أحزاب تونسية توجه انتقادات حادة للقانون الانتخابي الجديد

«المحكمة الأفريقية لحقوق الإنسان» تطالب السلطات بـ«العودة إلى الديمقراطية»

الرئيس التونسي قيس سعيد (رويترز)
الرئيس التونسي قيس سعيد (رويترز)
TT

أحزاب تونسية توجه انتقادات حادة للقانون الانتخابي الجديد

الرئيس التونسي قيس سعيد (رويترز)
الرئيس التونسي قيس سعيد (رويترز)

وجهت عدة أحزاب تونسية مؤيدة لخيارات الرئيس قيس سعيد، انتقادات حادة للقانون الانتخابي الجديد الذي صاغه رئيس الجمهورية، خصوصاً شرط حصول كل مرشح على 400 تزكية، لكنها أكدت رغم ذلك مشاركتها في الانتخابات البرلمانية المقررة في 17 من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، مبررة ذلك بقطع الطريق أمام منظومة ما قبل 25 يوليو (تموز) 2021، ممثلة خاصة في الائتلاف الحاكم الذي كانت تتزعمه حركة «النهضة»، بزعامة راشد الغنوشي.
وقال زهير الحمدي، زعيم حزب «التيار الشعبي» (قومي)، إن القانون الانتخابي الجديد «يعطي فرصة لتشكيل أقطاب سياسية كبرى، تعطي برلماناً بأغلبية واضحة ومعارضة واضحة، لكن شروط الترشح ستكون معيقة لعملية الترشح، خصوصاً في ظل اشتراط الهيئة تأمين توقيعات 400 شخص في مقر البلديات». وفي هذا السياق، اقترح الحمدي على هيئة الانتخابات فتح مكاتبها في كل المناطق، والاعتماد على التوقيع الإلكتروني ومجانيته، مع تشديد الرقابة على كل محاولات شراء التزكيات، والتصدي للأساليب غير المشروعة للحصول عليها. لكن عدداً من الأحزاب السياسية، من بينها خمسة أحزاب يسارية وحركة «النهضة» والحزب الدستوري الحر، أعلنت في المقابل مقاطعتها للانتخابات البرلمانية المقبلة.
في المقابل، اعتبر عبيد البريكي، رئيس حركة «تونس إلى الأمام»، المؤيدة لخيارات الرئيس سعيد، أن القانون الانتخابي الجديد «يحمل في طياته ثغرات عديدة، ترتقي إلى مستوى التناقض مع دستور 25 يوليو (تموز) 2022»، ورأى أن البرلمان المقبل «لن يحقق المناصفة»، مطالباً الرئيس سعيد بتعديل الفصول المبدئية في القانون الانتخابي. لكنه أكد مع ذلك أن حزبه سيشارك في الانتخابات البرلمانية المقبلة «حتى لا تعود منظومة ما قبل 25 يوليو إلى السلطة»، على حد تعبيره.
في السياق ذاته، أبدى حراك 25 يوليو تأييده للقانون الانتخابي الجديد، لكنه عبر عن تحفظاته على بعض النقاط، التي قال إنها «تحتاج إلى مراجعة»، كما انتقد حاتم اليحياوي، عضو مكتبه السياسي للحزب، بعض الصعوبات المتعلقة بالحصول على التزكيات، وقال إن القانون الانتخابي الجديد «عمل على تكريس مبدأ حياد الإدارة، من خلال منع الولاة والمعتمدين من الترشح لانتخابات قبل مرور سنة من انتهاء وظائفهم، إلا أنه غفل عن منع أعضاء المجالس البلدية والنيابات الخصوصية».
على صعيد آخر، دعت «المحكمة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب»، السلطات التونسية، إلى «العودة إلى الديمقراطية في أجل مدته سنتان من تاريخ تبليغها بالحكم، واتخاذ كافة الإجراءات الضرورية لإرساء المحكمة الدستورية، وإزالة كافة العوائق القانونية التي تحول دون ذلك»، لتنضم بذلك إلى قائمة الأطراف الدولية المطالبة تونس بالعودة إلى المسار الديمقراطي، في مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا والبرلمان الأوروبي.
واعتبرت المحكمة أن الدولة التونسية «انتهكت حق الشعب في المشاركة في إدارة شؤونه العامة، كما هو مكفول في الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب»، ورأت أن التدابير الاستثنائية المتخذة من قبل الدولة التونسية «لم تصدر وفقاً للقوانين المعمول بها في الدولة التونسية، ولم تكن متناسبة مع الغرض الذي اعتمدت من أجله». كما طالبت المحكمة ذاتها الدولة التونسية بإلغاء الأمر الرئاسي، المتعلق بالتدابير الاستثنائية، والأمر الرئاسي المتعلق بإعفاء رئيس الحكومة وأعضاء الحكومة، وكذا الأمر الرئاسي المتعلق بتمديد التدابير الاستثنائية، والمتعلقة بتعليق اختصاصات البرلمان.
كانت المحكمة قد تلقت في 21 من أكتوبر (تشرين الأول) 2021 شكوى، تتهم السلطات التونسية بانتهاك حقوق التونسيين المكفولة في الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب، وعدد من المعاهدات المتعلقة بحقوق الإنسان، على أثر صدور عدد من الأوامر الرئاسية لسنة 2021.



