شكّلت إندونيسيا، الاثنين، فريقاً مستقلاً للتحقيق في حادث التدافع بملعب كرة القدم الذي أسفر عن مقتل 125 شخصاً، من بينهم 32 طفلاً على الأقل، يوم «السبت الأسود» الماضي، في واحدة من أسوأ الكوارث الرياضية في العالم.
وقال وزير الأمن الإندونيسي، محمد محفوظ، في مؤتمر صحافي اليوم (الاثنين)، إن بلاده ستشكل فريقاً مستقلاً لتقصي الحقائق والمساعدة في تحديد المتورطين في الكارثة. وأوضح محفوظ أن فريق تقصي الحقائق المشترك والمستقل سيتكون من مسؤولين حكوميين ومسؤولين في اتحاد كرة القدم وخبراء وأكاديميين وصحافيين. وتابع محفوظ، في أعقاب اجتماع لوزراء وكبار مسؤولي الأمن لبحث المأساة: «من المتوقع أن ينهي الفريق عمله في غضون أسبوعين أو ثلاثة». وأضاف أن الحكومة كلفت الشرطة الوطنية أيضاً بالتحقيق مع الأشخاص الذين تعتبرهم مسؤولين عن الحادث، «خلال الأيام القليلة المقبلة»، وتقييم الإجراءات الأمنية.
وقال مسؤول في وزارة تمكين المرأة وحماية الطفل: «أشارت أحدث البيانات التي تلقيناها إلى أن من بين الـ125 شخصاً الذين قضوا في الحادثة، 32 كانوا من الأطفال، وأصغرهم كان طفلاً يتراوح عمره بين ثلاثة وأربعة أعوام».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1576498974977978369
إلى ذلك، اعتذر نادي «أريما» الإندونيسي، لضحايا التدافع المميت في استاد بمقاطعة جاوة الشرقية، وقال رئيس النادي جيلانغ ويديا برامانا، إنه مستعد لتحمل المسؤولية الكاملة عن الأحداث، فيما أعلنت السلطات فريقاً للتحقيق في الكارثة.
وأعلنت السلطات المحلية عن مقتل 125 شخصاً على الأقل في تدافع للجماهير خلال مباراة لكرة القدم، حين خسر «أريما» 2 - 3 من «بيرسيبايا سورابايا» بمدينة مالانغ مطلع الأسبوع، في واحدة من أسوأ كوارث الاستادات حول العالم. وذكرت الشرطة أن مشجعي الفريق الخاسر اقتحموا أرض الملعب، وأطلقت السلطات قنابل غاز، مما تسبب في التدافع وحالات اختناق.
ودفعت الكارثة التي وقعت في «استاد كانجوروهان» في مدينة مالانغ، ليلة السبت، الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، إلى إصدار أوامر بتعليق مسابقة الدوري الممتاز «ليغا 1»، انتظاراً إلى إجراء مراجعة. كما أكد أحد الوزراء أنه سيتم منح 50 مليون روبية (3268 دولاراً) تعويضاً إلى عائلات الضحايا، وأن مكتب الرئيس ويدودو سيتولى منح هذا التعويض إلى عائلات الضحايا في غضون يوم واحد أو يومين.
ووفقاً للشرطة، فقد توفي معظم الضحايا جراء نقص الأكسجين خلال عملية تدافع، بعد اجتياح آلاف المشجعين أرض الملعب، غداة خسارة فريق «أريما» المضيف 2 - 3 لصالح نادي «بيرسيبايا سورابايا»، منافسه في جاوة الشرقية. وأعلن مسؤولون أن أكثر من 300 شخص أصيبوا بجروح، بعضها خطيرة. وقال شهود عيان للتلفزيون المحلي، إن الشرطة طاردت مشجعين اجتاحوا أرض الملعب، مما أجبرهم على العودة إلى المدرجات. وأوضح هؤلاء، أن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع على المدرجات، مما تسبب في اندفاع المشجعين للهرب عبر أبواب الخروج.
وأثار استخدام الغاز المسيل للدموع تساؤلات حول ما إذا كان أفراد الأمن قد اتبعوا الإجراءات المناسبة للتعامل مع حشد داخل ملعب أم لا. ودعا نشطاء حقوق الإنسان، إلى إجراء تحقيق شامل. وقال فيل روبرتسون، نائب مدير قسم آسيا في منظمة «هيومن رايتس ووتش»، إن قادة الشرطة وغيرهم من الضباط، «يجب أن يحاسبوا على قرارهم إطلاق كميات كبيرة ومفرطة من الغاز المسيل للدموع، التي تسببت على ما يبدو في الاختناق، وتدافع الحشود باتجاه المخارج حيث تم دهس العديد منهم حتى الموت».
يشار إلى أنه من المقرر أن تنظم إندونيسيا العام المقبل كأس العالم لكرة القدم تحت 20 سنة. كما تقدمت البلاد بطلب لاستضافة كأس آسيا 2023.