استشارات

استشارات
TT

استشارات

استشارات

حصاة الكلى والصوم
* سبقت إصابتي بحصاة الكلى، هل الصوم يتسبب لي بمشكلة فيها؟
أبو عرب – جدة.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول أنه سبقت إصابتك بحصاة الكلى وأنك تستفسر هل الصوم يرفع من احتمالات شكواك من آلام الحصاة تلك. ولاحظ معي أن من المتفق عليه طبيًا أن الجفاف وتدني حجم كمية البول هما عنصران مهمان في رفع احتمالات الشكوى من آلام حصاة الكلى، وهما أيضا عاملان يرفعان من احتمالات تكوين حصاة الكلى، وكل الدراسات الطبية متفقة على أن منْ سبقت إصابته بحصاة الكلى عليه أن يرفع من كمية الماء التي يتناولها خلال اليوم وأن يُحقق أن تكون كمية البول الذي يتبول طوال اليوم نحو لترين كي تقل لديه احتمالات تكوين حصاة الكلى. بمعنى أن تروية الجسم بشرب كمية من الماء تُؤدي إلى خروج لترين من البول في اليوم هو وسيلة مهمة في الوقاية والمعالجة لمنْ أصابته حصاة الكلى في السابق.
الصوم يتطلب الامتناع عن شرب الماء فترة من اليوم، أي نحو نصف اليوم وخلال فترة النهار، وتكوين الحصاة ليس كتكوين جلطة الخثرة الدموية التي تتم بسرعة، ولذا فإن من المهم تعويض تناول الماء في فترة ما بين مغيب الشمس إلى طلوع الفجر، أي أن على المرء في هذه الساعات تناول الماء بكميات تتجاوز لترين على أقل تقدير. والدراسات الطبية التي تمت في عدد من الدول العربية والإسلامية لم تلاحظ ارتفاع معدلات حضور المرضى لأقسام الطوارئ شاكين من آلام حصاة الكلى في شهر رمضان، كما لم تلاحظ دراسات أخرى تغيرات لافتة للنظر في مكونات المعادن والأملاح في بول مرضى حصاة الكلى بفعل الصوم.
ولذا لا توجد أي أدلة علمية تشير إلى أن الصوم له علاقة بارتفاع احتمالات الشكوى من آلام حصاة الكلى، والمهم هو الحرص على المتابعة الطبية مع طبيب الكلى لمتابعة نوع حصاة الكلى وكيفية معالجتها، وفي شهر الصوم كل ما هو مطلوب إضافة إلى المتابعة الطبية، هو الحرص على شرب كمية كافية من الماء تُمكن من إخراج نحو لترين من البول.

