فندق «ريتز» جوهرة الفنادق في مدريد يتحول إلى ملكية عربية ـ صينية

بعد أن افتتحه الملك ألفونسو الثاني عشر

لا يزال الفندق محافظا على مقوماته الملكية التي اعتاد عليها زواره
لا يزال الفندق محافظا على مقوماته الملكية التي اعتاد عليها زواره
TT

فندق «ريتز» جوهرة الفنادق في مدريد يتحول إلى ملكية عربية ـ صينية

لا يزال الفندق محافظا على مقوماته الملكية التي اعتاد عليها زواره
لا يزال الفندق محافظا على مقوماته الملكية التي اعتاد عليها زواره

إذا سألت السائحين عن أكثر الفنادق فخامة في مدريد، فسيجيبونك: «فندق ريتز»، الذي افتتحه الملك ألفونسو الثاني عشر في 2 أكتوبر (تشرين الأول) عام 1910 ليكون وجهة العائلات الأرستقراطية في البلاد. وكان الفندق خلال القرن الماضي هو المكان المفضل لرجال الأعمال الأوروبيين وزوجاتهم، الذين كانوا يقيمون في مدريد للاستمتاع بالطقس الجيد، والسلام في إسبانيا إبان الحرب العالمية الأولى. وفي أربعينات القرن الماضي، بات الفندق المكان الذي يرتدنه بنات الأسر العريقة من أجل تناول القهوة. وكان يشتهر بشرفته، التي يمكن مشاهدة الشابات اللائي ينتمين إلى أعرق أسر مدريد بها. وأصبح اللقاء به عادة واجبة وكانت تلك اللقاءات تعرف باسم «لقاءات بعد الظهيرة في ريتز».
مع ذلك بعد مرور أكثر من قرن، أصبح الفندق بحاجة إلى تغيير، ولم يكن أصحابه السابقون راغبين في استثمار ما يكفي من المال من أجل هذا الغرض. لذا للمرة الأولى لم تعد القاعات الضخمة ذات الأرضيات المغطاة بالسجاد، أو الأرائك ذات القماش المخملي، أو البيانو الذي يقبع في الركن، أو المشارب الصغيرة المصنوعة من الخشب والملحق بها مرايا، ملكا للعاصمة الإسبانية. وتمت إضافة اسمين بحروف ذهبية إلى تاريخ فندق «ريتز» هما «عليان» و«مندرين». وعليان هو اسم لأسرة ثرية عربية، و«مندرين» اسم مجموعة تجارية عملاقة من الفنادق مقرها الصين. وقد دفعوا 132 مليون يورو إلى أليسيا كوبلوويتز مجموعة «بلموند» من أجل الحصول على أهم رمز للفخامة في مدريد وهو الفندق الذي يتكون من 137 غرفة، و30 جناحا، ويقع في قلب العاصمة الإسبانية التاريخي.
ويمتلك عليان 50 في المائة من الفندق، في حين تمتلك مجموعة «مندرين» 50 في المائة، لكن المجموعة الآسيوية هي التي ستتولى إدارته نظرا لتخصصها في مجال المنشآت الفخمة. وللمالكين خطط كثيرة خاصة بهذا الفندق، حيث سيقومان بعملية تجديد له تستغرق عامين. فضلا عن ذلك، ذكرت الشركة الآسيوية في بيان لها أنهما سوف «يقيمان منتجعا صحيا جديدا، وعددا من المطاعم، والحانات، كلها مصممة بغرض تحسين وضع الفندق». وأضافت شركة «مندرين أورينتال»، وهي جزء من مجموعة «جاردين ماثيسان»: «سوف يتم تمويل عملية التجديد بأسهم وبقروض». كذلك قال إدواردو تيدغي، الرئيس التنفيذي لشركة «مندرين أورينتال»: «يسعدنا المشاركة في هذا المشروع مع عليان وهو أمر يمثل فرصة عظيمة لتوسيع أعمالنا في العواصم الأوروبية». ويأتي شراء فندق «ريتز» ضمن خطة توسعية تنفذها مجموعة «مندرين» في إسبانيا وباقي أنحاء أوروبا. وأوضح تيدغي أن «هذا البناء الجميل سوف يكمل فندقنا الحائز على الجوائز في برشلونة. وسوف يساهم كلا الفندقين في الانتعاش الاقتصادي».
ومجموعة «مندرين» هي مجموعة آسيوية عملاقة تعمل في مجال الفنادق الفخمة وتأسست عام 1963 في هونغ كونغ، حيث تم إنشاء أول فندق هناك. وتمتلك الشركة فنادق فخمة في ماكو، وبرشلونة، ولاس فيغاس، ونيويورك، وبوسطن، وبراغ، فضلا عن أماكن أخرى. وكانت الشركة مهتمة بالوجود في مدريد بعد نجاح فندقها في برشلونة. وكان إجمالي عدد غرف الفنادق 11 ألف غرفة في 44 فندقا تعمل بالفعل أو توشك على فتح أبوابها.
وتعد مجموعة «عليان» مجموعة شركات كبيرة لأسرة سعودية تأسست عام 1947. وكانت تلك المجموعة هي التي أدخلت مشروب الكوكاكولا في البلاد عام 1988، وتمتلك مصنع للتعبئة في السعودية. وهي شريكة محلية لـ«كولغيت - بالموليف»، و«نابيسكو»، و«كيمبرلي - كلارك»، و«موندوليز» وغيرها من الشركات. كذلك تعمل المجموعة في مجال الأعمال والبناء والخدمات الصناعية.
وفي عام 1912 اختار رجل أعمال حديقة من أجل إنشاء هذا المكان الفريد، والمعماري الفرنسي، الذي قام ببناء فندق «ريتز» في لندن وباريس، على أساس فكرة نقل نكهة ومذاق ذلك الزمن. إضافة إلى ذلك، خصص المشروع جزءا من الحدائق لبناء واحدة من أكثر الشرفات التي تتمتع بخصوصية في مدريد لتكون ملجأ يسوده السلام في مواجهة الإيقاع الصاخب السريع للمدينة. ويمكن للزائر حتى يومنا هذا ملاحظة الملامح الأصلية للمكان، فرغم تجديده لا يزال العمل يحمل بصمة بدايات القرن العشرين. ولا يزال فندق «ريتز» هو الفندق الوحيد في مدريد الذي يتم استخدام فيه ملاءات مطرزة يدويًا كما كان الحال منذ تشييده.
ويتذكر العاملون القدامى كيف كانت تلك الردهات تشهد زيارات ممثلين، وممثلات، ومغنيين، مثل فرانك سيناترا، وآفا غاردنر، التي تم طردها من الفندق بسبب فضائحها وتجاوزاتها. كذلك كان فندق «ريتز» هو المكان الذي اختاره الكثير من قادة العالم ممن قدموا إلى إسبانيا حين بدأ النظام الاستبدادي في الانحلال والتفسخ. أما اليوم، فيعد الفندق واحدا من الأماكن التي يقصدها السائحون رفيعو المستوى مثل الزائرين الروس، والأميركيين، والعرب.



