ لأنها رأت فيها تتويجاً لمسار طويل من العمل والبحث والتجريب.

ورُشّحت سعاد عن الموسيقى التي وضعتها لمسلسل «البطل» الذي عرض في رمضان الماضي عن فئتين أساسيتين هما «أفضل موسيقى شارة بداية لمسلسل تلفزيوني غير ناطق بالإنجليزية»، و«أفضل موسيقى تصويرية أصلية لمسلسل تلفزيوني غير ناطق بالإنجليزية».

ترى بشناق أن مشاركتها في لجان تحكيم المهرجانات السينمائية كانت دوماً تجربة غنية (حسابها على فيسبوك)

وقالت سعاد بشناق لـ«الشرق الأوسط» إنها تعتبر الترشيحين بمثابة تكريم لكل الفريق الذي شاركها العمل، من موسيقيين وفنيين ومهندسي صوت ومؤدين، مضيفة: «الموسيقى في (البطل) لم تكن مجرّد خلفية للأحداث، بل عنصر تعبيري قائم بذاته يسهم في بناء الدراما وإيصال رسائلها، وهو ما تطلب منها جهداً كبيراً في التوازن بين الطابع المحلي للمسلسل وروحه الإنسانية الواسعة التي جعلته قريباً من كل مشاهد بغضّ النظر عن اللغة»، وهو أمر لم يكن يتحقق من دون دعم مخرج المسلسل الليث حجو، والمنتج محمود جبان، وذلك على ثقتهما ورؤيتهما اللتين فتحتا أمامها مساحة واسعة من الإبداع.

وانتقلت بشناق إلى الحديث عن تجربتها عضوة لجنة تحكيم في «مهرجان الجونة السينمائي»، معتبرة أنّ «وجود مؤلف موسيقي داخل لجنة التحكيم يمنح النقاش السينمائي بُعداً إضافياً، خصوصاً أن الرأي لا يقتصر على الموسيقى ولكن يكون مرتبطاً بالعمل ككل، والتقييم يكون متضمناً بالإيقاع والانسجام والتوتر الداخلي للصورة، وقراءة الفيلم من زاوية مختلفة، تدمج بين السمعي والبصري والنفسي في آنٍ واحد».

تعمل بشناق حالياً على فيلمين وثائقيين أحدهما من إنتاج أميركي والآخر كندي (الشرق الأوسط)

وأضافت أنّ «مشاركتها في لجان التحكيم كانت دوماً تجربة غنية لأنها تتيح لها النظر إلى السينما من موقع المتأمل والناقد، وليس فقط من موقع المؤلفة المشاركة في العمل»، لافتة إلى «أنّها تشعر بسعادة حقيقية حين ترى ازدياد الوعي بأهمية الموسيقى في الحكم على جودة الفيلم، وأنّها أصبحت اليوم عنصراً أساسياً في التقييم الفني، لا تقلّ أهمية عن الصورة أو الأداء أو المونتاج».

وتحدّثت بشناق عن تجربتها مع فيلم «يونان» للمخرج أمير فخر، واصفة إياها بأنها من «أكثر التجارب تميزاً وخصوصية في مسيرتها»، موضحة أنّها «كانت معجبة بالمشروع منذ بدايته، وأنّ العمل عليه امتدّ لما يقرب من عامين من التعاون المتواصل مع المخرج، بدأ قبل التصوير واستمرّ حتى ما بعد المونتاج».

انتهت بشناق من تأليف الموسيقى التصويرية للفيلم السعودي «جرس إنذار» في جزئه الثاني (حسابها على فيسبوك)

وأضافت أنّ «فخر كان حريصاً على أن ترافق الموسيقى أداء الممثلين أثناء التصوير لتساعدهم على العيش داخل الحالة العاطفية التي تبنيها الألحان»، وهو ما جعلها تبدأ التأليف بناءً على السيناريو قبل أن ترى الصورة النهائية، ثم تعود لاحقاً لإعادة النظر في المقطوعات بما يتوافق مع الإيقاع البصري للفيلم، مشيرة إلى أنّ «هذا الأسلوب في العمل كان مختلفاً تماماً عن المعتاد في صناعة السينما، إذ غالباً ما تُطلب الموسيقى بعد انتهاء الفيلم، لكنها في (يونان) وجدت نفسها تشارك في بناء الجو العاطفي منذ المراحل الأولى».

وأكدت أن «التعديل الذي جرى على الموسيقى وتقليص مدتها بعد تصوير الفيلم أمر لم يزعجها بل على العكس أسعدها، لأنها استطاعت أن تكون عاملاً مؤثراً في الأحداث»، لافتة إلى أن «تأثير الموسيقى ليس بطول فترة وجودها في الأحداث ولكن بقدرتها على إكمال المشاعر المرجوة في العمل».

أختار أعمالي بناءً على قوة المخرج ورؤيته الفنية وليس لاحتمال مشاركتها في المهرجانات

سعاد بشناق

وبيّنت أنّ التجربة مع أمير فخر فتحت أمامها آفاقاً جديدة في التأليف، مثلما حدث أيضاً في تعاونها السابق مع المخرج هاني خليفة في «رحلة 404»، معتبرة أنّ مثل هذه المشاريع تضعها أمام تحديات تتجاوز الأمور التقنية لتصل إلى أسئلة فلسفية حول معنى الموسيقى ودورها في بناء الشعور الإنساني، وتتسق مع قناعتها بأنه لا توجد وصفة جاهزة في التأليف، فكل فيلم يفرض لغته الخاصة، وكل لحظة على الشاشة تحتاج إلى صوتها المميز.

وفي ختام حديثها، وتطرقت سعاد بشناق إلى مشاريعها الجديدة، موضحة أنها انتهت أخيراً من الجزء الثاني من الموسيقى التصويرية للفيلم السعودي «جرس إنذار»، وتعمل حالياً على فيلمين وثائقيين أحدهما من إنتاج أميركي والآخر كندي، إضافة إلى مسلسل يُحضّر لعرضه في رمضان المقبل، مؤكدة أنّها تختار أعمالها بناءً على قوة المخرج ورؤيته الفنية، وليس على احتمال مشاركتها في المهرجانات أو فوزها بالجوائز، لأنّ المقياس الحقيقي بالنسبة لها هو الأثر الذي تتركه الموسيقى في وجدان الجمهور بعد انتهاء العرض.

واعتبرت أنّ كل عمل جديد هو بالنسبة لها ولادة فنية مختلفة، وأنّها ما زالت، بعد تأليفها موسيقى أكثر من ستين فيلماً، تشعر بالحماس والقلق نفسيهما في كل مرة تبدأ فيها مشروعاً جديداً؛ لأنّ الموسيقى بالنسبة لها ليست مهنة، بل «طريقة حياة»، ورسالة تبحث من خلالها عن الجمال والصدق في كل نغمة تكتبها؛ حسب وصفها.


عمر حرفوش لـ«الشرق الأوسط»: مواهب موسيقية رائعة تكتنزها ساحتنا العربية

يشارك حرفوش في مسابقة ملكة جمال الكون بمعزوفته {الجمال سوف ينقذ العالم} (عمر حرفوش)
يشارك حرفوش في مسابقة ملكة جمال الكون بمعزوفته {الجمال سوف ينقذ العالم} (عمر حرفوش)
TT

عمر حرفوش لـ«الشرق الأوسط»: مواهب موسيقية رائعة تكتنزها ساحتنا العربية

يشارك حرفوش في مسابقة ملكة جمال الكون بمعزوفته {الجمال سوف ينقذ العالم} (عمر حرفوش)
يشارك حرفوش في مسابقة ملكة جمال الكون بمعزوفته {الجمال سوف ينقذ العالم} (عمر حرفوش)

تحمل الموسيقى الجمال بأوجه مختلفة، فتخاطب وجدان الإنسان من خلال الإيقاعات والأنغام. ويشارك من يصنعها في ولادتها بأنامل مبدعة. فيرسم نوتاتها كلوحات تشكيلية نسافر معها إلى عالم فاتن.

عمر حرفوش تنبع موسيقاه من معادلة واحدة ألا وهي الموسيقى توازي الجمال. يبحث عنها في ملامح ووجوه الناس التي يلتقيها. وتلك التي تؤلف جمهور حفلاته. منها يستمد الطاقة التي تؤهله لأن يعزف الجمال بكل ما فيه من رقّة ونعومة وعاطفة.

