انقلابيو اليمن يمعنون في إذلال زعماء القبائل المحيطة بصنعاء

عقب استخدامهم في مساندة الانقلاب وإسقاط العاصمة

قبيلة بني الحارث اليمنية في صنعاء احتشدت لرفض إهانات الحوثيين (تويتر)
قبيلة بني الحارث اليمنية في صنعاء احتشدت لرفض إهانات الحوثيين (تويتر)
TT

انقلابيو اليمن يمعنون في إذلال زعماء القبائل المحيطة بصنعاء

قبيلة بني الحارث اليمنية في صنعاء احتشدت لرفض إهانات الحوثيين (تويتر)
قبيلة بني الحارث اليمنية في صنعاء احتشدت لرفض إهانات الحوثيين (تويتر)

بعد أن استخدمت الميليشيات الحوثية زعماء قبائل طوق صنعاء في إسقاط العاصمة اليمنية، عادت للتنكيل بهم وإذلالهم، من خلال الزج بهم في السجون، وإحلال زعامات قبلية مكان أخرى جرى تأهيلها لتدين بالولاء للسلالة التي ينتمي إليها زعيمها، عبد الملك الحوثي، وصولاً إلى مصادرة الأراضي وإرغام الشيوخ على دفع ما يُسمى «الخُمس» عن عائدات حجارة البناء المستخرَجة من المرتفعات الجبلية المحيطة بالعاصمة.
مصادر قبلية في مناطق همدان وبني مطر وبني الحارث ذكرت لـ«الشرق الأوسط» أن محمد علي الحوثي الذي عيَّن نفسه على رأس ما تُسمّى «المنظومة العدلية»، والذي يتولى، بالشراكة مع محمد الغماري رئيس أركان ما تُسمى قوات الحوثيين، مصادرة الأراضي داخل العاصمة وفي محيطها، تحت مبرر أنها أملاك للدولة أو أوقاف أو أملاك عسكرية، وسعوا طموحاتهم إلى المناطق المحيطة بالعاصمة صنعاء، وبدأوا بمصادرة أراضي منطقة الجاهلي في مديرية همدان، بعد أن اعتقلوا أكثر من 20 شخصاً من وجهاء وأبناء المنطقة، وقاموا بتسوير مساحة الأرض بالقوة، بحجة بناء منطقة سكنية لقتلاهم في المعارك. هذه المصادر بيَّنت أن ما حدث في مديرية همدان الواقعة شمال غربي صنعاء كان بالونة اختبار لكيفية المواجهة مع الحزام القبلي للعاصمة، وأنه، ونتيجة استفراد الميليشيات بسكان المنطقة وعدم تحرُّك القبائل الأخرى للدفاع عنهم، توجهت اللجنة العسكرية، التي شكَّلها الغماري، بقيادة المدعو أبو حيدر جحاف، نحو مديرية بني مطر غرب صنعاء، وعلى الطريق الرئيسي الذي يربط العاصمة بميناء الحديدة، حيث استولت على مساحات شاسعة من الأراضي التي تعود ملكيتها للقبائل، بحجة أنها أراضي أوقاف أو أراضٍ عامة للدولة.
العملية شملت قرية بيت المعقلي والقرى المجاورة لها، ومنطقة بيت عذران، إضافة لمساحات أخرى في مديرية بني مطر، مثل أراضي مناطق بيت ردم ومسيب والمساجد وقرمان والصباحة وسهمان.
وبحسب المصادر، تمت عملية المصادرة بعد حملة اعتقالات لمحرري عقود البيع والشراء في المديرية، قبل أن يتم تغييرهم بآخرين من عناصر القيادي محمد الحوثي.
وذكر اثنان من السكان في المديرية لـ«الشرق الأوسط» أن مشايخ وأعيان بني مطر الذين ساندوا ميليشيا الحوثي عند اقتحام صنعاء، وبعد ذلك خلال الحرب، التزموا الصمت تماماً تجاه عملية المصادرة خشية اعتقالهم أو إحلال آخرين مكانهم. وفي مديرية بني الحارث الواقعة في المدخل الشمالي للعاصمة صنعاء، أقدمت قيادات الميليشيات الحوثية على إغلاق مواقع كسارات الحجارة المملوكة لشيوخ ووجهاء المديرية، التي تزود جزءاً من العاصمة باحتياجاتها من الحصى المستخدمة في الخرسانة، بعد أن فرضت عليهم مبالغ طائلة تحت اسم «زكاة الخمس» و«الركاز»، من قبل القياديَين شمسان أبو نشطان وأبو محسن الرصاص.
وقالت مصادر قبلية إن الميليشيات، وبعد أن رفض شيوخ ووجهاء بني الحارث دفع ما طلبوا منهم، منعت عبور الشاحنات، ما تسبب في إيقاف العمل، وأنها وعلى الفور قامت بتشغيل كسارتين تتبعان القياديين الحوثيين في مديرية ثلا غرب صنعاء لتزويد المقاولين بما يحتاجون إليه.
ومع تأكيد المصادر أن قبائل بني الحارث وبني حشيش ونهم تضرروا من الخطوة التي أقدم عليها الحوثيون، لا يزال سكان قرى زجان من قبيلة بني حشيش، وقرية ثومة في قبيلة نهم، وقرية الحرة في قبيلة بني الحارث يعتصمون في مناطق الكسارات احتجاجاً على الممارسات الحوثية، ولكن لم يستجب لهم، مع أن العمل في هذه الكسارات هو مصدر رزقهم الوحيد.
ووفق ما ذكرته المصادر، فإن الميليشيات الحوثية استحدثت نقطة جباية على الطريق المؤدي من مواقع الكسارة إلى صنعاء، وبدأت بمطالبتهم بدفع جبايات مرهقة لا قدرة لهم عليها، وأنهم تجمعوا وهجموا على موقع النقطة وأزالوها، إلا أن الميليشيات الحوثية أرسلت عليهم حملة عسكرية وأمنية كبيرة لقمعهم وإخضاعهم وتأديبهم، وتم إطلاق الرصاص الحي عليهم لإرهابهم، فقرروا الامتناع عن العمل وتوقيفه والاعتصام السلمي ورفض الجبايات الثقيلة.
وقالت المصادر إن المعتصمين توصلوا إلى اتفاق مع ما تُسمَّى «هيئة الزكاة» يقضي بأن يدفعوا 1500 ريال عن كل متر من الحصى، ولكن هيئة الزكاة انقلبت على الاتفاق، وطالبتهم بدفع خمسة آلاف ريال عن كل متر، وهو ما تم رفضه، حيث عاد السكان للاعتصام (الدولار نحو 560 ريالاً في مناطق سيطرة الميليشيات).
وكانت الميليشيات الحوثية صادرت مساحات شاسعة من الأراضي في منطقة دار سلم المدخل الجنوبي لصنعاء، بحجة أنها من أملاك الأئمة الذين كانوا يحكمون شمال البلاد قبل الإطاحة بهم في عام 1962، بينما يقول السكان إن بحوزتهم أحكاماً قضائية منذ عدة عقود تؤكد ملكيتهم لهذه الأراضي.
وعملت الميليشيات منذ اقتحامها صنعاء، في 2014، على مصادرة أراضي وممتلكات المعارضين السياسيين، قبل أن توسع ذلك لتطال مخططات المدن السكنية، وما تقول إنها أملاك الأسر المنتمية إلى السلالة الحوثية التي كانت تحكم شمال البلاد.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.