سينمائيون تونسيون يعربون عن انزعاجهم لعدم عرض أفلامهم في القاهرة

دهشة لترجمة أحد الأعمال إلى اللهجة المصرية

تكريم السفير التونسي وإهداؤه وسام عروس البحر المتوسط
تكريم السفير التونسي وإهداؤه وسام عروس البحر المتوسط
TT

سينمائيون تونسيون يعربون عن انزعاجهم لعدم عرض أفلامهم في القاهرة

تكريم السفير التونسي وإهداؤه وسام عروس البحر المتوسط
تكريم السفير التونسي وإهداؤه وسام عروس البحر المتوسط

بينما كان يجري الاحتفاء بعام الثقافة المصرية التونسية عبر ندوة عقدها مهرجان الإسكندرية، الخميس، بحضور محمد بن يوسف سفير تونس في القاهرة، إلى جانب سينمائيين تونسيين ومصريين، دعت الباحثة التونسية ومبرمجة التظاهرة أنصاف آلوهيبة لحضور عرض الفيلم الكوميدي «مشكي وعاود»، في إطار احتفاء المهرجان بالكوميديا خلال دورته الحالية، ولمزيد من إغراء الحضور قالت إن الفيلم تُرجم إلى اللهجة المصرية، ما أثار الدهشة حول ترجمة فيلم عربي إلى العربية، الأمر الذي دفع بعض الحضور من السينمائيين المصريين لتأكيد أن هذه رفاهية غير مطلوبة.
من بينهم الناقد أسامة عبد الفتاح الذي قال: أري أن هناك تكاسلاً من جانبنا في تلقي الأفلام التونسية؛ فاللهجة التونسية مفهومة تماماً لنا ولا تحتاج إلى ترجمة، بل تحتاج لقرار بتخصيص دار عرض سينمائية لعرض الأفلام العربية، وليست التونسية فقط.
فيما تبنّى الرأي نفسه الفنانة سلوى محمد علي، مؤكدة أنه لا توجد مشكلة في اللهجة التونسية؛ بدليل عروض المسرح التي يُقبل عليها المشاهد المصري وتشهد زحاماً في المهرجانات المسرحية بالقاهرة.
ربما كان المخرج التونسي رشيد فرشيو الأكثر ضيقاً بإعادة طرح تلك الأزمة التي تتعلق بعدم عرض الأفلام التونسية والعربية في دُور السينما المصرية، قائلاً: منذ سنوات طويلة نؤكد أهمية التعاون السينمائي بيننا، ولم نجد دواء لهذا الداء، إذ لا يوجد بيت في تونس لا يطرب بالفن المصري، ونجيب محفوظ كان ينتظرني بمكتبه بصحيفة الأهرام لأتناول معه القهوة بمكتبه ومعي كمال الملاخ، ويوماً ما تم منع استكمال تصوير فيلمي «كش ملك» في تونس، وطلبتُ شريهان فجاءتني إلى كازبلانكا، وظلّت معنا شهرين حتى ننتهي من التصوير، وشاركني فنيون مصريون، وكان الفنان جميل راتب على أجمل ما يكون، لذا عليكم أن تفتحوا الأبواب، اليوم السينما صعبة إنتاجاً وتسويقاً، وعلينا أن نساعد بعضنا ونقدم إنتاجاً مشتركاً.
الأمر الذي دفع بالسفير التونسي في القاهرة محمد بن يوسف، لتأكيد الحاجة لقرار مصري بتخصيص قاعة لعروض السينما العربية بالقاهرة، مؤكداً: «تعلمنا حب السينما من نوادي السينما داخل المدارس الثانوية في تونس، أما الأفلام فهي موجودة في أي وقت».
وعبّر بن يوسف عن سعادته بوجوده في الإسكندرية، متمنياً لو كان مكتبه بها، بدلاً من القاهرة، مؤكداً أن تكريم السينما التونسية بمهرجان الإسكندرية في أرض الكنانة دليل عمق تراث مشترك، ويتوافق مع ما قرره الرئيسان عبد الفتاح السيسي وقيس سعيد قبل عام لإقامة العديد من الفعاليات الثقافية والفنية ونُعِدّ لأسبوع ثقافي تونسي في مصر.
ورأى الإعلامي التونسي حبيب طرابلسي أن توزيع الأفلام عمل ربحي بالأساس، والمهم أن نعمل على نشر ثقافتنا بالمشاركة في إنتاج أفلام ومسلسلات مصرية تونسية.
وعبّر الناقد طارق الشناوي عن إعجابه بالجمهور التونسي وحبه لمشاهدة الأفلام واصطفاف الشباب التونسي أمام دُور العرض ومتابعته بشكل خاص الأفلام المصرية، مؤكداً أنه خلال إحدى دورات مهرجان قرطاج السينمائي فاز فيلم تونسي، وعندما أُعلنت الجوائز تضامن الشباب التونسي مع فيلم جزائري كانوا يرونه الأحقّ بالفوز.
في حين أكد الدكتور خالد عبد الجليل، مستشار وزيرة الثقافة للسينما، أن السينما التونسية مؤثرة جداً في الجمهور المصري، وأننا سنقدم، عبر الأسبوع الثقافي التونسي، قسماً كاملاً لعُروض الأفلام التونسية، منوهاً بأن الفيلم التجاري المصري يُعرض في تونس، لكن من المهم فتح الباب للفيلم التونسي في مصر، والأفلام العربية عموماً.
ويرى المنتج حسن دلدول أن الأهم من عرض الأفلام هو الإيمان بأن السينما تُعَدّ أمراً هاماً للمجتمع العربي كله، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، وأن الفن عموماً وسيلة لتسويق السياسة والاقتصاد، مشيراً إلى أن أم كلثوم فعلت الكثير لمصر بغنائها وحققت ما لم تحققه السياسة، بالالتفاف العربي حولها، وكذلك فن السينما، فلو شاهد الجمهور المصري الأفلام العربية سيفهم اللهجة، ويجب أن نحافظ على اللهجات في كل دولة.
وكان مهرجان الإسكندرية قد أعدّ برنامجاً هاماً للاحتفاء بالسينما التونسية، وقال الأمير أباظة، رئيس المهرجان، خلال الندوة: سعادتنا كبيرة بأننا أول مهرجان يحتفي بذكرى مئوية عرض أول فيلم تونسي «زهرة» إنتاج 1922، وإقامة معرض صور «مصر وتونس... بين السينما والذاكرة» للناقد التونسي خميس خياطي، الذي يتضمن صوراً لمخرجين مصريين قاموا بتصوير أفلامهم في تونس؛ ومن بينهم محمد وعمر عبد العزيز، كما يتم تكريم المنتج حسن دلدول، والموزع الأسعد الغوبنتني؛ كونهما أهم منتج وموزع تونسي للأفلام المصرية.


