فيما بعثت حراسة الأخضر بقيادة العويس والربيعي الاطمئنان في الشارع الرياضي السعودي من خلال وديتي الإكوادور وأميركا الوديتين في معسكر إسبانيا، أثار الدفاع نوعا من القلق بسبب بعض الهفوات والتي كان لها بعض الإيجابية بالنسبة لحراس المرمى الذين نجحوا في تخطي الاختبار الصعب، فيما بات الهجوم مثار استفهامات و«مطالبات» بتحسينه بشكل أفضل وأمثل قبل انطلاق المحفل الكروي.
وقال إبراهيم سويد نجم المنتخب السعودي السابق إن المدرب الفرنسي إيرفي رينارد وقف على الأسماء التي تم اختيارها حديثا، واطمأن أيضا على الأسماء التي يثق فيها ويختارها خلاف الأسماء التي يعتمد عليها دائما.
الربيعي نجح في الامتحان خلال الودية الأخيرة (أ.ب)
وأضاف أنه بعيدا عن نتائج مواجهتي الإكوادور وأميركا فإن المدرب طبق الأسلوب الفني الذي يعتزم تطبيقه أمام المنتخبات التي تلعب بنفس الأسلوب، حيث إن الأكوادور تلعب بنفس طريقة منتخب الأرجنتين الذي سيخوض الأخضر المواجهة الأولى أمامه، فيما يلعب المنتخب الأميركي بطريقة مشابهة للمنتخب المكسيكي الذي سيخوض المنتخب السعودي ثالث مبارياته وآخرها في دور المجموعات.
وبيّن سويد أن الفائدة الفنية تتركز في كيفية إغلاق المناطق الدفاعية واللعب على الارتداد، وهذا ما يجب العمل عليه وخصوصا في المباراة الأولى لأن أي تقدم مبكر للأرجنتين المدجج بالنجوم الكبار قد يمنحهم المزيد من الرغبة في تعزيز التقدم ويربك حسابات المدرب رينارد.
وأوضح سويد أن المنتخب السعودي يعاني من ضعف واضح في الدفاع، وهذا ما سعى المدرب إلى معالجته في المعسكر الذي اختتم في إسبانيا، وسيسعى كذلك لتطوير الجوانب الأخرى، وخصوصا الارتداد السريع في بقية مراحل الإعداد، مشددا على أن قوة الدفاع مهمة في البطولات الكبرى.
وحول الجانب الهجومي، قال سويد إن «الأسماء الموجودة من اللاعبين لا تضاهي الأسماء التي شاركت في مناسبات كبرى سابقة، وهذا ليس تقليلا منهم، إلا أن الأسماء الموجودة في المنتخب تبقى الأفضل، ويتوجب أن تلقى كل الدعم والمساندة، والأكيد أن رينارد اختار الأسماء التي تناسب نهجه في بطولة كأس العالم التي ستكون طريقة اللعب فيها مختلفة عن أي بطولة أخرى».
سعود عبد الحميد في إحدى الكرات المشتركة (أ.ف.ب)
وأشار إلى أن «مواجهة منتخبات تفوقك في التصنيف والإمكانيات وديا يمنح اللاعبين ثقة أكبر قبل المواجهات الرسمية التي ستكون أيضا مع منتخبات تفوق المنتخب السعودي في التصنيف والإمكانيات والنجوم، مبديا تفاؤله بتسجيل مشاركة جيدة في المونديال القادم».
من جانبه قال علاء رواس مدرب الحراس في المنتخب السعودي سابقا إن التجربتين الوديتين ضد الإكوادور وأميركا مثلت أهمية بالغة من حيث مواجهة منتخبات تزخر بنجوم يلعبون في أقوى الدوريات، كما أن تقدمهما في التصنيف على المنتخب السعودي يؤكد أن المدرب يعمل بأسلوب مناسب للمرحلة القادمة.
وعن رأيه في أداء حراس المرمى وخصوصا محمد العويس ومحمد الربيعي اللذين لعب كل منهما في المباراتين مناصفة بينهما، قال رواس: من أهم المكاسب التي تحققت في المعسكر والمباراتين هو الطمأنينة التي بعثها العويس واليامي بشأن حراسة المنتخب، خصوصا أنهما لا يشاركان في الدوري المحلي بشكل يتناسب مع المرحلة القادمة، إلا أن حساسيتهما ظهرت بشكل إيجابي، وإن كان اليامي حضر في مباريات فريقه الأخيرة بدوري الدرجة الأولى.
وأضاف أن الأخطاء التي ارتكبها المدافعون في المباراتين الوديتين وخصوصا أمام الأكوادور لها إيجابيات أيضا، حيث منحت الحارسين فرصا أكثر للاختبار الفني، إلا أن من المهم أن يتواصل علاج المشاكل الفنية التي تظهر في مباريات المنتخب قبل دخول المعترك العالمي، حيث قوة المنتخبات وخبرتها ونجومها، مما يتطلب العمل بشكل أكبر في المعسكرات القادمة التي تسبق المشاركة في المونديال.
وأشار إلى أن الأخطاء لا ترتكز على الجانب الدفاعي، بل إن هناك أهمية لتفعيل الجانب الهجومي، وإن كانت هناك رغبة لدى المدرب بنهج أسلوب المرتدات في مباريات كأس العالم.
البريكان مهاجم الأخضر يتعرض لمخاشنة لاعب أميركا (أ.ف.ب)
من جهة ثانية، بدأ القلق ينتاب المنتخبات العربية التي ستشارك في كأس العالم 2022 المقبلة في قطر، وذلك بسبب أدائها الفني الذي لم يرتق للمستوى المأمول من قبل عشاقها في كافة الأقطار.