في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري يحلّ عمر حرفوش ضيفاً على مسابقة «ملكة جمال الكون» التي تجري في تايلاند. ومن بين المتسابقات اللبنانية سارة لينا أبو جودة. وكانت قد انتخبت الوصيفة الأولى لملكة جمال لبنان في عام 2024.

تأتي إطلالة حرفوش في هذا الحفل مزدوجة. فيكون الفنان الضيف الذي يعزف على البيانو مقطوعته التي ألّفها خصيصاً لهذه المناسبة. كما سيشارك بصفته عضواً في لجنة التحكيم الخاصة بالمسابقة. سبق وشارك حرفوش أكثر من مرة في لجان من هذا النوع، ومن بينها «توب موديل إنترناشيونال» في موناكو. فتولى مهمة رئاسة اللجنة المشرفة على المسابقة.

يرى حرفوش بأن الساحة العربية تكتنز مواهب موسيقية رائعة (عمر حرفوش)

ويخبر حرفوش «الشرق الأوسط» عن معزوفته «الجمال سوف ينقذ العالم» ومدتها نحو 8 دقائق. «لقد استغرقت مني نحو السنتين لتنفيذها. وهي تتمتع بتركيبة موسيقية كلاسيكية تتلون بآلات إيقاعية. وفي هذا القسم تعاونت مع الموزع الموسيقي تيم. وتشارك فيها الأوركسترا الفيلهارمونية لبودابست. وفي الدقيقة والنصف الأولى سأعزف وحدي على المسرح. ومن ثم تأتي مشاركة تيم، وهو فنان مشهور تعاون مع أهم نجوم الغناء في عالمنا العربي».

ويرى حرفوش أن كل النوتات الموسيقية التي استخدمها بمعزوفته ستزوّد المتسابقات بجرعات جمال إضافية. ويعلّق حرفوش: «الموسيقى تؤثّر بالطبع وتزيد الوجه جمالاً وإشراقة».

الصبايا العشر اللاتي يصلن إلى مرحلة النهائيات سيرافق إطلالتهن على المسرح موسيقى حرفوش. «ستسير الصبايا على إيقاعها، وجميعهن تمرّن على ذلك، لأننا لا نعرف من بينهن ستصل إلى تلك المرحلة».

بالنسبة له فإن هذه المشاركة يعدّها محطة مهمة في مشواره الفني. ويضيف: «إن جدّية المشروع الذي بدأت به لم يكن يحتمل أي مشاركة لا تليق به. كان في استطاعتي أن أقدّم أعمالاً أسهل تمنحني شهرة أسرع، ولكنني رفضتها جميعها لأن هدفي كان القيام بخطوة لها قيمتها على المستوى الفني».

يتطلع حرفوش إلى إقامة حفل موسيقي في لبنان (عمر حرفوش)

تلقى عمر حرفوش الاتصال من قبل القيمين على هذه المسابقة للمشاركة بمعزوفة من تأليفه. تملّكه شعور بالرضا: «أحسست بأن هذا العرض هو بمثابة مكافأة لي، وكأنه جائزة تلقيتها مقابل صبري وجهدي في آن. تأكدت أن عدم السرعة في اتخاذ القرارات كان صائباً. والأهم هو أنني لست دخيلاً على هذا الحفل، وأنا مرتاح جداً لانضمامي إليه».

أكمل عمر حرفوش خطوته هذه بفيديو كليب يحدثنا عنه: «الكليب نفّذ بواسطة الذكاء الاصطناعي. وأبدو فيه مع المتنافسات في المسابقة. تعاونت فيه مع أحد اللبنانيين المغتربين العاملين في هذا الحقل».

ويشير حرفوش إلى أنه كلما اقترب موعد الأمسية شعر بالفرح. ولكن ماذا عن الشعور بالخوف من العزف أمام ملايين الناس، الذين يتابعون مجريات هذه المسابقة عبر الشاشات التلفزيونية. يردّ: «الخوف لا يعتريني بتاتاً عندما أعزف على المسرح. فعلى العكس تماماً تتملكني حالة من الفرح والحماس. وأستوحي من وجوه الناس حولي الذين جاءوا خصيصاً ليستمعوا إلى موسيقاي. في هذه الأمسية سأعزف أمام نحو 22 ألف شخص، ناهيك عن المتابعين عبر محطات التلفزة والسوشيال ميديا. أتخيّل وجوههم وشخصياتهم وأسباب مجيئهم وحضورهم. لذلك كل حفلة أقدمها تتمتع بخصوصيتها واختلافها عن غيرها».