مقالات ذات صلة

فيلم «لاف أكتشلي» من أجواء عيد الميلاد أول عمل لريتشارد كيرتس

لقطة من فيلم «عيد الميلاد» (أ.ب)

فيلم «لاف أكتشلي» من أجواء عيد الميلاد أول عمل لريتشارد كيرتس

بعد عقدين على النجاح العالمي الذي حققه الفيلم الكوميدي الرومانسي «لاف أكتشلي» المتمحور حول عيد الميلاد، يحاول المخرج البريطاني ريتشارد كورتس تكرار هذا الإنجاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما أغنييشكا هولاند (مهرجان ڤينيسيا)

أغنييشكا هولاند: لا أُجمّل الأحداث ولا أكذب

عد أكثر من سنة على عرضه في مهرجاني «ڤينيسيا» و«تورونتو»، وصل فيلم المخرجة البولندية أغنييشكا هولاند «حدود خضراء» إلى عروض خاصّة في متحف (MoMA) في نيويورك.

محمد رُضا (نيويورك)
يوميات الشرق من كواليس فيلم «المستريحة» (إنستغرام ليلى علوي)

أفلام مصرية جديدة تراهن على موسم «رأس السنة»

تُراهن أفلام مصرية جديدة على موسم «رأس السنة»، من خلال بدء طرحها في دور العرض قبيل نهاية العام الحالي (2024)، وأبرزها «الهنا اللي أنا فيه»، و«الحريفة 2».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق أحمد حلمي مع زينة عبد الباقي ووالدها وأبطال فيلمها (الشركة المنتجة للفيلم)

نجوم مصريون يدعمون ابنة أشرف عبد الباقي في تجربتها الإخراجية الأولى

حرص عدد كبير من نجوم الفن المصريين على دعم المخرجة الشابة زينة عبد الباقي ابنة الفنان أشرف عبد الباقي خلال العرض الخاص لفيلمها الروائي الطويل الأول «مين يصدق»

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان أمير المصري في «مهرجان القاهرة السينمائي» (صفحته على «إنستغرام»)

أمير المصري لـ«الشرق الأوسط»: خضت تدريبات شاقة من أجل «العملاق»

أكد الفنان المصري - البريطاني أمير المصري أنه يترقب عرض فيلمين جديدين له خلال عام 2025، هما الفيلم المصري «صيف 67» والبريطاني «العملاق».

