البرلمان الإيراني يعطي هيئة تابعة لخامنئي صلاحية الموافقة على الاتفاق النووي

لقاء بين وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي وظريف اليوم

علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني يتحدث مع نواب خلال جلسة يوم أمس (أ.ف.ب)
علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني يتحدث مع نواب خلال جلسة يوم أمس (أ.ف.ب)
TT

البرلمان الإيراني يعطي هيئة تابعة لخامنئي صلاحية الموافقة على الاتفاق النووي

علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني يتحدث مع نواب خلال جلسة يوم أمس (أ.ف.ب)
علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني يتحدث مع نواب خلال جلسة يوم أمس (أ.ف.ب)

أقر مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) أمس مشروع قانون معدل يمنح هيئة أمنية تأتمر مباشرة بالمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي صلاحية الموافقة على اتفاق نووي مع القوى العظمى، فقلّل بذلك إمكانية تدخل بعض الجهات الإيرانية المتشددة في المفاوضات. ويضع هذا التعديل قرار إبرام الاتفاق النووي في يد خامنئي إلى حد كبير، في ظل وجود خلافات إيرانية داخلية.
وقد أقر المجلس مشروع القانون عشية توجه وزير الخارجية محمد جواد ظريف إلى لوكسمبورغ للقاء نظرائه الفرنسي والبريطاني والألماني في مجموعة (5+1)، التي تشمل الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا بالإضافة إلى ألمانيا، آملا في إحراز تقدم في صياغة الاتفاق النهائي حول البرنامج النووي الإيراني. ويذكر أن الموعد النهائي لإبرام الاتفاق محدد في 30 من الشهر الحالي.
والنص الأصلي لمشروع القانون الإيراني الذي طرح يوم الأربعاء الماضي يحدد بدقة إطار الاتفاق المحتمل الذي سيبرم قبل نهاية الشهر، وكان سيضيف - لو اعتمد - عقبة جديدة إلى المفاوضات الصعبة، وخصوصا من جانب بعض المتشددين في الطرف الإيراني والذين يرفضون تقديم تنازلات يعتبرونها بالغة الأهمية إلى باقي الأطراف المتفاوضة.
وتشدد أبرز التعديلات التي أضيفت لمشروع القانون على «احترام قرارات مجلس الأمن القومي الأعلى»، مما يعطي هذه الهيئة المكلفة بالنظر في القضايا السياسية والأمنية الكبيرة في البلاد مزيدا من الصلاحيات.
ويخضع مجلس الأمن القومي الأعلى، الذي يرأسه رئيس الجمهورية حسن روحاني، مباشرة إلى المرشد الأعلى خامنئي. وينتمي بعض كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين في إيران إلى هذا المجلس، نظرا لمناصبهم، فيما يعين خامنئي الأعضاء الآخرين.
وقال رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني لبعض النواب المحتجين على هذه التعديلات، إن «مجلس الأمن القومي الأعلى يخضع لإشراف المرشد الأعلى» و«يجب أن لا نكبل أيدي المرشد.. وأن نمتثل لأي قرار يتخذه المرشد الأعلى». كما شدّد لاريجاني على أن مجلس الأمن القومي الأعلى ليس خاضعا للحكومة بل للمرشد الأعلى نفسه.
ويتعين أن يوافق مجلس الشورى على الاتفاق النهائي، لكن يبدو من غير المحتمل أن يعارض النواب قرارات مجلس الأمن القومي الأعلى.
ويقر النص المعدل أيضا بصلاحية مجلس الأمن القومي الأعلى الموافقة على عمليات التفتيش التي ستقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتّحقق من احترام طهران الاتفاق النووي، وفي إطار الأنشطة الإيرانية للبحث والتطوير.
ومن جهة أخرى، حث نتنياهو، يوم أمس، فرنسا على اتخاذ موقف حاسم ومنع إبرام اتفاق سيئ مع إيران، فيما صرّح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن «الأمور ليست واضحة في هذه المرحلة»، قبل عشرة أيام فقط على انتهاء مهلة التوصل لاتفاق مع إيران.
يلتقي وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اليوم في لوكسمبورغ مع نظرائه البريطاني والألماني والفرنسي، بالإضافة إلى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في إطار المفاوضات حول برنامج طهران النووي، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال المصدر إن «الاجتماع سيكون سياسيا في إطار المفاوضات الحالية قبل الجولة النهائية»، لافتا إلى حضور وزراء الخارجية الفرنسي لوران فابيوس والبريطاني فيليب هاموند والألماني فرانك فالتر شتاينماير.
وسيكون اللقاء على هامش الاجتماع الشهري لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ.
وما زالت المفاوضات جارية بين إيران ومجموعة الدول الست الكبرى منذ 20 شهرا أملا ببلوغ اتفاق نهائي قبل نهاية يونيو (حزيران) يضمن الطابع السلمي للبرنامج النووي لطهران مقابل رفع العقوبات الدولية التي تؤثر في اقتصادها.
وفابيوس الذي سيلتقي ظريف على انفراد، دعا أمس إلى أن يكون أي اتفاق مع إيران حول ملفها النووي «قابلا للتحقق».
وقال فابيوس للصحافيين إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعاه خلال محادثات لاتخاذ موقف «صارم» بشأن اتفاق تنتقده إسرائيل لأنه لا يضمن عدم حصول إيران على قنبلة نووية.
وأضاف فابيوس: «نحتاج لأن نلتزم أقصى درجات الحزم في المرحلة التي نحن فيها الآن لأن الأمور لا تزال غير واضحة».



