«كيف ما كنت بحبك»... ولادة بيروت المتصالحة مع نفسها

زافين قيومجيان لـ «الشرق الأوسط» : أوكلت نفسي الحفاظ على مدينة قليلون من يحبونها كاملة

اختار زافين وجه سيدة من تمثال الشهداء غلافاً لكتابه (الشرق الأوسط)
اختار زافين وجه سيدة من تمثال الشهداء غلافاً لكتابه (الشرق الأوسط)
TT

«كيف ما كنت بحبك»... ولادة بيروت المتصالحة مع نفسها

اختار زافين وجه سيدة من تمثال الشهداء غلافاً لكتابه (الشرق الأوسط)
اختار زافين وجه سيدة من تمثال الشهداء غلافاً لكتابه (الشرق الأوسط)

لا يتعب الإعلامي زافين قيومجيان من غرف كل الحب المزروع في قلبه لبيروت ونثره حفنات حنين على قراء كتبه. ففي كتابه الأول «لبنان فلبنان» رصد تحولات الحرب وما بعدها، ضمن قصص قصيرة وصور فوتوغرافية. يومها وصفته صحيفة «نيوزويك تايمز» بأنه مصدر مهم لفهم لبنان. وفي «أسعد الله مساءكم»، قرأنا صندوق ذكريات عن محطة تلفزيونية بحقباتها الذهبية. ولم تفارقنا أيضاً مشاعر الحنين إلى لبنان الجميل في كتابه «لبنان على الشاشة» سارداً عبره أهم لحظات التلفزيون والثقافة الشعبية اللبنانية.
اليوم، ومرة جديدة، ينقلنا زافين إلى عالمه الخاص في تأليف الكتب، من خلال إصداره الجديد «كيف ما كنت بحبك» (Beirut guilty pleasures). عالم يسكنه حب الوفاء وشغف إعلامي يرفض أن يتم التلاعب بجينات مدينته، كما يقول.
ومن خلال 12 معلماً يصفها بنتوءات، وكأنها من خارج التاريخ، إذ يقف السائحون أمامها وهم يبتسمون كي يلتقطوا الصور. «كنت أراقب وفوداً سياحية من كوريا وأوروبا وشرق آسيا وغيرها يتجولون أمام فندق (هوليداي إن) المدمَّر. أو يقفون على أقدام برج المر الشاهق ونادي السان جورج المهجورة غرف فندقه. وأتساءل كيف أن سحر بيروت يرتبط بذاكرة الحرب إلى هذا الحد؟ فهؤلاء كانوا يأتون عن سابق تصور وتصميم يفتشون ويبحثون عن هذه الأماكن التي كانت تشكل واجهة بيروت أيام العز. ورغم تشوهها بسبب الحرب كانوا يتمسكون بأخذ صورة تذكارية لهم معها».
هذه المشاهد التي سكنته أثناء ممارسته عمله إعلامياً في «تلفزيون المستقبل»، ولّدت عنده فكرة كتابه الجديد «كيف ما كنت بحبك». ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «من قصة هذه النتوءات انطلقت، ولاحظت أن بيروت متعددة الوجوه. فالعاصمة التجارية غير تلك السكنية. وبيروت الزمن الجميل هي غير أسواقها المهدمة في وسطها المشلول. وكذلك لفتتني أماكن أخرى لا تزال مزدهرة فيها. وجميعها تتوالد لتكوّن مجموعة مدن في مدينة واحدة؛ فالتحري عن قصة هذه المدينة تحول عندي إلى شغف ترجمتُه في هذا الكتاب».
يمر زافين مع رفيقه المصور، علي شحادي، على 10 معالم في المدينة، اضطر إلى تعديلها وإضافة اثنين عليها، بعدما استجدت أحداث في لبنان ولّدت اثنتين منها: «قبضة الثورة» و«أهراءات بيروت». ومع 12 معلماً يروي قصصها بدقة وتأنٍّ، جمع معلوماته عنها. تحدث زافين مع مهندسين معماريين وشهودٍ أحياء وورثة وبعض أصحاب هذه المعالم، كي يدونها بحذافيرها. ويعلق: «بعض هذه المعالم حفظنا عنها معلومات اكتشفت أنها خاطئة، فأعدت تصويبها».
تبدأ الرحلة في «كيف ما كنت بحبك» مع أهراءات بيروت، ومنها ننتقل إلى مبنى صحيفة «أوريان لو جور» في الستينات. ومن هناك نتابع حكايات عن رموز تاريخية لبيروت السياحية والثقافية والعمرانية. نتعرف إلى «نادي اليخوت (أوتيل سان جورج)»، مروراً بفندق «هوليداي إن»، و«التياترو الكبير»، و«ساحة الشهداء»، و«قبضة الثورة». وننتقل بعدها إلى مبنى «البيضة»، في وسط العاصمة، ونلقي تحية على منطقة الباشورا ومبانيها العامة والمهجورة. ولفتة إلى الفن الغرافيتي فيها من خلال مركز «بيروت ديستركت». لنصل في مسك الختام إلى محطتين ثقافيتين لكل منهما تاريخها وخصوصيتها، ألا وهما «بيت بيروت» و«المتحف الوطني».