الصداع النصفي والجيوب الأنفية

* أعاني من الصداع النصفي.. هل له علاقة بالجيوب الأنفية وما أسباب نوبات الصداع النصفي؟
عبد الله. ع - عمان.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك. والسؤال مهم، وهناك خلط كبير في أوساط الأطباء بين الحالتين، ولذا من الضروري التوضيح.
ولاحظ معي أن صداع الشقيقة، هو نوع مؤلم جدًا من أنواع الصداع، ويكون الألم كنبض أو كخفق في منطقة واحدة من الرأس وليس نصف الرأس كما يُوهم اسم الصداع النصفي. وخلال النوبة تلك، يكون الشخص حساسًا جدًا للضوء والصوت وقد يُعاني من الغثيان والقيء، وقد يخفف حصول القيء آنذاك من أعراض الصداع ذاك.
صداع الشقيقة أمر شائع، يُصاب به أكثر من 12 في المائة من عموم الناس. والنساء أكثر بثلاثة أضعاف إصابة بالشقيقة من الرجال. وكثير من المصابين بالشقيقة يستطيعون معرفة بدايات إصابتهم بنوبة الصداع تلك من خلال رؤيتهم لوميض الضوء أو رؤيتهم خطوط متعرجة أو حصول فقدان مؤقت للقدرة على الرؤية. وثمة عدة عوامل تثير وتحفز ظهور النوبة لدى منْ يُعانون منها بالأصل، مثل القلق أو التوتر أو قلّة النوم أو كثرة النوم أو الجوع أو التعرض للضوء الشديد أو الحرارة الشديدة أو البرودة الشديدة، كما أن هناك بعض أنواع من الأطعمة التي قد تسبب بذلك كأنواع من الجبن أو عدم تناول القهوة لمنْ تعود عليها وغيرها من العوامل التي تمت ملاحظة علاقتها بإثارة نوبات هذا الصداع.
أما علاقة هذا الصداع بصداع الجيوب الأنفية فهي علاقة معقدة، والسبب أن غالبية الحالات التي يتم تشخيصها بأنها صداع ناجم عن اضطرابات في الجيوب الأنفية هي في الحقيقية صداع الشقيقة. وصداع الجيوب الأنفية هو ألم وضغط على مناطق من الوجه نتيجة احتقان والتهاب إحدى مجموعات الجيوب الأنفية، ولكي يصح تشخيص الصداع بأنه من الجيوب الأنفية يجب أن يُرافق ذلك ارتفاع في الحرارة أو خروج صديد أو سوائل صفراء من الأنف أو تتغير رائحة التنفس. والإشكالية أن صداع الشقيقة نفسه قد يُرافقه احتقان في الأنف وسيلان من الأنف وألم ضاغط على الجبهة والوجه، ولكن دونما ارتفاع في الحرارة أو خروج صديد أو سوائل صفراء من الأنف أو تغير في رائحة التنفس. ولذا تشير بعض الدراسات الطبية إلى أن 90 في المائة من الحالات التي يشخص المرء نفسه فيها بنفسه بأن لديه صداع جيوب أنفية يكون الأمر أن لديه في الحقيقة صداع الشقيقة وليس صداع جيوب أنفية.
إن صداع الجيوب الأنفية الحقيقي هو نتيجة التهابات ميكروبية أو نوبات شديدة من الحساسية في أحد الجيوب الأنفية، وهي تتميز تحديدًا بخروج إفرازات كثيفة وملونة بالأصفر عبر فتحة الأنف، وتدن في قدرات الشم، وتغير في رائحة النفس، وغالبًا وجود ارتفاع ولو طفيف في درجة حرارة الجسم.
وأهمية هذا السؤال هي في التشخيص الخاطئ لنسبة عالية من صداع الجيوب على أنها صداع جيوب، بينما هي في الحقيقة صداع الشقيقة، بكل ما يعنيه ذلك من أخطاء اللجوء إلى أدوية مضادات الحساسية ومضادات الاحتقان وللمضادات الحيوية كعلاج للجيوب الأنفية، بينما لا فائدة منها في علاج صداع الشقيقة. ولعلي أعرض الموضوع بشيء من التفصيل في أعداد مقبلة من ملحق «صحتك» لأنه من الأخطاء الشائعة في التشخيص الطبي للصداع.

اللحوم ونترات الصوديوم

* هل نترات الصوديوم التي تضاف إلى اللحوم ضارة؟
أسعد. ط – جدة.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك. ومواد نترات الصوديوم هي من المواد الكيميائية الحافظة التي تضاف إلى اللحوم المعالجة صناعيا، مثل السلامي أو النقانق أو الببروني أو المارتاديلا أو أحيانا حتى اللحوم الطازجة المبردة، والسبب هو لحفظ لون اللحوم الوردي أو الأحمر وربما أيضا لمنع حصول التسمم الغذائي عند تناول اللحوم تلك.
ومن الملاحظات الطبية حول تناول اللحوم المحتوية على نترات الصوديوم أن ذلك يؤدي إلى حصول تفاعلات كيميائية مع أحماض المعدة، وأن من المواد الناتجة عن هذه التفاعلات ما قد يتسبب في نشوء الأورام السرطانية إذا ما وجدت في الجسم بكميات عالية. ولذا ليس من الواضح طبيا هل صحيح ثبوت ضرر تناول الإنسان لكميات معتدلة من هذه اللحوم، وما هي كمية تلك المواد التي قد تتسبب في الضرر.
وتشير نشرات الأطباء من «مايو كلينك» إلى أن أضرار اللحوم المصنعة مرتبطة بكميات الصوديوم العالية فيها وكميات الدهون المشبعة والكولسترول فيها لأنها لا تصنع عادة من اللحم الهبر الخالي من الشحوم الحيوانية. كما يشيرون إلى أن هناك احتمالات لتسبب مواد نترات الصوديوم في الضرر على القلب والأوعية الدموية وجعلها أكثر عرضة للإصابة بأمراض تصلب الشرايين وضيق الشرايين، إضافة إلى احتمالات التسبب بنشوء مرض السكري.



