مخلوقات زرقاء بأعماق البحر تحيّر العلماء

مخلوقات زرقاء بأعماق البحر تحيّر العلماء
TT
20

مخلوقات زرقاء بأعماق البحر تحيّر العلماء

مخلوقات زرقاء بأعماق البحر تحيّر العلماء

تركت مخلوقات «بلو غو» بأعماق البحار العلماء في حيرة من أمرهم بعد أن رصدوا النقط الغامضة المعلقة بقاع منطقة البحر الكاريبي.
وخلال بث مباشر لرحلة استكشافية، ناقش أعضاء الفريق ما يمكن أن تكون عليه هذه الكريات. لكن لم يتمكن أي من الباحثين من التوصل إلى إجابة نهائية.
وشوهد العديد من المخلوقات الزرقاء في 30 أغسطس (آب) من قبل العلماء الذين يتحكمون بمركبة تعمل عن بعد (ROV) بالقرب من قاع البحر المحيط بسانت كروا، إحدى جزر فيرجن الأميركية.
وتم اكتشاف النقط الغامضة بلا حراك على قاع البحر بين 1335 و2005 أقدام (407 و611 مترا) تحت سطح الماء.
وقد قام الباحثون بتجربة المركبة ROV من على متن سفينة الأبحاث Okeanos Explorer التابعة للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، والتي أمضت الأشهر الأربعة الماضية في استكشاف أجزاء من شمال المحيط الأطلسي كجزء من سلسلة استكشاف NOAA (رحلة إلى ريدج 2022).
وتم بث اللقطات الحية بواسطة NOAA لعشاق أعماق البحار من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بها، كما هو الحال.
وخلال البث المباشر، اكتشف الباحثون بعد التكبير بالمجهر أحد المخلوقات الزرقاء غير العادية وبدأوا بمناقشة ما يمكن أن يكون.
فقد لاحظ بعض المراقبين أنه من المحتمل أن يكون إما مرجانيا ناعما أو إسفنجا، وربما حتى تونيكات (اللافقاريات البحرية الجيلاتينية التي يشار إليها أحيانا باسم نافورات البحر). لذلك اقترح الفريق عددا من الأسماء المستعارة المحتملة بما في ذلك «الشيء الأزرق الوعر» و«الأزرق الحيوي» و«الأزرق اللزج». فيما قال أحد الباحثين مازحا «أستطيع أن أخبرك أنها ليست صخرة، ولكن هذا أقصى ما يمكنني الذهاب إليه»، وذلك وفق ما نشر موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص.
وتشمل المشاهد الأخرى الجديرة بالملاحظة من الغطس سمكة ذات عينين خضراوين (Chlorophthalmidae)، وسمكة فقس (Sternoptychidae)، وسمكة لحية (Polymixia)، وإسفنجا زجاجيا (Hexactinellida)، ومرجان الخيزران (Isididae)، وشعابا مرجانية متحجرة نادرا ما يتم ملاحظتها، وفقا لـ NOAA.
وفي هذا الاطار، سيبدأ الفريق الآن العملية المطولة لمحاولة تحديد المادة الزرقاء المحيرة.
وفي البث المباشر، قال الباحثون إنهم سيرسلون الصور ومقاطع الفيديو من الغوص إلى خبراء المرجان والإسفنج لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم تحديد النقاط الغامضة.
وهذه ليست مهمة سهلة، حيث يوجد حوالى 2000 نوع من الشعاب المرجانية اللينة، وفقا للسجل العالمي للأنواع البحرية. وحوالى 8500 نوع من الإسفنج، وفقا لـ NOAA. ووفقا لمعهد «سميثسونيان» للمحيطات يوجد حوالى 3000 نوع من الغلايات.
غير ان أحد العلماء قال «إذا لم يتمكن الخبراء من تحديد النوع، فسيظل اللغز قائما حتى يتم جمع عينة منه».
ويعتقد الفريق أن هذا اللغز اللزج هو النموذج المثالي لما يجعل هذه الحملات ممتعة ومهمة للغاية للمشاهدين والعلماء على حد سواء.


مقالات ذات صلة

ترقُّب فرخ ثالث لاكتمال عائلة النسرَيْن الشهيرَيْن «جاكي» و«شادو»

يوميات الشرق العائلة تكبُر (أصدقاء وادي بيغ بير)

ترقُّب فرخ ثالث لاكتمال عائلة النسرَيْن الشهيرَيْن «جاكي» و«شادو»

تتصاعد المشاعر المشحونة بالترقُّب حيال عشّ النسرين الشهيرين «جاكي» و«شادو»، بعد شرخ دقيق في البيضة الثالثة، إيذاناً ببدء مرحلة الفَقْس...

