فيدرر يودع ملاعب التنس بدموعه في ليلة عاطفية

نادال يؤكد أنه فقد جزءاً مهماً من حياته وينسحب من بطولة ليفر

دموع فيدرر ونادال تنهمر بعد إسدال المايسترو السويسري الستار على مسيرته المظفرة (أ.ف.ب)
دموع فيدرر ونادال تنهمر بعد إسدال المايسترو السويسري الستار على مسيرته المظفرة (أ.ف.ب)
TT

فيدرر يودع ملاعب التنس بدموعه في ليلة عاطفية

دموع فيدرر ونادال تنهمر بعد إسدال المايسترو السويسري الستار على مسيرته المظفرة (أ.ف.ب)
دموع فيدرر ونادال تنهمر بعد إسدال المايسترو السويسري الستار على مسيرته المظفرة (أ.ف.ب)

أثنى نجم التنس السويسري روجيه فيدرر على زوجته ميركا وأكد أنه «سعيد وليس حزينا»، رغم البكاء لدى وداع ملاعب التنس عقب هزيمته والنجم الإسباني رافاييل نادال في منافسات الزوجي ببطولة كأس ليفر. انسحب النجم الإسباني رافاييل نادال من البطولة، وأعلن منظمو البطولة أن نادال أرجع انسحابه من البطولة «لأسباب شخصية»، حيث تردد أنه سيتوجه إلى بلاده على الفور كي يكون بجانب زوجته التي أوشكت على وضع مولودها الأول. وفي ليلة عاطفية اتجه فيدرر للاعتزال والدموع في عينيه والهتافات في أذنيه. وأمام 17500 متفرج في ملعب لندن أرينا، عاد فيدرر الحائز على 20 لقبا في البطولات الأربع الكبرى بعد أكثر من عام للمشاركة في مباراته الأخيرة جنبا إلى جنب مع منافسه الإسباني الكبير في نهاية لا تُنسى على نهر التايمز. وبعد تجاوز التوقيت منتصف الليل بالفعل، أتيحت الفرصة لفيدرر ليحقق الفوز في مباراة الزوجي عندما كان الإرسال معه في نقطة الفوز بالمباراة في شوط فاصل متوتر، لكن لم يكن الأمر كذلك لأن الأميركيين جاك سوك وفرنسيس تيافو أفسدا هذا السيناريو.
وأرسل سوك ضربة أمامية ناجحة ليحقق الفوز 4-6 و7-6 و11-9 لفريق العالم. وبعد لحظة وجيزة من الصمت تقريبا حول الملعب المزدحم بدأت الجماهير في تحية عاطفية لفيدرر البالغ عمره 41 عاما والذي تميزت أناقته وشخصيته الجذابة وروحه الرياضية في تجاوز التنس خلال مسيرة استمرت 24 عاما. وأظهر فيدرر لحظات من سحره التقليدي خلال مباراة متكافئة بشدة وأبقى مشاعره تحت السيطرة. لكن الدموع تدفقت بعد ذلك عندما غنت المطربة إيلي جولدينغ أثناء عرض لقطات من مباريات فيدرر على الملعب ذي الأرضية السوداء.

بدموعه أثنى فيدرر على زوجته ميركا (أ.ب)

وعندما احتضنته زوجته ميركا وأطفاله ليو وليني وميلا وتشارلين ووالديه لينيت وروبرت، لم تكن هناك أي عيون جافة بين أعضاء الأسرة. وقال فيدرر، الذي أعلن الأسبوع الماضي أن هذه ستكون آخر بطولة يشارك فيها عقب معاناته من إصابة في الركبة، «سنتجاوز هذا بطريقة ما. لقد كان يوما رائعا. أخبرت الرفاق أنني سعيد ولست حزينا. استمتعت بربط رباط حذائي مرة أخرى. كل شيء كان آخر مرة. اللعب مع رافا في وجود كل العظماء والأساطير هنا». وانهار فيدرر عندما وجه الشكر إلى زوجته. وقال: «كانت من الممكن أن تمنعني منذ وقت طويل، لكنها لم تفعل. لقد واصلت حثي على الاستمرار وسمحت لي باللعب، لذلك فالأمر مذهل. شكرا لك».
واستقبلت الجماهير فيدرر في أجواء احتفالية عند دخوله الملعب إلى جانب نادال بعد الساعة العاشرة مساء بالتوقيت المحلي لأداء مباراته الأخيرة. وكتب فيدرر على حسابه في تويتر في وقت سابق من اليوم «لقد فعلت هذا آلاف المرات، لكن هذه المرة تبدو مختلفة، شكرا لكل من سيأتي الليلة».
لقد شعرت بالتأكيد بهذا أيضا الجماهير الغفيرة التي ضمت الأسترالي العظيم رود ليفر الذي ألهم فيدرر لإنشاء بطولة الفرق الجديدة التي تقام في لندن لأول مرة. وخلال إجراءات القرعة قبل انطلاق المباراة هتفت الجماهير لفيدرر ونادال ورفع فيدرر ذراعه لتحية الحضور عند دخوله الملعب. وزاد الهتاف عندما سدد فيدرر ضربة مباشرة من على الشبكة في الشوط الافتتاحي وهي أول ضربة في مباراة تنافسية له منذ هزيمته أمام البولندي هوبرت هوركاتش في دور الثمانية لبطولة ويمبلدون عام 2021 والتي أنهت حلمه بتمديد رقمه القياسي بفوزه بلقبه التاسع في الملعب الرئيسي.