لماذا قد تُغير ممارسة التمارين الرياضية لساعتين في الأسبوع حياتك؟

تمارين النهوض بالرأس من التمارين المنزلية المعروفة لتقوية عضلات البطن
تمارين النهوض بالرأس من التمارين المنزلية المعروفة لتقوية عضلات البطن
TT

لماذا قد تُغير ممارسة التمارين الرياضية لساعتين في الأسبوع حياتك؟

تمارين النهوض بالرأس من التمارين المنزلية المعروفة لتقوية عضلات البطن
تمارين النهوض بالرأس من التمارين المنزلية المعروفة لتقوية عضلات البطن

نصح أستاذ أمراض القلب بجامعة ليدز البريطانية، بيتر سووبودا، بممارسة التمارين الرياضية، حتى لو لفترات قصيرة، حيث أكدت الأبحاث أنه حتى الفترات الصغيرة، لها تأثيرات قوية على الصحة.

وأضاف سووبودا، في مقال نشرته هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، أن كثيراً من الأشخاص يكافحون للقيام بالقدر الموصَى به من التمارين الرياضية كل أسبوع، وبلا شك أن التمارين الرياضية مفيدة للقلب، حيث تعمل التمارين المنتظمة على خفض ضغط الدم والكولسترول، وتقلل فرص الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، لكن في بعض الأحيان قد يكون من الصعب إيجاد الوقت والدافع لممارسة الرياضة.

وطرح سؤالاً عن أقل قدر من التمارين الرياضية، التي يمكن القيام بها، مع الاستمرار في رؤية هذه الفوائد، وردَّ بقوله: «تعتمد الإجابة على مدى لياقتك البدنية».

التمارين الرياضية مفيدة للصحة (رويترز)

وذكر أنه كلما كانت نقطة البداية الخاصة بك منخفضة من حيث اللياقة البدنية، كان عليك القيام بأشياء أقل لرؤية الفائدة، لذلك إذا كنت شخصاً خاملاً تماماً، فلن تحتاج إلا إلى قدر ضئيل من التمارين الرياضية، لرؤية انخفاض في خطر الإصابة بأمراض القلب.

ومن نقطة بداية لا تمارس فيها أي تمارين رياضية تقريباً، قد تكون ساعة أو ساعتان أسبوعياً من ركوب الدراجات أو المشي السريع هو كل ما تحتاج إليه لتقليل خطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة تصل إلى 20 في المائة.

لكن مع زيادة لياقتك وزيادة مقدار التمارين التي تمارسها، تتضاءل مكاسب صحة القلب والأوعية الدموية وتستقر في النهاية.

وذكر أن الشخص الخامل، الذي ينتقل من عدم القيام بأي شيء إلى ممارسة الرياضة لبضع ساعات في الأسبوع، سوف يرى أكبر انخفاض في مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، خلال هذه الفترة.

وإذا زاد من مقدار التمارين التي يمارسها إلى أربع ساعات في الأسبوع، فسيكون هناك انخفاض إضافي - وإن كان أصغر - في المخاطر بنحو 10 في المائة. لكن يبدو أن الفوائد على صحة القلب والأوعية الدموية تصل إلى أقصى حد لها بعد أربع إلى ست ساعات في الأسبوع، دون مكاسب إضافية بعد هذه النقطة للجميع.

ومع ذلك وجدت إحدى الدراسات، التي جرى فيها تدريب الأشخاص الخاملين على إكمال ماراثون مثلاً، أنه بمجرد وصول المشاركين إلى سبع إلى تسع ساعات في الأسبوع من التدريب، لاحظوا تغييرات ملحوظة في بِنية قلبهم.

