سياسة وفكر وشعر وفن في الدورة الخريفية من «موسم أصيلة»

7 ندوات ضمن «جامعة المعتمد بن عباد المفتوحة»

جانب من إحدى ندوات موسم اصيلة الثقافي الـ42
جانب من إحدى ندوات موسم اصيلة الثقافي الـ42
TT

سياسة وفكر وشعر وفن في الدورة الخريفية من «موسم أصيلة»

جانب من إحدى ندوات موسم اصيلة الثقافي الـ42
جانب من إحدى ندوات موسم اصيلة الثقافي الـ42

تنظم «مؤسسة منتدى أصيلة»، تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، الدورة الثانية (الخريفية) من «موسم أصيلة الثقافي الدولي الثالث والأربعين»، فيما بين 16 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي و5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وذلك بعد تنظيم الدورة الأولى في الصيف، فيما بين 30 يونيو (حزيران) و24 يوليو (تموز) الماضيين، والتي خصصت للفنون التشكيلية.
ويتضمن برنامج الدورة الثانية من الموسم الذي يجري تنظيمه بشراكة مع وزارة الثقافة والشباب والتواصل (قطاع الثقافة) و«جماعة (بلدية) أصيلة»، ويستضيف هذا العام فعاليات ثقافية وفنية من دولة الإمارات العربية المتحدة، 7 ندوات في إطار «الدورة الـ36 لجامعة المعتمد بن عباد المفتوحة» وفقرات أخرى متنوعة، وسط حضور عربي وأفريقي ودولي لافت، يعرف مشاركة نحو 400 من صفوة الباحثين والمفكرين وأصحاب القرار النافذين والكتاب والإعلاميين.

مرسم الأطفال في قصر الثقافة بأصيلة

وينطلق «برنامج ندوات جامعة المعتمد» بندوة افتتاحية تحت عنوان: «الحركات الانفصالية والمنظمات الإقليمية في أفريقيا»، فيما بين 16 و18 أكتوبر الحالي؛ تسعى إلى معالجة ظاهرة الحركات الانفصالية في أفريقيا من منظور الأزمات الأمنية، وسياسات واستراتيجيات المنظمات الإقليمية في مواجهتها، عبر 4 محاور، تشمل: أنظمة الحكامة السياسية والمجتمعية ومتطلبات الاندماج الوطني في أفريقيا، وخلفيات وجذور الحركات الانفصالية في أفريقيا وسبل مواجهتها، والحركات الانفصالية وتحديات التطرف العنيف، والحركات الانفصالية وأزمات الانتقال السياسي في أفريقيا.
وتبحث الندوة الثانية، المنظمة بشراكة مع «مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد»، موضوع «الأمن الغذائي في أفريقيا في حقبة الحرب بأوكرانيا... التداعيات الاقتصادية والجيوسياسية والأمنية»، وذلك يوم 19 أكتوبر الحالي، وتقوم بتسييرها نسمة الجرندي الخبيرة في التنمية المستدامة.
وتنطلق الندوة من أرضية نقاش تشير إلى أنه «على الرغم من أن وضعية الأمن الغذائي مختلفة حسب المناطق والمناخ والرتبة والتساقطات المطرية أو حتى الأنظمة الغذائية، فإن أفريقيا على العموم ما زالت تشهد عجزاً تجارياً مقارنة ببقية العالم فيما يخص المواد الغذائية الزراعية، وهو ما يجعل القارة رهينة بشكل كبير بالخارج للتزود بعدة مواد أولية، على غرار القمح الذي تهيمن كل من أوكرانيا وروسيا على صادراته على الصعيد العالمي».