انتصار دردير (القاهرة )

«القاهرة للسينما الفرانكفونية» يراهن على أفلام عالمية تعالج الواقع

تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
TT

«القاهرة للسينما الفرانكفونية» يراهن على أفلام عالمية تعالج الواقع

تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)

بالتضامن مع القضية الفلسطينية والاحتفاء بتكريم عدد من السينمائيين، انطلقت فعاليات النسخة الرابعة من مهرجان «القاهرة للسينما الفرانكفونية»، الخميس، وتستمر فعالياته حتى الثاني من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، بعرض 75 فيلماً من 30 دولة فرانكفونية.

وشهد حفل الافتتاح تقديم فيلم قصير منفذ بالذكاء الاصطناعي، للتأكيد على أهمية تطويع التكنولوجيا والاستفادة منها في إطار تحكم العقل البشري بها، بجانب عرض راقص يمزج بين ألحان الموسيقار الفرنسي شارل أزنافور احتفالاً بمئويته، وموسيقى فريد الأطرش في ذكرى مرور 50 عاماً على رحيله.

وكرّم المهرجان المخرج المصري أحمد نادر جلال، والإعلامية المصرية سلمى الشماع، إلى جانب الممثلة إلهام شاهين التي تطرقت في كلمتها للتطور الذي يشهده المهرجان عاماً بعد الآخر، مشيدة بالأفلام التي يعرضها المهرجان كل عام من الدول الفرانكفونية.

وأكد رئيس المهرجان ياسر محب «دعم المهرجان للشعب الفلسطيني في الدورة الجديدة»، مشيراً إلى أن السينما ليست بمعزل عما يحدث في العالم من أحداث مختلفة.

وأوضح أنهم حرصوا على تقديم أفلام تعبر عن التغيرات الموجودة في الواقع الذي نعيشه على كافة المستويات، لافتاً إلى أن من بين الأفلام المعروضة أفلاماً تناقش الواقع السياسي.

جانب من الحضور في حفل الافتتاح (حساب إلهام شاهين على «فيسبوك»)

وشهد حفل الافتتاح كلمة للمستشار الثقافي للسفارة الفلسطينية بالقاهرة ناجي الناجي، أكد فيها على دور الفن في دعم القضية الفلسطينية، مشيداً بدور الأعمال الفنية المتنوعة في التعبير عن القضية الفلسطينية وعرض 14 فيلماً عنها ضمن فعاليات الدورة الجديدة للمهرجان.

وتضمن حفل الافتتاح رسالة دعم ومساندة للشعب اللبناني من خلال عرض الفيلم التسجيلي «ثالث الرحبانية» عن حياة وإبداعات الموسيقار اللبناني إلياس الرحباني، وحظي بتفاعل كبير من الحضور.

وقال المنتج الفلسطيني حسين القلا الذي يترأس مسابقة الأفلام الروائية والتسجيلية القصيرة لـ«الشرق الأوسط» إن «السينما ليست مجرد مشاهدة للأفلام فحسب، ولكن ربط بين الثقافات والحضارات المختلفة»، مشيراً إلى طغيان ما يحدث في غزة على كافة الفعاليات السينمائية.

ويترأس القلا لجنة التحكيم التي تضم في عضويتها الفنانة التونسية عائشة عطية، والفنان المصري تامر فرج الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «المهرجان ليس منصة فقط لعرض الأفلام السينمائية للدول الفرانكفونية، ولكنه مساحة للتعبير عن المبادئ التي تجمع هذه الدول، والقائمة على المساواة والأخوة والسعي لتحقيق العدل، الأمر الذي ينعكس على اختيارات الأفلام».

وعدّ الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين، المهرجان «من الفعاليات السينمائية المهمة التي تهدف لتعزيز التبادل الثقافي مع 88 دولة حول العالم تنتمي للدول الفرانكفونية، الأمر الذي يعكس تنوعاً ثقافياً وسينمائياً كبيراً»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «المهرجان يركز على استقطاب وعروض أفلام متنوعة وليس (الشو الدعائي) الذي تلجأ إليه بعض المهرجانات الأخرى».

وعبر عن تفاؤله بالدورة الجديدة من المهرجان مع أسماء الأفلام المتميزة، والحرص على عرضها ومناقشتها ضمن الفعاليات التي تستهدف جانباً ثقافياً بشكل بارز ضمن الفعاليات المختلفة.