تأخر صدور الكتاب لسنوات بسبب اندلاع الثورة وانتشار الجائحة والأزمة الاقتصادية. «إنه حصيلة 3 سنوات من الأبحاث قمت بها في زمن آخر غير الذي صادف صدوره. كنت أحلم بالقيام بجولة سياحية كالتي راجت في قلب العاصمة قبل كل تلك الأحداث المستجدة. وبالفعل قمت بها وتعرفت أكثر إلى بيروت التي أعشقها فعرفتها عن قرب». وعن سبب تسميته لهذه الجولة في كتابه بـ«جولة الذنوب والندوب»، يرد في سياق حديثه: «الندوب لأن الحرب تركت أثرها على مجمل المناطق في بيروت. أما الذنوب، فلأن كثيرين يقفون على أرض وتراب مشبعة بدم شهداء الحرب من مختلف المناطق وهم يبتسمون. هي مدينة تكسرت وتهدمت، ورغم ذلك وقف عديدون يلتقطون الصور التذكارية في معالمها، فيواجهون تاريخاً بأكمله يجهلون تفاصيله، وكأن هناك ذنباً يسكن هذا الفرح».
ويتوقف زافين عند ظاهرة تُعرف بـ«بورنوغرافيا الخراب»... «هي ظاهرة معروفة عالمياً يمارسها أشخاص يحبون الرحلات السياحية القائمة على أماكن مهجورة وتعيش على خرابها. لم أرغب في أن تكون بيروت واحدة من هذه الأماكن؛ إذ أردتها مدينة نابضة متصالحة مع نفسها».
دوّن زافين كتابه بالعربية ومن ثم ترجمه إلى الإنجليزية: «تعاونت في هذا الخصوص مع كاتب أميركي، فأعدت تدوينه من جديد. كما رغبت في أن يحمل تصميمه لمسة مبتكرة وصارخة في الوقت نفسه. لذلك لجأت إلى المصمم اللبناني خاجاك أبيليان، وهو مشهور في أمستردام، وعالمياً بفن الخط العربي. وكان من المهم جداً عندي أن يلتقي التصميم مع النص والصور بشكل متكامل ومنسق».
يحمل غلاف الكتاب صورة «سيدة ساحة الشهداء»، من ضمن شخصيات تمثال الشهداء وسط بيروت، الذي نحته الإيطالي مارينو مازاكور في عام 1960. «تخيلها الفنان الإيطالي وجهاً أساسياً في منحوتة، وكأنه أرادها أن تمثل بيروت. صورناها بكاميرا (درون) عن قرب، ونقلناها على غلاف الكتاب. فهي يمكن أن تكون أيضاً أم الشهيد أو أخته أو زوجته. كما اكتشفت أن النحات الإيطالي استعان بممثل لبناني من آل طبارة استخدمه كموديل ليقولب جسم الشخص الذي يقف إلى جانب هذه السيدة على مثاله. يومها انتُقد الفنان الإيطالي بأن منحوتته لا تمثل لبنان الحقيقي، لأن بنية شخصياته أوروبية».
يطول الحديث مع زافين، الإعلامي المخضرم الذي يشعر بمسؤولية كبيرة تجاه مدينته... متصالح مع نفسه ومتسلح بالشفافية والوضوح يسرد عليك قصة كتابه وكأنه واحد من أولاده؛ فهو يعد نفسه بمثابة جسر يصل ما بين جيلين: ما قبل العولمة وما بعدها، وما قبل الحرب وبعدها. «أنتمي إلى هذا الجيل الذي عاش العصر الذهبي وروح المدينة بأصالتها. وأشعر بمسؤوليتي تجاه هذه الروح كي تتنشق عطرها الأجيال الشابة. روح المدينة لم نفقدها رغم كل هذا الضجيج الذي يلفها والهدم الذي اعتراها. أشعر وكأنه بعد الحرب تم التلاعب بالتكوين الجيني لها، فأردت أن ألعب هذا الدور كي ألغي تقسيم مدينتي إلى أجزاء؛ فأوكلت نفسي بمهمة الحفاظ على مدينة لا أحد يحبها قطعة واحدة. أشخاص كثيرون عندما يحدثونك عن بيروت يخصّونك بجزء أو بقطعة منها. وكأنهم يحبون هذه القطعة ويتذكرونها دون غيرها؛ فلا أحد يستوعب أن سحر بيروت يكمن في اكتمالها قطعة واحدة غير مجزّأة؛ فالكتاب جاء ترجمة لوجهة نظري هذه المغايرة تماماً، لوجهات نظر كثيرين يفضلون تقسيم ذكرياتهم عنها».
300 صفحة من كتاب «كيف ما كنت بحبك» صادر عن دار «هاشيت أنطوان» تتصفحها بشغف القارئ النهم الذي من الصعب أن يتركه منذ صفحته الأولى. كتاب لا يهدف إلى الربح المادي أو حبّاً لانتشار لصاحبه. فهو يحمل رسالة وطنية عميقة تلمس قارئه لا شعورياً، فيغرم ببيروت من جديد، وعلى طريقة زافين المحترفة والمكتملة المعالم.
ويختم زافين: «(كيف ما كنت بحبك) عبارة استوحيتها من حملة وزارة السياحة لترويج عجلة السياحة في صيف لبنان. (بجنونك بحبك) نعم، ولكن علينا أن نصلّح هذا الجنون ونوقفه. وتكمن مسؤوليتي في فتح آفاق جديدة أمام جيل الشباب كي يتعرفوا إلى بيروت التي يجب أن يحبوها كلّها، فتكون موطنهم دون غيرها».



