بالدموع... أسطورة التنس فيدرر يسدل الستار على مسيرته

فيدرر يدلي بتصريح وهو في حالة تأثر مع ختام مباراة الاعتزال (إ.ب.أ)
فيدرر يدلي بتصريح وهو في حالة تأثر مع ختام مباراة الاعتزال (إ.ب.أ)
TT

بالدموع... أسطورة التنس فيدرر يسدل الستار على مسيرته

فيدرر يدلي بتصريح وهو في حالة تأثر مع ختام مباراة الاعتزال (إ.ب.أ)
فيدرر يدلي بتصريح وهو في حالة تأثر مع ختام مباراة الاعتزال (إ.ب.أ)

كان من غير المعقول أن تنتهي مسيرة روجر فيدرر المليئة بالألقاب بالهزيمة يوم اعتزاله، لكن هذا ما حدث أمس (الجمعة)، عندما خسر المايسترو السويسري مع رافائيل نادال في ليلة عاطفية في كأس ليفر للتنس الليلة الماضية.
واتجه فيدرر للاعتزال والدموع في عينيه والهتافات في أذنيه. وأمام 17500 متفرج في ملعب لندن أرينا، عاد فيدرر الحائز على 20 لقبا في البطولات الأربع الكبرى بعد أكثر من عام للمشاركة في مباراته الأخيرة جنبا إلى جنب مع منافسه الإسباني الكبير في نهاية لا تنسى على نهر التايمز.
https://twitter.com/SportsCenter/status/1573458218768125954
وكان فيدرر، الذي يجيد العديد من اللغات والبالغ عمره 41 عاماً وأجرى عدداً لا يحصى من المقابلات داخل الملعب خلال 24 عاماً قضاها في قمة اللعبة، يخشى أن تجعله مشاعره غير واضح بعد مباراة الزوجي الأخيرة في لندن.
وقال للصحافيين: «هذا هو الجزء الذي كنت قلقا بشأنه للغاية وهو الحديث في الميكروفون. (أردت) أن أكون قادرا على قضاء أمسية حيث لا يتعين علي الحديث... ربما تعتقدون أنه من المنطقي أنني يجب أن آخذ الميكروفون. في رأيي لم أفعل ذلك لأنني أعرف كم من المستحيل أن أتحدث في الميكروفون عندما أكون متأثرا عاطفيا».
https://twitter.com/atptour/status/1573461638899957784
وخلال هذا الموقف، رغم تدفق الدموع، تمكن الحائز على 20 بطولة كبرى من العثور على الكلمات للتعبير عن مشاعره للجماهير ومنافسيه وعائلته.
وقال: «لقد استطعت أن أذكر نفسي... كم هذا رائع. هذه ليست النهاية، كما تعلمون، تستمر الحياة. أنا بصحة جيدة وسعيد، كل شيء على ما يرام وهذه مجرد لحظة من الزمن».
وخسر فيدرر ومنافسه الإسباني الكبير رافائيل نادال مباراة الزوجي أمام الأميركيين جاك سوك وفرنسيس تيافو في مباراة مهمة بالكاد حيث أصبحت الليلة احتفالا بواحد من أعظم اللاعبين الذين شرفوا الرياضة.
ورغم أنه كان سعيدا بكلمته الوداعية التي ألقاها عقب المباراة إلا أن فيدرر أعرب عن شعوره بأن هناك بضع كلمات شكر أخرى يحتاج لتقديمها للجمهور في أماكن أخرى من العالم.
وقال: «كنت أتأكد من أنني نقلت شغفي بالرياضة إلى الجماهير، وأعلمهم أننا نأمل أن نرى بعضنا البعض مرة أخرى في نوع مختلف من ملاعب التنس في مكان ما حول العالم. ليس لدي أي خطط على الإطلاق لأين وكيف ومتى. كل ما أعرفه هو أنني أحب أن أذهب وألعب في أماكن لم ألعب بها من قبل أو أذهب وأقول شكرا لسنوات قادمة لجميع الأشخاص الذين كانوا يدعمونني كثيرا».

