دول الخليج تتصدر مؤشر الحكومات الرقمية عربياً

ماريا فرانشيسكا سباتوليسانو وفينسينزو أكوارو يعلنان نتائج مسح الحكومة الإلكترونية 2022 الأربعاء بمقر الأمم المتحدة (الشرق الأوسط)
ماريا فرانشيسكا سباتوليسانو وفينسينزو أكوارو يعلنان نتائج مسح الحكومة الإلكترونية 2022 الأربعاء بمقر الأمم المتحدة (الشرق الأوسط)
TT

دول الخليج تتصدر مؤشر الحكومات الرقمية عربياً

ماريا فرانشيسكا سباتوليسانو وفينسينزو أكوارو يعلنان نتائج مسح الحكومة الإلكترونية 2022 الأربعاء بمقر الأمم المتحدة (الشرق الأوسط)
ماريا فرانشيسكا سباتوليسانو وفينسينزو أكوارو يعلنان نتائج مسح الحكومة الإلكترونية 2022 الأربعاء بمقر الأمم المتحدة (الشرق الأوسط)

سجلت 12 دولة عربية مؤشرات عالية لتنمية الحكومة الرقمية في الدراسة الجديدة الصادرة عن دائرة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية. وتصدر مجلس التعاون لدول الخليج العربية بدوله الست ترتيب التصنيف عربياً، كما أظهرت الدراسة ريادة عالمية للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان بتصنيفها في أعلى المؤشر العالمي للتنمية الإلكترونية، فيما صنفت مدينتا الرياض ودبي في أعلى مؤشر عالمي للمدن حول نوعية الخدمة المحلية عبر الإنترنت.
تعريف المؤشر
يقوم المسح الجديد، بتقييم تطور الحكومة الرقمية لجميع الدول الأعضاء 193 في الأمم المتحدة، وفقاً لمؤشر كمي مركب يسمى EGDI (مؤشر تنمية الحكومة الإلكترونية) يعتمد على ثلاثة مؤشرات فرعية مركبة: مؤشر الخدمة عبر الإنترنت، مؤشر البنية التحتية للاتصالات، ومؤشر رأس المال البشري. وهذا المسح، بحسب فينسينزو أكوارو رئيس فرع الحكومة الرقمية في الأمم المتحدة المشرفة على الدراسة «قد تم الاعتراف به كأداة قيمة للقياس والتطوير، حيث يعمل كآلية مراقبة وإطار سياسات لرقمنة القطاع العام». وصنف المسح الدول الأعضاء بالأمم المتحدة ضمن 4 مجموعات رئيسية لمؤشر تنمية الحكومة الإلكترونية: مؤشر «عالٍ جداً»، و«عالٍ»، و«متوسط» و«منخفض».

الدول العربية في التصنيف العالمي
يبين كتاب الأمم المتحدة «مسح الحكومة الإلكترونية 2022» الذي أعلنت عنه في 28 سبتمبر (أيلول) ونشرته للتحميل أونلاين، في الجدول الخاص بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أرقاماً مرتفعة في مؤشر تنمية الحكومة الإلكترونية في دول الخليج، وهي الأعلى عربياً، إذ سجلت الإمارات العربية المتحدة مستوى «عال جداً» هو 13 عالمياً، والمملكة العربية السعودية 31 عالمياً، وسلطنة عمان في المرتبة 50 عالمياً. وتأتي بعدها البحرين بمؤشر «عالٍ» في المرتبة 54 عالمياً، تليها الكويت (61 عالمياً). أما قطر فسجلت مرتبة (78 عالمياً). وأظهر التصنيف كذلك تربع مدينتين عربيتين هما الرياض ودبي في أعلى «مؤشر الخدمة المحلية عبر الإنترنت» العالمي للخدمة الرقمية في المدن حول العالم.
أما الدول العربية الأخرى بحسب ترتيب المؤشر، فهي كالتالي: الدول ذات التصنيف «العالي» وهي تونس (88 عالمياً)، الأردن (100 عالمياً)، المغرب (101)، مصر (103)، الجزائر (112)، لبنان (122). والدول ذات التصنيف «المتوسط» وهي العراق (146 عالمياً)، سوريا (156)، ليبيا (169)، موريتانيا (172)، السودان (176)، اليمن (178)، جيبوتي (181)، جزر القمر (182). أما الصومال فسجلت مؤشراً «منخفضاً» (192 عالمياً).

