هل تستطيع إنجلترا الفوز بكأس العالم؟

من غير المرجح أن يتحقق الحلم بقيادة ساوثغيت في مونديال قطر والخسارة بشكل سيئ ستؤدي إلى إقالته

النتائج الكارثية لمنتخب إنجلترا في دوري الأمم وضعت كثيراً من الضغوط على ساوثغيت ولاعبيه (رويترز)
النتائج الكارثية لمنتخب إنجلترا في دوري الأمم وضعت كثيراً من الضغوط على ساوثغيت ولاعبيه (رويترز)
TT

هل تستطيع إنجلترا الفوز بكأس العالم؟

النتائج الكارثية لمنتخب إنجلترا في دوري الأمم وضعت كثيراً من الضغوط على ساوثغيت ولاعبيه (رويترز)
النتائج الكارثية لمنتخب إنجلترا في دوري الأمم وضعت كثيراً من الضغوط على ساوثغيت ولاعبيه (رويترز)

قبل تسع سنوات من الآن، تحدث الرئيس الجديد للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم آنذاك، غريغ دايك، عن أهدافه للمنتخب قائلا: «أريد أن أضع هدفين لكرة القدم الإنجليزية: الأول هو أن يصل منتخب إنجلترا على الأقل إلى الدور نصف النهائي لبطولة كأس الأمم الأوروبية في عام 2020، والثاني هو أن نفوز بكأس العالم في عام 2022».
لقد تحقق الهدف الأول، وبشكل أفضل بكثير مما كان متوقعا في ذلك الوقت، والآن تتبقى الخطوة الأكبر وهي الفوز بكأس العالم في قطر. لكن في الحقيقة، كان هذا الهدف يبدو دائمًا سخيفًا، لأن أي خطط لتحقيقه كانت تتحول على مدار عقود طويلة إلى مجرد غبار في الهواء!
لقد ظل هذا التصريح يطارد دايك لسنوات، ولكي نكون منصفين، فقد كان ذلك جزءا من خطة تهدف لتركيز أنظار الجميع في اللعبة على ندرة المواهب الإنجليزية التي تلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز. بالطبع، تبدو محاولة الفوز بكأس العالم فكرة جيدة حقا، لكن من الناحية العملية يخبرنا التاريخ بأن الأمر أصعب قليلا. هناك دول أخرى في العالم تحظى فيها كرة القدم بشعبية كبيرة، وتسعى أيضا للفوز بكأس العالم، ولديها فرق تضم لاعبين ممتازين، ويحلم هؤلاء اللاعبون أيضا بالفوز بكأس العالم.
لكن مهما كان ذلك واضحا بشكل صارخ، لا يزال هناك هؤلاء الذين ربما أعمتهم قوة الدوري الإنجليزي الممتاز (دون ملاحظة جنسيات معظم أفضل اللاعبين)، ويتوقعون الكثير من إنجلترا في كل مرة.


مدرب إنجلترا واثق من التحسن في المونديال (رويترز)

إن هذا النوع من الجنون هو الذي يدفع الناس لتوجيه الانتقادات المستمرة للمدير الفني للمنتخب الإنجليزي غاريث ساوثغيت، الذي يعد ثاني أنجح مدير فني في تاريخ المنتخب. ويشير هؤلاء إلى أن المشكلة الحقيقية في هذا البلد تتمثل في الاحتفال باحتلال المركز الثاني واعتبار ذلك نجاحا!
نعم لقد حقق منتخب إنجلترا نتائج كارثية في دوري الأمم الأوروبية بفشله في الفوز في أي من مبارياته الخمس، وهبوطه للمستوى الثاني، لكن ساوثغيت لم يختبئ، وأكد أنه كان يدرك أنه سيتعرض في مرحلة ما لانتقادات لاذعة خلال فترة توليه مهمة الإشراف على «الأسود الثلاثة»، لكنه لا يزال واثقا من أن فريقه سيظهر بوجه مختلف في مونديال قطر 2022 بعد أقل من شهرين.
وأطلق أنصار المنتخب صافرات الاستهجان في وجه ساوثغيت بعد الخسارة صفر - 1 أمام إيطاليا في ميلانو، وتواصل الأمر بعد التعادل 3 - 3 مع ألمانيا.
وقال ساوثغيت الذي قاد إنجلترا إلى نصف نهائي مونديال روسيا عام 2018 ونهائي كأس أوروبا عام 2021: «دائما ما تكون الضجة أعلى وأكثر انتشارا مع المنتخب الوطني، وأنا أتفهم هذا الأمر تماما ولا أختبئ من ذلك. إنها وضعية لا نستمتع بها عندما لا نفوز بمباريات. لكن علينا أن نواصل القيام بالأشياء الصحيحة كل يوم من أجل مواصلة تحسين أجزاء صغيرة من أدائنا يمكن أن تحدث فرقا». وأوضح: «متأكد أن العروض الجيدة ستأتي وستتغير النتائج في النهاية، وفي كأس العالم الأمور ستختلف».