وعن رأيه بالساحة الموسيقية العربية يقول: «إنها ساحة قوية بالمحترفين، وغنية بمواهبها، ونجومها الذين استحقوا شهرتهم. واليوم كوكب الأرض بأجمعه يرقص على أنغام أغاني عمرو دياب، وأحمد سعد وراغب علامة وغيرهم. ويقابل الموسيقى الحديثة تلك الكلاسيكية. ولدينا كمّ كبير من الموسيقيين الذين أبدعوا فيها عالمياً. وأذكر منهم بشارة الخوري وهتاف خوري وعبد الرحمن الباشا وأبناء مارسيل خليفة. ولا أنسى إبراهيم معلوف عازف الترومبيت الشهير. جميعهم رائعون وأسماؤهم لامعة عالمياً». ويتابع: «أحاول عندما أحيي حفلاً أن أستعين دائماً بموسيقي من لبنان. وأنا متشوق للانتهاء من بناء مبنى الأوبرا اللبناني في ضبية. فاللبنانيون يستحقون هذا التقدير على الصعيد الموسيقي».

الخوف لا يعتريني بتاتاً عندما أعزف على المسرح... وطالبت بأن تتمثّل فلسطين بالمسابقة وهو ما حصل بالفعل

عمر حرفوش

يخفّ حماس حرفوش فجأة عندما تسأله عن موقع لبنان في كل ذلك. «لبنان مع الأسف ليس موجوداً فعلياً في كل هذا الموضوع. فهو يغيب تماماً عن دعم مواهبه الفنية. وكذلك عن إقامة مدارس موسيقية تسهم في دعمهم. كل هذه النجاحات التي تحدثنا عنها نابعة من جهود فردية. حتى فريق (مياس) للرقص لم نلاحظ أي دعم يتلقاه من قبل الدولة اللبنانية. فالعازف هتاف خوري مثلاً لا يعرفه لبنان مع أنه يعزف سنوياً في أكثر من 100 دولة». ألا تفكر في إقامة حفل في لبنان؟ يجاوب: «هي مجرد مشاريع تسكن خيالي وفكري فقط. أتطلع إلى عزف السلام على أرضه. وأنتظر إلى حين تصبح هذه الفكرة واقعاً كي أقدّم هذا الحفل».

يقول إنه وضع شروطاً محددة للمشاركة في لجنة تحكيم مسابقة ملكة جمال الكون. «لقد طالبت بأن تكون تسمية الحفل (ملكة جمال الكون للسلام)، وبأن تتألّف اللجنة من أشخاص يحكّمون بطريقة عادلة. وكذلك طالبت بأن تتمثّل فلسطين بالمسابقة. وهو ما حصل بالفعل. وهي المرة الأولى التي تدخل فيها فلسطين إلى خريطة الجمال الكوني».

وهل سيميل تقييمك بصفتك عضو لجنة حكم إلى اللبنانية سارة لينا أبو جودة التي تمثّل لبنان في المسابقة؟ يردّ: «سآخذ بعين الاعتبار الجمهور والبلاد ومعايير الجمال لكل مشتركة. وسألحق بالقانون المتبع في هذا النوع من المسابقات. سأتعاطى مع الأمر بجدية كبيرة. فلا تهاون فيه، وسأصوّت وأمارس مهمتي بتجرد تام».

وعن رأيه بالمشاركة اللبنانية يختم: «لاحظت أن الصبية سارة لينا أبو جودة تتميز بإطلالة حلوة تختلف عن باقي زميلاتها. ولكنني بالتأكيد لن أميل إلى لبنان أكثر من غيره. وفي حال تفوّق الجمال اللبناني على باقي جمال الصبايا المشاركات فسأسير على الخط المستقيم بالطبع».