إردوغان يوجه تحذيراً صارماً لـ«العمال الكردستاني»

إردوغان تعهد بدفن مسلحي «العمال الكردستاني» إذا رفضوا إلقاء أسلحتهم (الرئاسة التركية)
إردوغان تعهد بدفن مسلحي «العمال الكردستاني» إذا رفضوا إلقاء أسلحتهم (الرئاسة التركية)
TT

إردوغان يوجه تحذيراً صارماً لـ«العمال الكردستاني»

إردوغان تعهد بدفن مسلحي «العمال الكردستاني» إذا رفضوا إلقاء أسلحتهم (الرئاسة التركية)
إردوغان تعهد بدفن مسلحي «العمال الكردستاني» إذا رفضوا إلقاء أسلحتهم (الرئاسة التركية)

بينما يواصل وفد الحوار مع زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة في تركيا، عبد الله أوجلان، في إطار مبادرة لإنهاء الإرهاب في تركيا ينظر إليها على أنها عملية جديدة لحل المشكلة الكردية، ثار الجدل حول إمكانية تخلي مقاتلي الحزب عن أسلحتهم.

ووجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان رسالة صارمة بشأن حلّ حزب «العمال الكردستاني» نفسه، قائلاً إن «الإرهابيين الانفصاليين باتوا أمام خيارين لا ثالث لهما... القتلة الانفصاليون إما أن يدفنوا أسلحتهم في أقرب وقت ممكن، وإما سيدفنون تحت الأرض بأسلحتهم. لا يوجد خيار ثالث غير هذين الخيارين».

لا تسامح ولا عفو

وقال إردوغان، في كلمة خلال مؤتمر لحزبه في ريزا شمال تركيا، الأحد: «سننقذ بلادنا من آفة الإرهاب التي ألحقها الإمبرياليون بشعبنا في أسرع وقت ممكن، نحن مصممون وعازمون على حسم هذه القضية، وقد حددنا هدفنا في هذا السياق».

