«البنتاغون»: روسيا استخدمت المسيرات الإيرانية في مهاجمة أوكرانيا

مساعدات جديدة بقيمة 1.1 مليار دولار ومنظومات «ناسامس» تُسلم خلال شهرين

مسيرات إيرانية (رويترز)
مسيرات إيرانية (رويترز)
TT

«البنتاغون»: روسيا استخدمت المسيرات الإيرانية في مهاجمة أوكرانيا

مسيرات إيرانية (رويترز)
مسيرات إيرانية (رويترز)

أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أن روسيا تستخدم الطائرات الإيرانية المسيرة، التي تسلمتها أخيراً، في عمليات الاستطلاع والغارات التي تشنها على أوكرانيا. وقال المتحدث باسم «البنتاغون»، الجنرال بات رايدر، في مؤتمر صحافي، مساء أول من أمس (الثلاثاء): «نقدّر أن الروس يستخدمون الآن المسيّرات الإيرانية التي تحدثنا عنها سابقاً، والتي تم تسليمها إلى روسيا، ونقيّم أنهم يستخدمونها في أوكرانيا». ولم يعلق على فعالية تلك المسيرات، مكتفياً بالقول إن الروس يستخدمونها. لكنه أضاف أن التقارير التي تحدثت عن نجاح الأوكرانيين في إسقاط العديد من تلك الطائرات، موثوقة. وكان مسؤولون أوكرانيون أكدوا، قبل أيام، أن مدينة أوديسا على ساحل البحر الأسود، تعرضت، ليل الأحد، لهجوم بطائرات مسيرة إيرانية الصنع، بعد يومين من هجوم مماثل بطائرة مسيرة، أدى إلى مقتل مدنيين اثنين.
وفي بداية الشهر الحالي، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، أنها ستفرض عقوبات على الحرس الثوري الإيراني وعدد من الشركات الإيرانية، لتورطهم في تزويد روسيا بمسيرات حربية لاستخدامها في غزو أوكرانيا. وقال مساعد وزير الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، براين نيلسون، في بيان، إن «الولايات المتحدة تعتزم بصرامة تطبيق كل عقوباتنا المفروضة على روسيا، كما على إيران، ومحاسبة كل مَن اختار، على غرار إيران، دعم روسيا في حربها العدوانية ضد أوكرانيا».
وفي حين رفض المتحدث باسم «البنتاغون» الإدلاء بتفاصيل عما إذا كانت روسيا قد بدأت في تسلم أسلحة وذخائر من كوريا الشمالية، اكتفى بالقول إن المؤشرات تؤكد سعي روسيا للحصول على تلك الأسلحة. وعن المساعدات الأميركية الجديدة لأوكرانيا، قال رايدر إنه سيتم إنفاق بعض الأموال من المبلغ المتبقي من ميزانية العام الحالي، التي تنتهي في سبتمبر (أيلول) الحالي، البالغة 2.275 مليار دولار، في حين أن أموالاً أخرى لا تزال صالحة لمدة عامين. وتندرج تلك الأموال في إطار ما يُعرف بـ«مبادرة المساعدة الأمنية لأوكرانيا»، التي وافق عليها «الكونغرس»، في ميزانية العام الحالي، للسماح لإدارة الرئيس بايدن، بالحصول على الأسلحة من الصناعة بدلاً من مخزونات وزارة الدفاع. وعدت تأكيدات رايدر، مؤشراً على قرب الإعلان عن هذا الإنفاق السريع، الذي كشف عنه مسؤولون أميركيون في وقت سابق، حيث أشاروا إلى أن الولايات المتحدة تُعِد حزمة أسلحة جديدة بقيمة 1.1 مليار دولار لأوكرانيا. وستشمل الحزمة، أنظمة «هيمارس» الصاروخية وذخائرها، وأنواعاً مختلفة من الأنظمة المضادة للطائرات المسيرة وأنظمة الرادار، إلى جانب قطع الغيار والتدريب والدعم الفني.
وطالبت أوكرانيا، أمس (الأربعاء) الدول الغربية بزيادة كبيرة في مساعدات الأسلحة لمحاربة روسيا رداً على «استفتاءات» تهدف إلى ضم أربع مناطق أوكرانية إلى الأراضي الروسية، متجاهلة التهديدات النووية الروسية. ودعت وزارة الخارجية الأوكرانية إلى الحصول على المزيد من الدعم العسكري، في ظل حاجة القوات المسلحة الأوكرانية «دبابات وطائرات مقاتلة وعربات مدرعة ومدفعية بعيدة المدى ومعدات مضادة للطائرات ومعدات دفاع صاروخي».
من جهة أخرى، أكد المتحدث باسم «البنتاغون» الجنرال بات رايدر، أن واشنطن ستقدم منظومتين دفاعيتين من طراز «ناسامس» (التي تتولى الدفاع عن العاصمة واشنطن)، خلال الشهرين المقبلين، من مخزونات الصناعة وليس «البنتاغون»، موضحاً اللغط الذي أحاط بهذا الموضوع.
وكان الرئيس الأوكراني قد أعلن، الأسبوع الماضي، وكذلك بعض المسؤولين الأميركيين، أن كييف تسلمت بالفعل تلك المنظومة الدفاعية من الولايات المتحدة. وأضاف رايدر، أن تسليم هاتين المنظومتين يختلف عن برنامج آخر، لتسليم ست منظومات إضافية لأوكرانيا، على مدى سنتين من أجل تعزيز دفاعاتها على المدى الطويل. وفيما يتعلق بسير العمليات العسكرية، قال رايدر إنه لا توجد، بشكل عام، أي مؤشرات عن تغييرات كبيرة في عمليات القوات الروسية، بعد قرار التعبئة الجزئية والاستفتاءات، لا سيما في منطقة دونباس. وأضاف أن القوات الروسية تحاول مع عناصر من مجموعة «فاغنر» القيام بعمليات هجومية محدودة، وتقدموا بضع مئات من الأمتار في بعض الحالات غير المهمة، غير أن الأوكرانيين ينجحون في صد العديد من الهجمات، ويفرضون على القوات الروسية اتخاذ موقف دفاعي.
وأكد رايدر أن الإعلانات الروسية الأخيرة عن مشاريع الضم، لن تؤثر على الولايات المتحدة والوحدة الدولية والجهود المبذولة لدعم أوكرانيا. وحول التهديدات الروسية النووية، أكد رايدر أن «البنتاغون» يأخذها على محمل الجد، لكنه لم يرَ في هذه المرحلة أي شيء «يدفعنا إلى تعديل وضعنا النووي في هذا الوقت».