وقال إن التدريب على هذا المستوى يعطي التخفيضات نفسها في مخاطر القلب والأوعية الدموية مثل التدريب من أربع إلى ست ساعات في الأسبوع، لكن المشاركين شهدوا زيادة في كمية عضلات القلب، وكذلك تمدد حجراته.

وذكر أن القلب مثل أي عضلة أخرى؛ إذا جرى تدريبه بشكل كافٍ، فإنه سوف يكبر.

التمارين المنزلية منخفضة التكلفة لأنها لا تستوجب دفع اشتراك شهري أو شراء مُعدات باهظة الثمن (أرشيفية)

ولفت إلى أن هذه التغييرات حدثت في وقت مبكر يصل إلى ثلاثة أشهر بعد البدء، لذا في حين أن الساعات الإضافية من التمارين لا توفر مزيداً من الفوائد؛ من حيث الحد من مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية، فإن هذه التغييرات في بنية القلب تعني تحسناً في اللياقة البدنية.

وقال إنه كان يُعتقد سابقاً أن مثل هذه التغييرات ممكنة فقط للنخبة من الرياضيين، لكن هذه الدراسة دليل على أنه إذا كنا على استعداد للالتزام، فيمكننا ليس فحسب الحصول على فوائد للقلب، ولكن أيضاً تطوير قلب الرياضي.

وذكر أنه بعد أن تبدأ ممارسة ساعة أو ساعتين من التمارين في الأسبوع لتحسين صحة قلبك، فقد يحدث شيء لا يصدَّق وغير متوقع، فقد تستمتع بها بالفعل.

وقال إن أربع ساعات في الأسبوع هي النقطة المثالية التي تمنحك أكبر قدر من التخفيض في مخاطر القلب والأوعية الدموية، ولكن إذا كنت تستمتع بالتدريب أو وجدت رياضة تحبها، فينبغي ألا تَدَع هذا يمنعك من القيام بالمزيد.

زيادة كثافة التمارين

قد تبدو فكرة الانتقال من عدم ممارسة التمارين الرياضية مطلقاً إلى ممارسة التمارين الرياضية لمدة أربع ساعات أسبوعياً، أمراً شاقاً، خاصة إذا لم يكن لديك كثير من وقت الفراغ، وهنا تكمن أهمية كثافة التمارين الرياضية.

إذا كنت تريد الحصول على أكبر قدر من الفائدة من حيث تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، فأنت بحاجة إلى بذل كثير من الجهد.

التمارين الرياضية يمكن أن تقلل خطر الوفاة المرتفع المرتبط بالجلوس لفترات طويلة (جامعة جنوب كاليفورنيا)

وإذا كان إيجاد الوقت لممارسة الرياضة في الأسبوع يشكل تحدياً ولا يمكنك ممارسة الرياضة إلا في عطلات نهاية الأسبوع، فتأكد من أن هذا لا يزال مفيداً.

فعلى الرغم من قِصر هذه التمارين، فإن كثافتها تعني أنه بعد عدة أسابيع من التدريب المتقطع عالي الكثافة، من المحتمل أن ترى عدداً من الفوائد؛ بما في ذلك انخفاض ضغط الدم والكولسترول.

ومع ذلك، كانت معظم دراسات التدريب المتقطع عالي الكثافة صغيرة جداً لقياس ما إذا كان هناك تأثير على مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بشكل عام.

وهناك حاجة للتحذير من ذلك إذا كنت تعاني أمراض القلب والأوعية الدموية، حيث يُنصح بعدم ممارسة التمارين الشاقة، ويجب على الأشخاص الذين يعانون هذه الحالات الصحية الالتزام بالتمارين منخفضة أو متوسطة الشدة.

وسيظل هذا مفيداً لقلبك، في حين لا يعرِّضك لخطر الأذى.

وقال إنه بالنسبة لشخص كسول يريد تحسين صحته القلبية والأوعية الدموية، فإن الرسالة بسيطة: حتى الوقت الصغير الذي تقضيه في ممارسة أي نوع من التمارين الرياضية يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً.