البرتغال لاستغلال عاملي الأرض والجمهور للإطاحة بإسبانيا وحجز بطاقة نصف النهائي

الجولتان الأخيرتان لدوري الأمم كشفتا تراجع مستويات عمالقة القارة العجوز وأثارتا الشكوك قبل انطلاق مونديال قطر

رونالدو يسيطر على الكرة وسط حصار زملائه في تدريبات منتخب البرتغال (إ.ب.أ)
رونالدو يسيطر على الكرة وسط حصار زملائه في تدريبات منتخب البرتغال (إ.ب.أ)
TT

البرتغال لاستغلال عاملي الأرض والجمهور للإطاحة بإسبانيا وحجز بطاقة نصف النهائي

رونالدو يسيطر على الكرة وسط حصار زملائه في تدريبات منتخب البرتغال (إ.ب.أ)
رونالدو يسيطر على الكرة وسط حصار زملائه في تدريبات منتخب البرتغال (إ.ب.أ)

تستضيف البرتغال بطلة نسخة عام 2019 جارتها إسبانيا اليوم في لقاء حاسم على بطاقة نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية التي كشفت جولاتها الأخيرة عن تراجع مستويات عمالقة القارة العجوز مما يثير الشكوك على استعداداتها لكأس العالم المقررة في قطر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وتملك البرتغال أفضلية انتزاع بطاقة التأهل إلى المربع الذهبي على حساب جارتها، كونها تلعب على أرضها وتحتاج إلى التعادل فقط في اللقاء الذي سيقام بمدينة براغا.
وفقدت إسبانيا صدارة المجموعة الثانية في الجولة الماضية بخسارتها على أرضها أمام سويسرا 1 - 2 وهي الأولى لها على أرضها منذ عام 2018 بعد سلسلة من 22 مباراة بلا هزيمة، في حين تغلبت البرتغال على التشيك برباعية نظيفة لتتصدر كتيبة النجم كريستيانو رونالدو المجموعة برصيد 10 نقاط بفارق نقطتين عن إسبانيا.
وأكد مدرب إسبانيا لويس إنريكي أن فريقه يدرك ما هو مطلوب منه ولا بديل لفريقه سوى الفوز وقال في هذا الصدد لموقع الاتحاد الأوروبي (يويفا): «سيكون من الصعب الفوز على أرض المنافس، لكن التعادل لا يفيدنا. سنحاول حصد النقاط الثلاث». ولتحقيق الفوز، يتعين على إنريكي إشراك مهاجم صريح خلافا لما فعل ضد سويسرا، ومن المتوقع أن يشارك مهاجم أتلتيكو مدريد ألفارو موراتا ومهاجم برشلونة فيران توريس أساسيين.


لاعبو إسبانيا خلال التدريبات استعداداً للمواجهة الحاسمة ضد البرتغال (إ.ب.أ)

ويعاني لا روخا من غياب هداف حقيقي على غرار ديفيد فيا هداف كأس أوروبا عام 2008 ومونديال 2010 بالتساوي مع لاعبين آخرين، وعلى غرار فرناندو توريس أفضل هداف في كأس أوروبا 2012.
ومنذ ذلك الحين حاول المدربون المتعاقبون على تدريب إسبانيا إيجاد الهداف المنتظر، فحاولوا مع دييغو كوستا من دون أن يتمكن الأخير من فرض نفسه وخرج فريقه من الدور الأول لمونديال البرازيل يجر أذيال الهزيمة.
وكان قرار إنريكي مفاجئا عندما استبعد ياغو أسباس أفضل هداف إسباني في الدوري أربع مرات في آخر 6 مواسم، كما لم يستدع أنسو فاتي. لكنه في المقابل، استدعى بورخا إيغليسياس مهاجم بيتيس الذي سجل 6 أهداف في 6 مباريات في الدوري المحلي هذا الموسم.
ويتمتع إيغليسياس ببنية جسدية قوية (189 سنتم و86 كلغ) وقال تعليقا على استدعائه للمرة الأولى إلى صفوف المنتخب: «سبق لي أن خضت امتحانات وكنت أكثر توترا مقارنة بدعوتي إلى المنتخب. هنا أستمتع، إنها فرصة لي لكي أقدم ما لدي لفريق بلدي».
وأضاف «سنرى ماذا سيحصل في المستقبل، الطريق إلى المونديال ما زال طويلا. سأقدم أفضل ما لدي لتعزيز حظوظي بالوجود في مونديال قطر». كما أن إنريكي في صدد إراحة لاعبي برشلونة الشابين بيدرو وغافي بعد أن خاضا الكثير من المباريات منذ مطلع الموسم الحالي، على أن يعطي الفرصة لرودري وكوكي لاعبي مانشستر سيتي وأتلتيكو مدريد. وانتقد إنريكي فريقه بعد الخسارة أمام سويسرا بقوله: «لم نكن سيئين فحسب، بل أسوأ من ذلك بكثير، المنتخب خاض أسوأ شوط أول خلال عهدي».
وكان المنتخب الإسباني بلغ نهائي النسخة الأخيرة من دوري الأمم خريف العام الماضي قبل أن يخسر بصعوبة أمام نظيره الفرنسي، كما بلغ نصف نهائي كأس أوروبا صيف عام 2021 أيضا قبل أن يخسر أمام إيطاليا.


فان دايك يحتفل بهدفه الذي منح هولندا بطاقة نصف النهائي (رويترز)

وتملك إسبانيا سجلا جيدا في مواجهة جارتها حيث تفوقت عليها 17 مرة في 39 مباراة جمعت بينهما مقابل 6 انتصارات للبرتغال. وكانت مباراة الذهاب انتهت بالتعادل 1 - 1 في إسبانيا، علما بأن آخر خمس مواجهات بين المنتخبين انتهت بالتعادل.
وكان المنتخب الهولندي قد حجز بطاقة إلى نصف النهائي بصحبة كرواتيا، فيما بدأ الشك يشق طريقه إلى المنتخب الفرنسي بطل العالم بسقوطه على يد الدنمارك مرة أخرى.
وجددت هولندا الفوز على ضيفتها بلجيكا القوية 1 - صفر سجله قلب دفاع ليفربول الإنجليزي فيرجيل فان دايك في ختام منافسات المجموعة الرابعة، وأظهرت مرة أخرى جاهزيتها لخوض مونديال قطر، وأنها وضعت خلفها خيبة الغياب عن كأس أوروبا 2016 وبعدها مونديال 2018.
ودخل فريق المدرب لويس فان غال إلى مواجهته مع ضيفه المصنف ثانياً عالمياً على خلفية 14 مباراة من دون هزيمة منذ خروجه من ثمن نهائي كأس أوروبا على يد التشيك (صفر - 2) في 27 يونيو (حزيران) 2021. وقد عزز هذه السلسلة بتجديده الفوز على الذين سقطوا ذهاباً على أرضهم 4 - 1.
ورغم الفوز لا يشعر المدرب لويس فان غال بالرضا عن أداء هولندا، وقال عقب اللقاء: «لم نلعب جيدا ضد بلجيكا، نريد تحسين طريقتنا في الاستحواذ وفرض أسلوبنا قبل خوض كأس العالم. كان المنافس في يومه وتحلى بجودة عالية. تحتل بلجيكا المركز الثاني في تصنيف الاتحاد الدولي، ويتحدث هذا الأمر عن نفسه. لا أصدق أننا تغلبنا عليهم مرتين».
وسيخوض فان غال نهائيات كأس العالم للمرة الثانية بعد أن قاد هولندا للمركز الثالث في مونديال البرازيل قبل ثماني سنوات. وأوضح المدرب المخضرم: «أعتقد أننا سنكون منافسا يصعب مواجهته. أظهرنا قدرتنا على اللعب بتماسك. نملك المزيد من الجودة الآن في الدفاع والوسط».
ولم يلعب المهاجم ممفيس ديباي وكذلك زميله في برشلونة فرنكي دي يونغ ضد بلجيكا بعد إصابتهما في فوز هولندا 2 - صفر على بولندا الخميس الماضي لكن فان غال أكد أن مكانهما محجوز في كأس العالم، حيث سيخوض المنافسات بالمجموعة الأولى أمام السنغال والإكوادور وقطر.
وفي المجموعة الأولى، بلغت كرواتيا نصف النهائي بعودتها فائزة من أرض النمسا 3 - 1، في حين لم ينفع الانتصار الذي حققته الدنمارك على فرنسا بطلة العالم 2 - صفر.
ورفعت كرواتيا رصيدها إلى 13 نقطة، متقدمة بفارق نقطة واحدة عن الدنمارك، فيما اكتفت فرنسا بالمركز الثالث قبل أقل من شهرين على بدء حملة الدفاع عن لقبها العالمي.
وكشفت الجولتان الأخيرتان لدوري الأمم عن تراجع مستويات عمالقة القارة العجوز بشكل لا يدعو للتفاؤل قبل أقل من شهرين على انطلاق النهائيات في قطر.
وفي وقت لم تتأهل فيه إيطاليا بطلة القارة من الأساس لكأس العالم للمرة الثانية على التوالي، كشفت آخر جولات الدوري الأوروبي عن فوضى بالمنتخبات الكبيرة، حيث خسرت فرنسا حاملة اللقب العالمي من الدنمارك وأفلتت من الهبوط للمستوى الثاني بدوري الأمم، وفشلت ألمانيا وإنجلترا في التأهل للمربع الذهبي بالمسابقة القارية، بل هبط الفريق الإنجليزي للمستوى الثاني بالفعل.
وتملك فرنسا تشكيلة متعددة المواهب خاصة في خط الهجوم الذي يضم كريم بنزيمة وكيليان مبابي وأنطوان غريزمان وكريستوفر نكونكو وعثمان ديمبلي والمخضرم أوليفر جيرو، كما تملك حيوية جديدة في خط الوسط بوجود ثنائي ريال مدريد الصاعد أورلين تشواميني وكامافينغا، إضافة إلى المخضرم كانتي، في غياب بول بوغبا المصاب. لكن الفريق يبدو بلا بريق وافتقدت تشكيلة المدرب ديدييه ديشامب غياب بنزيمة المصاب.
ورغم طفرة إنجلترا في السنوات الأخيرة مع غاريث ساوثغيت، عقب الوصول لقبل نهائي كأس العالم في روسيا ونهائي كأس أمم أوروبا العام الماضي، يواجه المدرب ضغوطا من الجماهير ووسائل الإعلام بعد سلسلة نتائج سيئة. وتعرض ساوثغيت لصيحات استهجان من الجماهير عقب خمس مباريات دون انتصار، وتشمل السلسلة هزيمتين من المجر إحداهما مذلة في ملعب ويمبلي بنتيجة 4 - صفر. ولم تستفق إنجلترا من صدمة خسارة نهائي بطولة أوروبا على أرضها من إيطاليا العام الماضي، وستستمر شكوك «عودة الكأس إلى بيتها» مع اعتماد المدير الفني فقط على فاعلية المهاجم هاري كين وتمسكه بالمدافع هاري مغواير رغم الأخطاء المتكررة.
وتعيش ألمانيا فترة عدم اتزان، فرغم ارتفاع المعنويات عقب اكتساح إيطاليا 5 - 2 تعادلت في أربع مباريات متتالية قبل الخسارة الأخيرة وسط جماهيرها من المجر.
ويمر الجيل الذهبي لبلجيكا بمحطته الأخيرة على الأرجح مع تعدد إصابات إيدن هازارد وتراجع لياقة روميلو لوكاكو وعدم الثقة بمستوى المدافعين، لتصبح المسؤولية أكبر على صانع اللعب كيفن دي بروين والحارس تيبو كورتوا.
ويمكن القول إن منتخب البرتغال هو الوحيد من كبار أوروبا الذي يرتقي للتطلعات رغم أن قائده وهدافه التاريخي كريستيانو رونالدو لا يمر بأفضل حالاته بعد بداية متواضعة للموسم، وكذلك هولندا على مستوى النتائج.


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».