ملصق مرسم أصيلة الثقافي الدولي الـ43

وتتناول الندوة الثالثة موضوع «الخليج العربي بين الشرق والغرب: المسألة الشرقية الجديدة»، وذلك فيما بين 21 و23 أكتوبر؛ وسيكون المتحدث الرئيسي فيها الدكتور جمال سند السويدي، المستشار في ديوان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ونائب رئيس مجلس أمناء «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية». وتنطلق ورقة هذه الندوة من «التحديات الكبرى التي واجهت الدول الخليجية العربية بعد التحولات الإقليمية النوعية التي عرفتها المنطقة، ومن أبرزها استفحال التدخل الخارجي للقوى الإقليمية غير العربية التي أصبح لبعضها حضور مكين وثابت في قلب المجال الحيوي الخليجي، واستمرار التهديد الذي تشكله الميليشيات المتمردة على الشرعية في بعض الساحات (في اليمن على الأخص) بما استوجب من الحكومات الخليجية مضاعفة جهودها لحماية أمنها الداخلي والإقليمي، والتأثيرات المباشرة للأزمات الدولية الجديدة؛ وبصفة خاصة الحرب الأوكرانية، بانعكاساتها في مجال الطاقة والأمن الغذائي والعلاقات مع القوى الدولية المتصارعة ضمن موازين ورهانات الخارطة الإقليمية للمنطقة».
أما الندوة الرابعة، فتتناول «تأثير الطاقة على التوازنات السياسية والاقتصادية الدولية»، وذلك يومي 25 و26 أكتوبر. فيما تأتي الندوة الخامسة تكريمية في إطار فضاء «خيمة الإبداع»، ويجري خلالها تكريم عالم الفلسفة المغربي الدكتور عبد السلام بنعبد العالي، وذلك يوم 28 أكتوبر، ويتولى تنسيقها الكاتب والإعلامي المغربي عبد الإله التهاني.
أما الندوة السادسة، فتنظم في إطار برنامج اللقاء الشعري الثالث حول موضوع «الشعر العربي وشعريات عالم الجنوب: أفريقيا وأميركا اللاتينية»، وذلك يومي 30 و31 أكتوبر، ويقوم بتنسيقها الناقد المغربي الدكتور شرف الدين ماجدولين، الذي يرى أن الاختيار يسعى إلى «التفكير مجدداً في صلات التأثير المنتسجة، والمفترضة، بين شعر عربي ما فتئ يجدد لغته ومبانيه ودوائره الدلالية، وشعريات أفريقية وأميركية لاتينية تعمق باسترسال سبل جدلها مع التاريخ والوقائع اليومية ومع أسئلة الفكر والهوية والوجود».
وتقارب الندوة السابعة والأخيرة سؤال: «أي نظام عالمي بعد حرب أوكرانيا؟»، يومي 3 و4 نوفمبر المقبل، من خلال رصد تحولات النظام العالمي الجديد بعد الحرب الراهنة، من خلال 4 محاور: «النظام العالمي وتحديات الصراع المسلح في أوروبا»، و«الصراع الروسي - الأميركي: حرب باردة جديدة أو الحرب المعولمة الأولى؟»، و«النظام العالمي والمجال الآسيوي - الأفريقي»، و«تحولات النظام العالمي وفكرة القطبية المتعددة».
كما تشهد الدورة احتفالية تسليم جائزة «تشيكايا أوتامسي للشعر الأفريقي»، يوم 29 أكتوبر؛ فيما يسدل الستار على اللقاء الشعري الثالث باحتفالية تسليم جائزة «بلند الحيدري للشعراء العرب الشباب».
كما يتضمن برنامج الدورة تنظيم حفلين لتوقيع كتابين؛ الأول للكاتب الموريتاني عبد الله ولد محمدي، تحت عنوان: «شهود زمن... صداقات في دروب الصحافة»، يوم 23 أكتوبر؛ والثاني للكاتب والروائي التونسي حسونة المصباحي، تحت عنوان: «الرحلة المغربية»، يوم 1 نوفمبر؛ علاوة على فعاليات أدبية وفنية، ضمنها «مشغل التعبير الأدبي وكتابة الطفل»، من 23 إلى 30 أكتوبر، وورشة المسرح، يومي 31 أكتوبر و1 نوفمبر، وذلك بشراكة بين «مؤسسة منتدى أصيلة» وجمعية «زيلي آرت».
ويشمل برنامج «مشاغل الفنون التشكيلية والمعارض»، فيما بين 17 أكتوبر و4 نوفمبر، «مشغل الحفر» برئاسة مليكة أكزناي، و«مشغل الصباغة» تحت إشراف معاذ الجباري، و«مشغل الليتوغرافيا»، و«مشغل مواهب الموسم» تحت إشراف الفنانة التشكيلية كوثر الشريكي، علاوة على معرض «البردة» من دولة الإمارات العربية المتحدة الذي ينظم في «مكتبة الأمير بندر بن سلطان»، ومعرض الفنان الإسباني جوزيب كودينا (الصباغة)، ومعرض الفنانة الإسبانية روزير ساليس نوغيرا (الحفر)، برواق «مركز الحسن الثاني - الملتقيات الدولية».
كما تشهد الدورة تنظيم معرض جماعي لسبعة فنانين شباب من أبناء أصيلة، هم أحمد اكوريط الشاوي وسليمة العضراوي وإبراهيم الجباري وهيبة فخاري وطارق فيطح وسلمى الجبارتي وأحمد اللواح، وذلك في ديوان قصر الثقافة، بالإضافة إلى معرض للفنان المغربي سهيل بنعزوز، في قصر الثقافة.
ويتميز برنامج «العروض الموسيقية والغنائية»، التي يحتضنها قصر الثقافة، فيما بين 17 أكتوبر و4 نوفمبر، بسهرة يحييها عازف العود الإماراتي عبد العزيز مدني، وسهرة موسيقية إسبانية للفنانين الإسبانيين جورج أريباس ودييغو غلاث؛ وسهرة «الفادو» يحييها الفنان البرتغالي رودريغو فليكس كوستا، وسهرة للفنانة المغربية سكينة الفضايلي؛ بالإضافة إلى سهرة يحييها عازف البيانو، المغربي - الهنغاري مروان بن عبد الله.
وتختتم الفعاليات الموسيقية والغنائية بسهرة للفنانة المغربية عبير العابد.



