بلاسخارت لإيران وتركيا: لا تتعاملا مع العراق «كأنه باحتكما الخلفية»

دعت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جنين هينيس بلاسخارت، الزعماء العراقيين إلى «الشروع في مسار حواري يبعد البلاد عن حافة الهاوية ويحقق الاستقرار السياسي»، مؤكدة أن «خيبة العراقيين وصلت إلى عنان السماء». وطالبت إيران وتركيا بـ«وقف التعامل مع العراق على أنه باحتهما الخلفية».
وقالت المسؤولة؛ التي تتولى أيضاً قيادة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، خلال جلسة لمجلس الأمن، الثلاثاء، إن «الدعوات الموجهة إلى قادة العراق كثرت لحضهم على التغلب على خلافاتهم وتشكيل حكومة منذ إجراء الانتخابات قبل عام، في 10 أكتوبر (تشرين الأول) 2021». ورأت أنه «بمقدور أي زعيم عراقي أن يجر البلاد إلى صراع ممتد ومهلك، كما أن في مقدوره أن يضع المصلحة الوطنية في المقام الأول وأن ينتشل البلد من هذه الأزمة»، مضيفة أنه «خلال الأشهر الـ12 الماضية كان للشقاق ولعبة النفوذ السياسي الأولوية على حساب الشعور بالواجب المشترك». ونبهت إلى أن «الأطراف الفاعلة على امتداد الطيف السياسي تركت البلد في مأزق طويل الأمد»، عادّةً أن العراقيين «باتوا رهينة لوضع لا يمكن التنبؤ به ولا يمكن احتماله، ليتحول إلى اشتباكات مسلحة». وأكدت أنه «بوجود مخاطر لا تزال واقعية للغاية لوقوع مزيد من الفتنة وسفك الدماء، لا يسعنا إلا أن نكرر أهمية إبعاد أي احتجاج عن العنف»، داعية كل الأطراف إلى «التصرف بمسؤولية في أوقات تصاعد التوتر». وقالت: «قدمنا دعمنا الكامل لمبادرة الحوار الوطني التي أعلنت برعاية رئيس وزراء العراق (مصطفى الكاظمي)، وهي منتدى اجتمع مرتين حتى الآن».
وقالت بلاسخارت إن «هناك حلولاً؛ ولكن فقط لو كان هناك استعداد للوصول إلى تسويات»، مذكرة بأنه «في نهاية المطاف، يعود الأمر كله إلى الإرادة السياسية. يتوجب على القادة كافة تحمل المسؤولية».
وحذرت من أن القصف التركي والإيراني في الشمال يمضي إلى أن يصير «الوضع الطبيعي الجديد» في العراق. وفي ظل الهجمات الإيرانية التي وقعت الأسبوع الماضي، جددت دعوتها إلى ضرورة أن تتوقف هذه «الأفعال الطائشة»، مؤكدة أنه «ينبغي على أي جار ألا يتعامل مع العراق كأنه باحته الخلفية».
وندد نائب المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة، ريتشارد ميلز، «بشدة» بالهجمات التي شنها «الحرس الثوري» الإيراني بالصواريخ والطائرات المسيرة في إقليم كردستان العراق في 28 سبتمبر (أيلول) الماضي، في «تصعيد كبير للانتهاكات الإيرانية للسيادة العراقية». وقال إن «مثل هذا الهجوم الوقح على أراضي الجار، خصوصاً ذلك الذي يؤدي إلى مقتل مدنيين أبرياء، أمر مستهجن أخلاقياً».وانتقل إلى الحديث عن الوضع الداخلي في العراق، فأشار إلى أنه «رغم حقيقة أن الانتخابات كانت ذات صدقية وسلمية وجيدة الإدارة، فإن البرلمانيين المنتخبين وزعماء أحزابهم فشلوا في تشكيل حكومة تخدم الشعب العراقي». وحض قادة العراق المنتخبين على «تحمل مسؤولياتهم، وتقديم التنازلات، وتجنب العنف، وتشكيل حكومة جامعة قادرة على تقديم حكم شفاف وفعال».
وقال المندوب العراقي الدائم لدى الأمم المتحدة، محمد حسين بحر العلوم، إن الاعتداءات التركية والإيرانية مستمرة على الأراضي والأجواء العراقية «تحت ذرائع وحجج واهية. فبعد القصف التركي المدفعي على العوائل العراقية الآمنة أثناء وجودها في مصيف برخ بمحافظة دهوك في شهر يوليو (تموز) الماضي، كررت إيران الاعتداء بالقصف المدفعي والجوي بالصواريخ والطائرات المسيرة على مدن وقرى متعددة في إقليم كردستان طيلة أيام الأسبوع الماضي داخل عمق المدن العراقية». وأضاف أن وزارة الخارجية العراقية استدعت سفير إيران في بغداد وسلمته «مذكرة شديدة اللهجة تضمنت إدانة الحكومة العراقية هذه الجريمة النكراء». ولفت إلى أن العملية السياسية في بلاده «شهدت جموداً ملموساً أدى إلى تأخير إجراءات تشكيل الحكومة الجديدة بعد الانتخابات»، عادّاً أن «كل الأطراف والكتل السياسية أدركت ذلك»؛ مما أدى إلى دخولها في حوار «بناء وجاد والمكاشفة الصريحة للتوصل إلى تفاهمات وحلول للانسداد السياسي».