وكما هو الحال مع المديرين الفنيين السابقين للمنتخب الإنجليزي، يبدو الأمر كما لو أنه لا يوجد حل وسط - إما أن تدعم ساوثغيت بنسبة 100 في المائة، أو تعتقد أنه يجب إقالته على الفور واستبداله بواسطة الألماني توماس توخيل. وحتى إذا لم يكن توخيل مهتما بهذه الوظيفة، فيتعين علينا إجباره على القيام بذلك رغماً عنه، دون خوض مباريات ودية وبعد أسبوع واحد فقط من التدريب قبل أن نلعب أمام إيران في نوفمبر (تشرين الثاني) في كأس العالم!
بالطبع تمتد هذه الرؤية الغريبة إلى كل جزء من اختيارات قائمة المنتخب الإنجليزي، حيث يطالب البعض بالدفع بالمزيد من المهاجمين - حتى لو كان هؤلاء المهاجمون يلعبون في مراكز غير مراكزهم الأصلية! فما الذي يمكنهم القيام به لو لم يلعبوا في مراكزهم التي اعتادوا عليها؟ هناك أيضا من يطالب بضم عدد هائل من اللاعبين الذين يلعبون في مركز الظهير الأيمن، وهناك من يطالب باستبعاد كل من يلعب في هذا المركز، وهناك من يطالب ببناء الفريق بالكامل حول جود بيلينغهام، دون أن يدركوا أنهم بذلك يضعون الكثير من الضغوط على هذا اللاعب الشاب البالغ من العمر 19 عاما فقط. وكان هاشتاغ #رحيل_ساوثغيت منتشرا بقوة على تويتر قبل مباراة إنجلترا الأولى في نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2020 لأنه أشرك كيران تريبير في مركز الظهير الأيسر ضد كرواتيا.
وأثار الجدل بشأن ضم إيفان توني، مهاجم برنتفورد، وفيكايو توموري، مدافع ميلان الإيطالي، الكثير من الغضب أيضا. فكيف يمكنك معرفة ما إذا كان بإمكانهما الاستمرار في القائمة إذا لم يلعبا لمدة 25 دقيقة أمام ألمانيا؟ لكن بالمثل، كيف يمكن أن تكون 25 دقيقة في مباراة واحدة مؤشراً على ما إذا كان أي لاعب يتمتع بجودة عالمية أم لا؟ علاوة على ذلك، ماذا تعني «الجودة الدولية» حقا عندما تكون كرة القدم على مستوى الأندية أقوى من كرة القدم على مستوى المنتخبات؟
من الممكن أن نعتقد جميعا أن ساوثغيت هو الرجل المناسب لقيادة المنتخب الإنجليزي في مونديال قطر، لكن تكون لدينا تحفظات بشأن خططه التكتيكية، أو أن نختلف معه بشأن بعض اختياراته. ويتعرض ساوثغيت إلى انتقادات لاذعة بشأن اعتماده على طريقة دفاعية بحتة أمام المنتخبات الأكبر، لكن يبدو أنه يشعر بشجاعة غير متوقعة في التمسك بهذه المبادئ. في الحقيقة، من غير المرجح أن تفوز إنجلترا بكأس العالم، لكن لو لعب ساوثغيت بشكل مفتوح أمام المنتخبات الكبرى وخسر بشكل سيئ فربما سيفقد وظيفته!
ويعود السبب وراء الكثير من هذا إلى الطريقة التي نتعامل بها مع كرة القدم من الأساس. فكم منا يستثمر حقاً في اللاعبين الدوليين قبل بداية البطولات الكبرى؟ فالبعض يشاهد المباريات الدولية لا لشيء إلا لأنها مذاعة على التلفزيون، كما أن المباراة المملة تبدو أكثر مللا لأنك لم تكن مهتما بمتابعتها في المقام الأول. إنك تعلم أنك تكره فترة التوقف الدولية لأنها توقف مباريات الدوري التي تتابعها بشكل روتيني، لذلك فأنت مستعد نفسيا لوصف هذه المباريات الدولية بأنها مملة. (ومع ذلك، كانت مباراة إيطاليا في دوري الأمم خلال فترة التوقف الأخيرة مملة بكل المقاييس). وحتى الأجزاء المثيرة من مباريات دوري الأمم الأوروبية، مثل تلك الـ15 دقيقة في الشوط الثاني بين إنجلترا وألمانيا، هي مجرد متعة عابرة أكثر من كونها شيئا يجب تذكره. لكن نظرا لأنها المباراة الوحيدة التي كانت تُلعب في ذلك التوقيت، فقد حظيت بتغطية كبيرة رغم حقيقة أن لا أحد يهتم بها حقا بهذا الشكل، بعدما خرجا الفريقان من المنافسة على بطاقة نصف النهائي بمجموعتهما.
لكن ماذا كان سيحدث لو لم تتمكن إنجلترا من العودة (صفر - 2) وتحقيق التعادل أمام ألمانيا بثلاثة أهداف لكل فريق الأسبوع الماضي؟ لقد سمعت شخصاً على الراديو يقول إنه سيكون هناك «الكثير من الضوضاء» حول ساوثغيت واللاعبين خلال الشهرين المقبلين. ومن الناحية الواقعية، ما هو مقدار الضجيج الذي سيحدث حول كأس العالم حتى الأسبوع الذي يسبق بدايته؟ فعلى مدى الأسابيع الستة المقبلة، ستشهد كرة القدم العديد من المنافسات القوية للغاية: الدوري الإنجليزي الممتاز، ودوري أبطال أوروبا، ودوري الدرجة الأولى في إنجلترا، والدوري الإنجليزي الممتاز للسيدات، والدوري الإسباني الممتاز، إلخ.
أما بالنسبة لأحلام غريغ دايك لعام 2013، فإن الشيء المطمئن بشأن خسارة نهائي يورو 2020 هو أن اليأس لم يدم طويلاً. فبعد الخروج من أي بطولة، فإنك سرعان ما تتابع بقية منافسات كرة القدم وتنسى تدريجيا ما حدث. لكن نظرا لأننا نعرف حظ الإنجليزي السيئ تماما، فإذا كُتب لنا أن نفوز ببطولة كبرى فقد يحدث ذلك في بلد يكتشف نفسه في عالم كرة القدم!


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».