«جدة للكتاب» يسدل الستار عن 10 أيام حافلة بالإبداع والمعرفة

شاب يوثّق على هاتفه الجوال زيارته لمعرض جدة للكتاب (هيئة الأدب والنشر والترجمة)
شاب يوثّق على هاتفه الجوال زيارته لمعرض جدة للكتاب (هيئة الأدب والنشر والترجمة)
TT

«جدة للكتاب» يسدل الستار عن 10 أيام حافلة بالإبداع والمعرفة

شاب يوثّق على هاتفه الجوال زيارته لمعرض جدة للكتاب (هيئة الأدب والنشر والترجمة)
شاب يوثّق على هاتفه الجوال زيارته لمعرض جدة للكتاب (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

أسدل «معرض جدة للكتاب 2024» الستار عن فعالياته التي امتدت لـ10 أيام، قدَّم خلالها رحلة استثنائية لعشاق الأدب والمعرفة، وسط أجواء ثقافية ماتعة تخلّلها عدد من النقاشات في جلسات حوارية وندوات وورش عمل غطّت مختلف المجالات الفكرية والثقافية، إضافة إلى الأمسيات الشعرية التي كانت حافلة بالجمال والإبداع والحضور الكبير لعشاق القصيدة النبطية ومحبي الكلمة العذبة.

ووفَّر المعرض، الذي نظمته «هيئة الأدب والنشر والترجمة» في السعودية تحت شعار «جدة تقرأ»، قرابة 400 ألف عنوان معروض، في حين تجاوز عدد الكتب المبيعة 450 ألف كتاب، تناولت مختلف المجالات من كتب دُور النشر المعروضة والمانجا والكتب المخفضة، وسط رغبة كثيرين من الزوار في أن يمتد المعرض لعدة أيام أخرى.

إقبال كبير شهده المعرض من مختلف الأعمار (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

ورفع الدكتور محمد علوان، الرئيس التنفيذي لـ«هيئة الأدب والنشر والترجمة»، شكره للقيادة السعودية على دعمها غير المحدود للحراك الثقافي المتصاعد في المملكة، منوهاً بالحضور اللافت الذي شهده معرض جدة للكتاب، والذي يُعدّ ثالث معارض الكتاب، بعد معرض الرياض الدولي للكتاب، ومعرض المدينة المنورة لعام 2024.

جهود متواصلة

وأكد الدكتور علوان أن الهيئة تعمل بجهد لتطوير كل نسخة من معارض الكتاب، لتصبح أكثر تميزاً وجاذبية عبر أفكار إبداعية مبتكرة، مشيراً إلى أن هذه الجهود تأتي بتوجيه ومتابعة من وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان؛ بهدف تحقيق مستهدفات «رؤية المملكة 2030» التي تُولي أهمية كبرى لتعزيز الثقافة، ودورها المحوري في تحسين جودة الحياة، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

سيدة برفقة ابنها يتصفحان إصدارات إحدى دُور النشر بالمعرض (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

وأشار الدكتور علوان إلى أن السعودية باتت منارة الإبداع على المستويين العربي والدولي، بفضل تنوعها الثقافي والموروث الحضاري الثري الذي جعلها وجهة جاذبة للفعاليات الثقافية والفنية، لافتاً النظر إلى أن وزارة الثقافة تسعى بشكل حثيث لتحويل المملكة إلى منصة رئيسية لصناعة النشر والتوزيع، من خلال توفير بيئة مثالية ومتطورة تلبي احتياجات القرّاء ودُور النشر على حدٍّ سواء.