مصر تعوّل على «سوق السفر العالمي» لتنشيط السياحة

الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر تعوّل على «سوق السفر العالمي» لتنشيط السياحة

الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)

تُعوّل مصر على اجتذاب مزيد من السائحين، عبر مشاركتها في فعاليات سياحية دولية، أحدثها «سوق السفر العالمي» (WTM)، التي افتتح خلالها وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، جناح بلاده المُشارك في الدورة الـ43 من المعرض السياحي الدولي، الذي تستمر فعالياته حتى 7 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي بالعاصمة البريطانية لندن.

ووفق فتحي، فإن وزارته تركّز خلال مشاركتها بالمعرض هذا العام على إبراز الأنماط والمنتجات السياحية المتعدّدة الموجودة في مصر، واستعراض المستجدات التي تشهدها صناعة السياحة في مصر.

هدايا تذكارية بالجناح المصري (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ووفق بيان وزارة السياحة والآثار، فإن «الجناح المصري المشارك شهد خلال اليوم الأول إقبالاً من الزوار الذين استمتعوا بالأنشطة التفاعلية الموجودة به، والأفلام التي تُبرز المقومات المختلفة والمتنوعة للمقصد السياحي المصري، كما شهد اليوم الأول عقد لقاءات مهنية مع ممثّلي شركات السياحة والمنشآت الفندقية المصرية».