مقالات ذات صلة

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أوروبا جندي أوكراني على خط المواجهة مع القوات الروسية في منطقة دونيتسك (رويترز)

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أعلنت روسيا، الأحد، أن قواتها سيطرت على بلدات في منطقتين رئيسيتين تقعان على خط الجبهة في شرق أوكرانيا، بينما يتقدم جيشها باتجاه مدينتين استراتيجيتين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا أرشيفية لأحد مباني مدينة بيلغورود الروسية عقب استهدافها بمسيرة أوكرانية (إ.ب.أ)

 روسيا تعلن تدمير 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل

قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الأحد)، إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية قوات روسية بمنطقة كورسك على الحدود مع أوكرانيا (أ.ب)

زيلينسكي: هناك مزيد من الجنود الكوريين الشماليين يقاتلون في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الجيش الروسي بدأ في نشر المزيد من الجنود الكوريين الشماليين خلال الهجمات على كورسك بالقرب من الحدود الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

زيلينسكي يصدر تعليمات لإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه أصدر تعليمات لحكومته بإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا بالتعاون مع المنظمات الدولية في أعقاب سقوط نظام الأسد.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عربة عسكرية أوكرانية تحمل أسرى يرتدون الزي العسكري الروسي بالقرب من الحدود مع روسيا (أ.ف.ب) play-circle 00:45

زيلينسكي: روسيا تنشر مزيداً من القوات الكورية الشمالية في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن موسكو بدأت إشراك «عدد ملحوظ» من القوات الكورية الشمالية.

«الشرق الأوسط» (كييف)

14 قتيلاً على الأقل جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

14 قتيلاً على الأقل جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

سقط ما لا يقل عن 14 قتيلاً في أرخبيل مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي الذي ضربه السبت إعصار شيدو القوي جداً، على ما أظهرت حصيلة مؤقتة حصلت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية» اليوم (الأحد) من مصدر أمني.

صور التقطتها الأقمار الصناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار شيدو فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وقال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن 9 أشخاص أصيبوا بجروح خطرة جداً، ونقلوا إلى مركز مايوت الاستشفائي، في حين أن 246 إصابتهم متوسطة.

الأضرار التي سبَّبها الإعصار شيدو في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

وترافق الإعصار مع رياح زادت سرعتها على 220 كيلومتراً في الساعة. وكان شيدو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً؛ حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرنس- ميتيو).

آثار الدمار التي خلفها الإعصار (أ.ف.ب)

وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، ما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل. ويقيم ثلث سكان الأرخبيل في مساكن هشة.