إعلان القائمة الطويلة لـ«بوكر» العربية

أغلفة روايات القائمة الطويلة
أغلفة روايات القائمة الطويلة
TT

إعلان القائمة الطويلة لـ«بوكر» العربية

أغلفة روايات القائمة الطويلة
أغلفة روايات القائمة الطويلة

أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية الروايات المرشّحة للقائمة الطويلة بدورتها عام 2025؛ إذ تتضمّن القائمة 16 رواية. وكانت قد ترشحت للجائزة في هذه الدورة 124 رواية، وجرى اختيار القائمة الطويلة من قِبل لجنة تحكيم مكوّنة من خمسة أعضاء، برئاسة الأكاديمية المصرية منى بيكر، وعضوية كل من بلال الأرفه لي أكاديمي وباحث لبناني، وسامبسا بلتونن مترجم فنلندي، وسعيد بنكراد أكاديمي وناقد مغربي، ومريم الهاشمي ناقدة وأكاديمية إماراتية.

وشهدت الدورة المذكورة وصول كتّاب للمرّة الأولى إلى القائمة الطويلة، عن رواياتهم: «دانشمند» لأحمد فال الدين من موريتانيا، و«أحلام سعيدة» لأحمد الملواني من مصر، و«المشعلجي» لأيمن رجب طاهر من مصر، و«هوّارية» لإنعام بيوض من الجزائر، و«أُغنيات للعتمة» لإيمان حميدان من لبنان، و«الأسير الفرنسي» لجان دوست من سوريا، و«الرواية المسروقة» لحسن كمال من مصر، و«ميثاق النساء» لحنين الصايغ من لبنان، و«الآن بدأت حياتي» لسومر شحادة من سوريا، و«البكّاؤون» لعقيل الموسوي من البحرين، و«صلاة القلق» لمحمد سمير ندا من مصر، و«ملمس الضوء» لنادية النجار من الإمارات.

كما شهدت ترشيح كتّاب إلى القائمة الطويلة وصلوا إلى المراحل الأخيرة للجائزة سابقاً، وهم: «المسيح الأندلسي» لتيسير خلف (القائمة الطويلة في 2017)، و«وارثة المفاتيح» لسوسن جميل حسن (القائمة الطويلة في 2023)، و«ما رأت زينة وما لم ترَ» لرشيد الضعيف (القائمة الطويلة في 2012 و2024)، و«وادي الفراشات» لأزهر جرجيس (القائمة الطويلة في 2020، والقائمة القصيرة في 2023).

في إطار تعليقها على القائمة الطويلة، قالت رئيسة لجنة التحكيم، منى بيكر: «تتميّز الروايات الستّ عشرة التي اختيرت ضمن القائمة الطويلة هذا العام بتنوّع موضوعاتها وقوالبها الأدبية التي عُولجت بها. هناك روايات تعالج كفاح المرأة لتحقيق شيءٍ من أحلامها في مجتمع ذكوريّ يحرمها بدرجات متفاوتة من ممارسة حياتها، وأخرى تُدخلنا إلى عوالم دينيّة وطائفيّة يتقاطع فيها التطرّف والتعنّت المُغالى به مع جوانب إنسانيّة جميلة ومؤثّرة».

وأضافت: «كما تناولت الكثير من الروايات موضوع السلطة الغاشمة وقدرتها على تحطيم آمال الناس وحيواتهم، وقد استطاع بعض الروائيين معالجة هذا الموضوع بنفَسٍ مأساوي مغرقٍ في السوداوية، وتناوله آخرون بسخرية وفكاهة تَحُدّان من قسوة الواقع وتمكّنان القارئ من التفاعل معه بشكل فاعل».

وتابعت: «أمّا من ناحية القوالب الأدبيّة فتضمّنت القائمة عدّة روايات تاريخيّة، تناول بعضها التاريخ الحديث، في حين عاد بنا البعض الآخر إلى العهد العبّاسيّ أو إلى فترة محاكم التفتيش واضطهاد المسلمين في الأندلس. كما تضمّنت القائمة أعمالاً أقرب إلى السيرة الذاتيّة، وأخرى تشابه القصص البوليسيّة إلى حدّ كبير».

من جانبه، قال رئيس مجلس الأمناء، ياسر سليمان: «يواصل بعض روايات القائمة الطويلة لهذه الدورة توجّهاً عهدناه في الدورات السابقة، يتمثّل بالعودة إلى الماضي للغوص في أعماق الحاضر. لهذا التوجّه دلالاته السوسيولوجية، فهو يحكي عن قساوة الحاضر الذي يدفع الروائي إلى قراءة العالم الذي يحيط به من زاوية تبدو عالمة معرفياً، أو زاوية ترى أن التطور الاجتماعي ليس إلّا مُسمّى لحالة تنضبط بقانون (مكانك سر). ومع ذلك فإنّ الكشف أمل وتفاؤل، على الرغم من الميل الذي يرافقهما أحياناً في النبش عن الهشاشة وعن ضراوة العيش في أزمان تسيطر فيها قوى البشر على البشر غير آبهة بنتائج أفعالها. إن مشاركة أصوات جديدة في فيالق الرواية العربية من خلفيات علمية مختلفة، منها الطبيب والمهندس وغير ذلك، دليل على قوّة الجذب التي تستقطب أهل الثقافة إلى هذا النوع الأدبي، على تباين خلفياتهم العمرية والجندرية والقطرية والإثنية والشتاتية». وسيتم اختيار القائمة القصيرة من قِبل لجنة التحكيم من بين الروايات المدرجة في القائمة الطويلة، وإعلانها من مكتبة الإسكندرية في مصر، وذلك في 19 فبراير (شباط) 2025، وفي 24 أبريل (نيسان) 2025 سيتم إعلان الرواية الفائزة.

ويشهد هذا العام إطلاق ورشة للمحررين الأدبيين تنظّمها الجائزة لأول مرة. تهدف الورشة إلى تطوير مهارات المحررين المحترفين ورفع مستوى تحرير الروايات العربية، وتُعقد في الفترة بين 18 و22 من هذا الشهر في مؤسسة «عبد الحميد شومان» بالأردن.