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
المهارة (رويترز)

الإنسان صنع الأدوات بعظام الحيوانات قبل 1.5 مليون سنة

أظهر بحثٌ جديدٌ أنَّ البشر الأوائل استخدموا عظام الحيوانات بانتظام لصنع أدوات حادّة قبل نحو 1.5 مليون سنة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الفئران المعدلة وراثياً ذات لون أفتح من الفئران المعملية العادية (شركة كولوسال)

علماء يبتكرون «فأراً صوفياً» لإحياء حيوان الماموث

ابتكر العلماء فأراً صغيراً بشارب مجعد وشعر متموج وخفيف ينمو أطول بـ3 مرات من شعر فأر المعمل العادي. ويجسد القارض المعدل وراثياً عدداً من السمات الصوفية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك صورة مجهرية معززة بالألوان تُظهر دباً مائياً (ناشيونال جيوغرافيك - آي أوف ساينس)

«دب الماء»... حيوان صغير يُنتج بروتيناً يمكنه إحداث ثورة بعلاج السرطان

أظهرت دراسة جديدة أن أكثر الحيوانات قدرة على الصمود في العالم، وهو دب الماء المجهري ينتج بروتيناً مقاوماً للإشعاع يمكن أن يحدث ثورة في علاج السرطان.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق حوت وقع في شباك الصيد قبل أن يتمكن رجال الإنقاذ من تحريره بالقرب من الشاطئ في ميدزيزدروي في بولندا 26 فبراير 2025 (أ.ب)

نفوق حوت نادر مهدَّد بالانقراض قبالة ساحل سلطنة عمان

نفقَ قبالة سواحل سلطنة عمان حوت من نوع نادر مهدد بالانقراض يُعرف بـ«حوت بحر العرب الأحدب»، على ما أعلنت هيئة البيئة العمانية الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (مسقط)

تحديد عُمر بقايا هيكل عظمي لطفل مات قبل 27 ألف عام

فكّ ألغاز الماضي (أ.ب)
فكّ ألغاز الماضي (أ.ب)
TT
20

تحديد عُمر بقايا هيكل عظمي لطفل مات قبل 27 ألف عام

فكّ ألغاز الماضي (أ.ب)
فكّ ألغاز الماضي (أ.ب)

حدَّد باحثون بريطانيون عُمر بقايا هيكل عظمي لطفل قديم أثار اهتماماً واسعاً عند اكتشافه لامتلاكه خصائص مشتركة بين البشر الحديثين وإنسان «نياندرتال» البدائي.

وعُثر على البقايا قبل 27 عاماً داخل ملجأ صخري يُعرف باسم «لاغار فيلهو» في البرتغال، حيث ظهر الهيكل شبه المُكتمل ملوَّناً بصبغة حمراء؛ ما دفع العلماء إلى الاعتقاد بأنّ الجثة ربما غُطيت بجلد حيواني مُصبّغ قبل الدفن.

وعند تحليل سمات الهيكل، لاحظ الباحثون أنّ بعض الخصائص، مثل بنية الجسم وعظام الفك، تُشبه تلك الموجودة لدى إنسان «نياندرتال» (انقرض في أوروبا قبل نحو 24 ألف عام)؛ ما أثار فرضية أنَّ الطفل قد يكون نتاج تزاوج بين المجموعتين. كانت هذه الفكرة ثورية في ذلك الوقت، لكنَّ التطوّرات الجينية اللاحقة أكدت حدوث هذا التهجين؛ إذ لا يزال الحمض النووي لإنسان «نياندرتال» حاضراً في جينات البشر المعاصرين.

واجه العلماء صعوبة في تحديد الفترة الزمنية التي عاش فيها الطفل بدقّة، بسبب نمو جذور نباتية داخل العظام وتلوّث العيّنات بمواد عضوية أخرى، ما حال دون استخدام تقنية الكربون المُشعّ؛ لذلك اعتمدوا على تأريخ الفحم وعظام حيوانات محيطة بالهيكل تراوحت أعمارها بين 27.700 و29.700 عام.

ومع تطوُّر التقنيات، حلَّل الفريق، وفق دراسة نشرتها مجلة «ساينس أدفانسز» ونقلتها «أسوشييتد برس»، بروتيناً موجوداً بشكل رئيسي في العظام البشرية، مُستخدمين عيّنة من ذراع الطفل المكسورة لتأكيد النتائج السابقة: أنّ عمر الهيكل يراوح بين 27.700 و28.600 عام.

وصرَّحت بيتان لينسكوت، المُشاركة في الدراسة والباحثة بجامعة ميامي: «شعرنا بأننا نعيد للطفل جزءاً من قصّته المنسية. لم يكن الهيكل مجرّد بقايا، وإنما قبر طفل صغير. لا بد أنّ أحداً ما أحبَّه، وجعله يضحك، ورافق خطواته القليلة على الأرض».

من جهته، أكد عالم الآثار بجامعة درم البريطانية، بول بيتيت، أنّ البحث يبرز كيف أسهمت طرق التأريخ الحديثة في فكّ ألغاز الماضي. في حين شبَّه المؤلِّف من جامعة لشبونة، جواو زيلهاو، أهمية دراسة الأصول البشرية بالاحتفاظ بصور الأسلاف، قائلاً: «إنها سبيل إلى التذكُّر».