إردوغان متحدقاً في مؤتمر لحزبه في طرابزون شمال تركيا الأحد (الرئاسة التركية)

وفي مؤتمر آخر في طرابزون، قال إردوغان: «لا أحد، سواء كان تركياً أو كردياً أو عربياً، لديه أي تسامح مع الإرهابيين الذين هم بيادق في مخططات الإمبرياليين الإقليمية». وأيد إردوغان دعوة حليفه رئيس حزب «الحركة القومية»، دولت بهشلي، بدء عملية حوار مع أوجلان من خلال حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المؤيد للأكراد، تنتهي بدعوته إلى البرلمان للحديث من خلال المجموعة البرلمانية للحزب، وإعلان حل حزب «العمال الكردستاني»، المصنف منظمة إرهابية، وإلقاء أسلحته، وانتهاء مشكلة الإرهاب في تركيا، مقابل النظر في خطوات قانونية للعفو عنه بعدما أمضى 25 عاماً في سجن انفرادي بجزيرة إيمرالي في ولاية بورصة جنوب بحر مرمرة، غرب تركيا.

وقام وفد من الحزب يضم نائبيه؛ عن إسطنبول سري ثريا أوندر، ووان (شرق تركيا) بروين بولدان، بزيارة لأوجلان في إيمرالي، في 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ونقلا عنه استعداده لتوجيه الرسائل اللازمة، وتأكيده على الأخوة بين الأكراد والأتراك، في ظل الظروف في غزة وسوريا التي تشكل تهديداً خطيراً، على أن تتم العملية من خلال البرلمان وتشارك فيها المعارضة.

لقاء «وفد إيمرالي» مع رئيس البرلمان نعمان كورتولموش (موقع حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب)

وبعد ذلك قام الوفد، الذي انضم إليه السياسي الكردي البارز أحمد تورك، بزيارة لرئيس البرلمان، نعمان كورتولموش وبهشلي، ليستكمل لقاءاته مع حزب «العدالة والتنمية» الحاكم وأحزاب المعارضة، باستثناء حزبي «الجيد» و«النصر» اللذين أعلنا رفضهما العملية الجارية.

في السياق ذاته، شدّدت مصادر عسكرية تركية على أهمية مبادرة بهشلي لجعل «تركيا خالية من الإرهاب»، لافتة إلى أنه إذا تحقق هذا الهدف وألقت منظمة حزب «العمال الكردستاني» أسلحتها، فإن العناصر الإرهابية في سوريا، في إشارة إلى «وحدات حماية الشعب الكردية» التي تقود «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، ستتأثر سلباً.

وأكّدت المصادر، بحسب ما نقلت وسائل إعلام تركية، الأحد، أنه إذا تم القضاء على «التنظيم الإرهابي» (حزب العمال الكردستاني) وإلقاء أسلحته، فسيتم محاكمة المستسلمين من عناصره، وسيتم إطلاق سراحهم إذا وجد القضاء أنهم غير مذنبين، «لكن من المستحيل أن يتم إصدار عفو عن الإرهابيين».

وتوقّعت المصادر هروب قادة حزب «العمال الكردستاني» في جبل قنديل (معقل العمال الكردستاني في شمال العراق) إلى دول أوروبية، إذا تم نزع سلاحهم.

رفض قومي

في المقابل، قال رئيس حزب «النصر»، أوميت أوزداغ، إنه «لا يوجد في تاريخ العالم أي منظمة إرهابية ألقت أسلحتها، هذه كذبة كبيرة».

رئيس حزب النصر القومي التركي المعارض أوميت أوزداغ (حسابه في «إكس»)

وأضاف أوزداغ، في تصريحات الأحد: «نريد (...) أن يدرك (الجمهور التركي) أن ما يحدث فقط هو أن عبد الله أوجلان سيظهر في البرلمان، وسيوجه الدعوة لإلقاء السلاح وسيحصل على العفو». وتابع: «نعتقد أن الوقت قد حان للنزول إلى الشوارع، حتى لا يتم العفو عن قتلة الجنود الأتراك». وأعلن أن حزبه سيبدأ مسيرات في أنحاء تركيا بدءاً من الخميس المقبل، مضيفاً: «حزبنا ليس في البرلمان، لكننا سنحول تركيا كلها إلى برلمان، نحن ضد هذه العملية التي تحرج الأمة وتكسر شرف الدولة التركية».

بدوره، قال زعيم المعارضة رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزال، خلال تجمع لحزبه، الأحد، إن حزبه «لن يقول نعم لأي شيء لا تقوله عوائل الشهداء والمحاربين القدامى».