ولي العهد السعودي يستقبل المهنئين بشهر رمضان

ولي العهد السعودي يستقبل المهنئين بشهر رمضان
TT

ولي العهد السعودي يستقبل المهنئين بشهر رمضان

ولي العهد السعودي يستقبل المهنئين بشهر رمضان

استقبل الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، في قصر اليمامة بالرياض، مفتي عام المملكة والأمراء، والعلماء والوزراء وجمعاً من المواطنين، الذين قدموا للسلام عليه والتهنئة بحلول شهر رمضان المبارك.

وصافح الأمير محمد بن سلمان المهنئين وبادلهم التهنئة بالشهر الفضيل، سائلاً الله أن يتقبل من الجميع صيامهم وقيامهم وصالح أعمالهم، وأن يديم على البلاد أمنها واستقرارها بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.

حضر الاستقبال الأمير خالد بن فهد بن خالد، والأمير تركي بن فيصل بن عبد العزيز، والأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، والأمير مشعل بن سعود بن عبد العزيز، والأمير منصور بن سعود بن عبد العزيز، والأمير فهد بن عبد الله بن محمد، والأمير خالد بن سعد بن عبد العزيز، والأمير سعود بن مساعد بن عبد العزيز، والأمير سعد بن فيصل بن سعد الأول بن عبد الرحمن، والأمير خالد بن مساعد بن عبد الرحمن، والأمير بندر بن مساعد بن عبد العزيز، والأمير فيصل بن محمد بن عبد العزيز، والأمير الدكتور عبد الرحمن بن سعود الكبير، والأمير سعد بن فهد بن محمد بن عبد العزيز، والأمير خالد بن سعد بن فهد، والأمير محمد بن مشاري بن عبد العزيز، والأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز وزير دولة عضو مجلس الوزراء، والأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز، والأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود بن عبد العزيز، والأمير عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز، والأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز، والأمير تركي بن فهد بن جلوي، والأمير نواف بن محمد بن عبد الله، والأمير فيصل بن بندر بن خالد بن عبد العزيز، والأمير الدكتور سعود بن سلمان بن محمد، والأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد، والأمير فيصل بن سلطان بن عبد العزيز، والأمير الدكتور محمد بن سلمان بن محمد، والأمير خالد بن سعد بن محمد بن عبد الرحمن، والأمير فهد بن محمد بن سعود الكبير، والأمير أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن، والأمير يوسف بن مساعد بن عبد العزيز، والأمير خالد بن سعود بن خالد، والأمير خالد بن فيصل بن تركي، والأمير بندر بن سعود بن محمد، والأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز، والأمير عبد العزيز بن بندر بن عبد العزيز، والأمير منصور بن ناصر بن عبد العزيز، والأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد، والأمير عبد العزيز بن أحمد بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سعد بن محمد بن سعود بن عبد الرحمن، والأمير الدكتور عبد العزيز بن سطام بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير عبد العزيز بن عبدالإله بن عبد العزيز، والأمير فيصل بن تركي بن عبد العزيز