«جزء من نادال يرحل» مع فيدرر
أما نادال الذي كان جالسا في الملعب بينما كان منافسه الرائع يودع التنس، فبكى. وقال لاحقا إن جزءا مهما منه كان يغادر أيضاً منافسات الرجال مع اعتزال فيدرر.
https://twitter.com/mrdanwalker/status/1573573176713482241
ولعب نادال مع فيدرر 40 مرة في واحدة من أقوى المنافسات عبر أي رياضة، ورغم ضراوة المنافسة في الملعب، حافظا على صداقتهما خارجه. ربما كان الأكثر تأكيدا لهذه العلاقة أن فيدرر اختار أن يخوض مباراته الأخيرة ونادال.
وانتشرت صور ومقاطع فيديو لفيدرر ونادال، اللذين كانا أحد أكثر المنافسين في التنس إثارة، وهما يبكيان معا بعد هزيمتهما في فريق أوروبا في منافسات الزوجي على ملعب لندن أرينا مما أثار جماهيرهما عاطفيا.
ووصف نادال، الذي حصد 22 لقبا من البطولات الأربع الكبرى في فردي الرجال، الليلة بأنها «صعبة» بالنسبة له من الناحية العاطفية، حيث كانت الهزيمة أمام الثنائي الأميركي سوك وتيافو بمثابة نهاية مسيرة فيدرر المبهرة.

وعن فيدرر قال اللاعب الإسباني: «بالنسبة لي كان شرفا كبيرا أن أكون جزءا من هذه اللحظة المذهلة في تاريخ رياضتنا، وفي نفس الوقت المشاركة في الكثير من الأشياء معا طوال العديد من السنوات».
وأضاف: «عندما يغادر روجر الرياضة، نعم فإن جزءا مهما من حياتي يغادر أيضاً لأن كل اللحظات التي قضاها إلى جانبي أو أمامي في الملعب مهمة من حياتي. لذلك كان الأمر عاطفيا (لرؤية) العائلة وكل هذه الناس. نعم، يصعب وصفها. ولكنها لحظة رائعة».

واستقبلت الجماهير فيدرر في أجواء احتفالية عند دخوله الملعب إلى جانب نادال بعد الساعة العاشرة مساء بالتوقيت المحلي لأداء مباراته الأخيرة.
وكتب فيدرر على حسابه في «تويتر» في وقت سابق من اليوم: «لقد فعلت هذا آلاف المرات، لكن هذه المرة تبدو مختلفة، شكرا لكل من سيأتي الليلة».
https://twitter.com/rogerfederer/status/1573367052743880704
لقد شعرت بهذه الطريقة بالتأكيد أيضاً بالنسبة للجماهير الغفيرة التي ضمت الأسترالي العظيم رود ليفر الذي ألهم فيدرر لإنشاء بطولة الفرق الجديدة التي تقام في لندن لأول مرة.
وخلال إجراءات القرعة قبل انطلاق المباراة هتفت الجماهير لفيدرر ونادال ورفع فيدرر ذراعه لتحية الحضور عند دخوله الملعب.
وخلال تغيير الملعب أظهرت شاشات الفيديو بعض اللحظات المميزة في مسيرة فيدرر الاحترافية التي استمرت 24 عاماً بتكريم من نادال ولينيت والدة اللاعب السويسري.
ورغم الأجواء الاحتفالية في الملعب، لم يكن هناك خطر من تحول وداع فيدرر إلى مباراة استعراضية. كان الأمر جادا، وبعد كسر إرسالهما في وقت مبكر من المجموعة الثانية، عاد فيدرر ونادال وبدوا متأهبين للفوز بمجموعتين متتاليتين، لكن بدلا من ذلك ذهبا إلى خوض شوط فاصل انتهى بعد منتصف الليل.

وهتفت الجماهير «هيا فيدرر... هيا فيدرر» في المدرجات المزدحمة، حيث شق فيدرر ونادال طريقهما نحو الانتصار الذي تطلبته المناسبة لكن رغم كل شيء لم ينجح فيدرر في الفوز ليزيد لمعان ليلة الاحتفال بلاعب قاد التنس إلى عصره الذهبي.
محتج يضرم النار في ذراعه
وفي حادثة غريبة، أضرم محتج النار في ذراعه خلال المباراة، وقبل ساعات من خوض الأسطورة فيدرر آخر مبارياته.

وأجلت الواقعة اللعب لفترة قصيرة في بداية المجموعة الثانية في مباراة فوز ستيفانوس تسيتسيباس 6 - 2 و6 - 1 التي تقدم فيها ضمن «تيم يوروب» (فريق أوروبا) على دييغو شوارتزمان من «تيم ورلد» (فريق العالم) في لندن.
والناشط، الذي كان يحمل قداحة ويرتدي قميصاً أبيض يحمل رسالة بشأن الطائرات الخاصة، اقتحم الملعب وجلس قرب الشبكة قبل أن يضرم النار في جزء من الملعب وفي ذراعه. ولاحقا حمله حراس الأمن إلى خارج الملعب.
https://twitter.com/aysethefirst/status/1573335447086010370



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».