إيان «الخطير» يتسبب بفيضانات «كارثية» في فلوريدا

لا تزال المناطق الساحلية في جنوب غربي فلوريدا غارقة في الظلام اليوم (الخميس)، بعد إعصار إيان المدمر الذي تسبب في حدوث فيضانات كارثية وانقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1575452076808732673
وبعيداً قليلاً عن مسار الإعصار، بالقرب من أرخبيل كيز، تسببت الأحوال الجوية المتردية في انقلاب قارب يحمل مهاجرين. وكان خفر السواحل لا يزالون يبحثون عن 20 شخصاً، بعدما أنقد ثلاثة فيما تمكن أربعة آخرون من السباحة إلى الشاطئ.
ووصل إيان الذي رافقته رياح تصل سرعتها إلى 240 كيلومترا في الساعة، إلى اليابسة على امتداد ساحل كايو كوستا في جنوب غربي الولاية، في الساعة الثالثة مساءً بالتوقيت المحلي (19:00 بتوقيت غرينيتش)، وفقاً للمركز الوطني للأعاصير (NHC).
وأشار المركز إلى أن الإعصار «الخطير للغاية، تسبب بفيضانات كارثية».
https://twitter.com/_jg54/status/1575263009366331392
وانقطعت الكهرباء عن أكثر من مليوني منزل صباح الخميس في فلوريدا، من إجمالي 11 مليون منزل معظمها حول مسار الإعصار، وفقاً لموقع «باور أوتدج» المتخصص.
وأشار الموقع إلى أن الكثير من المقاطعات القريبة من المكان الذي وصل فيه إيان إلى اليابسة كانت من دون كهرباء بشكل شبه كامل.
من المتوقع أن يؤثر إيان على ملايين من الأشخاص في فلوريدا فضلا عن ولايتي جورجيا وكارولاينا الجنوبية.

وقد تلقى نحو 2.5 مليون شخص أوامر إخلاء إلزامية في اثنتي عشرة مقاطعة ساحلية في فلوريدا، كما صدرت توصيات بعمليات إخلاء طوعية في مقاطعات أخرى.
من جهته، أكد الحاكم رون ديسانتيس مساء أمس (الأربعاء)، أنه من المحتمل أن يكون هذا الإعصار «أحد أقوى خمسة أعاصير تضرب فلوريدا على الإطلاق».
وقال مدير مصلحة الأرصاد الجوية الأميركية كين غراهام في مؤتمر صحافي: «هذه عاصفة سيتم الحديث عنها لسنوات عدة مقبلة».

أما مديرة الوكالة الفيدرالية للإغاثة من الكوارث ديان كريسويل، فقد أكدت أن إيان سيحافظ على خطورته في الأيام المقبلة.
وفي هذا الإطار، استدعي نحو 3200 من أفراد الحرس الوطني إلى فلوريدا، وفقاً للبنتاغون، فيما لا يزال 1800 غيرهم في طريقهم إليها.
ضرب الإعصار إيان كوبا في وقت سابق الثلاثاء، مما أسفر عن مقتل شخصين وإغراق الجزيرة في الظلام. وعادت الكهرباء الأربعاء لدى بعض سكان هافانا و11 مقاطعة أخرى، ولكن ليس في المقاطعات الثلاث الأكثر تضرراً في غرب البلاد.
مع ارتفاع درجة حرارة سطح المحيطات، تزداد شدة الأعاصير القوية، مع رياح أقوى وهطول أكبر للأمطار.
ووفقاً لغاري لاكمان أستاذ علوم الغلاف الجوي في جامعة ولاية كارولاينا الشمالية في الولايات المتحدة، فقد أظهرت الكثير من الدراسات وجود صلة محتملة بين تغير المناخ وظاهرة تُعرف باسم «التكثيف السريع» - عندما تشتد عاصفة استوائية ضعيفة نسبياً وتتحول إلى إعصار من الفئة الثالثة أو أكثر في غضون 24 ساعة، كما كانت الحال مع إيان.
وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «لا يزال هناك إجماع على أنه سيكون هناك عدد أقل من العواصف في المستقبل، لكن العواصف الأكبر ستكون أكثر حدة».