كشف تقرير لمجلة «بوليتيكو» الأميركية، عن مساعٍ حثيثة للمخابرات الأميركية وحلفائها لرصد أي تحركات أو اتصالات عسكرية روسية، قد تشير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر باستخدام أسلحة نووية في أوكرانيا.
ونقلت المجلة عن خمسة مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، قولهم إن «أي قرار للزعيم الروسي يعدّ محاولة يائسة لاستعادة زمام المبادرة، أو الضغط على المجتمع الدولي لتلبية مطالبه، وقد يأتي بعد فوات الأوان».
والأربعاء الماضي، أعلن بوتين التعبئة الجزئية واستدعى مئات آلاف الروس للقتال في أوكرانيا، محذراً الغرب من أن موسكو «ستستخدم كل الوسائل» المتاحة لها للدفاع عن نفسها، بما في ذلك السلاح النووي.
وأكد الرئيس الروسي، خلال خطاب متلفز، أن «الأمر ليس خدعة»، معتبراً أن الدول الغربية تحاول «تدمير» روسيا.
وأشارت «بوليتيكو» إلى أن هناك اختلافاً بين الأسلحة النووية التكتيكية والاستراتيجية، موضحة أنه «يمكن لمعظم الطائرات الروسية، إلى جانب الصواريخ التقليدية وقاذفات الصواريخ، أن تحمل أسلحة نووية تكتيكية».
ولفتت إلى أنه «تم تصميم هذه الأسلحة لاستخدام أكثر تحديداً للهدف في ساحة المعركة من الأسلحة الاستراتيجية، مثل الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، التي عادة ما يكون قبلها إشارات تحذيرية عندما توضع وحداتها في حالة تأهب، أو توضع في التدريبات». وبحسب المجلة، فإن هذا يعني أنه إذا لم يرغب بوتين أو قادته في أن يعرف العالم مسبقاً، فقد لا تعرف الولايات المتحدة أبداً متى استبدلت القوات الروسية بالذخائر التقليدية قنابل نووية تكتيكية.
ونقلت المجلة عن مسؤول حكومي أميركي لديه اطلاع على معلومات استخباراتية عن القوات النووية الروسية واستراتيجيتها، قوله: «نحن نراقب الأمر عن كثب».
وأوضح المسؤول غير المخول الإدلاء بتصريحات صحافية وفقاً للمجلة، أن الجهود تشمل تعزيز وتكثيف عمل أجهزة الاستخبارات لدى الولايات المتحدة وحلفائها في الجو والفضاء والفضاء الإلكتروني، والاعتماد بشكل أكبر على الأقمار الصناعية التجارية لتصوير الأرض وتحليل تحركات الوحدات الروسية في الميدان، التي قد تتحرك في وضع يؤشر على تلقيها أوامر باستخدام النووي.
وبحسب المجلة، هناك تركيز آخر خارج أوكرانيا، في جيب كالينينغراد الروسي، المحصور بين بولندا وليتوانيا؛ حيث قام الكرملين بتركيب أنظمة أسلحة مزدوجة الاستخدام وصواريخ تفوق سرعة الصوت.
ووفقا لـ«بوليتيكو»، فإن روسيا تمتلك أكثر من 1900 رأس نووي تكتيكي، يشار إليها أيضاً باسم الأسلحة النووية غير الاستراتيجية.
والثلاثاء، قال الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف إن موسكو لها الحق في الدفاع عن نفسها بالأسلحة النووية إذا تم تجاوز حدودها، وإن هذا «بالتأكيد ليس خدعة».
كما حذر ميدفيديف، الذي يشغل حالياً منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، من أن موسكو لها الحق في الرد «من دون الكثير من المشاورات»، مع تصاعد التوتر مع الغرب بشأن الاستفتاءات التي أجريت في مساحات شاسعة من المناطق الأوكرانية التي تحتلها روسيا.
وانتهت روسيا، الثلاثاء، من تنظيم استفتاءات في أربع مناطق تسيطر عليها كلياً أو جزئياً في أوكرانيا، مثيرة غضب كييف والدول الغربية، التي وعدت برد قوي في حال ضمها.
«بوليتيكو»: واشنطن تكثف استخباراتها ومراقبتها بعد تهديدات بوتين النووية
«بوليتيكو»: واشنطن تكثف استخباراتها ومراقبتها بعد تهديدات بوتين النووية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة