بعد عشرين عاماً من الغياب يتواجه اليوم الثلاثاء منتخبا السعودية والولايات المتحدة الأميركية في مورسيا الإسبانية ضمن تحضيرات المنتخبين لكأس العالم 2022 المقررة في قطر اعتباراً من 20 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وكانت بطولة كأس القارات هي المحطة الأولى التي جمعت المنتخب السعودي مع نظيره المنتخب الأميركي في عام 1992 وحينها كسب الأخضر المستضيف المواجهة التي أقيمت على ملعب الملك فهد الدولي بالعاصمة السعودية الرياض بثلاثية حملت توقيع كلاً من فهد الهريفي ويوسف الثنيان وخالد مسعد.
وبعدها تتابعت المواجهات خلال التسعينيات الميلادية على الصعيد الودي في أربع مباريات مقابل مواجهة ثانية في كأس القارات ليرتفع عدد اللقاءات التي جمعت بينهما إلى ست مباريات.
ويلتقي المنتخبان هذا المساء ودياً على ملعب نويفا لا كوندومينا في مدينة مورسيا الإسبانية ضمن إطار تحضيرات المنتخبين للمشاركة في كأس العالم 2022 الذي تحتضنه قطر نوفمبر المقبل.
المنتخب الأميركي لم يكن جيداً أمام اليابان الجمعة الماضي (أ.ب)
وتعادل المنتخب السعودي ودياً دون أهداف في مباراته الماضية أمام الإكوادور التي أقيمت على الملعب ذاته ضمن برنامج المعسكر الإعدادي الذي يقيمه المنتخب السعودي ضمن المرحلة الثانية من الإعداد للمشاركة السادسة في نهائيات كأس العالم.
وتعتبر مواجهة المنتخب الأميركي هي السابعة في تاريخ اللقاءات المباشرة بين المنتخبين وفقاً لموقع المنتخب السعودي، حيث جمعت بينهما ست مباريات سابقة، انتهت مواجهتان بانتصار الأخضر مقابل ثلاث مباريات كسبها المنتخب الأميركي ومواجهة وحيدة انتهت بالتعادل.
وبعد فوزه الأول ببطولة كأس القارات 1992 استضاف الأخضر السعودي نظيره منتخب أميركا مجدداً في العاصمة الرياض في أبريل (نيسان) 1993 وانتهت المواجهة بانتصار لصالح الضيوف، في حين انتهت ثالث المواجهات التي جمعت بينهما في مدينة بيسكاتاواي الأميركية بالتعادل السلبي دون أهداف والتي أقيمت في مايو (أيار) 1994.
رينارد لاقى انتقادات كبيرة بسبب أداء الأخضر أمام الإكوادور (رويترز)
وفي العام ذاته 1994 وخلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) عاد المنتخب السعودي لاستضافة نظيره الأميركي وتحديداً في مدينة الخبر (ودياً)، حيث كسب اللقاء بثنائية سامي الجابر وفهد الغشيان، مقابل هدف للضيوف سجله اللاعب فرانك كلوباس.
وبعدها بعام وتحديداً في أكتوبر 1995 حل الأخضر السعودي ضيفاً على نظيره منتخب أميركا في مواجهة ودية مُثيرة جمعت بينهما في العاصمة واشنطن وانتهت بانتصار أصحاب الأرض 4 - 3 حيث حملت أهداف الأخضر السعودي توقيع كل من سامي الجابر وفهد المهلل وسعيد العويران.
وكانت بطولة كأس القارات 1999 التي أقيمت في المكسيك هي آخر المحطات التي جمعت الأخضر السعودي بنظيره منتخب أميركا، حيث التقيا في أغسطس (آب) وانتهى اللقاء بفوز أميركي بثنائية نظيفة حملت توقيع باول برافو وبريان ماك بريد.
ويعتبر فؤاد أنور أكثر اللاعبين السعوديين مشاركة في المواجهات التي جمعت بين المنتخبين خلال فترة التسعينات، وذلك بخوضه خمسة لقاءات بجوار كلا من محمد الخليوي وسامي الجابر وسعيد العويران، إلا أن نجم خط الوسط الأسبق يتفوق بعدد الدقائق التي بلغت 450 دقيقة.
ويعتبر سامي الجابر المهاجم السابق للمنتخب السعودي هو أكثر اللاعبين السعوديين زيارة لشباك المنتخب الأميركي بواقع هدفين، وتضم قائمة الهدافين ستة لاعبين آخرين نجحوا بتسجيل هدف وحيد لكل منهما، وهم خالد مسعد وسعيد العويران وفهد الغشيان وفهد المهلل وفهد الهريفي ويوسف الثنيان.
وفي المباريات الست الماضية، حضرت ستة أسماء فنية لقيادة الأخضر تدريبياً أمام المنتخب الأميركي حيث يحضر السعودي محمد الخراشي على رأس هذه القائمة التي تضم إلى جواره كلاً من البرازيلي كندينو ومواطنيه زي ماريو ونيلسينو مارتينيز، بالإضافة إلى التشيكي الشهير ميلان ماتشالا والأرجنتيني خورخي سولاري.
ولم يقدم الأخضر في مباراته الماضية أمام الإكوادور المستوى المأمول، رغم التعادل الذي أسهم فيه بشكل كبير الحارس المتألق محمد العويس، لكنه يأمل في أن يظهر بصورة مختلفة ويقدم الأداء المطلوب منه.