وتشارك مصر هذا العام بجناح يضم 80 مشاركاً، من بينهم 38 شركة سياحة، و38 فندقاً، بالإضافة إلى شركتَي طيران، هما: شركة «Air Cairo»، وشركة «Nesma»، إلى جانب مشاركة محافظتَي البحر الأحمر وجنوب سيناء، وجمعية «الحفاظ على السياحة الثقافية».

وصُمّم الجناح من الخارج على شكل واجهة معبد فرعوني، مع شعار على هيئة علامة «عنخ» (مفتاح الحياة)، في حين صُمّم الجناح من الداخل على شكل صالات صغيرة للاستقبال، بدلاً من المكاتب (Desks).

وتمت الاستعانة بمتخصصين داخل الجناح المصري؛ لكتابة أسماء زائري الجناح المصري باللغة الهيروغليفية على ورق البردي، وبشكل مجاني خلال أيام المعرض، بجانب عازفة للهارب تعزف المقطوعات الموسيقية ذات الطابع الفرعوني.

جانب من الإقبال على جناح مصر في «بورصة لندن» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويُعدّ «سوق السفر العالمي» معرضاً مهنياً، يحظى بحضور كبار منظّمي الرحلات، ووكلاء السياحة والسفر، وشركات الطيران، والمتخصصين في السياحة من مختلف دول العالم.

واقترح فتحي خلال لقائه بوزيرة السياحة اليونانية إمكانية «الترويج والتسويق السياحي المشترك لمنتج السياحة الثقافية في البلدين بعدد من الدول والأسواق السياحية، لا سيما أن مصر واليونان لديهما تكامل سياحي في هذا الشأن». على حد تعبيره.

واستعرض الوزير المصري المقومات السياحية المتعددة التي تتمتع بها بلاده، كما تحدث عن المتحف المصري الكبير، وما سيقدمه للزائرين من تجربة سياحية متميزة، لا سيما بعد التشغيل التجريبي لقاعات العرض الرئيسية الذي شهده المتحف مؤخراً.

فتحي خلال تفقّده للجناح المصري بـ«بورصة لندن» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وتوقّع الوزير المصري أن تشهد بلاده زيادة في أعداد السائحين حتى نهاية العام الحالي بنسبة 5 في المائة عن العام الماضي، خلال مؤتمر صحافي عقده في المعرض، وأشار إلى أهمية السوق البريطانية بالنسبة للسياحة المصرية، حيث تُعدّ أحد أهم الأسواق السياحية الرئيسية المستهدفة، لافتاً إلى ما تشهده الحركة السياحية الوافدة منها من تزايد، حيث يصل إلى مصر أسبوعياً 77 رحلة طيران من مختلف المدن بالمملكة المتحدة.

وأكّد على أن «مصر دولة كبيرة وقوية، وتدعم السلام، وتحرص على حماية حدودها، والحفاظ على زائريها، وجعْلهم آمنين، حيث تضع أمن وسلامة السائحين والمواطنين في المقام الأول، كما أنها بعيدة عن الأحداث الجيوسياسية»، لافتاً إلى أن هناك تنوعاً في جنسيات السائحين الوافدين إلى مصر من الأسواق السياحية المختلفة، حيث زارها خلال العام الحالي سائحو أكثر من 174 دولة حول العالم.

الجناح المصري في «بورصة لندن» للسياحة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأعرب فتحي عن تفاؤله بمستقبل الساحل الشمالي المصري على البحر المتوسط، وما يتمتع به من مقومات سياحية متميزة، خصوصاً مدينة العلمين الجديدة، ومشروع رأس الحكمة بصفته أحد المشروعات الاستثمارية الكبرى التي تشهدها منطقة الساحل الشمالي، لافتاً إلى أنه من المتوقع أن يجذب هذا المشروع أكثر من 150 مليار دولار استثمارات جديدة، ويساهم في إضافة ما يقرب من 130 ألف غرفة فندقية.