ريما خشيش لـ«الشرق الأوسط»: ما أغنيه يجب أن يروقني أولاً

في ألبومها {يا من إذا} تقدم 10 موشحات (ريما خشيش)
في ألبومها {يا من إذا} تقدم 10 موشحات (ريما خشيش)
TT

ريما خشيش لـ«الشرق الأوسط»: ما أغنيه يجب أن يروقني أولاً

في ألبومها {يا من إذا} تقدم 10 موشحات (ريما خشيش)
في ألبومها {يا من إذا} تقدم 10 موشحات (ريما خشيش)

تسير الفنانة ريما خشيش عكس التيار الرائج على الساحة. ومن خلال ألبومها الجديد «يا من إذا» وهو الثامن في مسيرتها الفنية، تطلق مجموعة موشحات. هذا النوع من الفنون بات نادراً اليوم إصداره وغناؤه، ولكنها تعدّه الأقرب إلى قلبها، خاصة أنها تربّت على الفن الأصيل منذ طفولتها.

تقدّم خشيش الألبوم تحية وفاء للمؤلّف والموسيقي المصري فؤاد عبد المجيد. فقد تأثرت بأعماله، لا سيما أنها التقته وهي في الثالثة عشرة من عمرها. ويتضمن 10 موشحات من أعمال الموسيقي الراحل، من بينها «وبأفكاري» و«أمن الفراق» و«يا شادي أسمعنا». تعيد قراءتها بروح جديدة تجمع بين النفس الشرقي والرؤية الأوروبية المعاصرة. ويمتزج فيها الجاز مع البيانو والكونترباص وغيرهما.

خشيش مع الموسيقي الراحل فؤاد عبد المجيد وهي في الثالثة عشرة (ريما خشيش)

لماذا تمشي خشيش عكس التيار من خلال عمل قد لا يحقق لها الشعبية والانتشار المطلوبين؟ توضح لـ«الشرق الأوسط»: «أعرف تماماً أن ما أقدمه قد لا يجذب شريحة كبرى من المستمعين. ولكن أخيراً لاحظت اهتمام الجيل الشاب بهذا القالب الفني. لكن خياري يأتي من قناعة تامة تتملكني. فأنا أغني ما يروق لي وما يشكّل عندي الرضا الشخصي ويقنعني. الجماهيرية ليست هدفي، بل الغناء على أفضل مستوى».

ريما ابنة الجنوب تأثرت بوالدها عازف القانون كامل خشيش. بدأت الغناء في التاسعة من عمرها. كانت عضواً في فرقة بيروت للتراث بقيادة المايسترو سليم سحاب. كما درست الموسيقى العربية الكلاسيكية في المعهد الوطني للموسيقى. وإضافة إلى تجارب فنية أخرى استطاعت خشيش تكوين هوية فنية خاصة بها.

يرافق ريما في هذا المشروع فريقها الموسيقي الدّائم الذي وقف معها على المسرح لأكثر من خمسةٍ وعشرين عاماً. ويتألّف من مارتن أورنشتاين (كلارينيت)، وطوني أوفرووتر (كونتر باص)، ويوست لايبارت (درامز). فيما ينضمّ إليهم للمرّة الأولى عازف البيانو خوان رودريغيز، الذي يضيف بأدائه نفَساً حيوياً على المجموعة.

كشفت عن نيتها طباعة الألبوم على اسطوانات الـ{سي دي} والـ{فينيل} (ريما خشيش)

سُجّل الألبوم بأسلوب العزف الحيّ. ما يتيح للمستمع أن يعيش اللحظة الموسيقية بكل صدقها وتفاعلها. وتشير في سياق حديثها: «استغرق مني الألبوم تحضيرات مكثفة في نحو سنتين. ولطالما فكّرت في تكريم الفنان الراحل من خلال عمل متكامل له. وكنت غالباً ما أُلون ألبوماتي السابقة بأعماله. وفي آخر مرة التقيته اتفقنا على التعاون في مشروع موشحات جديد، ولكنه رحل قبل إتمامه».

عندما التقت بعائلته أخيراً استطاعت أن تحوز 7 موشحات من مؤلفاته. واختارت واحدة منها «يا من إذا» لتدرجها في هذا الألبوم.

لم تقارب خشيش غناء البوب لأنها كما تذكر لـ«الشرق الأوسط» اعتادت على النمط الغنائي الثقيل. «عندما يعتاد شخص ما على مستوى فني معين، لا يعود يقتنع بأنماط أخرى».