وأكد اللاعب سامي النجعي أن «المنتخب في مرحلة إعداد، ومع مرور الوقت وزيادة الانسجام بين المجموعة سيقدم اللاعبون الأفضل وتمثيل الوطن خير تمثيل في كأس العالم».
وقال: «كلما اقتربت البطولة حاول اللاعب تقديم كل ما لديه ليثبت للمدرب أنه قادر على تقديم الإضافة».
وفي السياق ذاته، أكد ياسر المسحل رئيس الاتحاد السعودي للعبة عقب التعادل مع الإكوادور، أن «المستوى الذي قدّمه الأخضر في مباراة الإكوادور أفضل من المستويات التي كان عليها في المعسكر السابق الذي أقيم في يونيو (حزيران)، خصوصاً أنه واجه منتخباً قوياً حقق المركز الرابع في تصفيات أميركا الجنوبية وتعادل مع الأرجنتين خلال التصفيات».
وأضاف: «لدينا مباراة أمام الولايات المتحدة، إضافة إلى المرحلة الثالثة والأخيرة، ونأمل في أن يستفيد منها اللاعبون، ويكونون في أفضل جاهزية لكأس العالم».
وأشار المسحل إلى أن المدرب الفرنسي للمنتخب هيرفي رينار «حريص على عدم كشف أوراقه في المباريات الودية، وستكون مباريات شهر أكتوبر من دون حضور جماهيري أو نقل تلفزيوني، وستكون جميعها في أبوظبي باستثناء المباراة الأخيرة أمام كرواتيا التي ستكون في الرياض، والمدرب سيمنح الفرصة لجميع اللاعبين من أجل الوصول لأفضل توليفة ممكنة قبل خوض غمار منافسات كأس العالم».
ومن المتوقع أن يجري رينار بعض التغييرات على تشكيلة المنتخب للوقوف بشكل أكبر على مستويات معظم اللاعبين، خصوصاً أن المباراة الماضية شهدت بعض الغيابات بداعي الإصابة أمثال القائد سلمان الفرج والمدافع حسان تمبكتي.
ويضم الأخضر مجموعة من الأسماء المميزة أمثال محمد العويس وعبد الإله العمري وسلطان الغنام وسعود عبد الحميد ومحمد كنو وسالم الدوسري.
ويتطلع المنتخب السعودي عبر اللقاء الودي للخروج بفائدة فنية ترفع من رتم التجانس بين اللاعبين وتعالج المشاكل الفنية قبل دخول المعترك الأخير من التحضيرات خلال أكتوبر المقبل تأهباً للمشاركة السادسة في المونديال.
وبدأ الأخضر السعودي يعاني على صعيد خط الهجوم الذي تعرض فيه صالح الشهري لإصابة أبعدته عن الملاعب منذ فترة طويلة، حيث يواصل اللاعب تأهيله، وتضم القائمة حالياً المهاجم فراس البريكان، بالإضافة لحضور اللاعب هارون كمارا لقائمة رينارد خلال المعسكر الحالي.
وسيواصل سلمان الفرج قائد الأخضر السعودي غيابه عن ثاني لقاءات الأخضر الودية بعد الإصابة التي تعرض لها في اليوم الأول من المعسكر الحالي للمنتخب والذي اكتفى خلاله بحصص تدريبية خاصة مع الجهاز الطبي.
أما المنتخب الأميركي الذي خسر لقاءه الودي أمام اليابان بثنائية دون رد مطلع هذا الأسبوع فيسعى لاستعادة توازنه والخروج بنتيجة إيجابية أمام الأخضر السعودي تأهباً للمشاركة في المونديال الذي يحضر فيه بالمجموعة الثانية بجوار منتخبات إنجلترا وإيران وويلز.
ويعول على مجموعة كبيرة من اللاعبين الذين ينشطون في الدوريات الأوروبية أمثال مات تيرنر حارس مرمى آرسنال الإنجليزي ومدافع ميلان الإيطالي سرجينيو ديست ولاعب وسط بوروسيا دورتموند الألماني جيوفاني رينا ولاعب وسط يوفنتوس الإيطالي ويستون ماكيني.
جدير بالذكر أن المنتخب السعودي الذي يحضر في المجموعة الثالثة بالمونديال بجوار منتخبات الأرجنتين والمكسيك وبولندا، يتأهب لخوض ست مباريات ودية بعد مواجهة أميركا بدءاً من الشهر المقبل حتى شهر نوفمبر الذي تنطلق فيه نهائيات البطولة.
وسيخوض الأخضر السعودي خلال شهر أكتوبر ثلاث مباريات ودية أخرى، أمام مقدونيا يوم 22 ثم ألبانيا في 26 من الشهر ذاته، على أن يختتم ودياته في ذلك الشهر أمام منتخب هندوراس يوم 30 أكتوبر.
ويختتم السعوديون التحضيرات قبل انطلاق المونديال بثلاث مباريات ودية ستكون في شهر نوفمبر، حيث سيفتتح مبارياته أمام منتخب آيسلندا في السادس من الشهر ثم يلاقي منتخب بنما يوم 10 على أن تكون وديته أمام كرواتيا يوم 16 نوفمبر هي المواجهة الأخيرة قبل خوض مباراة الافتتاح في المونديال.