غلاف كتاب الأمم المتحدة الجديد «مسح الحكومة الرقمية 2022»

وتشير بالتالي أرقام دراسة الأمم المتحدة في «مسح الحكومة الإلكترونية 2022» إلى أن 12 دولة عربية صنفت ضمن المؤشرات العالية لتنمية الحكومة الإلكترونية، بما فيها ثلاث دول تتمتع بأعلى تصنيف عالمي بمؤشر تنمية الحكومة الإلكترونية (عالٍ جداً) هي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، وبأن 7 دول عربية تخطى تصنيفها المعدل العالمي المتوسط لمؤشر تنمية الحكومة الإلكترونية، وهي جميع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية (السعودية، الإمارات، عمان، البحرين، الكويت، قطر)، إضافةً إلى تونس. فيما سجلت 8 دول عربية تصنيفاً «متوسطاً» ودولة وحيدة سجلت تصنيفاً «منخفضاً» (الصومال).
رداً على سؤال وجهته له صحيفة «الشرق الأوسط» عن مشاريع التعاون العربي مع الأمم المتحدة في مجال تعزيز الحكومة الرقمية والدول العربية الرائدة في المجال الرقمي، قال فينسينزو أكوارو فينسينزو أكوارو رئيس فرع الحكومة الرقمية في شعبة المؤسسات العامة والحكومة الرقمية بإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية التابعة للأمم المتحدة: «دول مجلس التعاون الخليجي تعمل دائماً عن كثب معنا، وهم دائماً يتابعون منشوراتنا وتقاريرنا وعملنا، وهم نشيطون جداً (بمتابعة دراساتنا). لقد كانوا المجموعة الأولى التي كنا نعمل معاً على هذا الأمر، وعموماً، فإن جميع دول مجلس التعاون الخليجي تعمل بشكل جيد للغاية (في مجال الحكومة الرقمية). إنها حقاً مجموعة من الدول التي تقود بشكل جيد». وأضاف فينسينزو: «إذا نظرنا إلى القمة، لديك الإمارات العربية المتحدة، السعودية، لديك عمان... كما أنها (دول مجلس التعاون الخليجي) تدعم دولاً عربية أخرى في هذا الشأن».
كما أوضحت ماريا فرانشيسكا سباتوليسانو، الأمين العام المساعد لتنسيق السياسات والشؤون المشتركة بين الوكالات في «إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية» التابعة للأمم المتحدة، لصحيفة «الشرق الأوسط» لدى سؤالها عن كيفية التنسيق مع الدول أو المؤسسات العربية: «هناك منظمة التعاون الرقمي التي أطلقتها وتقودها المملكة العربية السعودية، وهي تضم الآن مجموعة من الدول. وهذه منظمة لديها بالفعل إمكانية بناء القدرات في العالم العربي بشكل أساسي، ولدينا اتصالات منتظمة معهم، لذلك هناك تبادل». وأضافت أن المنسق المقيم في كل دولة عربية يكون المدخل لتطوير برامج التنمية المختلفة والأنشطة الأخرى بين الأمم المتحدة والدول العربية.


مقالات ذات صلة

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

العالم العربي وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

تأكيدات مصرية خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الخليج في أكبر عملية سحب للجنسية في يوم... اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية قررت اليوم سحب وفقد الجنسية الكويتية من 1535 حالة تمهيداً لعرضها على مجلس الوزراء (كونا)

رقم قياسي جديد... سحب الجنسية الكويتية من 1535 حالة

قررت اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية، اليوم، سحب وفقد الجنسية من 1535 حالة، تمهيداً لعرضها على مجلس الوزراء.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
الاقتصاد الأمير سلمان بن حمد مع أطقم الصقور السعودية المشاركة (الموقع الرسمي للمعرض)

ارتفاع نسبة المشاركة بأكثر من 30 % في معرض البحرين الدولي للطيران

افتتح ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد، معرض البحرين الدولي للطيران 2024 بقاعدة الصخير الجوية، وسط حضور إقليمي ودولي واسع لشركات الطيران، وصناع القرار.

عبد الهادي حبتور (المنامة)
الاقتصاد مستثمر ينظر إلى شاشة تعرض معلومات الأسهم في سوق أبوظبي للأوراق المالية (رويترز)

الأخضر يسيطر على الأسواق الخليجية بعد فوز ترمب 

أغلقت معظم أسواق الأسهم الخليجية تعاملاتها على ارتفاع في جلسة الأربعاء، وذلك بعد فوز الجمهوري دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية رسمياً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مستثمران يتحدثان أمام شاشة تعرض معلومات الأسهم في السوق السعودية (رويترز)

افتتاحات خضراء للأسواق الخليجية بعد فوز ترمب

ارتفعت أسواق الأسهم الخليجية في بداية جلسة تداولات الأربعاء، بعد إعلان المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترمب فوزه على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
TT

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

في خطوة إضافية نحو مكافحة الفساد ومنع التجاوزات المالية، أحال رئيس الوزراء اليمني، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، رئيس إحدى المؤسسات النفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

تأتي الخطوة متزامنة مع توجيه وزارة المالية خطاباً إلى جميع الجهات الحكومية على المستوى المركزي والسلطات المحلية، أبلغتها فيه بالامتناع عن إجراء أي عقود للشراء أو التزامات مالية جديدة إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من الوزارة.

الخزينة اليمنية خسرت نحو 3 مليارات دولار نتيجة توقف تصدير النفط (إعلام محلي)

وقال بن مبارك في حسابه على «إكس» إنه أحال ملفاً جديداً في قضايا الفساد إلى النائب العام، ضمن إجراءات مستمرة، انطلاقاً من التزام الحكومة المطلق بنهج مكافحة الفساد وإعلاء الشفافية والمساءلة بوصفه موقفاً وليس مجرد شعار.