رحلة فيدرر المثالية على ملاعب التنس تنتهي (أ.ف.ب)

وخلال تغيير الملعب أظهرت شاشات الفيديو بعض اللحظات المميزة في مسيرة فيدرر الاحترافية التي استمرت 24 عاما بتكريم من نادال ولينيت والدة اللاعب السويسري. واختبر الثنائي الأميركي سوك وتيافو ردود فعل فيدرر ببعض الضربات القوية التي استهدفت المايسترو السويسري الذي لم يكن ليطالب بأقل من ذلك. كان فيدرر ندا، إذ كانت تسديداته وتحركات قدمه الذكية جيدة رغم غيابه عن الملاعب لوقت طويل. وحسم الثنائي الأيقوني، الذي يبلغ عمره معا 77 عاما وحصد 42 لقبا في البطولات الأربع الكبرى، المجموعة الافتتاحية عبر كسر إرسال تيافو. لكن الفريق الأميركي تعادل بعد بدء أداء فيدرر ونادال في التراجع. ورغم الأجواء الاحتفالية في الملعب، لم يكن هناك خطر من تحول وداع فيدرر إلى مباراة استعراضية. كان الأمر جادا، وبعد كسر إرسالهما في وقت مبكر من المجموعة الثانية، عاد فيدرر ونادال وبدوا متأهبين للفوز بمجموعتين متتاليتين، لكن بدلا من ذلك ذهبا إلى خوض شوط فاصل انتهى بعد منتصف الليل.
وهتفت الجماهير: «هيا فيدرر… هيا فيدرر» في المدرجات المزدحمة حيث شق فيدرر ونادال طريقهما نحو الانتصار الذي تطلبته المناسبة لكن رغم كل شيء لم ينجح فيدرر في الفوز ليزيد لمعان ليلة الاحتفال بلاعب قاد التنس إلى عصره الذهبي. وقال فيدرر، الذي وصل لمكانة غير مسبوقة وأعاد كتابة سجل الأرقام القياسية، «ما زلت أشعر بالاحتفال وهذا بالضبط ما كنت أتمناه. لقد كانت رحلة مثالية».
وقبل إعلان انسحابه من البطولة عقب اعتزال فيدرر قال نادال إن جزءا مهما منه كان يغادر أيضا منافسات الرجال مع اعتزال اللاعب السويسري. وقال نادال، الذي حصد 22 لقبا من البطولات الأربع الكبرى في فردي الرجال، إنها كانت ليلة صعبة بالنسبة له من الناحية العاطفية، حيث كانت الهزيمة أمام الثنائي الأميركي جاك سوك وفرنسيس تيافو بمثابة نهاية مسيرة فيدرر المبهرة. وقال اللاعب الإسباني عن فيدرر: «بالنسبة لي كان شرفا كبيرا أن أكون جزءا من هذه اللحظة المذهلة في تاريخ رياضتنا، وفي نفس الوقت المشاركة في الكثير من الأشياء معا طوال العديد من السنوات. عندما يغادر روجر الرياضة، نعم فإن جزءا مهما من حياتي يغادر أيضا لأن كل اللحظات التي قضاها إلى جانبي أو أمامي في الملعب مهمة من حياتي. لذلك كان الأمر عاطفيا (لرؤية) العائلة وكل هذه الناس. نعم، يصعب وصفها. ولكنها لحظة رائعة».


مقالات ذات صلة

رئيس «وادا»: واجهنا هجمات ظالمة وتشهيرية في عام مضطرب

رياضة عالمية رئيس وادا البولندي فيتولد بانكا (واس)

رئيس «وادا»: واجهنا هجمات ظالمة وتشهيرية في عام مضطرب

تعرضت الهيئة الرقابية الرياضية لانتقادات شديدة بسبب السماح لسباحين من الصين ثبتت إيجابية اختباراتهم لمادة تريميتازيدين.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
رياضة عالمية سينر تعاطى مرتين مادة كلوستيبول المحظورة  (إ.ب.أ)

مكافحة المنشطات: مصير سينر يتحدد خلال العام الجديد

أعلنت (وادا)  أن محكمة التحكيم الرياضية (كاس) لن تصدر قرارها بشأن الاستئناف في قضية لاعب كرة المضرب الإيطالي يانيك سينر.

«الشرق الأوسط» (مونتريال )
رياضة عالمية ستان فافرينكا يشارك في أستراليا المفتوحة (أ.ب)

«دورة أستراليا»: البطل السابق فافرينكا يشارك ببطاقة دعوة

أعلن منظمو بطولة أستراليا المفتوحة للتنس الجمعة أن ستان فافرينكا كان من بين 9 لاعبين حصلوا على بطاقات دعوة للمشاركة في البطولة.

«الشرق الأوسط» (ملبورن)
رياضة عالمية ستيسي أليستر ستتنحى عن منصب مديرة بطولة أميركا المفتوحة العام المقبل (أ.ب)

أليستر مديرة «أميركا المفتوحة» تتنحى عن منصبها بعد نسخة 2025

أعلن الاتحاد الأميركي للتنس أن ستيسي أليستر مديرة بطولة أميركا المفتوحة ستتنحى عن منصبها بعد نسخة 2025 من البطولة الكبرى وستتولى دوراً استشارياً بالاتحاد.

«الشرق الأوسط» (ميامي)
رياضة عالمية من تجهيزات كرات المضرب في لندن (أ.ب)

اتحاد التنس البريطاني يمنع مشاركة المتحولات لضمان العدالة

قال اتحاد التنس البريطاني الأربعاء إنه أجرى تحديثاً لقواعده لمنع النساء المتحولات جنسياً من المشاركة في عدد من بطولات للسيدات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».