ووجد المنتخب المغربي صعوبة كبيرة لفرض أسلوب لعبه في ظل حسن انتشار لاعبي منتخب باراغواي الذين لم يتركوا أي مساحة وكانوا يتقنون الهجمات المرتدة السريعة، لكن مباراته الأولى الودية أمام تشيلي كانت مقنعة لعشاق أسود الأطلس. ورغم كثرة الأخطاء في التمرير باعتراف المدرب الركراكي، أتيحت للمغرب ثلاث فرص لهز الشباك بداية من الدقيقة العاشرة بعد تبادل سريع للكرة وتمريرة بينية من أشرف حكيمي نحو مايي الذي سدد من مدى قريب كرة أبعدها الحارس ثم أحد المدافعين.
وأشاد الركراكي بالعرض الجيد للاعبيه، وقال في تصريحات تلفزيونية: «أكثر ما أعجبني في فريقي، هي الروح الجماعية التي ميزتنا وكانت سر انتصارنا. حماس اللاعبين كان كبيرا من أجل الفوز».
وأضاف «واجهنا منتخبا جيدا وقويا، ولعب بإيقاع مرتفع. المنتخب التشيلي يلعب باندفاع، ولديه مجموعة من اللاعبين الجيدين، بل استعاد نجومه الذين غابوا عن المباريات الأخيرة».
وأردف قائلا: «سعداء بالفوز، لكن ما زال ينتظرنا عمل، وتصحيح بعض الجزئيات، مثلما حدث في الشوط الأول، لأننا قد نعاقب على مثل تلك الأخطاء أمام كرواتيا أو بلجيكا في المونديال، خاصة في المرتدات الهجومية».
وعلى صعيد منتخب قطر، أظهر فريق المدرب الإسباني فليكيس سانشيس مستوى متواضعا مطلع مباراة كندا بهشاشة دفاعية تسببت في تأخر مبكر عندما مرر سام أديكوجبي كرة عرضية تابعها مهاجم كلوب بروج البلجيكي لارين برأسه داخل الشباك (4)، قبل أن يعزز مهاجم ليل الفرنسي ديفيد التقدم بالهدف الثاني مستغلا كرة مرتدة من الحارس سعد الشيب إثر تسديدة كمال ميلر (13).
وبرر المدافع عبد الكريم حسن الخسارة الأولى أمام كندا «بقلة التركيز مطلع المباراة، حيث ارتكبنا أخطاء تسببت في الهدفين، لكننا تحسنا كثيرا في قادم أوقات المباراة بعدما تجاوزنا تواضع البداية، وكنا جيدين وخلقنا بعض الفرص دون القدرة على التسجيل».
ولحق المنتخب القطري بنظيره تشيلي في الودية الثانية بعد أن تعادل معه بهدفين في لقاء أنعش العنابي لكنه لم يصل إلى مرحلة الارتياح من جانب القطريين الذين يترقبون انطلاقة المونديال على أرضهم.
من ناحيته، حافظ منتخب تونس على شباكه نظيفة لسبع مباريات متتالية قبل أن ينهار أمام نظيره البرازيلي ويخسر 5 - 1 في مباراة ودية بفرنسا، وينكشف بشدة ضعف خط دفاعه قبل شهرين من انطلاق منافسات كأس العالم لكرة القدم بقطر.
واشتهر منتخب تونس بالتنظيم المحكم وصلابة الدفاع والقدرة على تضييق المساحات أمام المنافسين حتى أن كثيرا من الخبراء يشبهونه بأسلوب لعب إيطاليا السابق ويلقبونه «إيطاليا أفريقيا».
لكن دفاع الفريق بدا مرتبكا في مواجهة نجوم منتخب البرازيل لتستقبل شباكه ثلاثة أهداف في أول نصف ساعة من اللعب قبل أن يخسر بخماسية في نهاية المواجهة.
كما ظهرت العصبية على بعض اللاعبين مما كلف الفريق اللعب بعشرة لاعبين شوطا كاملا بعد طرد المدافع ديلان برون بسبب عرقلة نيمار نجم باريس سان جيرمان قبل ثلاث دقائق من نهاية الشوط الأول.
وفي أصعب اختباراته استعدادا لكأس العالم افتقد دفاع منتخب تونس الانضباط والشراسة وبدا عاجزا عن التصدي لمحاولات نيمار ورافينيا جناح برشلونة الإسباني.
وسيتعين على مدرب تونس جلال القادري تعلم الدرس من الخسارة القاسية لاستعادة الصلابة الدفاعية قبل مواجهة منافسين أقوياء في نهائيات كأس العالم.
وقال القادري عقب المباراة: «للأسف النتيجة قاسية. لم يكن الشوط الأول في مستوانا بسبب الارتباك والضغوط في بداية المواجهة. يجب أن نتعلم من أخطائنا في الشوط الأول. عندما تقوم بأخطاء أمام منافسين في هذا المستوى لن ترحم... يجب أن نتعلم الدروس والعبر وهذه الغاية من خوض هذه المباريات».
لكن مدرب تونس أبدى ارتياحه لأداء الفريق في الشوط الثاني وقال: «في الشوط الثاني تحررنا ولعبنا دون مركبات نقص وقدمنا مستوانا المعهود وأظهرنا إشارات إيجابية جدا».
ولن تكون مهمة تونس سهلة إذ ستلعب إلى جانب فرنسا حاملة اللقب المدججة بأفضل المهاجمين في العالم بقيادة كريم بنزيمة مهاجم ريال مدريد وكيليان مبابي نجم باريس سان جيرمان. كما ستلعب تونس في المجموعة الرابعة مع منتخب الدنمارك الذي يقدم مستويات قوية في الفترة الحالية وأستراليا.