وأكد أن الحكومة والأجهزة القضائية والرقابية ماضون في هذا الاتجاه دون تهاون، مشدداً على أنه لا حماية لمن يثبت تورطه في نهب المال العام أو الفساد المالي والإداري، مهما كان موقعه الوظيفي.

في السياق نفسه، أوضح مصدر حكومي مسؤول أن مخالفات جديدة في قضايا فساد وجرائم تمس المال العام تمت إحالتها إلى النائب العام للتحقيق واتخاذ ما يلزم، من خلال خطاب وجّه إلى النيابة العامة، يتضمن المخالفات التي ارتكبها المدير التنفيذي لشركة الاستثمارات النفطية، وعدم التزامه بالحفاظ على الممتلكات العامة والتصرف بشكل فردي في مباحثات تتعلق بنقل وتشغيل أحد القطاعات النفطية.

وتضمن الخطاب -وفق المصدر- ملفاً متكاملاً بالمخالفات التي ارتكبها المسؤول النفطي، وهي الوقائع التي على ضوئها تمت إحالته للتحقيق. لكنه لم يذكر تفاصيل هذه المخالفات كما كانت عليه الحال في إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة التسبب في إهدار 180 مليون دولار.

وجدّد المصدر التزام الحكومة المُطلق بالمحافظة على المال العام، ومحاربة جميع أنواع الفساد، باعتبار ذلك أولوية قصوى. وأشار إلى أن القضاء هو الحكم والفيصل في هذه القضايا، حتى لا يظن أحد أنه بمنأى عن المساءلة والمحاسبة، أو أنه فوق القانون.

تدابير مالية

في سياق متصل بمكافحة الفساد والتجاوزات والحد من الإنفاق، عمّمت وزارة المالية اليمنية على جميع الجهات الحكومية عدم الدخول في أي التزامات مالية جديدة إلا بعد موافقتها على المستويات المحلية والمركزية.

تعميم وزارة المالية اليمنية بشأن ترشيد الإنفاق (إعلام حكومي)

وذكر التعميم أنه، وارتباطاً بخصوصية الوضع الاقتصادي الراهن، واستناداً إلى قرار مجلس القيادة الرئاسي رقم 30 لعام 2022، بشأن وضع المعالجات لمواجهة التطورات في الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي، وفي إطار دور وزارة المالية بالموازنة بين النفقات والإيرادات، فإنها تهيب بجميع الجهات المشمولة بالموازنة العامة للدولة والموازنات الملحقة والمستقلة الالتزام بالإجراءات القانونية وعدم الدخول في أي التزامات جديدة أو البدء في إجراءات عملية الشراء إلا بعد أخذ الموافقة المسبقة منها.

وأكد التعميم أن أي جهة تُخالف هذا الإجراء ستكون غير مسؤولة عن الالتزامات المالية المترتبة على ذلك. وقال: «في حال وجود توجيهات عليا بشأن أي التزامات مالية فإنه يجري عرضها على وزارة المالية قبل البدء في إجراءات الشراء أو التعاقد».

دعم صيني للإصلاحات

وناقش نائب محافظ البنك المركزي اليمني، محمد باناجة، مع القائم بالأعمال في سفارة الصين لدى اليمن، تشاو تشنغ، مستجدات الأوضاع المتعلقة بتفاقم الأزمات المالية التي يشهدها اليمن، والتقلبات الحادة في أسعار الصرف التي تُعد نتيجة حتمية للوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد، والذي أثر بشكل مباشر على القطاع المصرفي والمالي.

وأعاد المسؤول اليمني أسباب هذا التدهور إلى اعتداء «ميليشيات الحوثي» على منشآت تصدير النفط، ما أدى إلى توقف التصدير، الذي يُعد أهم مصدر لتمويل خزينة الدولة بالنقد الأجنبي، والذي تسبب في مضاعفة العجز في الموازنة العامة وميزان المدفوعات.

نائب محافظ البنك المركزي اليمني خلال لقائه القائم بالأعمال الصيني (إعلام حكومي)

وخلال اللقاء الذي جرى بمقر البنك المركزي في عدن، أكد نائب المحافظ أن إدارة البنك تعمل جاهدة على تجاوز هذه التحديات، من خلال استخدام أدوات السياسة النقدية المُتاحة. وأشار إلى استجابة البنك بالكامل لكل البنود المتفق عليها مع المبعوث الأممي، بما في ذلك إلغاء جميع الإجراءات المتعلقة بسحب «نظام السويفت» عن البنوك التي لم تنقل مراكز عملياتها إلى عدن.

وأعاد المسؤول اليمني التذكير بأن الحوثيين لم يتخذوا أي خطوات ملموسة، ولم يصدروا بياناً يعبرون فيه عن حسن نياتهم، في حين أكد القائم بأعمال السفارة الصينية دعم الحكومة الصينية للحكومة اليمنية في كل المجالات، ومنها القطاع المصرفي، للإسهام في تنفيذ الإصلاحات.