أوروبا «موسعة» تجتمع ببراغ في مواجهة بوتين

TT

أوروبا «موسعة» تجتمع ببراغ في مواجهة بوتين

وصف المستشار الألماني أولاف شولتس، أول اجتماع لما أطلق عليه اسم «المجموعة السياسية الأوروبية»، بمشاركة أكثر من 44 دولة أوروبية، بأنه «ابتكار عظيم».
وأكد شولتس: «من الواضح جداً أن جميع المجتمعين هنا يدركون أن هذا الهجوم الروسي على أوكرانيا هو انتهاك صارخ لنظام السلم والأمن الذي كان لدينا في أوروبا في العقود الأخيرة». ورأى شولتس أن من المهم «أن نرفض هذا الهجوم، وألا نقبل بضم جزء من البلد المجاور».
فيما حذر الرئيس التشيكي ميلوس زيمان من «الخطر الشديد» باندلاع صراع نووي بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا.
وعقد قادة الدول الـ44، الخميس في براغ، اجتماعاً هو الأول في إطار «المجموعة السياسية الأوروبية»، في صيغة غير مسبوقة تشكل أيضاً رمزاً قوياً بعد سبعة أشهر على بدء الحرب في أوكرانيا.
ومن وجهة نظر الرئيس التشيكي، فإنه يجب على الغرب تحذير الكرملين من أنه إذا تم استخدام الأسلحة النووية، فسيكون هناك «رد عسكري حاسم... على الرغم من كل التبعات التي قد تترتب على ذلك». وفي الوقت ذاته، ظهر أنه تم تصدير معدات دفاعية بقيمة 47 مليار كرونة، أي ما يعادل أقل بقليل من 1.9 مليار دولار، من التشيك إلى أوكرانيا هذا العام. صرحت بذلك وزيرة الدفاع التشيكية جانا سيرنوشوفا في براغ، وفقاً لوكالة الأنباء التشيكية «سي تي كيه». ويعتبر المبلغ أعلى بعدة مرات مما كان معروفاً سابقاً.
وردت روسيا، أمس الخميس، أنها لا تزال «ملتزمة تماماً» بمبدأ عدم السماح أبداً بقيام حرب نووية مع تفاقم المخاوف من تصعيد خطير محتمل في الصراع المستمر منذ سبعة أشهر في أوكرانيا.
وذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في إفادة صحفية، أن موقف موسكو، وهو عدم خوض حرب نووية أبداً، لم يتغير.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من قبل إنه «لم يكن يخادع» بشأن استعداده لاستخدام الأسلحة النووية للدفاع عن وحدة أراضي بلاده.
من جانبه، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، صاحب فكرة إنشاء «المجموعة السياسية»، قادة المجموعة إلى مواجهة تحديات أوروبا معاً، وقال: «نحن نتشارك في بيئة مشتركة وتاريخ مشترك في غالبه، ونحن مدعوون إلى كتابة مستقبلنا معاً». وأوضح ماكرون أن الهدف من إنشاء المجموعة هو التمكن من وضع تقييم مشترك للوضع في أوروبا واستراتيجية مشتركة، وأعرب عن أمله في أن تتمكن المجموعة من الاجتماع كل ستة أشهر، وفي أن تسفر هذه اللقاءات عن مشاريع مشتركة.
وتمت دعوة كل دول الاتحاد الأوروبي الـ27، بالإضافة إلى دول أوروبية أخرى. والهدف من المنتدى الجديد هو تحسين التعاون بين الدول الأوروبية خارج حدود الاتحاد الأوروبي، مثل بريطانيا وتركيا ودول غرب البلقان ومنطقة القوقاز.
وهذا التجمع الذي يشكل ترجمة لفكرة أطلقها الرئيس الفرنسي في أيار (مايو) أكبر بكثير من الاتحاد الأوروبي (دعيت 17 دولة، بالإضافة إلى البلدات الـ27 الأعضاء في التكتل). وحضر رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال شخصياً، بينما من المقرر أن ينضم الرئيس فولوديمير زيلينسكي عبر الفيديو.
وقال شولتس إن الهدف من الجماعة الجديدة لا يتمثل في إنشاء مؤسسة جديدة أو بيروقراطية جديدة، بل إن المهم هو أن يتحدث زعماء دول المجموعة مع بعضهم البعض. وتهدف «الصورة العائلية» في قلعة براغ المهيبة التي تهيمن على البلدة القديمة في العاصمة التشيكية، إلى إحياء الروح المعنوية، حيث تواجه القارة أزمة غير مسبوقة للطاقة.
وكانت رئيسة الوزراء البريطانية أعلنت، الخميس، أن «أوروبا تواجه أخطر أزمة منذ الحرب العالمية الثانية. واجهناها بوحدة وتصميم».
وأضافت: «يجب أن نواصل السير على الطريق نفسه. من أجل ضمان انتصار أوكرانيا في هذه الحرب، وأيضاً لمواجهة التحديات الاستراتيجية التي كشفها» النزاع.
وتوضح إلفير فابري من معهد «جاك دولور»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أنه وقت صعب جداً في بلدها، وهذا يمكن أن يسمح لها باستعادة «مكانة دولية وشكل من التأثير في القارة».
وتضيف أن «ليز تراس ترى في ذلك أيضاً مصلحة على الأمد القصير»، مشيرة إلى أن «الوضع المرتبط بالطاقة في المملكة المتحدة يحتاج إلى هذه المساحة للحوار».


مقالات ذات صلة

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك الأسبوع الماضي (أ.ب)

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

تفاعل الملياردير الأميركي إيلون ماسك ودونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مع صورة متداولة على منصة «إكس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا ألسنة لهب كثيفة تتصاعد من مبنى مدمر وسيارة محترقة في منطقة زابوريجيا الأوكرانية نتيجة قصف روسي (خدمة الطوارئ الأوكرانية- أ.ف.ب)

4 قتلى و19 جريحاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 4 أشخاص على الأقل وأُصيب 19، الثلاثاء، في ضربة صاروخية روسية «دمَّرت» عيادة خاصة في مدينة زابوريجيا جنوب أوكرانيا، في حصيلة مرشحة للارتفاع.

أوروبا صورة مركبة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تعرضت لأضرار بسبب غارة بطائرة مسيرة على طريق في منطقة زابوريجيا في أوكرانيا 10 ديسمبر 2024 (رويترز)

مسيّرة تستهدف مركبة لوكالة الطاقة الذرية قرب محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا

قال مدير الطاقة الذرية إن مركبة تابعة للوكالة تعرضت لأضرار جسيمة بسبب هجوم بمسيرة على الطريق المؤدي إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس وزراء إستونيا كريستين ميشال لدى اجتماعهما في كييف الاثنين (أ.ب)

زيلينسكي: 800 ألف جندي روسي منتشرون في أوكرانيا

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انتشار مئات الآلاف من الجنود الروس حالياً في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (كييف - لندن)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماع في كييف بأوكرانيا 9 ديسمبر 2024 (أ.ب)

زيلينسكي منفتح على انتشار قوات غربية في أوكرانيا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه منفتح على الانتشار المحتمل لقوات غربية في كييف لضمان أمن البلاد في إطار جهود أوسع نطاقاً لإنهاء الحرب.

«الشرق الأوسط» (كييف)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.