وأعرب عن فخره بما وصلت إليه السعودية في مجال صناعة النشر، مشيداً بالدراسات المتقنة والخطط المحكمة التي تقف وراء نجاح هذه الفعاليات، مؤكداً أن «هيئة الأدب والنشر والترجمة» تحرص على جعل الكتاب في متناول الجميع، وتوسيع منافذ النشر، بما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للثقافة المنبثقة من «رؤية السعودية 2030».

سيدة تتصفح مع ابنتها أحد الإصدارات الخاصة بالأطفال (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

ندوات وورش عمل وأمسيات شعرية

وأتاح المعرض عدداً من الورش العمل والندوات والأمسيات الشعرية، ومنها تلك التي تناولت جهود العلماء السعوديين في خدمة اللغة العربية، وأشادت بالمبادرات الرائدة لـ«المجمع» في نشر اللغة العربية وآدابها عالمياً.

واستعرض الدكتور محمود إسماعيل تجربته في إدارة معهد اللغة العربية للناطقين بغيرها، وإعداده سلاسل تعليمية مميزة مثل «العربية للحياة»، و«القراءة الميسرة». وتناول أيضاً مشروع البنك الآلي السعودي للمصطلحات «باسم»، مؤكداً دوره في تعزيز المصطلحات العلمية والتقنية باللغة العربية.

جانب من ندوة جهود العلماء السعوديين في خدمة اللغة العربية (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

بدوره، قدَّم الدكتور عبد الله القرني نبذة عن تاريخ معاهد تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، مشيراً إلى دورها في تأهيل الطلاب من مختلف دول العالم للالتحاق بالجامعات، وأشاد ببرامجها المُحكَمة التي أسهمت في تخريج أجيال من الأكاديميين المتخصصين.

بينما تناولت ورشة عمل بعنوان «النظريات الأساسية في الموسيقى» مجموعة من القواعد والمبادئ التي تُشكل الأساس لفهم الموسيقى وبنائها، كما تناولت الأشكال الموسيقية، والحروف الموسيقية في المدرج، والمفاتيح التي تساعد على فهم بنية المقطوعات.

جانب من إحدى ورش العمل المُقامة ضمن فعاليات المعرض (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

فكرة إصدار كتاب

وفي أمسية ملهمة، ضمن فعاليات المعرض، أُقيمت ورشة عمل بعنوان «من أين تأتي الفكرة؟». قاد الورشة المهندس بدر السماري، الذي حثّ الحضور على أهمية القبض على التفاصيل البسيطة في حياتهم اليومية وتدوينها باستمرار، مشيراً إلى أنها تُعد منطلقاً لفكرة كتابات مميزة ومليئة بالتفاصيل الباهرة.

وأوضح السماري أن كل كاتب محترف يحتفظ بملف يحتوي على شذرات من أفكار متنوعة «جملة قالها سائق أجرة، أو موقف في السوق، أو حتى وصف غريب سمعه في مكان عام». وأكد أن هذا الملف، وإن بدا بلا قيمة لشخص آخر، يُمثل أداة ثمينة لتحفيز مخيلة الكاتب واسترجاع أفكار قابلة للتطوير.

شاب يبحث عن أحد الإصدارات الأدبية بإحدى دُور النشر (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

وشدَّد السماري على أهمية تدوين التفاصيل التي نمر بها في حياتنا اليومية، مثل وقوفنا في طابور طويل، أو شجار عابر في متجر، أو رائحة المطر في الصحراء، أو حتى شعور الإنسان أثناء الإقلاع بالطائرة. وقال: «دعونا نكتب عن الشخصيات الغريبة التي نقابلها، عن المشاعر التي نختبرها للمرة الأولى، فهذه التفاصيل هي روح الكتابة».

جانب من الفعاليات التعليمية والتثقيفية المقامة بمنطقة الأطفال (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

برنامج حافل للأطفال

قدّمت منطقة الأطفال برنامجاً حافلاً ولافتاً، للفئة العمرية الممتدة من 3 إلى 12 سنة، عبر 9 أركان؛ منها ما خُصص لرعاية الأطفال، وآخر لتقديم تجارب تفاعلية بمشاركة الأطفال؛ منها «الطاهي الصغير وتصميم الأزياء وبحر اللغة والرسوم المتحركة وحرفة وقصة والخط العربي»، وغيرها مما كان له الأثر الكبير في تنمية ثقافة الأطفال بمزج الأنشطة التعليمية بالترفيهية لخلق أجواء من المرح لدى الأطفال، وتعزيز حب القراءة والاطلاع لديهم منذ الصغر.