حتى الأغاني الخاصة التي سبق أن قدمتها تصفها بأنها تشبهها. وتحافظ فيها على مستوى غنائي صعب. فهذا التحدّي يحفزّها على التطور.

عندما تستمع إلى أغاني ألبوم خشيش، تلاحظ تعدد موضوعاته. كما يرتكز على الفصحى. وتستوقفك مرات كلمات عربية صعبة. تعلّق: «غالباً ما تحمل الموشحات موضوعات تتعلّق بالحب. وهناك كلمات عربية قديمة تستخدم فيها يمكن ألا نفهمها. وقد جلست مع أستاذ لغة عربية كي أستطيع فهمها وغناءها. لم أفكّر بالركون إلى لغة أسهل وأقرب إلى الناس. فقد سبق وقمت بذلك في أغاني (وشوشني) و(بكفيني) من ألحان ربيع مروة. ولكن الموشحات تستوجب كلاماً أصعب إجمالاً».

تقول خشيش إن الموشّح هو قالب فني تعشقه. «إنه يرتكز على تنوع كبير وواسع. وتكمن حلاوته في قصر أغانيه وإيقاعاته العربية القديمة. ولذلك يملك هذا التميز الذي يختلف فيه عن غيره. وأعدّه قالباً فنياً مرناً يوفّر مساحات واسعة في عملية توزيعه موسيقياً».

الموشّح يرتكز على تنوع كبير وتكمن حلاوته في قصر أغانيه وإيقاعاته العربية القديمة

منذ اعتلت ريما خشيش المسرح في الثامنة من عمرها، كرّست نفسها لاكتشاف جماليّات الصّوت العربيّ وإيقاعاته الكلاسيكيّة. مع مرور السّنوات، بنت ريما عالَمها الخاصّ الذي يتنقّل بين الأنماط الموسيقيّة دون أن يفقد جذوره العربيّة.

تتنوّع أعمالها لتتضمّن الطّرب العربي الحديث، وإعادات لأعمال صباح وسيّد درويش، مروراً بتجاربها في الجاز، وصولاً إلى غنائها لشعر إيتيل عدنان وتعاونها الوثيق مع الفنّان ربيع مروّة.

اليوم، يأتي ألبوم «يا من إذا» ليواصل هذا المسار الفني المتفرّد، ويسهم في إبراز خشيش ضمن لغة فنية قائمة بذاتها.

تعدّ الفنانة اللبنانية أن الموشّح سرقها من الفنون الأخرى. ولكنها في المقابل عندما غنّته قدّمته بأسلوب حديث. وعن كيفية اختيارها لأغاني ألبومها من ضمن مجموعة كبيرة يملكها الراحل فؤاد عبد المجيد تقول لـ«الشرق الأوسط»: «كان من السهل عليّ القيام بهذه الخيارات لأنني أسمعها منذ صغري. وقد حفظت قسماً لا يستهان به منها».

الأصالة الفنية التي تدور ريما خشيش في فلكها لا تقتصر على غناء الموشحات فقط، تخبر «الشرق الأوسط» بمشروع جديد تنوي تنفيذه. إنني أحضر لطبع ألبوم «يا من إذا» على أسطوانات مدمّجة (سي دي). وكذلك على أخرى معروفة ورائجة قديماً من نوع الـ«فينيل». فهناك اليوم موجة الرجوع إلى هذا النوع من الأسطوانات الغنائية في أوروبا. وهي موضة تذكرنا بزمن الفن الجميل عندما كنا نتغنّى بامتلاكنا أسطوانات من هذا النوع للسيدة فيروز والراحلين كأم كلثوم وعبد الحليم حافظ وغيرهما من عالمنا العربي. فيما كنا نتباهى من ناحية ثانية بأسطوانات من النوع نفسه لمغنين أجانب كالفيس برسلي وإديت بياف وميراي ماتيو وغيرهم. وسأقوم بهذه الخطوة من باب الأصالة. وهناك شركات توزيع عديدة تتولى هذه المهمة. هذه الأسطوانات توفّر لسامع محتواها جودة كبيرة بالصوت. فعندها يكون الصوت مميزاً، ويتمتع بخصوصيات كثيرة.