المستشار في الديوان الملكي, والأمير عبد الله بن مساعد بن عبد العزيز، والأمير بندر بن خالد بن فيصل بن عبد العزيز المستشار في الديوان الملكي، والأمير فهد بن سعد بن عبد الله محافظ الدرعية، والأمير خالد بن تركي بن فيصل بن تركي الأول بن عبد العزيز، والأمير عبد الرحمن بن مساعد بن عبد العزيز، والأمير محمد بن خالد بن عبد الله بن فيصل بن عبد العزيز، والأمير تركي بن عبد الرحمن بن عبد العزيز، والأمير فهد بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن، والأمير سعود بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن، والأمير نواف بن سعد بن عبد الله، والأمير فيصل بن تركي بن فيصل بن تركي الأول بن عبد العزيز، والأمير نايف بن ممدوح بن عبد العزيز, والأمير منصور بن محمد بن سعد الثاني بن عبد الرحمن، والأمير فيصل بن تركي بن ناصر بن عبد العزيز، والأمير سعد بن عبد الرحمن بن سعد الثاني بن عبد الرحمن، والأمير فهد بن فيصل بن عبد العزيز بن فيصل بن عبد العزيز بن سعود، والأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبد العزيز، والأمير نايف بن سلطان بن عبد العزيز، والأمير بندر بن مقرن بن عبد العزيز، والأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، والأمير محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض، والأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز, والأمير محمد بن منصور بن متعب بن عبد العزيز، والأمير سلطان بن فهد بن سلمان بن عبد العزيز، والأمير عبد العزيز بن تركي بن فيصل بن عبد العزيز وزير الرياضة، والأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، والأمير بندر بن فيصل بن بندر بن عبد العزيز مساعد رئيس الاستخبارات، والأمير عبد الله بن بندر بن عبد العزيز وزير الحرس الوطني، والأمير محمد بن سعود بن نايف بن عبد العزيز، والأمير فهد بن محمد بن سعد بن عبد العزيز محافظ الخرج، والأمير سعود بن سلمان بن عبد العزيز، والأمير مشعل بن سلطان بن عبد العزيز، والأمير سلمان بن محمد بن نواف بن عبد العزيز، والأمير عبد العزيز بن فيصل بن عبدالمجيد بن عبد العزيز، والأمير سعد بن عبد الله بن عبد العزيز، والأمير مشهور بن عبد الله بن عبد العزيز، والأمير سعود بن هذلول بن عبد العزيز، والأمير تركي بن عبد العزيز بن أحمد بن عبد العزيز، والأمير عبد المجيد بن عبد الإله بن عبد العزيز، والأمير عبد الله بن عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز، والأمير سلطان بن عبد العزيز بن هذلول بن عبد العزيز، والأمير راكان بن سلمان بن عبد العزيز، والأمير فيصل بن أحمد بن سلمان بن عبد العزيز، والأمير الدكتور خالد بن عبد الله بن مقرن، والأمير فيصل بن عبد الله بن مشاري، والأمير الدكتور نايف بن ثنيان بن محمد، والأمير ممدوح بن سعود بن ثنيان، والأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين نائب وزير الحرس الوطني المكلف، والأمير خالد بن عبد العزيز بن محمد بن عياف، والأمير عبد الرحمن بن محمد بن عياف نائب وزير الدفاع، والأمير فيصل بن عبد العزيز بن محمد بن عياف أمين منطقة الرياض.