جانب من الفعاليات التعليمية في منطقة الأطفال ضمن الفعاليات المصاحبة للمعرض (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

وجمع ركن «حرفة وقصة» في ركن الطفل بين الإبداع والأصالة بلمسة مبتكرة، حيث مثّل تجربة فريدة للأطفال تجمع بين الحِرف اليدوية وروح الابتكار، وتتيح للصغار فرصة التعبير عن أنفسهم من خلال أنشطة ممتعة مستوحاة من عالم الكتب.

يتميز الجناح بتقديم أنشطة تفاعلية ملهمة، تشمل: صنع فواصل الكتب، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وصنع بطاقات ثلاثية الأبعاد، بالإضافة إلى تزيين حامل الزهور الخشبي. هذه التجارب تسهم في تنمية مهارات الأطفال وصقل مواهبهم، مع الحفاظ على ارتباطهم بالتراث وروح الأصالة.

مسرح الطفل في المعرض قدَّم فقرات متعددة تفاعل معها الأطفال بشكل كبير (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

تفاعل مع الأنشطة

وفي مشهد يعكس حيوية الجيل الجديد وشغفه بالمعرفة، أظهر طلاب وطالبات المدارس حضوراً لافتاً في المعرض، حيث توافدوا، خلال الفترات الصباحية، من مختلف المراحل الدراسية، مستكشفين زوايا المعرض الغنية بكنوز المعرفة والأدب والعلوم، ومتفاعلين مع الأنشطة الثقافية والفنية المصاحبة.

طفل تبدو عليه السعادة داخل جناح «مانجا» بالمعرض (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

«المانجا» تخطف الأنظار

جذب ركن «المانجا» والأنمي اهتماماً كبيراً من الطلاب، حيث قدَّمت دُور النشر المتخصصة في القصص المصورة اليابانية أنشطة تفاعلية مميزة. وجد الطلاب في هذا الركن تجربة تجمع بين الإبداع والثراء الثقافي، مما عزَّز اهتمامهم بهذا الفن المتنامي الذي يُلهم الخيال وينمي المهارات الإبداعية.

أحد الأطفال مع شخصية «جحا» ضمن الفعاليات المصاحبة لمنطقة الأطفال بالمعرض (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

ولم يقتصر الإقبال على المراحل المتقدمة، بل أبدى طلاب المراحل الأولية اهتماماً خاصاً بركن الطفل وأجنحته المتنوعة، التي احتضنت أنشطة تعليمية وترفيهية تهدف إلى تعزيز حب القراءة لديهم منذ الصغر.

20 فكرة ملهمة

وفي إطار المعرض، احتفل الكاتب عبد الله هزازي، في آخِر أيام المعرض، بتوقيع كتابه الجديد «عشرون فكرة ملهمة لمعلمي ومعلمات الصفوف الأولية»، شهد حفل التوقيع حضوراً مميزاً من الأقارب والأصدقاء، بالإضافة إلى عدد من زوار المعرض الذين أثنوا على مضمون الكتاب ورسالته التعليمية.

عبد الله هزازي مؤلف كتاب «عشرون فكرة ملهمة» على منصة التوقيع بمعرض الكتاب (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

ويُعدّ الكتاب دليلاً إبداعياً للمعلمين والمعلمات، حيث يقدم أفكاراً مبتكرة تسهم في تطوير أساليب التدريس للصفوف الأولية، وتعزيز التميز والإبداع في العملية التعليمية.

ومع إسدال الستار على معرض جدة للكتاب 2024، تحتفل المملكة بإنجاز ثقافي جديد يعزز مكانتها على خريطة الثقافة العالمية، ويؤكد التزامها المستمر بدعم الأدب والفنون في رحلة مستمرة من الإبداع والتطوير، وكان المعرض قد استضاف أكثر من 1000 دار نشر ووكالة محلية وعربية ودولية، موزعة على 450 جناحاً مقدِّماً تجربة لا تُنسى لعشاق الأدب والفنون.

فتيات يتصفحن الإصدارات الأدبية عند أحد أركان دُور النشر بالمعرض (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

إقبال كبير شهده المعرض من مختلف الأعمار (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

سيدة تتصفح مع ابنها أحد إصدارات دُور النشر بالمعرض (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

جانب من الفعاليات التعليمية والتثقيفية المقامة في منطقة الأطفال بمعرض جدة للكتاب (هيئة الأدب والنشر والترجمة)